إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل عصيت ابواي ......

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل عصيت ابواي ......

    ولدت وفي فمي ملعقة من ذهب ،وطلباتي كلها مجابة ،فعائلتي ذات مال وجاه وسمعة ،وانا وحيدهم .
    وكانت طلباتي كلها مجابة ومنفذة على الفور وبأي ثمن ،والكل كانوا يخططون لي مستقبلي مثلهم والحصول على اعلى المراتب وارتقي اعلى المناصب ،ولاكنني للاسف خيبت املهم وفشلت في كل شيئ وجعلت احلامهم هواء في شباك ،اغلب زملائي قد حصلوا على يتمنون وحققوا طموحاتهم واصبحوا اعضاء ناجحين في المجتمع الا انا اهم مؤهلاتي الفتى المدلل الفاشل .
    في عشية وضحاها صحوت على حلم قداستطاع ان يقلب حياتي رأسا على عقب ،قد تكون ارادة الله او دعوات والداي اوصحوة ضمير ايا مايكون قررت ان اكون انسانا اخر وجديد ،كيف يكون ذلك لااعلم ،فقرت تأديب نفسي وان اسبق الزمن الباقي والمقدر لي من الله جل وعلى.
    في مثلي يجب ان ابدأ من الصفر وان اعتمد على نفسي فقط بدون مساعدة احد .
    وضعت الفكرة في بالي وقررت بالتنفيذ خصوصا اني لازال عندي مبلغ من المال علي استثماره بقدره ،وعلى الفور طرأت على بالى فكرة شراء لعب اطفال واقوم ببيعها وبماان المبلغ لم يكن كبيرا كان كاف لشراء اللعب وعربة اعرضها فيها للبيع .
    نفذت المشروع وكم كانت سعادتي بنجاحه ببركة الله ولاول مرة اشعر بقيمة كل فلس حصلت عليه ،وصل الخبر الى اهلي ،فبدل من الثناء والشد على يدي كان هنالك الغصب والاستنكار الكبير والتهديد والوعيد والتبري مني اذا لم اترك هذا العمل ،وذلك لأني قد جلبت العار ةالاستهانه بهم ،كونهم قادرين على ان احصل على اي مال اواعلى واغلى شيئ وهم يستنكفون من عملي هذا لانه لايليق بمركزهم الاجتماعي ففشلي علميا وعمليا اهون عليهم من عملي هذا .
    برأيكم هل قمت بعمل قد خالف الدين والشريعةهل ارتكبت خطيئة ،هل كل منحصل على الجاه والثروة قد حصل عليها فجأة وبدو ن تعب اوكد ،صحيح اني حصلت واستطيع الحصول عليها بسهولة ،لاكني لم اصونها اواحس بقيمتها لاني لم اتعب بها ،لذلك اردت ان اشعر بقيمتهاوان اكون انسان جديد بعد فشلي واعتمد على نفسي واحس بمعاناة غيري ان احصل على رزقي بكدي لا بكد غيري .
    ترى هل الولد اذا تخلى عن ثروة والديه واعتمد على نفسه يكون جاحدا .
    اردت فقط ان اشعر اني مسؤول عن نفسي وان احس بقيمة الوقت والمال ،انا اعتقد ان والداي لم يعترضا على عملي وانما اعترضا على نوع العمل لانه ليس من مستواهم الاجتماعي .
    صحيح اني قد اكون قد فشلت دراسيا لاكن نجحت قبل فوات الاوان ان انجح كأنسان يعتمد على نفسه لاعلى اموال وجاه ابويه.........
    التعديل الأخير تم بواسطة امال الفتلاوي; الساعة 12-03-2015, 05:41 PM.

