بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
سأل احد الصحابة الامام الصادق عليه السلام ،
كيف اعلم ان صلاتي مقبولة ( قبلت )
فقال : بقدر ما نهتك عن الفحشاء والمنكر
( المعنــــــى )
إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىْ*عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ*وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ
اقول : الصلاة ( الفقهية ) ، ليس هي الاصل الذي يوصل للغاية وتحققها ، بل هي سبب مهم ظاهري فيها ، اثبتته الشريعة المقدسة .
والانسان معياره الوجداني ( بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) لمعرفة تحقق الاثر ( الغاية من العمل ) من خلال مطابقة عمله ونيته مع الشريعة .
*عن امير المؤمنين*(ع)*لكميل:*(يا كميل لا تغتر باقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيدامون ويتصدقون فيحتسبون إنهم موفقون يا كميل اقسم بالله لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)*يقول ان الشيطان اذا حمل قوماً على الفواحش مثل الزنا وشرب الخمر والرياء وما اشبه ذلك من الخن والمأثم حبب اليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ثم حملهم على ولاية الائمة الذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون, يا كميل ليس الشأن ان تصلي وتصوم وتتصدق بل الشأن ان تكون الصلاة فعلت بقلب تقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي وابقاء المجد فيها الوصية...).
اقول / انظر وتامل في قول امير المؤمنين ع ، ليس الشان ان تصلي وتصوم وتتصدق ( يعني ظاهر العبادات والفرائض والواجبات وفقهياتها العملية ) ،،، بل الشان ان تكون الصلاة فعلت بقلب تقي .... الخ ( وهذه ثمار العمل الحقيقية المطلوبة )
مع الانتباه على قول المعصوم ع لمّا يقول ( فعلت بقلب تقي ) ، فالتقوى روح الفضائل ولا فضيلة تعمل بلا روح .
مثال الصلاة السابق واثرها ومعرفة ما اذا كانت قبلت ام لا ، هي ليس من باب الحصر بل هي من باب المصداق .
وقس عليه ايضا مثلا اخر في الصيام ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا*كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ*عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
فمن وجد في وجدانه وما يظهر من عمله ونيته انه تحقق عنده التقوى على اثر فريضة الصيام فهذا صيامه انتج ثماره وبقدر تقواه قبل صيامه ، وهنا قبول الصيام من خلال تحقق الغاية ( التقوى ) ليس فقط لمعرفة ومقدار جزاء الصيام من ثواب بل هي ورائها تحقق ملكة التقوى الضرورية في الكمالات المنشودة التي يحتاجها الانسان لآخرته .
هذه الامثلة وغيرها مما نستطيع ان نستحصله من حقائق ورائها ، يتبين لنا منها ان ظاهر الشريعة ليس هو مقصود لذاته وتتحقق غايته والحكمة منه بتحقق اسبابه الظاهرية .
بل هذه المدخل والسبب الذي منه يصل الانسان لغايته ، كما حال الجوزة ، فان القشرة فيه اشبه بظاهر الشريعة والغاية هي نيل لبته ، ولا يمكن الوصول الى لبه الا من خلال نيل قشرته .
اذا كان هذا حقا وواضحا
فان انتظار المنتظر ليوم الظهور وتحقق الوعد الإلهي باقامة دولة الحق والعدل واستخلاف الصالحين .
هذا الانتظار له ظاهر وله حقيقة اخرى هي الغاية المطلوبة اي ثمار الانتظار الحقيقية .
لا يخفى ، فان الانتظار هنا هو المقصود منه الانتظار الايجابي ، وليس الانتظار السلبي
والانتظار الايجابي هو الاستعداد الحقيقي ليوم الظهور
والاستعداد ليوم الظهور يتم من خلال تطبيق الشريعة الحق في حياة الناس وتفعيلها
اي بمعنى حسن تدين الانسان المنتظر ، وصلاح المجتمع وفق المعايير الدينية .
وحسن التدين ، حسب المثال السابق له ظاهر ، وله باطن هو متعلق بالغاية ( الثمرة )
فاذا كان الظاهر هنا هو عموم الشريعة وتطبيقها ، فان باطنها هو ثمرات الواجبات والتكاليف والفرائض .
