إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

طينة فاطمة الزهراء عليها افضل السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طينة فاطمة الزهراء عليها افضل السلام

    ان الله تعالى قد شرف فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ خلقتها، حيث فضل ذاتها على غيرها من النساء، فطينتها أرفع من طينة سائر الناس بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما يستفاد من حديث التفاحة وغيرها..
    ولا مانع من ذلك حيث إن الله سبحانه وتعالى يخلق الأفضل والفاضل والأقل فضلاً، كما في المياه حيث خلق العذب والمالح، وكما في الأرض حيث خلق التربة الجيّدة والتربة غير الجيدة، وكما في المعادن حيث خلق الأثمن كالذهب، والأقل قيمة كالفضّة.
    وفي الحديث: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضّة)
    ففطرة الزهراء (عليها السلام) وطينتها لا يمكن أن تتسامى إليها امرأة في العالم، حتى إن مريم وآسية وخديجة وحوّاء ومن أشبه من سيدات النساء (عليهن الصلاة والسلام) لا يصلن إلى فضيلة فاطمة الزهراء الذاتيّة والتي ترتبط بطينتها وخلقتها.
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لما أسري بي دخلت الجنة فناولني جبرئيل تفاحة فأكلتها فصارت نطفة وفاطمة منها وكلما اشتقت إلى ريح الجنة قبلتها).
    وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكثر من تقبيل فاطمة (عليها السلام) فأنكر عليه بعض نسائه ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): إنه لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني تفاحة فأكلتها، فحول الله ذلك في ظهري ماءً، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها، وما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها فهي حوراء إنسية)
    وفي حديث آخر: (إن هذه التفاحة خلقها الله بيده وادخرها لنبيه وأعطاه في ليلة المعراج)
    هذا بالنسبة إلى خلقتها حسب ما ورد في الروايات وتفسير الآيات المباركة..
    آيات في الزهراء (عليها السلام)
    وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم نزلت في حق فاطمة الزهراء(عليها السلام) وهي تدل على عظم شأنها وكبر شخصيّتها وارتفاع مقامها نشير إلى بعضها
    سورة هل أتى
    منها: سورة (هل أتى) وقد نزلت في أمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) لمّا منحوا طعام فطورهم للفقير واليتيم والأسير، في قصّة مشهورة، رواها الفريقان، فأنزل اللهوَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)
    روى الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) في أماليه عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) في قوله عزَّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ).
    قال: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه، فقيل: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما.
    فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله عزَّ وجلّ، وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام)، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة.
    فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق عليٌّ (عليه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع من شعير؟.
    قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمة(عليها السلام) فقبلت وأطاعت.
    ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمس أقراص، لكلّ واحد قرصاً.
    وصلّى عليّ (عليه السلام) مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليٌّ (عليه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة.
    فوضع (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم ذات المجد واليقين***يا بنت خير الناس أجمعين
    أما ترين البائس المسكين***جاء إلى الباب له حنين
    يشكو إلى الله ويستكين***يشكو إلينا جائعاً حزين
    كلّ امرئ بكسبه رهين***من يفعل الخير يقف سمين
    موعده في جنّة رهين***حرّمها الله على الضنين
    وصاحب البخل يقف حزين***تهوي به النار إلى سجّين
    شرابـه الحميـم والغسليـن
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) تقول:
    أمرك سمعٌ يا بن عم وطاعة ***ما بيَ من لؤم ولا وضاعة
    غذيت باللبّ وبالبراعة***أرجو إذا أشبعت من مجاعة
    أن ألحق الأخيار والجماعة***وأدخل الجنّة في شفاعة
    وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح.
    ثمّ عمدت (عليها السلام) إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً..
    وصلّى عليّ (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثم أتى منزله، فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ(عليه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة.
    فوضع عليٌّ (عليه السلام) اللّقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم بنت السيّد الكريم***بنت نبيّ ليس بالزنيم
    قد جاءنا الله بذا اليتيم***من يرحم اليوم هو الرحيم
    موعده في جنّة النعيم***حرّمها الله على اللّئيم
    وصاحب البخل يقف ذميم***تهوي به النار إلى الجحيم
    شرابها الصديـد والحميـم
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
    فسوف أعطيه ولا أبالي***وأؤثر الله على عيالي
    أمسوا جياعاً وهم أشبالي***أصغرهم يقتل في القتال
    بكربلا يقتل باغتيال***لقاتليه الويل مع وبال
    يهوي به النار إلى سفال***كبوله زادت على الأكبال
    ثمّ عمدت (عليها السلام) فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح،وأصبحوا صياماً.
    وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً، وصلّى علي (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثمّ أتى منزله، فقرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (عليه السلام) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا؟.
    فوضع عليِّ (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم يا بنت النبيّ أحمد***بنت النبيّ سيّد مسوّد
    قد جاءكِ الأسير ليس يهتدي***مكبّلاُ في غلّه مقيّد
    يشكو إلينا الجوع قد تقدّد***من يطعم اليوم يجده في غد
    عند العليّ الواحد الموحَّد***ما يزرع الزارع سوف يحصد
    فاعطني لا تجعليه ينكد
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
    لم يبق ممّا كان غير صاع***قد دبّرت كفي مع الذراع
    شبلاي والله هما جياع ***يا ربّ لا تتركهما ضياع
    أبوهما للخير ذو اصطناع ***عبل الذراعين طويل الباع
    وما على رأسي من قناع***إلاّ عباً نسجتها بصاع
    وعمدوا إلى ما كان على الخوان فآتوه وباتوا جياعاً، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.
    قال شعيب في حديثه: وأقبل عليٌّ بالحسن والحسين (عليهما السلام) نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا الحسن شدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة.
    فانطلقوا إليها (عليها السلام) وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها، فلمّا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمّها إليه وقال: واغوثاه بالله، أنتم منذ ثلاث فيما أرى.
    فهبط جبرائيل فقال: يا محمّد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك.
    قال: وما آخذ يا جبرائيل؟.
    قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) حتّى إذا بلغ (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)
    فوثب النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى دخل منزل فاطمة (عليها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم ثمّ انكب عليهم يبكي ويقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى..
    فهبط عليه جبرائيل بهذه الآيات:
    (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأَسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيراً). قال: هي عين في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) يفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين.
    (يُوفُون بِالنَّذْرِ) يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجاريتهم.
    (وَيَخَافُونَ يَوْمَاً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) يقولون عابساً كلوحاً
    (وَيُطْعِمُونَ الطْعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له.
    (مِسْكِيناً) من مساكين المسلمين،(وَيَتِيماً) من يتامى المسلمين،(وَأَسِيراً) من أسارى المشركين.
    ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءٌ وَلاَ شُكُوراً) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاءً تكلِّفوننا به ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
    قال الله (تعالى ذكره): (فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَسُرُوراً) في القلوب (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها (وَحَرِيراً) يفرشونه ويلبسونه(مُتَّكِئينَ فِيهَا عَلَى الآرَائِكِ) والأريكة: السرير عليه الحجلة (لاَيَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَزَمْهَرِيراً)
    قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك: (لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً)؟
    فيرسل الله جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكنّ علياً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت (هَلْ أَتَى) فيهم إلى قوله تعالى: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)
    سورة الكوثر
    كما نزلت فيها (عليها السلام) سورة (الكوثر):
    قال تعالى: ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ * إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )
    فقد صرح العديد من المفسرين بأن (الكوثر) يراد به فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)
    وهناك تفاسير أخرى ولا مانع من الجمع، فان الآيات القرآنية كالشمس ـ حسب المروي عن الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام) ـ تنطبق في كل يوم منذ نزولها إلى يوم القيامة على مختلف الأفراد بحسب أعمالهم، نعم هناك من تنطبق عليه الآيات انطباقاً كفرد أفضل، وهناك من تنطبق عليه كفرد متوسط أو كفرد في أول الطريق..
    مثلاً: (المؤمن) الوارد في القرآن الحكيم ينطبق على سلمان(رحمة الله عليه) كفرد ثان، وينطبق على المعصومين (عليهم السلام) كفرد أول، وينطبق على المؤمن العادي كفرد ثالث، إلى غير ذلك من الأمثلة.


    {{ آية التطهير}}
    وكذلك نزلت في شأن فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله عليهم أجمعين) آية التطهير، قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
    فهم (عليهم السلام) أطهار ذاتاً، لا لأنهم لا يقتربون المعاصي أو لا يفكرون فيها فحسب، بل لأن طينتهم طاهرة، فلا يقترفون معصية كبيرة ولاصغيرة، ولا يفعلون مكروها، بل كل ما يفعلونه أو يتركونه من قول أو فعل أو تقرير يكون برضاية الله سبحانه، وفي سبيله عزوجل، وفي سبيل أفضل طاعاته تعالى.