  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أنت انجزت شيئا جميلا لانك ادركت قيمة الحياة وتركت البطالة والكسل ، وتقدمت نحو تحقيق هدف جميل في حياتك فأحسنت وبارك الله فيك
    واما بخصوص اعتراض اهلك او ابويك عليك :
    احب ان اتسائل عزيزي هل تحليلك وتفسيرك لاعتراضهم كان صحيح ؟
    حيث انك تقول :
    { .... كونهم قادرين على ان احصل على اي مال اواعلى واغلى شيئ وهم يستنكفون من عملي هذا لانه لايليق بمركزهم الاجتماعي ففشلي علميا وعمليا اهون عليهم من عملي هذا..} ؟؟؟؟؟؟
    تقول : وهم يستنكفون ؟
    ,... لايليق بمركزهم ؟
    و,,,, فشلي اهون عليهم ؟
    هل استنتاجك هذا منبثق عن تحليل وتحقيق واقعي ام هو منبثق من غضبك لانهم رفضوا فكرة عملك مع انك ليس بحاجة للمال ؟
    او انهم كانوا ينظرون من زاوية انت لم تنكشف لك بعد ؟
    عزيزي:
    قد لا نمتلك الرؤية والنظرة النافذة التي عند اهلنا وعند ابوينا فنعلل الامور بعلل تتناسب مع مداركنا وتصورتنا البسيطة ؟

    هل استفسرت من والديك او اسرتك عن سبب غضبهم ؟

    إن كان كما ذكرت عليك ان تحقق رضا ابويك وعدم ادخال الالم والضرر عليهم
    بمعنى عليك ان تحرز على الاقل عدم تضررهم نفسيا في تحقيق طموحاتك وبلوغ اهدافك .. لان غضبهم وانزعاجهم وتألمهم النفسي مشكل شرعا !
    وان رئيت منهم انهم يشعرون بالالم والاستياء فعليك ان تنزل لرغبتهم وتحاول بين الفترة والاخرى ان توضح لهم طريقتك في تحدي الصعاب لتحقيق مشاريعك وتكون إنسان ناجح وانك تجمع ثروة عن طريق الكسب الحلال والمشروع ..
    واما إذا كان تحركك هذا لايؤذيهم ولا يشعرهم بالاستياء منك فعليك ان تلجئ الى اشراكهم في تخطيطك لمشاريعك لان بركة رضا الوالدين امرا ينبغي عدم اغفاله او الاستهانه به لانه طريق للتوفيق جدا عظيم فلا تترك اشراكهم في مشاريعك وخططك.. وعليك بالصبر فما انقادت الامور الا بالصبر والدعاء

    وفقنا الله وايكم لكل خير

    وشكرا للاخت حمامة السلام على طرحها للمواضيع الواقعية
    الوفاء دفن رمزه في كربلاء


    تعليق


    • #3
      السلام عليكم

      بداية نبارك لكم افتتاح هذا القسم المبارك ان شاء الله تعالى ونسأله سبحانه التوفيق للجميع ..


      ارجو السماح لي بمداخلة ..

      اعتقد ان هذا الشخص قد اخطأ في أكثر من مورد بقراره هذا

      فكان عليه اولا استشارة ابويه قبل اقدامه على هذا العمل فلعلهم يرشدونه الى طريق اخر للكسب لا يجرح كرامتهم كما يعتقدون او ربما يعينونه على البيع في محل او دكان بدل من البيع في العربة ولو بالاقتراض منهم لدفع بدل الايجار
      هذا من جانب ومن جانب اخر فقد لا يكون هذا العمل مناسب لشأنه لكونه يجلب له المهانة في عرف اهله وزملائه واقاربه فلا يبقي لنفسه ذلك الاحترام بل قد يسقط احترام اقاربه لأهله وربما لاولاده في المستقبل وقد يكون هذا العمل سبة على اهله واولاده فيعيرونهم به بانهم اولاد من كان يعمل كذا خصوصا اذاعلمنا ان الشرع المقدس يحرم على الانسان المسلم اذلال نفسه او وضعها موضع الاهانة والذل

