إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

«بحبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) توزَن الأعمال»

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • «بحبّ عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) توزَن الأعمال»

    روى الحافظ البرسي رحمه الله قال الدين عدل الله و العدل قسط الله ، و القسط هو القسطاس المستقيم ، و القسطاس هو الميزان ، فالدين هو الولاية.
    قال الله سبحانه ( و نَضَعُ المَوازينَ القِسط لِيَومِ القِيامَة ) ، قال ابن عباس : الموازين الأنبياء و الأولياء ، و الميزان يقتضي كفّتين و شاهدين ضرورة ، فالكفّة الأولى منه : لا إله إلاّ الله ، و قسطاسه المرفوع محمّد رسول الله قائماً بالقسط ، و الكلمة الأخرى عليّ وليّ الله ، و إليه الإشارة بقوله : ( و السماء رَفَعَها و وَضَعَ الميزان ) ، قال العالم (عليه السلام) : السماء رسول الله و الميزان عليّ لأنّ بحبّه توزَن الأعمال .
    و قوله : ( و لا تُخسِروا الميزان ) أي : لا تظلموا عليّاً حَقّه لأنّه مَن جَهل حَقّه لا ميزان له.
    وروي في قول الله : ( الّذي أَنزَلَ الكِتابَ بِالحَقِّ و الميزان ) قال : الكتاب القرآن و الميزان الولاية .
    و قال عليّ بن إبراهيم رحمه الله : الكتاب عليّ و الميزان أيضاً عليّ ، لأنّه ما لم تكن لك الولاية فلا دين و لا كتاب ، لأنّ الولاية بها يتمّ الدين ، و بها ينعقد اليقين ، فالولاية هي ميزان العباد يوم المعاد ، فإذا وضعت السماوات و الأرض وما بينهما من الراسيات و الشامخات ، مقابل لا إله إلاّ الله فلا يلزم يقوم لها وزن ، وضعت الولاية مقابلها و هي عليّ وليّ الله رجحت الميزان ، لأنّ الولاية معها التوحيد و النبوّة لأنّها جزءٌ من التوحيد و جزءٌ من النبوّة فهي جامعة لسرِّ التوحيد ، و النبوّة خاتمة لهما . و ذلك لأنّ لا إله إلاّ الله روح الإيمان و ظرف الباطن محمّد رسول الله رسوخ الإسلام ، و ظرف الظاهر عليّ وليّ الله ظرف الإسلام و الإيمان ، و روح الظاهر و الباطن ، فلهذا جاء العبد يوم القيامة و في ميزانه الجبال الراسيات من الأعمال الصالحات ، و ليس فيه ولاية عليّ التي هي كمال الدين ، و رجح الموازين لا بل كمال سائر الأديان ، لأنّ دين محمّد كمال كلّ دين ، و ختم كلّ شريعة للنبيّين ، و تصديقاً للمرسلين ، و حبّ عليّ كمال هذا الكمال ، و ختم هذا الخاتم و تمام هذا المتمم و المكمل للكمال كمال الكمال ، و الكمال جمال فحبُّ عليّ كمال كلّ دين ، لأنّ الله لم يبعث نبيّاً يدعو الناس إليه و يدلّ عباده عليه ، إلاّ و قد أخذ عليه ولاية عليّ طوعاً أو كرهاً بكلّ دين ليس معه حبّ عليّ و ولايته فلا كمال له ، و ما لا كمال له ناقص ، و الناقص لا يقبل و لا يوزن و لا يعرض ، لأنّ الله لا يقبل إلاّ الطيّب ، و إليه الإشارة بقوله : (والوزن يومئذ الحقّ) و الحقّ هو العدل و العدل هو الولاية ، لأنّ الحقّ عليّ فمن كملت موازينه بحبّ عليّ رجح و أفلح ، و إليه الإشارة بقوله : (فَأُولئِكَ هُمُ المُفلِحون) و هم أهل الولاية الذين سبقت لهم من الله العناية ، و إليه