    وقد صرح الفريقان بنزول آية التطهير فيهم (عليهم السلام) ، قال الفيروز آبادي: عن الطحاوي الحنفي في كتاب (مشكل الآثار) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام): (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
    وأورد أيضاً عن (أبي داود الطيالسي) في مسنده بإسناده عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه (صلى الله عليه وآله) كان يمرّ على باب فاطمة شهراً قبل صلاة الصبح فيقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )

    {{آية المباهلة}}
    ونزلت فيها (عليها السلام) وفي أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي أمير المؤمنين علي والحسن والحسين (عليهم السلام) آية المباهلة، قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )
    فقد اجمع المؤرخون والمفسرون وأصحاب الحديث(34) ـ إلا من شذّ ـ وتواترت الروايات على أن المراد من (نسائنا) فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)..
    فان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يذهب مع امرأة إلى المباهلة إلا مع ابنته فاطمة (عليها الصلاة والسلام)، مع العلم انه كانت هنالك نساء مؤمنات من زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى أقربائه وصحابياته وسائر النساء المؤمنات، ومن الواضح أن المباهلة جهاد معنوي كبير.
    وقد ورد في تفسير هذه الآية:
    عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان سيّدهم الأهتم والعاقب والسيد، وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلّوا.
    فقال أصحاب رسول الله: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا في مسجدك؟.
    فقال(صلى الله عليه وآله): دعوهم.
    فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إلى ما تدعون؟.
    فقال(صلى الله عليه وآله): إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنّ عيسى (عليه السلام) عبد مخلوق يأكل ويشرب ويُحدث.
    قالوا: فمن أبوه؟.
    فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قل لهم: ما تقول في آدم؟. أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب وينكح؟.
    فسألهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نعم.
    فقال: فمن أبوه؟.
    فبهتوا.. فبقوا ساكتين.
    فأنزل الله: (إنّ مَثَلَ عيسى عندَ الله كَمَثَلِ آَدَمَ) الآية إلى قوله: (فَنَجعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبينَ)
    فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فباهلوني، فإن كنت صادقاً أُنزلت اللعنة عليكم، وإن كنت كاذباً نزلت عليَّ.
    فقالوا: أنصفت..
    فتواعدوا للمباهلة، فلمّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم: السيّد والعاقب والأهتم، إن باهَلَنا بقومه باهلناه، فإنّه ليس بنبيّ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصّة فلا نباهله فإنّه لا يقدم على أهل بيته إلاّ وهو صادق.
    فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين(عليهما السلام) فقال النصارى: من هؤلاء؟.
    فقيل لهم: هذا ابن عمّه ووصيّه وختنه عليّ بن أبي طالب، وهذه بنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين.
    فعرفوا وقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة..
    فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجزية وانصرفوا

  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة خادمة الحوراء زينب 1 مشاهدة المشاركة
    ان الله تعالى قد شرف فاطمة الزهراء (عليها السلام) منذ خلقتها، حيث فضل ذاتها على غيرها من النساء، فطينتها أرفع من طينة سائر الناس بعد الرسول (صلى الله عليه وآله) والإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما يستفاد من حديث التفاحة وغيرها..
    ولا مانع من ذلك حيث إن الله سبحانه وتعالى يخلق الأفضل والفاضل والأقل فضلاً، كما في المياه حيث خلق العذب والمالح، وكما في الأرض حيث خلق التربة الجيّدة والتربة غير الجيدة، وكما في المعادن حيث خلق الأثمن كالذهب، والأقل قيمة كالفضّة.
    وفي الحديث: (الناس معادن، كمعادن الذهب والفضّة)
    ففطرة الزهراء (عليها السلام) وطينتها لا يمكن أن تتسامى إليها امرأة في العالم، حتى إن مريم وآسية وخديجة وحوّاء ومن أشبه من سيدات النساء (عليهن الصلاة والسلام) لا يصلن إلى فضيلة فاطمة الزهراء الذاتيّة والتي ترتبط بطينتها وخلقتها.
    قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (لما أسري بي دخلت الجنة فناولني جبرئيل تفاحة فأكلتها فصارت نطفة وفاطمة منها وكلما اشتقت إلى ريح الجنة قبلتها).
    وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكثر من تقبيل فاطمة (عليها السلام) فأنكر عليه بعض نسائه ذلك، فقال (صلى الله عليه وآله): إنه لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني تفاحة فأكلتها، فحول الله ذلك في ظهري ماءً، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فكلما اشتقت إلى الجنة قبلتها، وما قبلتها إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها فهي حوراء إنسية)
    وفي حديث آخر: (إن هذه التفاحة خلقها الله بيده وادخرها لنبيه وأعطاه في ليلة المعراج)
    هذا بالنسبة إلى خلقتها حسب ما ورد في الروايات وتفسير الآيات المباركة..
    آيات في الزهراء (عليها السلام)
    وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم نزلت في حق فاطمة الزهراء(عليها السلام) وهي تدل على عظم شأنها وكبر شخصيّتها وارتفاع مقامها نشير إلى بعضها
    سورة هل أتى
    منها: سورة (هل أتى) وقد نزلت في أمير المؤمنين علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم الصلاة والسلام) لمّا منحوا طعام فطورهم للفقير واليتيم والأسير، في قصّة مشهورة، رواها الفريقان، فأنزل اللهوَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً)
    روى الشيخ الصدوق (رحمة الله عليه) في أماليه عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام) في قوله عزَّ وجلّ: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ).
    قال: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيّان صغيران، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع بعض أصحابه، فقيل: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما.
    فقال: أصوم ثلاثة أيام شكراً لله عزَّ وجلّ، وكذلك قالت فاطمة (عليها السلام)، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة.
    فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق عليٌّ (عليه السلام) إلى جار له من اليهود يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزّة من صوف تغزلها لك ابنة محمّد بثلاثة أصوع من شعير؟.
    قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمة(عليها السلام) فقبلت وأطاعت.
    ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمس أقراص، لكلّ واحد قرصاً.
    وصلّى عليّ (عليه السلام) مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليٌّ (عليه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنة.
    فوضع (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم ذات المجد واليقين***يا بنت خير الناس أجمعين
    أما ترين البائس المسكين***جاء إلى الباب له حنين
    يشكو إلى الله ويستكين***يشكو إلينا جائعاً حزين
    كلّ امرئ بكسبه رهين***من يفعل الخير يقف سمين
    موعده في جنّة رهين***حرّمها الله على الضنين
    وصاحب البخل يقف حزين***تهوي به النار إلى سجّين
    شرابـه الحميـم والغسليـن
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) تقول:
    أمرك سمعٌ يا بن عم وطاعة ***ما بيَ من لؤم ولا وضاعة
    غذيت باللبّ وبالبراعة***أرجو إذا أشبعت من مجاعة
    أن ألحق الأخيار والجماعة***وأدخل الجنّة في شفاعة
    وعمدت إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح.
    ثمّ عمدت (عليها السلام) إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعاً من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقرصة لكلّ واحد قرصاً..
    وصلّى عليّ (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثم أتى منزله، فلمّا وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ(عليه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني ممّا تأكلون، أطعمكم الله على موائد الجنّة.
    فوضع عليٌّ (عليه السلام) اللّقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم بنت السيّد الكريم***بنت نبيّ ليس بالزنيم
    قد جاءنا الله بذا اليتيم***من يرحم اليوم هو الرحيم
    موعده في جنّة النعيم***حرّمها الله على اللّئيم
    وصاحب البخل يقف ذميم***تهوي به النار إلى الجحيم
    شرابها الصديـد والحميـم
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
    فسوف أعطيه ولا أبالي***وأؤثر الله على عيالي
    أمسوا جياعاً وهم أشبالي***أصغرهم يقتل في القتال
    بكربلا يقتل باغتيال***لقاتليه الويل مع وبال
    يهوي به النار إلى سفال***كبوله زادت على الأكبال
    ثمّ عمدت (عليها السلام) فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلاّ الماء القراح،وأصبحوا صياماً.
    وعمدت فاطمة (عليها السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً، وصلّى علي (عليه السلام) المغرب مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) .. ثمّ أتى منزله، فقرّب إليه الخوان وجلسوا خمستهم، فأوّل لقمة كسرها عليّ (عليه السلام) إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد، تأسروننا وتشدّوننا ولا تطعموننا؟.