      فاقترح عليه بان يترك عمله هذا ويتفق مع اهله على عمل لا يجرح كرامتهم كما يعتقدون ويحاول شرح وجهة نظره لهم وسبب اتخاذه لهذا القرار وان لم يقتنعوا فيحاول اقناعهم باللين والحسنى

      دعاؤنا له وللمؤمنين بالتوفيق والنجاح


      المـيـزان(سابقا)
      فيابنَ أحمـدَ أنتَ وسيلتي*وأبـوكَ طـــهَ خَــيرُ الجُـــدودِ
      أيخيبُ ظنّي وأنتَ الجوادُ*وأقطعُ رجائي وعليكُ ورودي

      تعليق


      • #4


        قال تعالى في كتابه: "وقضى ربك إلاَّ تعبدوا إلاّ أيَّاه وبالوالدين إحساناً"(1).

        إن للوالدين مقاماً وشأناً يعجز الإنسان عن دركه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنَّه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقّهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم، وعماد حياتهم وركن البقاء لهم.

        لقد بذل الوالدان كل ما أمكنهما على المستويين المادي والمعنوي لرعاية أبنائهما وتربيتهم، وتحمّلا في سبيل ذلك أشد المتاعب والصعاب والإرهاق النفسي والجسدي وهذا البذل لا يمكن لشخص أن يعطيه بالمستوى الذي يعطيه الوالدان.

        ولهذا فقط اعتبر الإسلام عطاءهما عملاً جليلاً مقدساً استوجبا عليه الشكر وعرفان الجميل وأوجب لهما حقوقاً على الأبناء لم يوجبها لأحد على أحد إطلاقاً، حتى أن الله تعالى قرن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده بشكل مباشر فقال: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً"(2).

        لأن الفضل على الإنسان بعد الله هو للوالدين، والشكر على الرعاية والعطاء يكون لهما بعد شكر الله وحمده، "ووصينا الإنسان بوالديه... أن أشكر لي ولوالديك إليَّ المصير"(1).

        وقد اعتبر القران العقوق للوالدين والخروج عن طاعتهما ومرضاتهما معصية وتجبراً حيث جاء ذكر يحيى ابن زكريا بالقول: "وبراً بوالديه ولم يكن جباراً عصيا"(2).

        وفي رسالة الحقوق المباركة نجد حق الأم على لسان الإمام علي بن الحسين (ع) بأفضل تعبير وأكمل بيان، فيختصر عظمة الأم وشموخ مقامها في كلمات، ويصوِّر عطاها بأدق تصوير وتفصيل فيقول ?: "فحقّ أُمِّك أن تعلم أنَّها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يُطْعِم أحدٌ أحداً، وأنَّها وقتك بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها مستبشرة بذلك فرحةً موبلة (كثيرة عطاياها )، محتملة لما فيه مكروهها وألمها وثقلها وغمِّها، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فَرَضِيَتْ أن تشبع وتجوع هي، وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ، وتظللك وتضحى، وتنعمك ببؤسها، وتلذذك بالنوم بأَرِقهَا، وكان بطنها لك وعاء، وَحِجْرَها لك حواء، وثديها لك سقاءاً، ونفسها لك وقاءاً، تباشر حر الدنيا وبردها لك دونك، فتشكرها على قدرِ ذلك ولا تقدر عليه إلاّ بعون الله وتوفيقه".

        وتبرز هنا، أهمية حق الأم من خلال التفصيل والبيان الذي تقدم به الإمام ? بحيث جعله أكبر الحقوق في رسالته المباركة، وأكثر في بيانه، وحثَّ على برّها ووصّى الولد بالشكر لهما كما هي الوصية الإلهية: "ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن... أن أشكر لي ولوالديك إليَ المصير"(2).

        تعليق


        • #5
          ..