الإشارة بقوله : (إليه يصعد الكَلِمُ الطيّب ) قال : الكَلِمُ الطيّب لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ، و العمل الصالح يرفعه ، قال : العمل الصالح حبّ عليّ ، فكلّ عمل ليس معه حبّ عليّ فلا يُرفَعُ ، وما لا يرفع لا يسمع و ما لا يسمع فلا ينفع ، و لا ما يُرفع و لا يُسمع و لا يَنفع فهو وبالٌ و ضلال و هباء منثور يؤيّد هذه المقالة و يحقّق هذه الدلالة أنّ جبرائيل سيد الملائكة ، و الانبياء سادة أهل الأرض ، و الرسل سادة الانبياء و كلّ منهم سيّد أهل زمانه و محمد (صلى الله عليه وآله) سيّد الانبياء و المرسلين و سيد الخلائق أجمعين ، لأنّه الفاتح و الخاتم والأول و الآخر ، له سؤدد التقدم و التختم ، لأنّه لولاه ما خُلِقُوا و ما كانوا ، فلاحديّته على سائر الآحاد شرف الواحد على سائر الأعداد ، و جبرائيل خادمه والانبياء نوّابه لأنّهم بعثوا الى اللّه يدعون و بنبوّة محمد (صلى الله عليه وآله) يخبرون و بفضله على الكلّ يشهدون ، و بولاية عليّ يقرّون و بحبّه يدينون و على سلطان رسالة محمد و حسامها و تمام أحكامها و ختامها دليل قوله : (وَ اجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانَاً نَصِيرَاً) يعني عليّاً أميراً و وزيراً .
    فمحمّد سيد أهل السماوات و الأرض ، و عليّ نفس هذا السيّد و روحه و لحمه و دمه ، و أخوه و فتاه و مؤانسه و مواسيه و مفديه ، و سلطان دولته و حامي ملّته و فارس مملكته ، فعليّ سلطان أهل السماوات و الأرضين ، و أميرهم ووليّهم ومالكهم ، لأنّه أولى بهم من أنفسهم ، لأنّه أمين اللّه و أميره ، و وليّه و والده في الفخار على الإنس و الجنّة ، سيّداً لشباب أهل الجنّة ، فكلّ من سكن الجنّة من الإنس و الجنّ فالحسن و الحسين سيّداه ، و أهل الجنّة سادة الخلائق ، فالحسن والحسين سادة السادات ، و لا يسود أهل الآخرة إلاّ من ساد أهل الدنيا ، و أبوهما خيرٌ منهما بنصّ الحديث الذي عليه الإجماع .
    فأمير المؤمنين سيّد سادات أهل الدنيا و الآخرة ، و زوجته الزهراء سيّدة النساء لأنّها بضعة النبوّة ، و لحمة الرسالة ، و شمس الجلالة و دار العصمة ، و بقية النبوة ، و معدن الرحمة ، و منبع الشرف و الحكمة ، فهو السيد ابن السيد أخو السيد أبو السادة قرين السيادة و الزيادة ، فهو الوليّ الذي حُبّه أمان و بغضه هوان، ومعرفته إيقان ، و إليه الإشارة بقوله : (و لو لا فضل اللّه و رحمته) فالرحمة محمّد (صلى الله عليه وآله)، و الفضل عليّ .
    دليله قوله : (قل بفضل اللّه و برحمته فبذلك فليفرحوا) يعني بدين محمد و ولاية علي ، لأنّ لأجلهما خلق الخلق ، و بهما أفاض عليه الرزق ، لأنّ كلّ ما ينظره الإنسان فهو الحسن أو الإحسان ، فالحسن هما و الإحسان لهما . أمّا الحسن دليل قوله : « أول ما خلق اللّه نوري » فهو النور الجاري في آحاد الموجودات و أفرادها ، و أمّا الإحسان فقوله : « أنا من اللّه و الكلّ منّي » فالكلّ من أجله و بأجله ، فهو الحسن و الإحسان
    فاعلم أنّ اللّه سبحانه ما أنعم على عبد بمعرفة محمّد و حبّ عليٍّ فعذّبه قطّ ، و لا حَرَمَ عبداً فرحمه قطّ .
