إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ثورة الأمام الحسين {ع } ودولة الأمام المهدي {عج}

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثورة الأمام الحسين {ع } ودولة الأمام المهدي {عج}

    لا يخفى على المتتبع وجود ارتباط وثيق بين نهضة الإمام الحسين (ع) وثورة الإمام المهدي (عج) فكلاهما بقيادة إمام معصوم، وعلى خط الله لنصرة دينه وإقامة العدل بين الناس. وقد وردت نصوص كثيرة يتضح فيها هذا الإرتباط، وإن ثورة الإمام المهدي (ع) هي امتداد لنهضة الإمام الحسين (ع) فهما جولتان في حرب تاريخية واحدة بين الحق والباطل، كانت واقعة الطف جولة دامية منها انتصر فيها الباطل ظاهرياً، أما ثورة الإمام المهدي (عج) فستكون الجولة الحاسمة التي ينتصر فيها الحق على الباطل، ويطبق الدين الإلهي في ارجاء المعمورة، وينتشر العدل في ظلاله، وتتحقق السعادة المنشودة في مسيرة التكامل البشري.
    إن الشهيد الحسين (ع) جاهد وضحى وثار من أجل الله وفي سبيل الله، فهو الوصي الثالث للنبي (ص) الذي أدى دوره المرسوم ووقف في وجه الإنحراف الأموي بكل صراحة ووضوح، فكشف للناس انحراف حكامهم وللرعية ضلالهم وتراجعهم وتخاذلهم، فجاءت نهضته هزة عنيفة أيقظت المسلمين من غفوتهم، وأرشدتهم إلى صوابهم، وأوضحت لهم انحراف الدرب الذي يسلكونه مع حكامهم، وكانت لهذه الثورة الجليلة آثار ونتائج تصب في ثورة الإمام المهدي (ع) لتكون من مقدمات قيامها، ومن دواعي نجاحها عوامل ثلاثة:
    أ: إيقاظ الضمير العالمي
    لقد كان لثورة الإمام الحسين (ع) القدسية طابع خاص ومتميز وهو ما يسمى {بعالمية الثوره} لذلك تجد بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) تحرك الضمير العالمي بأسره، واستيقظ لشيء ممقوت إسمه ظلم واضطهاد، وأخذ كل شخص يعبر بطريقته عن شجب ذلك الظلم الموروث الذي خلفه الجبابرة والطغاة وفرضوه على واقع الأمم والشعوب، وفي نفس هذا الهيكل الأممي اليقظ تتهيأ النفوس لاستقبال المصلح الموعود، الهادي إلى سبيل الرشاد، الناشر للعدل والصلاح، المحارب للظلم والفساد وللأهمية البالغة أشار الأئمة الأطهار (ع) إلى القائم من آل محمد (ص) وإن على الضمير العالمي اليقظ الذي اهتدى ببركة الإمام الحسين (ع) الانتظار لنصرته وتشكيل عالمية دولته، وقد نقل لنا التاريخ صوراً لهذا الترقب، والانتظار والاستعداد للنصرة حتى أنهم كانوا يتوقعون كل إمام هو القائم من آل محمد (ص) الذي ينتظرونه ليحكم البلاد والعباد
    من ذلك ما روي عن الحكم بن الحكم حيث يقول لأبي جعفر (ع): {إني جعلت لله علي نذراً وصياماً وصدقة بين الركن والمقام إن لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم لا؟ فإن كنت أنت رابطتك حتى قال: أنت الذي تقتل أعداء الله، ويعز بك أولياء الله، ويظهر بك دين الله. فقال (ع): ياحكم، كيف أكون انا وقد بلغت خمساً وأربعين، وإن صاحب هذا عهداً باللبن مني {أي يبدو به الصغر في السن أكثر} وأخف على ظهر الدابة}
    وعن عبد العظيم الحسني أنه قال لأبي جعفر الجواد (ع): {إني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد (ص) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً}. فقال(ع): {ياأبا القاسم ما منا إلا وهو قائم بأمر الله عز وجل، وهاد إلى دينه ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلاً وقسطاً، هو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه
    قال السيد باسم الهاشمي: {ومن هنا نجد أن هذا التطلع إلى الثائر والحاكم الصالح الذي أفرزته نهضة الإمام الحسين (ع) كان من عوامل انشداد الأمة نحو الإمام المهدي (ع)}
    ب: سقوط الدولة الأموية
    زعزعت نهضة الإمام الحسين (ع) أركان الدولة الأموية مما أدى إلى سقوطها بعد حين، كما روى الحلبي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: {أن آل أبي سفيان قتلوا الحسين بن علي (ع) فنزع الله ملكهم} فجاءت دولة بني العباس مستفيدة من جريمة الأمويين بقتلهم الإمام الحسين (ع) وما تلا ذلك من جرائم.
    وكان بين سقوط تلك وقيام هذه فرصة مناسبة لبث تعاليم الدين من قبل الأئمة (ع) ومنها التبشير بالإمام الثاني عشر، وما أكثر الأحاديث الواردة في الإمام المهدي (ع) بعد واقعة الطف، وخصوصاً عن الإمامين الباقر والصادق (عليهما السلام) حيث عاصرا سقوط بني أمية
    ولولا ثورة الإمام الحسين (ع) وما رافقها من انعطاف في مسيرة المسلمين حكاماً ورعية ، وسقوط دولة وظهور أخرى ، لما كان لصوت الأئمة (ع) أن ينتشر ويهيء الناس لتطبيق الدين الحنيف مع القائم من آل محمد (ص)
    ج: رفض الظلم والاضطهاد
    الظلم من الكبائر القبيحة الذميمة، وقد ذمه الله تعالى في القرآن الكريم في آيات عديدة وأمر جميع الناس إجتناب التعامل مع الظالمين، فقال سبحانه وتعالى: {ولاتركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} لذلك تجد من جملة الشعارات التي أطلقها الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء هذا الشعار الذي يرفض الحياة في دولة الظلم والظالمين فقال (ع): {إني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا شقاءاً وبرماً}. هذا الشعار الخالد من إمام معصوم في {كربلاء الدم والشهادة} ألهم أجيالاً متعاقبة عبر الأزمنة ودفعها لرفض الظلم والاضطهاد، وقادها نحو التضحية والفداء في سبيل الله، وستستمر رمزية هذا الشعار إلى قيام دولة الحق في آخر الزمان ويسير على نهجه الإمام المعصوم والمنقذ الموعود أمل الشعوب وريحانة الرسول (ص) وابن الزهراء البتول(ع)، المهدي المظفر المؤيد المنصور، فلذلك ترى شعراء أهل البيت (ع) يلهبون حماس الجماهير الموالية ويشدونها شداً عاطفياً وثيقاً بعظمة وقدسية شعارات الثورة الحسينية وقيام الدولة المهدوية فيتطلعوا إلى قائم أهل البيت (ع) ويضفوا على نفوس الرافضين للظلم والظالمين هالة من الاطمئنان والاستقرار النفسي، يقول دعبل الخزاعي في تائيته الرثائية المنظومة:
    فلولا الذي أرجوه في اليوم أوغـد تـقـطـع قـلبـي إثــرهــم حســرات
    خــــروج إمـام لامـحــالة خــارج يـقــوم علـى اســـم الله والـبركات
    يـمــيـز فـيـنـــا كل حـــق وباطـل ويجــزي على الـنعـمـاء والنقمات
    فيا نفس طيبي ثم يانفس أبشـري فـغــيــر بـعــيـد كل ماهــــو آتـــي
    ولا تجزعي من مدة الجـور إنـني أرى قــوتــي قـد آذنـت بشـتات