          من أكثر المفارقات غرابة في تصرفات كثير من البشر , أن تجدهم يعيبون على أسلوب التجربة والخطأ كمنهج للتعلم في أبسط ممارساتهم اليومية رغم ضئالة قيمتها وضعف تأثيرها فيهم , في حين يتبعون نفس النهج في التعامل مع أغلى ما يمتلكون !

          ففي أبسط المواقف اليومية قد لا تلجأ ربة المنزل لتجربة طهي صنف جديد من الطعام لا تعرفه إلا بعد سؤال المجربين أو البحث عن معلومات حول كيفية طهيه والمقادير الواجبة لكي لا تقع في الخطأ , وبينما يتطلب شراء جهاز الكتروني بسيط من رب الأسرة أن يبحث ويقرأ المواصفات والخصائص وسبل التشغيل والمشاكل وحلولها والمحاذير لتلافيها , وكلاهما يرفض مطلقا فكرة أن يجرب ثم يتعلم من خطئه ويعتبرها فكرة خاطئة تماما إذ تكلفهم ضياع الوقت أو الجهد أو المال .

          لكن نفس الرجل والمرأة قد يقعان فيما هو أكبر من ذلك ويتصرفان بنفس المنطق الذي رفضاه من قبل في تربيتهم لأبنائهم , فيعتمدان على أسلوب تجربة الوسيلة التربوية والتعلم من الخطأ فيها مستقبلا , ومن ثم لا يكررانه بعدها , متناسين أن الولد أثمن وأغلى ما يمتلكون مما رزقهم الله في هذه الحياة الدنيا وأن الخطأ في تربيته من الخطورة بمكان , وربما قد لا يجدان طريقة لإصلاحه بعد ذلك .

          قليل من الآباء والأمهات من يطلع ويبحث ويقرأ في طرق ووسائل التربية , وقليل منهم أيضا من يلجأ إلى كبار السن والخبرة بأسئلة حول كيفية التصرف في المواقف التربوية , ونادر من يحاول أن يحضر في ذلك مؤتمرات أو ندوات أو لقاءات تعريفية بالوسائل التي يجب إتباعها في التربية والمخاطر التي يتعرضون لها والمشكلات التي تواجههم والحلول المثلى لفهم نفسيات أبنائهم ومحاولة التأثير فيها , بل الأغلبية من الناس لا تعترف أصلا بأن تربية الأبناء علم يحتاج للتوقف عنده وسؤال المختصين .

          إن قليلا من الصداع في الرأس أو ألم بسيط في الأسنان يجبران الآباء على سرعة الذهاب للطبيب للخوف على صحة الطفل البدنية – وهذا صحيح لا ينكر - في حين أن هناك أمراضا وأوجاعا شديدة الألم على الطفل وعميقة الأثر على حاضره ومستقبله لا ينتبه لها الآباء إطلاقا ولا يعتبرون أن الطفل في حاجة للوقوف بجانبه , بل يعتبرون شكواه من الترف الغير مباح .

          ومن المفارقات المفجعة أيضا أن هناك قوانين ودراسات وتراخيص تمنح للأفراد لكي يسمح لهم بممارسة أي عمل , فلا يمكن لإنسان أن يمارس الطب أو الهندسة أو التعليم أو غيرها من المهن مهما كانت بسيطة إلا إذا كان مؤهلا , بل لا يمكنه قيادة أبسط سيارة إلا إذا حصل على شهادة تفيد صلاحيته لذلك , في حين أن أهم واعقد وأخطر الأدوار التي يقوم بها الإنسان في حياته وأكثرها اتصالا بمجتمعه وتأثيرا فيه وهي تربية الأبناء قد لا تقوم على أسس سليمة ولا يوجد لها برامج ولا إرشادات ولا تنبيهات مجتمعية مسئولة عن ذلك , بل ويُترك فيها الأمر لاجتهادات الناس الغير مبنية على علم أو دراسة أو خبرة .