ولعمري لو كان حقا اثمر ظاهر ما نقول ونعمل من واجبات وفرائض وتكاليف ، ما كان طال انتظارنا !!! فتأمل
من هنا نستطيع ان نفهم مغزى وبعد اعمق في قول المعصوم عم€گ انتظار الفرج من الفرج م€‘
فكثير ما نحن ندعي او نظن اننا منتظرين ( من خلال ظاهر ما ينطبق علينا من عنوان الشيعة والولاية والمحبة لآل البيت ، وكذالك اتياننا بتطبيق الفرائظ والواجبات والتكاليف الاخرى الشرعية )
ولكــــن ! كم من هذا العمل حقق اثره ووصل غايته ( اثمر ) على مستوى الفرد والمجتمع !
ولهذا بقدر ما هو مهم تحقق الشريعة الخاتمة الكاملة التامة في حياة البشرية ( الرسالة المحمدية الخاتمة )
وبقدر ما هو مهم استمرار وجود الأئمة الاطهار الحجج الاخيار في حياة البشرية ( واخرهم قائمهم عليه السلام )
وبقدر ما هو مهم بقاء خط اصيل يمثل الشريعة الحق بعد اختلاف وتفرق وانحراف الكثير ( مذهب ال البيت الاثني عشري )
فأنه ! لا بد من التمحيص والغربلة والابتلاء والبلاء حتى تستطيع هذه الثلة الباقية من الخط الاصيل الممثل للحق ، ان تجاهد جهادها الاكبر ( جهاد النفس ) لتصل الى مرتبة حقيقة الانتظار ، وهو تفعيل الانتظار حقا في حياتهم لاستحصال ثماره وبذالك يمكن لهؤلاء المنتظرين المخلصين الناجحين في امتحان الغيبة الكبرى ان يكونوا سببا للفرج وبهم يفتتح عصر الظهور وعليهم يتم حمل اعباء الثورة ، وكلا بحسبه
فأنظر في نفسك اين محلك من هذا ، وكم قطعت من طريقه .
​وهل انت من ظاهر المنتظرين ، ام من صادق وحقيقة المنتظرين .
والله اعلم
الباحث الطائي
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم وفرجنا بفرجهم
سأل احد الصحابة الامام الصادق عليه السلام ،
كيف اعلم ان صلاتي مقبولة ( قبلت )
فقال : بقدر ما نهتك عن الفحشاء والمنكر
( المعنــــــى )
إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىْ*عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ*وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ
اقول : الصلاة ( الفقهية ) ، ليس هي الاصل الذي يوصل للغاية وتحققها ، بل هي سبب مهم ظاهري فيها ، اثبتته الشريعة المقدسة .
والانسان معياره الوجداني ( بَلِ الْأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ) لمعرفة تحقق الاثر ( الغاية من العمل ) من خلال مطابقة عمله ونيته مع الشريعة .
*عن امير المؤمنين*(ع)*لكميل:*(يا كميل لا تغتر باقوام يصلون فيطيلون ويصومون فيدامون ويتصدقون فيحتسبون إنهم موفقون يا كميل اقسم بالله لسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)*يقول ان الشيطان اذا حمل قوماً على الفواحش مثل الزنا وشرب الخمر والرياء وما اشبه ذلك من الخن والمأثم حبب اليهم العبادة الشديدة والخشوع والركوع والخضوع والسجود ثم حملهم على ولاية الائمة الذين يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون, يا كميل ليس الشأن ان تصلي وتصوم وتتصدق بل الشأن ان تكون الصلاة فعلت بقلب تقي وعمل عند الله مرضي وخشوع سوي وابقاء المجد فيها الوصية...).
اقول / انظر وتامل في قول امير المؤمنين ع ، ليس الشان ان تصلي وتصوم وتتصدق ( يعني ظاهر العبادات والفرائض والواجبات وفقهياتها العملية ) ،،، بل الشان ان تكون الصلاة فعلت بقلب تقي .... الخ ( وهذه ثمار العمل الحقيقية المطلوبة )
مع الانتباه على قول المعصوم ع لمّا يقول ( فعلت بقلب تقي ) ، فالتقوى روح الفضائل ولا فضيلة تعمل بلا روح .
مثال الصلاة السابق واثرها ومعرفة ما اذا كانت قبلت ام لا ، هي ليس من باب الحصر بل هي من باب المصداق .
وقس عليه ايضا مثلا اخر في الصيام ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا*كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ*عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ .
فمن وجد في وجدانه وما يظهر من عمله ونيته انه تحقق عنده التقوى على اثر فريضة الصيام فهذا صيامه انتج ثماره وبقدر تقواه قبل صيامه ، وهنا قبول الصيام من خلال تحقق الغاية ( التقوى ) ليس فقط لمعرفة ومقدار جزاء الصيام من ثواب بل هي ورائها تحقق ملكة التقوى الضرورية في الكمالات المنشودة التي يحتاجها الانسان لآخرته .
هذه الامثلة وغيرها مما نستطيع ان نستحصله من حقائق ورائها ، يتبين لنا منها ان ظاهر الشريعة ليس هو مقصود لذاته وتتحقق غايته والحكمة منه بتحقق اسبابه الظاهرية .
بل هذه المدخل والسبب الذي منه يصل الانسان لغايته ، كما حال الجوزة ، فان القشرة فيه اشبه بظاهر الشريعة والغاية هي نيل لبته ، ولا يمكن الوصول الى لبه الا من خلال نيل قشرته .
اذا كان هذا حقا وواضحا
فان انتظار المنتظر ليوم الظهور وتحقق الوعد الإلهي باقامة دولة الحق والعدل واستخلاف الصالحين .
هذا الانتظار له ظاهر وله حقيقة اخرى هي الغاية المطلوبة اي ثمار الانتظار الحقيقية .
لا يخفى ، فان الانتظار هنا هو المقصود منه الانتظار الايجابي ، وليس الانتظار السلبي
والانتظار الايجابي هو الاستعداد الحقيقي ليوم الظهور
والاستعداد ليوم الظهور يتم من خلال تطبيق الشريعة الحق في حياة الناس وتفعيلها
اي بمعنى حسن تدين الانسان المنتظر ، وصلاح المجتمع وفق المعايير الدينية .
وحسن التدين ، حسب المثال السابق له ظاهر ، وله باطن هو متعلق بالغاية ( الثمرة )
فاذا كان الظاهر هنا هو عموم الشريعة وتطبيقها ، فان باطنها هو ثمرات الواجبات والتكاليف والفرائض .
ولعمري لو كان حقا اثمر ظاهر ما نقول ونعمل من واجبات وفرائض وتكاليف ، ما كان طال انتظارنا !!! فتأمل
من هنا نستطيع ان نفهم مغزى وبعد اعمق في قول المعصوم عم€گ انتظار الفرج من الفرج م€‘
فكثير ما نحن ندعي او نظن اننا منتظرين ( من خلال ظاهر ما ينطبق علينا من عنوان الشيعة والولاية والمحبة لآل البيت ، وكذالك اتياننا بتطبيق الفرائظ والواجبات والتكاليف الاخرى الشرعية )
ولكــــن ! كم من هذا العمل حقق اثره ووصل غايته ( اثمر ) على مستوى الفرد والمجتمع !
ولهذا بقدر ما هو مهم تحقق الشريعة الخاتمة الكاملة التامة في حياة البشرية ( الرسالة المحمدية الخاتمة )
وبقدر ما هو مهم استمرار وجود الأئمة الاطهار الحجج الاخيار في حياة البشرية ( واخرهم قائمهم عليه السلام )
وبقدر ما هو مهم بقاء خط اصيل يمثل الشريعة الحق بعد اختلاف وتفرق وانحراف الكثير ( مذهب ال البيت الاثني عشري )
فأنه ! لا بد من التمحيص والغربلة والابتلاء والبلاء حتى تستطيع هذه الثلة الباقية من الخط الاصيل الممثل للحق ، ان تجاهد جهادها الاكبر ( جهاد النفس ) لتصل الى مرتبة حقيقة الانتظار ، وهو تفعيل الانتظار حقا في حياتهم لاستحصال ثماره وبذالك يمكن لهؤلاء المنتظرين المخلصين الناجحين في امتحان الغيبة الكبرى ان يكونوا سببا للفرج وبهم يفتتح عصر الظهور وعليهم يتم حمل اعباء الثورة ، وكلا بحسبه
فأنظر في نفسك اين محلك من هذا ، وكم قطعت من طريقه .
​وهل انت من ظاهر المنتظرين ، ام من صادق وحقيقة المنتظرين .
والله اعلم
الباحث الطائي
تعليق