إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الفرق بين العلم والمعرفة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الفرق بين العلم والمعرفة

    إن المعرفة وإن كانت فرع العلم إلاّ أنها تمتاز عنه بخصوصيات وميزات ارتقت بها لتكون محطاً لنظر أهل البيت عليهم السلام فمن هنا كان تأكيدهم عليها ولفت نظرهم إليها في الكثير من أحاديثهم ورواياتهم, ففي رواية الصدوق كما جاء في أماليه عن الصادق عليه السلام: (لا يقبل الله عملاً إلاّ بمعرفة, ولا معرفة إلاّ بعمل, فمن عرف دلته المعرفة على العمل ومن لم يعمل فلا معرفة له, إن الإيمان بعضه من بعض).( الأمالي: 508. )هذا الترابط والتلاحم الوثيق بين المعرفة والعمل لا نجده متوفراً وحاصلاً بين العلم والعمل حيث يمكن افتراق الأوّل عن الثاني كما جاء في الحديث الشريف، عن عليّ عليه السلام: (علم بلا عمل كشجر بلا ثمر).( غرر الحكم: 6290. )فهو صريح بإمكانية فصل العلم عن العمل، بينما نلاحظ أن هناك ترابطاً ذاتياً وتلائماً عضوياً بين المعرفة والعمل، فالعمل من مقومات وذاتيات المعرفة وهي بدونه تنسلخ عن هويتها (فلا معرفة إلاّ بعمل)، (ومن لم يعمل فلا معرفة له).إذن تحصّل من كل هذا أن العلم والذي هو (انطباع صورة الشيء في الذهن) كما يعرّفه المناطقة ليس بالضرورة أن تكون فيه جنبة عملية ودافع حركي بخلاف المعرفة فإنها تتفاعل ذاتياً مع العمل وتنسجم عضوياً مع الحركة الميدانية.ويمكن أن نلاحظ مائزاً آخر بينهما وهو أن المعرفة فيها جنبة شهودية وكاشفية باعتبار تولدها من القلب (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى)( النجم: 11. ) فهي ليست وليدة الفكر بخلاف العلم فهو تراكم معلومات وحركة العقل بينها وبين المجاهيل, فلذا لا يمكن أن تكون المعرفة حجاباً بخلاف العلم, فما أكثر ما يحجب الإنسان من الوصول إلى ربه ويبقى غارقاً في عالم الألفاظ, لذا نقرأ في المناجاة الشعبانية لأمير المؤمنين عليه السلام: (إِلَهِي هَبْ لِي كَمَالَ الانْقِطَاعِ إِلَيْكَ وَأَنِرْ أَبْصَارَ قُلُوبِنَا بِضِيَاءِ نَظَرِهَا إِلَيْكَ حَتَّى تَخْرِقَ أَبْصَارُ الْقُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلَى مَعْدِنِ الْعَظَمَةِ وَتَصِيرَ أَرْوَاحُنَا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ)( إقبال الأعمال 3: 399. ) فهي إشارة واضحة إلى كون العلم لا يمتلك ولا يختزن في طياته الحالة الكشفية فهو في أفضل مراتبه يشكّل (حجاباً نورانياً) وهذا ما يميزه عن الجهل باعتبار الأخير (حجاباً ظلمانياً) ولا يمكن أن يكشف هذه الحجب النورانية إلاّ المعرفة القلبية ونور البصيرة كما أشارت إليه المناجاة.ولذلك كانت المعرفة من أهم الركائز التي بنيت عليها أسس الهداية وهذا ما نجده واضحاً وجلياً في دعاء المعرفة حيث يقول: (اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي).( الكافي 1: 342/ باب الغيبة/ ح 29. ) فالضلالة والغرق في بحار الظلمة ناتج عن الجهل وعدم المعرفة، وحينما نلاحظ الدعاء وربطه بين معرفة الحجة وبين النجاة من الضلال يتبين لنا العنصر الوحيد المنجي والمنقذ في الدارين والمحور الأساس التي تثمر معه معرفة الله ورسوله ألا وهو (معرفة الإمام)، بل نستطيع القول أن لا معرفة بالله ورسوله بدون معرفة الإمام, إذ كيف يعرف الأوّل والثاني وهو ضال عن الدين, وهل الضلال عن الدين إلاّ جهل بهما.

    اللهم إنك أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم إجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لنا ما لايعلمون .

  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
    الاخ الفاضل شيخ جاسم السيلاوي اشكرك جزيل الشكر
    على هذا الموضوع القيم والطيف
    أسال الله ان يرزقنا العلم والعمل الصالح بحق محمد واله الطيبين الطاهرين
    .
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      حياكم الله أخي الكريم الهادي
      وفقتم أيضا للعلم والعمل الصالحين
      وبوركت ألطافكم

      اللهم إنك أعلم بي من نفسي ، وأنا أعلم بنفسي منهم ، اللهم إجعلني خيراً مما يظنون ، واغفر لنا ما لايعلمون .

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X