بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
المهدويون اهل الطاعة والتقوى
من وصايا مولانا امام العصر ارواحنا فداه للمؤمنين مما روته المصادر المعتبرة من كلامه ورسائله المعروفة بمصطلح (التوقيعات) اي الرسائل الموقعة بخطه الشريف والتي كان يصدرها بواسطة سفرائه الأربعة في الغيبة الصغرى، اضافة الى رسائل اخرى وثقت عنه في الغيبة الكبرى وروتها المصادر المعتبرة مثل رسالتيه المشهورتين للشيخ المفيد –رضوان الله عليه-.
وقد تعرفنا على وصايا كثيرة من هذه الرسائل والتوقيعات المباركة ومن اساليب امامنا المهدي –صلوات الله عليه- في ايصال وصاياه للمؤمنين هي الادعية التي انشأها وامر المؤمنين بالتوجه الى الله بها، وقد اشتملت على وصايا الهية مهمة، ونبدأ باستقراء هذه الوصايا الواردة في هذه الادعية المباركة، ومنها الدعاء المهدوي الجامع الذي رواه الشيخ الجليل ابراهيم الكفعمي في كتابيه (المصباح) و(البلد الأمين والدرع الحصين).
جاء في مطلع هذا الدعاء المهدوي الجليل قوله عليه افضل الصلاة والسلام:-
(( اللهم ارزقنا توفيق الطاعة وبعد المعصية وصدق النية وعرفان الحرمة واكرمنا بالهدى والاستقامة )) .
تشمل هذه الكلمات النيرة خمس وصايا محورية للمؤمنين تمثل في الواقع اهم صفات الشخصية الايمانية التي ينبغي لانصار الامام المهدي التحلي بها ودعوة الناس للتحلي بها.
الصفة الاولى هي التي نطلبها من الله عزوجل في عبارة
(( اللهم ارزقنا توفيق الطاعة )) فما المقصود بها ؟
( الطاعة ) تشمل كل عمل أمرنا به الله عزوجل ورسوله –صلى الله عليه وآله- وخلفاؤه المعصومين –عليهم السلام-.
والتوفيق لذلك حالة اسمى واعلى من مجرد الانصياع والعمل بهذه الاوامر الالهية، فهي تعني الاندفاع الطوعي والقوي للعمل بالطاعات والرغبة في ذلك وعلى ضوء هذا التوضيح نفهم ان الوصية الاولى التي نستلهمها من المقطع المتقدم هي:-
ان مولانا بقية الله المهدي يوصينا بهذه العبارة ان نجتهد في التقرب الى الله عزوجل بالاقبال على تنفيذ كل عمل امرنا به ونستعين به عزوجل في ذلك، فنكون من الراغبين في العمل بطاعته ابتغاءً لمرضاته تبارك وتعالى، سواءً كانت الطاعة في اداء الفرائض المعروفة او المستحبات او سائر اعمال الخير وغير ذلك من صالحات الاعمال.
وهنا نسأل: ما هو السبيل العملي للإلتزام والعمل بهذه الوصية المهمة والمحورية التي يوصينا بها امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه-؟
في الاجابة عن هذا السؤال نقول : ان الخطوة الاولى تكمن في معرفة الاوامر الالهية والاعمال التي يرتضيها الله تبارك وتعالى لعباده الصالحين في جميع شؤونهم الحياتية.
والمهم هنا ان نعرف هذه الاوامر من مصادرها الالهية النقية ونتجنب بدع وتحريفات فقهاء السلاطين والسلطات الجائرة، وقد عرفنا النبي الاكرم –صلى الله عليه وآله- بهذه المصادر النقية في حديث الثقلين المتواتر وهما القرآن الكريم والعترة النبوية الطاهرة فائمة اهل البيت –عليهم السلام- هم حفظة السنة المحمدية النقية وتفسيرها النقي للاوامر القرآنية، فالعمل بوصاياهم واوامرهم التي نقلها لنا العلماء الثقاة من رواة احاديثهم –عليهم السلام- هو السبيل المضمون للفوز بتوفيق طاعة الله والعمل بما يرضاه بعيداً عن بدع وتحريفات المشارب المختلفة التي اوجدتها ضلالات عباد السلطة وعلماء السوء.
والقاعدة الاصيلة المتقدمة تصدق على الصفة الثانية التي يوصينا بها امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه- وهي (بعد المعصية) اي اجتناب كل ما نهى عنه ربنا تبارك وتعالى.
فينبغي ان نتعرف على المناهي الالهية تفضيلياً من ثقلي الهداية المحمدية بالترتيب المذكور ونجتنبها تجنباً لسخط الله وغضبه جل جلاله وهذه من اظهر صفات المتقين.
ومثلما ان العمل بطاعة الاوامر الالهية يستتبع ثواب الله ورضاه عزوجل ونورانية القلب، كذلك الحال مع اجتناب معاصية فانه يستتبع الثواب والرضا الالهي مع اجتناب كل معصية كما صرحت بذلك النصوص الشريفة ويزيد من نورانية المؤمن ويحصنه من التلوث بما لا يرضاه لنا ربنا الجليل تبارك وتعالى ورسوله وامام زماننا بقية الله المهدي- ارواحنا فداه-