          ربما لم تظهر مشكلة لهذه الممارسات قديما لاتصال الحفيد بالأجداد والجدات الذين كانوا يشتركون بصورة حقيقية وواقعية في عملية التربية , ولم تكن تُترك فيها تربية الأبناء للأبوين وحدهما دون سابق خبرة أو تجربة , ولكن مع تغير الأحوال وانفصال كل أسرة صغيرة بنفسها وقيامها على شئون تربية أبنائها منفردة ظهرت المشكلات التربوية , وصار الأبناء ميدانا لتجارب الأبوين التربوية , فما يثبت فشله من الوسائل التربوية في التعامل مع طفل يتم تلافيه في الآخر دونما نظر أو اعتبار للخسارة الرهيبة التي يخسرها المجتمع لوجود أطفال ظلوا فترة طويلة كفئران تجارب تربوية لآباء لم ينالوا قسطا من الثقافة التربوية ولم يكن معهم – أو ربما رفضوا تماما أن يتدخل- من يوجههم في تربية أبنائهم .

          ولا اعني بتدخل المجتمع في ممارسة دوره في العملية التربوية أن يسلب حقا أصيلا للآباء في العملية التربوية لأبنائهم , وإنما اعني به تشجيع وجود ثقافة أسرية بإقامة فعاليات تربوية يعطي نصائحها وتوجيهاتها التربوية وتطرح حلولا للمشكلات التربوية التي يعانيها الآباء مع أبنائهم وأن يهتم الإعلام بقضية التربية ويفرد لها مساحات اكبر في الوسائل الإعلامية لمناقشات المتخصصين مع إقامة دورات توجيهية أسرية لراغبي الزواج والمتزوجين حديثا ولمن يرغب من الآباء لطرح وسائل معالجة المشكلات للأبناء وغير ذلك من الوسائل المجتمعية التي ترفع وتساهم في النهوض بالثقافة الأسرية لأبناء المجتمع كله .

          الابن الأول يحصد الأخطاء التربوية للأبوين
          ولعل أكثر الأبناء تضررا في العملية التربوية هو الابن الأول الذي يولد فيجد أبوين لم يمارسا العملية التربوية لأبناء من قبل , فيتعامل كل منهما بحسب ما ورث وما رأى من ممارسات في حياته مع والديه وبحسب ما تمليه ثقافة الأبوين التربوية , ومن خلال متابعات كثيرة للعديد من الأبناء ظهر أن الابن الأول في معظم الأسر مختلف عن باقي الأبناء , ووُجد أن مشكلات شخصية مثل التردد وعدم القدرة على أخذ قرار حاسم والانطواء والعصبية الزائدة وضعف الثقة بالنفس توجد بنسبة عالية في الابن الأول بنسب اكبر من باقي الأبناء .

          ولعل أبرز أسباب هذه السلوكيات التربوية الخاطئة أن الابن الأول قد يقع – لعدم وجود الخبرة التربوية للأبوين – تحت تأثير واحد من نوعيتين متناقضتين وخاطئين من التربية - هذا إن لم يقع تحتهما معا بين الأب والأم - , فيقع الابن الأول بين الإفراط في التدليل بسبب سعادة الأبوين لوجود ابن لهما فيغدقان عليه بالاهتمام المبالغ فيه وتلبية كل رغباته ظنا منهما أن ذلك هو الأسلوب الأمثل للتربية , والتصرف الآخر قد يقع الابن الأول تحت السيطرة الكاملة من الأبوين التي ربما تصل للقسوة المفرطة بدعوى الرغبة في أن يكبر الصغير ليصير رجلا يعتمد عليه الأب أو بنتا تعتمد عليها الأم ويظنان أيضا أن هذا هو الأسلوب الأمثل للتربية , وتكون المشكلة الأعمق إذا وقع الطفل بين تدليل مفرط من جهة وقسوة مفرطة من جهة أخرى وكلاهما خطأ تربوي والأخطر إذا اجتمعا .

