إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شذرات من حياة بطلة كربلاء الحوراء زينب ( ع )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شذرات من حياة بطلة كربلاء الحوراء زينب ( ع )

    في اليوم الخامس من شهر جمادي الاولى من السنة الخامسة أو السادسة للهجرة وقيل في غرة شعبان في السنة السادسة ولدت زينب بنت الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام .
    عن الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته الزينبية ان زينب ولدت في حياة جدها رسول الله ( ص ) وكانت لبيبة جزلة عاقلة ، وولد الامام الحسن ( ع ) قبل وفاة جده بثماني سنين ، والامام الحسين ( ع ) بسبع سنين وزينب الكبرى بخمس سنين.
    لما ولدت ( ع ) جاءت بها أمها الزهراء ( ع ) إلى أبيها أمير المؤمنين ( ع ) وقالت له : سم هذه المولودة ، فقال ( ع ) ما كنت لاسبق رسول الله ( ص ) وكان في سفر له ، ولما جاء النبي ( ص ) وسأله عن اسمها فقال : ما كنت لاسبق ربي تعالى ،
    فهبط جبرائيل يقرأ على النبي ( ص ) السلام من الله الجليل وقال له : سم هذه المولودة ( زينب ) فقد اختار الله لها هذا الاسم ، ثم أخبره بما يجري عليها من المصائب ، فبكى النبي ( ص ) وقال : من بكى على مصاب هذه البنت كان كمن بكى على أخويها الحسن والحسين ( ع )
    وتكنى بأم كلثوم ، وأم الحسن ، وتلقب : بالصديقة الصغرى ، والعقيلة ، وعقيلة بني هاشم ، وعقيلة الطالبيين
    والموثقة ، والعارفة ، والعالمة غير المعلمة ، والكاملة ، وعابدة آل علي ، وغير ذلك من الصفات الحميدة والنعوت الحسنة ، وهي أول بنت ولدت لفاطمة صلوات الله عليها .
    نشأت في حضن النبوة ، ودرجت في بيت الرسالة ، رضعت لبان الوحي من امها الزهراء البتول ، وغذيت بغداء الكرامة من كف ابن عم الرسول ( ص ) فنشأت نشأة قدسية وربيت تربية روحانية مرتدية رداء العفاف والحشمة ، فالخمسة أصحاب العباء ( ع ) هم الذين قاموا بتربيتها وتثقيفها وتهذيبها . اخذت زينب ( ع ) التربية الصالحة والتأديب القويم من والدها الكرار وأخويها الكريمين الحسن والحسين ( ع ) بعد وفاة امها الزهراء المرضية إلى أن بلغت من العلم والفضل والكمال مبلغا عظيما .
    ولما بلغت مبلغ النساء ، ودخلت مرحلة الشباب ، خطبها الاشراف من العرب ورؤساء القبائل ، فكان أمير المؤمنين ( ع ) يردهم ولم يجب أحدا منهم في أمر زواجهاحيث كان يدور في خلد أمير المؤمنين ( ع ) أن يزوج بناته من أبناء إخوته امتثالا لقول النبي ( ص ) حين نظر إلى أولاد علي ( ع ) وجعفر وقال : بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا ، ولذلك دعا ابن أخيه عبد الله بن جعفر وشرفه بتزويج تلك الحوراء الانسية إياه على صداق أمها فاطمة أربعمائة وثمانين درهما ، ووهبها إياه من خالص ماله ( ع ) .
    وذكر بعض حملة الآثار أن أمير المؤمنين ( ع ) لما زوج ابنته من ابن أخيه عبد الله بن جعفر اشترط عليه في ضمن العقد أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين ، وكان عبد الله بن جعفر أول مولود في الاسلام بأرض الحبشة ، وكان ممن صحب رسول الله ( ص ) وحفظ حديثه ثم لازم أمير المؤمنين ( ع ) والحسين ( ع ) وأخذ منهم العلم الكثير .
    رزقت زينب الحوراء عليا وعونا الاكبر وعباسا وأم كلثوم ، وذكر النوري في تهذيب الاسماء واللغات جعفرا الاكبر . وعون الاكبر من شهداء الطف .
    اتصفت بالعلم والفضل والتقوى والكمال والزهد والورع وكثرة العبادة ومعرفة الله تعالى، ومما زاد في شرفها ومجدها أن الخمسة الاطهار أهل الكساء ( ع ) كانوا يحبونها حبا شديدا .