    محمد و علي نور واحد ، و إنّما انقَسَما تسميةً ليمتاز النبيّ عن الوليّ كما امتاز الواحد عن الأحد ، فكلُّ أحد واحد و لا ينعكس ، و كذا كلّ نبيّ وليّ و لا ينعكس ، فلهذا لا توزن الأعمال يوم القيامة إلاّ بحبّ علي لأنّ الولاية هي الميزان .
    التوحيد لا يقابله شيء قلّ أم جلّ ، و كذا حبّ عليّ إذا كان في الميزان لا ينقصه شيء من الذنوب قلّ أم جلّ ، فإذا كان حبّه في الميزان فلا سيّـئة ، و إذا لم يكن فلا حسنة ، لأنّ الحسنات بالتحقيق حبّه ، و السيّـئات بغضه ، وإليه الإشارة بقوله : (فَاؤلئِكَ يُبَدِّلُ اللّهُ سَيِّـئَاتِهِمْ حَسَنَات ) و قوله : ( وَ قَدِمْنَا إلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَل فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءاً مَنْثُورَاً ) و ليس في القيامة إلاّ مؤمن و كافر و منافق ، و الكافر ليست له حسنات تُوزَن و لا للمنافق ، فتعيّن أنّ ذلك للمؤمنين المذنبين و انّما وسعه الرحمن ، لأنّ مَن جاء بالايمان فكان كتابه متصل الحكم ثابتاً في دار القضاء لأنّ مبناه التوحيد ، و شهوده النبوّة و سجلّه الولاية ، فوجب له الايمان من اللّه ، المؤمن لانصافه يوم لقائه ، وأمّا المنافق فهو يجهد في الدنيا قد ضيّع الأصل و أكبّ على الفرع ، و الفرع لا يثبت إلاّ مع الأصل ، و لا أصل هناك فلا فرع إذاً ، فهو يسعى مجدّاً لكنه ضايع جدّاً ، و إليه الإشارة بقوله : ( الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) فإذا ورد القيامة لا يرى شيئاً ممّا كان يظنّ أنّه يلقاه ، لأنّ المنافق لا برهان له فأعماله بالظن ، و الظن لا يغني من الحقّ شيئاً ، لأنّ ما لا برهان له لا أصل له ، و ما لا أصل له لا فرع له ، فلا قبول له و لا وجود له .
    و المنافق لا برهان له فلا أصل له و لا فرع له ، فلا ايمان له ، فلا نجاة له . دليله ما رواه صاحب الكشّاف من الحديث القدسي من الربّ العلي أنّه قال : لأُدخِلَنَّ الجنّة مَن أطاع عليّاً و إن عصاني ، و لأُدخِلَنَّ النار مَن عصاه و إن أطاعني و هذا رمز حسن ، و ذلك لأنّ حبّ عليّ هو الإيمان الكامل ، و الإيمان الكامل لا تضرّمعه السيّـئات ، فقوله : و إن عصاني فإنّي أغفر له إكراماً له و أُدخله الجنّة بإيمانه فله الجنّة بالإيمان ، و بحبّ علي العفو و الغفران .
    و قوله : و لأُدخِلنَّ النار من عصاه و إن أطاعني ، و ذلك لأنّه إذا لم يوالِ علياً فلا إيمان له ، فطاعته هناك مجازاً لا حقيقةً ، لأنّ الطاعة بالحقيقة حبُّ علي المضاف إليها سائر الأعمال ، فمن أحبّ علياً فقد أطاع اللّه ، و من أطاع اللّه نجا ، فمن أحبّ علياً فقد نجا.
    فاعلم : أنّ حبّ عليّ الإيمان و بغضه الكفر ، و ليس هناك إلاّ مُحبٌّ و مُبغض ، فمحبّه لا سيّـئة له فلا حساب عليه و من لا حساب عليه فالجنّة داره ، و مبغضه لا إيمان له ، و من لا إيمان له لا ينظرُ اللّه إليه فطاعته عين المعصية ، فعدوُّه هالك ، و إن جاء بحَسَنَات العباد بين يديه ، و وليُّه ناج و لو كان في الذنوب الى شحمتي أُذنيه ، و أين الذنوب منَ الإيمان المنير ؟ أم أين من السيّئات مع وجود الإكسير ؟ فمبغضه من العذاب لا يقال ، و محبُّه لا يوقف و لا يقال ، فطوبى لأوليائه و سحقاً لأعدائه .