          ومن المشاهدات أيضا أن كثيرا من الأبناء - من بعد الأول - قد لا يعانون من نتائج جهل وعدم خبرة الأبوين , لان الأطفال بعد الأول يحصدون من الخبرة التربوية التي اكتسبها الأبوان نتيجة ممارستهما للتربية بأسلوب المحاولة والخطأ مع الابن الأول , فيقل التدليل المفرط عند من كان يتبنى هذا النهج , وأيضا تقل القسوة المفرطة عند من ينتهجها وخاصة عن تبين أصحاب كلا الرأيين أنهما قد أنتجا نماذج لا يرضون عنها وظهرت لهم مشكلات عملية في طريقة تربيتهما وساعتها ربما يلجئون بالسؤال والاستشارة – مضطرين - لأصحاب الخبرات التربوية من الأجداد أو المتخصصين التربويين .

          ولهذا من الأخطاء الشديدة التي يقع فيها الأبوان حينما يتصوران أن كل تدخل للأجداد في التربية هو تدخل سلبي غير مرغوب فيه , وأن التربية الحديثة التي يتمنياها لأبنائهما تختلف كلية عن التربية التي ربى عليها الأجداد أبناءهم من قبل , ولكن الأدق أن هناك فارقا بين الأهداف التربوية وبين الأدوات ووسائل التأثير والتوجيه .

          فيعرف الجميع أن الأدوات ووسائل التأثير والتوجيه قد تتطور ولكن المبادئ التربوية ثابتة وأصيلة ولا تتغير إلا يسيرا فالقيم الكبرى والأهداف العظمى المرجوة كثمرة من ثمار التربية لن تتغير على مر العصور ومنها إخراج الإنسان الذي يستطيع أن ينفع نفسه وغيره ومجتمعه وان يكون صالحا في نفسه ومصلحا لما حوله وان يكون منتجا وايجابيا وقادرا على رفعة شأن نفسه في الدنيا والآخرة وعاملا على أن يكون لبنة في صرح كبير لبناء مجتمعه , فهذه الأهداف كغيرها من الأهداف العظمى للتربية لا تتغير ولا ينكرها أب أو مرب , ولكن الأدوات التربوية للوصول لها تتغير من جيل لآخر , ولا يلزم الثبات على أداة تربوية وتقويمية مادام العلم يتطور والمعارف تتقدم والعالم يقترب وتتسارع المعلومات متدفقة بين جنبات العالم بسرعة البرق .

          يجب أن يتفهم الأبوان أن تربية الأبناء علم يحتاج للدراسة والتثقيف ولا يمكن اكتساب الخبرة فيه إلا بالتجربة التي قد تجني على قطاع كبير من أبنائنا , ويجب أن لا تخضع لهذا الأسلوب المرفوض وهو التعلم بالمحاولة والخطأ , لان الأبناء أثمن من أن يكونوا ميدانا للتجارب التربوية , فالمجتمع يخسر أبناء يخرجون كنماذج تحمل من العيوب الشخصية والتشوهات النفسية نتيجة الأخطاء التربوية الشديدة لآبائهم , وربما يمتد تأثيرهم لأجيال تليهم .

          تعليق


          • #6
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            في الحقيقة لم يكن عصيانا للوالدين بل كان الغاء وجود ،فحتى لو لم يتفهموا الامر
            فالمفروض ان يتناقش معهم ويصل معهم الى حل معين
            لا ان يضعهم امام الأمر الواقع
            أهم شيئ في الحياة إجرا هو رضا الوالدين
            وهو بالتالي رضا الله تعالى
            فاحرص على ان تحرز رضاهم

            تعليق


            • #7
              اللهم صل على محمد وآل محمد

              حيا الله اختي الفاضلة حمامة السلام وهي تحلق باجواء المنتدى

              ناشرة جناحيها وهي تنثر علينا ابداعاتها

              موضوع جدير بالاهتمام فالفجوة الموجودة بين الاجيال تتسع شيئا فشيئا

              ويحتاج ردمها الى جهود مكثفة من الطرفين ( الاهل و الابناء)