    جاء في بعض الاخبار أن الحسين ( ع ) كان إذا زارته زينب يقوم إجلالا لها وكان يجلسها في مكانه كما أنها كانت أمينة أبيها على الهدايا الالهية .
    كانت الحوراء زينب على جانب عظيم من الحلم والعلم ومكارم الاخلاق ، ذات فصاحة وبلاغة تفيض من يدها عيون الجود والكرم . وقد جمعت بين جمال الطلعة وجمال الطوية حتى أنها اشتهرت في بيت النبوة ولقبت بصاحبة الشورى . قال لها ابن أخيها علي بن الحسين ( ع ) : أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفهمة غير مفهمة . ويظهر من الفاضل الدربندي وغيره أنها ( ع ) كانت تعلم علم المنايا والبلايا .
    وقال ابن عنبة في ( أنساب الطالبين ) زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ( ع ) كنيتها أم الحسن ، تروي عن أمها فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( ص ) وقد أمتازت بمحاسنها الكثيرة وأوصافها الجليلة وخصالها الحميدة وشيمها السعيدة ومفاخرها البارزة وفضائلها الطاهرة . كان لزينب مجلس في بيتها أيام إقامة أبيها ( ع ) في الكوفة ، وكانت تفسر القرآن للنساء . ويذكر انها كانت في بعض الايام تفسر ( كهيعص ) للنساء إذ دخل أمير المؤمنين ( ع ) ، فقال لها : يا نور عيني سمعتك تفسيرين ( كهيعص ) للنساء ، فقالت : نعم فقال ( ع ) : هذا رمز لمصيبة تصيبكم عترة رسول الله ( ص ) ثم شرح لها المصائب فبكت بكاء عاليا صلوات الله عليها .
    ومن صفاتها ايضا وقارها وكمال معرفتها ووفور علمها وحسن أعراقها وطيب أخلاقها وكانت تشبه أمها سيدة النساء فاطمة الزهراء في جميع ذلك ، وتشبه أباها ( ع ) في قوة القلب في الشدة والثبات عند النائبات
    والصبر على الملمات والشجاعة الموروثة من صفاتها والمهابة المأثورة من سماتها .
    أما عبادتها : فهي تالية أمها الزهراء ( ع ) وكانت تقضي لياليها بالتهجد وتلاوة القرآن ، وعن الفاضل النائيني البرجردي : أن الحسين لما ودع أخته زينب وداعه الاخير قال لها : يا أختاه لا تنسيني في نافلة الليل ، وهذا الخبر رواه هذا الفاضل عن بعض المقاتل المعتبرة .
    وقال بعض ذوي الفضل : أنها ( صلوات الله عليها ) ما تركت تهجدها لله تعالى طول دهرها حتى ليلة الحادي عشر من المحرم . وروي عن زين العابدين ( ع ) أنه قال : رأيتها تلك الليلة تصلي من جلوس ،
    وروى بعض المتبقين عن الامام زين العابدين ( ع ) أنه قال : إن عمتي زينب كانت تؤدي صلواتها من الفرائض والنوافل عند سير القوم بنا من الكوفة إلى الشام من قيام ، وفي بعض المنازل كانت تصلي من جلوس فسألتها عن سبب ذلك فقالت : أصلي من جلوس لشدة الجوع والضعف منذ ثلاث ليال ، لانها كانت تقسم ما يصيبها من الطعام على الاطفال لان القوم كانوا يدفعون لكل واحد منا رغيفا واحدا من الخبز في اليوم والليلة .
    وأما زهدها ( ع ) : فيكفي في إثباته ما روي عن الامام السجاد من أنها ( ع ) ما أدخرت شيئا من يومها لغدها أبدا .
    أسفارها وهي ستة أسفار :
    السفر الاول ( من المدينة إلى الكوفة مع أبيها أمير المؤمنين ( ع ) ) لما هاجر إليها سافرت ( ع ) .
    السفر الثاني ( من الكوفة إلى المدينة مع أخيها الحسن ( ع ) بعد صلحه مع معاوية.