    يؤيّد هذا ما رواه ابن عبّاس قال :
    جاء رجل الى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقال يا رسول اللّه أينفعني حبّ علي في معادي ؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : لا أعلم حتى أسأل جبرائيل ، فنزل جبرائيل مُسرعاً ، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) : أينفع هذا حبّ علي ؟ فقال : لا أعلم حتى أسأل اسرافيل ، ثم ارتفع فسأل اسرافيل ، فقال : لا أعلم حتى أُناجي ربّ العزّة ، فأوحى اللّه الى اسرافيل قل لجبرائيل يقل لمحمّد : « أنت منّي حيث شئت ، و أنا و علي منك حيث أنت منّي ، و محبّ علي منّي حيث علي منك » .
    و يؤيّد هذا ما رواه الرازي في كتابه مرفوعاً الى ابن عباس قال :
    إذا كان يوم القيامة أمر اللّه مالكاً أن يسعَر النار ، و أمر رضوان أن يزخرف الجنّة ، ثم يُمدُّ الصراط ، و يُنصَب ميزان العدل تحت العرش ، و ينادي منادياً محمّد قرِّب أمتك الى الحساب ، ثم يمدّ على الصراط سبع قناطر بُعدُ كلّ قنطرة سبعة آلاف سنة ، و على كلّ قنطرة ملائكة يتخطّفون الناس فلا يمرّ على هذه القناطر إلاّ مَن والى عليّاً و أهل بيته ، و عرفهم و عرفوه ، و من لم يعرفهم سقط في النار على أمّ رأسه و لو كان معه عبادة سبعين ألف عابد ، لأنّه لا يرجحُ في الحشر ميزان ، و لا تثبت على الصراط قدم إنسان إلاّ بحبّ عليّ ، و إليه الإشارة بقوله «يثبّت الله الذين آمَنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة » ،يعني في الدنيا وليّه يغلب خصمه و في الآخرة يثبت قدمه .
    دليل ذلك ما رواه ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
    «يا عليّ ما ثبت حبّك في قلب مؤمن إلاّ و ثبت قدمه على الصراط حتى يدخل الجنّة» .
    روى الحافظ البرسي في « مشارق الأنوار »(2) مُرسَلاً عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال :
    إذا كان يوم القيامة نادى منادياً : يا أهل الموقف هذا عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)خليفة الله في أرضه و حجّته على عباده ، فمن تعَلّق بحبّه في الدنيا فليتعلّق به اليوم ، ألا مَن ائتَمّ بإمام فليَتْبَعهُ اليوم و ليذهب إلى حيث يذهب .
    يؤيّد هذا قوله (عليه السلام) : كما تعيشون تموتون ، و كما تموتون تُبعَثون ، و كما تُبعَثون تُحشَرون ، و للإنسان مع مَن أحَبّ ، و شيعة عليّ عاشوا على حبِّه فَوَجَبَ أن يموتوا عليه ، فَوَجَبَ أن يُبعَثوا عليه .

  • #2
    الأخت الكريمة ( خادمة الحورا زينب 1)
    شكراً لك على هذا النقل الموفق
    جعله الله في ميزان حساتك

    ولولا أبو طالب وأبنه * لما مثل الدين شخصا وقاما
    فذاك بمكة آوى وحامى * وهذا بيثرب جس الحماما

    فلله ذا فاتحا للهدى * ولله ذا للمعالي ختاما
    وما ضر مجد أبي طالب * جهول لغا أو بصير تعامى
    كما لا يضر إياب الصبا * ح من ظن ضوء النهار الظلاما

    [/CENTER]

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X