              في بعض الاحيان نرى ان الخوف والقلق المسيطران على الاهل على ابنائهم

              يجعلهم يفقدون زمام الامور فتسّيرهم عواطفهم وهذا شيء فطري كون الخوف على الاولاد

              غريزة موجودة في داخل النفس البشرية من الصعوبة التغلب عليها

              فتنتج عن ذلك صدامات بين الطرفين تنتهي بالنزاعات والخلافات التي تبقى مستمرة

              الى ان يكبر الابناء ويتعقلوا وربما يصبحوا آباء حتى يعرفوا مدى خوف اهلهم عليهم

              اما من ناحية الابناء فهم يشعرون بان هذا الخوف هو قيود وسلاسل سُجنوا فيها

              فنرى ان تعاملهم مع الامورعلى هذا الاساس والانسان بطبيعته خُلِقَ محباً للحرية

              باحثاً عنها في كل مكان حتى وان كلّفه ذلك ثمناً باهضاً

              هنا تتقاطع الاراء فلا الابناء يقدرّوا ان ما يفعله آبائهم هو لاجل مصلحتهم

              ولا الاباء يدركوا ان ابنائهم قد كبروا وعليه يجب تغيير معاملتهم لهم كاطفال صغار

              ووتبقى الفجوة تتسع ما دام الطرفين لايعيان هذه الحقائق


              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة لواء الطف مشاهدة المشاركة
                السلام عليكم

                بداية نبارك لكم افتتاح هذا القسم المبارك ان شاء الله تعالى ونسأله سبحانه التوفيق للجميع ..



                اللهم صل على محمد وآل محمد

                اهلا بالاخ الفاضل

                شكرا لكم اخي على التهنئة نتمنى من الباري عز وجل ان ينال قسمنا استحسانكم

                وفقكم الله لكل خير وجعلكم من الداخلين بشفاعة سيدتنا ومولاتنا ام الحسنين فاطمة الزهراء (عليها السلام)

                تعليق


                • #9
                  السلام عليكم...
                  اشكر استاذتي العزيزه وكل من اختار موضوعي للنقاش او رد عليه ،وسوف ارد علي كل من قرأ الموضوع ورد عليه لان الموضوع له عدة جوانب ونحن في عصر اولادنا قد لايدركون خطورة مايقدمون عليه دون تفكير اودون استشارة الاهل .
                  ومن السباقين بالرد استاذي الفاضل حسن هادي اللامي .
                  تحياتي لكم يااخي الاستاذ حسن هادي اللامي ،انت دائما تتحفنا بردودك المفيدة والقيمه ،وكما ذكرت ان للموضوع عدت جوانب وجميل منك ان تناولته من جانب رضا الوالدين واعتبر رضاهما من رضا الله وان ايعمل نقوم به في بعض الاحيان قد يسبب لهم الالم والعذاب وبذلك نكون قدعرضنا انفسنا لمعصيه لايرضاها الله ،ولكي ننال رضاهم علينا اشراكهم واطلاعهم علي امورنا ومشارعنا ومشاركتهم هذه تطرح البركة وترشد للطريق الاصوب ،وخيركم من استشار واقرب من تستشيره هوابويك لانهم يبغون مصلحتك .

                  تعليق


                  • #10
                    شكر اخي لواء الطف لرده على موضوعي وكان تناوله للموضوع هو :
                    ان الاستشارة وعدم جرح كرامة الابوين وكذلك اختيار العمل الذي يتناسب مع مكانة الاهل ومكانة الابناء وعدم جلب الاهانة والاستخفاف بهم وتقليل منزلتهم وعدم احترامهم ،فقلة المنزلة تؤدي الى اذلال النفس ومهانة الاهل ،لذا على الاولاد المحاورة والاقناع واختيار المناسب لهم ولأهاليهم .

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X