    فوضع عليِّ (عليه السلام) اللقمة من يده ثمّ قال:
    فاطم يا بنت النبيّ أحمد***بنت النبيّ سيّد مسوّد
    قد جاءكِ الأسير ليس يهتدي***مكبّلاُ في غلّه مقيّد
    يشكو إلينا الجوع قد تقدّد***من يطعم اليوم يجده في غد
    عند العليّ الواحد الموحَّد***ما يزرع الزارع سوف يحصد
    فاعطني لا تجعليه ينكد
    فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول:
    لم يبق ممّا كان غير صاع***قد دبّرت كفي مع الذراع
    شبلاي والله هما جياع ***يا ربّ لا تتركهما ضياع
    أبوهما للخير ذو اصطناع ***عبل الذراعين طويل الباع
    وما على رأسي من قناع***إلاّ عباً نسجتها بصاع
    وعمدوا إلى ما كان على الخوان فآتوه وباتوا جياعاً، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء.
    قال شعيب في حديثه: وأقبل عليٌّ بالحسن والحسين (عليهما السلام) نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان كالفراخ من شدّة الجوع، فلمّا بصر بهم النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: يا أبا الحسن شدّ ما يسوؤني ما أرى بكم، انطلق إلى ابنتي فاطمة.
    فانطلقوا إليها (عليها السلام) وهي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدّة الجوع وغارت عيناها، فلمّا رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمّها إليه وقال: واغوثاه بالله، أنتم منذ ثلاث فيما أرى.
    فهبط جبرائيل فقال: يا محمّد خذ ما هيأ الله لك في أهل بيتك.
    قال: وما آخذ يا جبرائيل؟.
    قال: (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ) حتّى إذا بلغ (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)
    فوثب النبيّ (صلى الله عليه وآله) حتّى دخل منزل فاطمة (عليها السلام) فرأى ما بهم فجمعهم ثمّ انكب عليهم يبكي ويقول: أنتم منذ ثلاث فيما أرى..
    فهبط عليه جبرائيل بهذه الآيات:
    (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأَسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً* عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفجِيراً). قال: هي عين في دار النبيّ(صلى الله عليه وآله) يفجّر إلى دور الأنبياء والمؤمنين.
    (يُوفُون بِالنَّذْرِ) يعني عليّاً وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) وجاريتهم.
    (وَيَخَافُونَ يَوْمَاً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً) يقولون عابساً كلوحاً
    (وَيُطْعِمُونَ الطْعَامَ عَلَى حُبِّهِ) يقول: على شهوتهم للطعام وإيثارهم له.
    (مِسْكِيناً) من مساكين المسلمين،(وَيَتِيماً) من يتامى المسلمين،(وَأَسِيراً) من أسارى المشركين.
    ويقولون إذا أطعموهم: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءٌ وَلاَ شُكُوراً) قال: والله ما قالوا هذا لهم ولكنّهم أضمروه في أنفسهم فأخبر الله بإضمارهم، يقولون: لا نريد جزاءً تكلِّفوننا به ولا شكوراً تثنون علينا به، ولكنا إنّما أطعمناكم لوجه الله وطلب ثوابه.
    قال الله (تعالى ذكره): (فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً) في الوجوه (وَسُرُوراً) في القلوب (وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً) يسكنونها (وَحَرِيراً) يفرشونه ويلبسونه(مُتَّكِئينَ فِيهَا عَلَى الآرَائِكِ) والأريكة: السرير عليه الحجلة (لاَيَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَزَمْهَرِيراً)
    قال ابن عبّاس: فبينا أهل الجنّة في الجنّة إذ رأوا مثل الشمس قد أشرقت لها الجنان، فيقول أهل الجنّة: يا ربّ إنّك قلت في كتابك: (لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً)؟
    فيرسل الله جلّ اسمه إليهم جبرئيل فيقول: ليس هذه بشمس ولكنّ علياً وفاطمة ضحكا فأشرقت الجنان من نور ضحكهما، ونزلت (هَلْ أَتَى) فيهم إلى قوله تعالى: (وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَّشْكُوراً)
    سورة الكوثر
    كما نزلت فيها (عليها السلام) سورة (الكوثر):
    قال تعالى: ( بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ * إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ )
    فقد صرح العديد من المفسرين بأن (الكوثر) يراد به فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)
    وهناك تفاسير أخرى ولا مانع من الجمع، فان الآيات القرآنية كالشمس ـ حسب المروي عن الإمام الصادق (عليه الصلاة والسلام) ـ تنطبق في كل يوم منذ نزولها إلى يوم القيامة على مختلف الأفراد بحسب أعمالهم، نعم هناك من تنطبق عليه الآيات انطباقاً كفرد أفضل، وهناك من تنطبق عليه كفرد متوسط أو كفرد في أول الطريق..