    السفر الثالث (من المدينة إلى كربلاء مع أخيها الحسين ويشتمل هذا السفر على نبذة من مصائبها وصبرها وإخلاصها وثابتها) لما عزم الحسين ( ع ) على السفر من الحجاز إلى العراق ، استأذنت زينب زوجها عبد الله بن جعفر أن تصاحب أخاها الحسين ( ع ) ، مضافا إلى ما عرفت سابقا من اشتراط أمير المؤمنين ( ع ) عليه في ضمن عقد النكاح أن لا يمنعها متى أرادت السفر مع أخيها الحسين ( ع ) ، فأذن لها وأمر ابنيه عونا ومحمدا بالمسير مع الحسين ( ع ) ، والملازمة في خدمته والجهاد دونه ، فسافرت ( ع ) في ذلك الموكب الحسيني المهيب ، في عز وجلال وحشمة ووقار .
    ولكنها ( ع ) سافرت هذه السفرة منقطعة من علائق الدنيا بأسرها في سبيل الله ، قد أعرضت عن زهرة الحياة من المال والبيت والزوج والولد والخدم والحشم ، وصحبت أخاها الحسين ( ع ) ناصرة لدين الله وباذلة النفس والنفيس مع علمها بجميع ما يجري عليها من المصائب والنوائب والمحن .
    وقد رأت ع من المصائب اولها فقدها جدها النبي ( ص ) وما لاقى أهلها بعده من المكاره ، ثم فقدها أمها الكريمة بنت رسول الله بعد مرض شديد وكدر من العيش والاعتكاف في بيت الاحزان ، ثم فقدها أباها عليا وهو مضرج بدمه من سيف ابن ملجم المرادي ، ثم فقدها أخاها المجتبى المسموم تنظر إليه وهو يتقيأ كبده في الطشت قطعة قطعة ، وبعد موته ( ع ) ترشق جنازته بالسهام ، ثم رؤيتها أخاها الحسين ( ع ) تتقاذف به البلاد حتى نزل كربلاء وهناك دهمتها الكوارث العظام من قتله ( ع ) وقتل بقية إخوتها وأولادهم وأولاد عمومتها وخواص الامة من شيعة أبيها ( ع ) عطاشى ، ثم المحن التي لاقتها من هجوم أعداء الله على رحلها ، وما فعلوه من سلب وسبي ونهب وإهانة وضرب لكرائم النبوة وودائع الرسالة ، وتكفلها حال النساء والاطفال في ذلة الاسر ، ثم سيرها معهم من بلد إلى بلد ومن منزل إلى منزل ومن مجلس إلى مجلس ، وغير ذلك من الرزايا التي يعجز عنها البيان ويكل اللسان ، وهي مع ذلك كله صابرة محتسبة ومفوضة أمرها إلى الله ، قائمة بوظائف شاقة من مداراة العيال ومراقبة الصغار واليتامى من أولاد إخوتها وأهل بيتها ، رابطة الجأش بإيمانها الثابت وعقيدتها الراسخة ، حتى أنها كانت تسلي إمام زمانها زين العابدين ( ع ) ، وأما ما كان يظهر منها بعض الاحيان من البكاء وغيره فذلك أيضا كان لطلب الثواب أو للرحمة التي أودعها الله عزوجل في المؤمنين ، أما طلب الثواب فلعلمها بما أعده الله عزوجل للبكائين على الحسين .
    ومن عجيب صبرها وإخلاصها وثباتها أنها سلام الله عليها وعلى أبيها وأمها وأخويها لما وقفت على جسد أخيها الحسين ( ع ) قالت : أللهم تقبل منا هذا القليل من القربان.
    ومما يجب أن يذكره ما ظهر من زينب بنت فاطمة وأخت الحسين ( ع ) من جرأة وثبات جأش في موقفها هذا يوم المعركة وعند ابن زياد وفي قصر يزيد إلى آخر ما قال . ولله در الشاعر الخطيب السيد حسن بن السيد عباس البغدادي حيث يقول :
    [ يا قلب زينب ما لاقيت من محن * فيك الرزايا وكل الصبر قد جمعا ]
    [ فلو كان ما فيك من صبر ومن محن * في قلب أقوى جبال الارض لا نصدعا ]
    [ يكفيك صبرا قلوب الناس كلهم * تفطرت للذي لاقيته جزعا ]
    السفر الرابع ( من كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام بعد قتل أخيها الحسين ( ع ) وأصحابه الابرار تحت رعاية الظالمين ويشتمل هذا السفر على خطبتيها البلغتين في الكوفة وفي مجلس يزيد في الشام )



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X