    القسم الثاني:
    القائم طالب بدم جده الحسين (ع)
    عندما انتصر الباطل ظاهرياً في كربلاء، وبتلك الصور الفجيعة بكت عيون المؤمنين، والتهبت صدورهم فتولدت لديهم روح الثأر للشرفاء والمظلومين من النساء والأطفال الذين روعوا وذبحوا في ذلك اليوم الحزين، وأخذوا يتطلعون إلى من يأخذون معه الثأر، فأخبرهم الأئمة (ع) أنه القائم من آل محمد (ص)، فعن الإمام الصادق (ع) كان يخبر أصحابه عن غضب الملائكة على قتل الحسين (ع) وأن المنتقم هو إبنه القائم قال: لما كان من أمر الحسين (ع) ماكان، ضجت الملائكة إلى الله تعالى وقالت: يارب يصنع هذا بالحسين صفيك وابن صفيك؟ قال: فأقام الله لهم ظل القائم (ع) وقال: {بهذا أنتقم له من ظالميه}
    وعنه (ع) أيضاً في قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير}(2). قال: {هو القائم (ع) إذا خرج يطلب بدم الحسين(ع)}
    وعن أبي جعفر الباقر (ع) في قوله تعالى: {ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا}
    قال: {هو الحسين بن علي(ع) قتل مظلوما ونحن أولياؤه ، والقائم منا إذا قام طلب بثأر الحسين(ع) فيقتل حتى يقال قد أسرف في القتل}
    وعن الحسين(ع) في حديث له مع ابنه زين العابدين (ع) قبل استشهاده قال: {ياولدي ياعلي، والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين ألفا}
    وقال الإمام الباقر (ع): {لما قتل الحسين (ع) عجت السماوات والأرض ومن عليهما والملائكة فقالوا: يا ربنا ائذن لنا في هلاك الخلق حتى نجدهم من جديد الأرض بما استحلوا حرمتك، وقتلوا صفوتك، فأوحى الله تعالى إليهم: يا ملائكتي ويا سماواتي، ويا أرضي اسكنوا، ثم كشف حجاباً من الحجب، فإذا خلفه محمد واثنى عشر وصياً له ثم أخذ بيد فلان القائم من بينهم فقال: {ياملائكتي، وياسماواتي، وياأرضي، بهذا انتصر لهذا}
    وكذلك ماورد عن الإمام الصادق (ع) في زيارة عاشوراء الذي يواظب عليها المؤمنون منذ تعليمها لهم من قبله (ع) وإلى يومنا هذا حيث يقول مخاطباً الحسين(ع): {فأسأل الله الذي أكرم مقامك، وأكرمني بك، أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمد (ص)
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X