    مثلاً: (المؤمن) الوارد في القرآن الحكيم ينطبق على سلمان(رحمة الله عليه) كفرد ثان، وينطبق على المعصومين (عليهم السلام) كفرد أول، وينطبق على المؤمن العادي كفرد ثالث، إلى غير ذلك من الأمثلة.


    {{ آية التطهير}}
    وكذلك نزلت في شأن فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام) وأبيها وبعلها وبنيها (صلوات الله عليهم أجمعين) آية التطهير، قال تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
    فهم (عليهم السلام) أطهار ذاتاً، لا لأنهم لا يقتربون المعاصي أو لا يفكرون فيها فحسب، بل لأن طينتهم طاهرة، فلا يقترفون معصية كبيرة ولاصغيرة، ولا يفعلون مكروها، بل كل ما يفعلونه أو يتركونه من قول أو فعل أو تقرير يكون برضاية الله سبحانه، وفي سبيله عزوجل، وفي سبيل أفضل طاعاته تعالى.
    وقد صرح الفريقان بنزول آية التطهير فيهم (عليهم السلام) ، قال الفيروز آبادي: عن الطحاوي الحنفي في كتاب (مشكل الآثار) بسنده عن أم سلمة قالت: نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام): (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)
    وأورد أيضاً عن (أبي داود الطيالسي) في مسنده بإسناده عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه (صلى الله عليه وآله) كان يمرّ على باب فاطمة شهراً قبل صلاة الصبح فيقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ )

    {{آية المباهلة}}
    ونزلت فيها (عليها السلام) وفي أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي أمير المؤمنين علي والحسن والحسين (عليهم السلام) آية المباهلة، قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنْ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )
    فقد اجمع المؤرخون والمفسرون وأصحاب الحديث(34) ـ إلا من شذّ ـ وتواترت الروايات على أن المراد من (نسائنا) فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)..
    فان الرسول (صلى الله عليه وآله) لم يذهب مع امرأة إلى المباهلة إلا مع ابنته فاطمة (عليها الصلاة والسلام)، مع العلم انه كانت هنالك نساء مؤمنات من زوجات الرسول (صلى الله عليه وآله) مضافاً إلى أقربائه وصحابياته وسائر النساء المؤمنات، ومن الواضح أن المباهلة جهاد معنوي كبير.
    وقد ورد في تفسير هذه الآية:
    عن أبي عبد الله (عليه السلام): إنّ نصارى نجران لمّا وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان سيّدهم الأهتم والعاقب والسيد، وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلّوا.
    فقال أصحاب رسول الله: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا في مسجدك؟.
    فقال(صلى الله عليه وآله): دعوهم.
    فلمّا فرغوا دنوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إلى ما تدعون؟.
    فقال(صلى الله عليه وآله): إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنّ عيسى (عليه السلام) عبد مخلوق يأكل ويشرب ويُحدث.
    قالوا: فمن أبوه؟.
    فنزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: قل لهم: ما تقول في آدم؟. أكان عبداً مخلوقاً يأكل ويشرب وينكح؟.
    فسألهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نعم.
    فقال: فمن أبوه؟.
    فبهتوا.. فبقوا ساكتين.
    فأنزل الله: (إنّ مَثَلَ عيسى عندَ الله كَمَثَلِ آَدَمَ) الآية إلى قوله: (فَنَجعَل لَّعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبينَ)
    فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فباهلوني، فإن كنت صادقاً أُنزلت اللعنة عليكم، وإن كنت كاذباً نزلت عليَّ.
    فقالوا: أنصفت..
    فتواعدوا للمباهلة، فلمّا رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم: السيّد والعاقب والأهتم، إن باهَلَنا بقومه باهلناه، فإنّه ليس بنبيّ، وإن باهلنا بأهل بيته خاصّة فلا نباهله فإنّه لا يقدم على أهل بيته إلاّ وهو صادق.
    فلمّا أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين(عليهما السلام) فقال النصارى: من هؤلاء؟.
    فقيل لهم: هذا ابن عمّه ووصيّه وختنه عليّ بن أبي طالب، وهذه بنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين.
    فعرفوا وقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا فاعفنا عن المباهلة..
    فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجزية وانصرفوا


    ماشاء الله ولاقوة الا بالله عزيزتي (خادمة الحوراء زينب) {ع} بورك بكم وبنشركم الطيب
    ولكم هديتي (الجزء الرابع ) أهدوا ثوابه الى والديكم
    وأن شاء الله تعالى ستلتقطكم الزهراء
    {عليها السلام}
    يوم الحشــــــــــر

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X