إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا العصمة والمعصوم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا العصمة والمعصوم


    بسم الله الرحمن الرحيم


    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


    العصمة لغتاً : هي الامتناع ، الوقاية ، الحفظ


    عصَمَ يَعصِم ، عَصْمًا وعِصْمةً ، فهو عاصِم ، والمفعول مَعْصوم
    عَصَمَ القِرْبَةَ : جَعَلَ لَهَا عِصَاماً
    عَصَمَ إِلَيْهِ : اِعْتَصَمَ بِهِ ، اِلْتَجَأَ إِلَيْهِ
    عَصَمَ اللَّهُ عَبْدَهُ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ : حَفِظَهُ ، صَانَهُ
    عَصَمَ الشَّيْءَ : مَنَعَهُ








    العِصْمَةُ : مَلَكةٌ إِلهيةٌ تمنَعُ من فعل المعصية والميل إِليها مع القُدْرةِ عليه ( الفهم الديني )


    -------------------------------------------


    اقول : من ظاهر المعنى اللغوي والمفهوم الديني للعصمة يتبين لنا عموم المعنى ولكن ليس كل حقيقة المطلب وضروراته ومراتبه في الوجود .


    لذالك ، نحن لمّا ناتي الى مصطلح " اصول الدين " ، نجد وإن اختلفت المذاهب الاسلامية بتعدادها ، ولكن من بين المشتركات الثابته هي اصل النبوة ، وهذا يدخل فيه كل من هو واسطة بين السماء ( الغيب الإلهي ) وبين الناس في عالم الدنيا محل الامتحان


    حتى هنا ، لعل عنوان العصمة لا يظهر جليا في الاصول ، ولكن التصريح والفهم القراني يوجبها ضمنا او يظهرها بشكل / بصيغة تدل عليها ، وكذالك العقل المسترشد بالدين يقبلها ويستوجبها .


    قوله تعالى


    1- وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ...


    اي كل ما ياتيكم من الرسول ( قول ، فعل ، امضاء ، غيرها ) ، فملزم بالاخذ به بصريح القران ، وما نهاكم عنه فنفس الشيء ، وهذا لا يكون الا ان يكون ما ياتي به الرسول ( قول ، فعل ، امضاء ) موافق للحق ، وخلافه ولو قليلا كان باطلا ، ولا يمكن القول بان الله يامر باخذ ما يمكن ان يكون به باطلا او خارجا عن الحق ولو قليلا ( ولعل دقة الحساب تستوجب دقة الحكم : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )

    وموافقة الحق الذي عند الله تستلزم كل مايمنع زيغها من شبهة او خطأ او هوى او جهل ، وهذا بالمعنى ممتنع عنه ، ومعصوم منه ، فهو المعصوم بعصمة الله له .





    2- وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى .


    النطق لغتاً : ـ نطــق بكذا : لفظ ، تكلَّم بصوت وحروف تُعرف بها المعاني .


    بمعنـــى ، ستكون الاية المباركة تبين ان كل لفظ ( بل صوتٍ ) ذي معنى من الرسول هو اصله من الوحي لا من الهوى ، سواء ما يخص الشريعة كقران منزل وبلا شك او قول الرسول في اي حيثية اخرى ( كسنته وتقريره وإمضائه ) ، وهذا لمن يعقل ويتذوق ويفهم ، غاية في الدقة لتقرير عصمته عليه السلام .


    3- يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ


    هنا عطف الله طاعة أولي الامر على طاعة الرسول ومنه الى الله تعالى .
    بمعنى نفس طاعة ولي الامر هي طاعة الرسول ، ونفس طاعة الرسول هي طاعة الله
    وهذا يختلف معنا وفهما وما يترتب عليهما لو كانت الاية كذالك : ( واطيعوا الله واطيعوا الرسول واطيعوا اولي الامر منكم ) ، حيث هنا وان اثبت طاعتهم ، ولكن ليس بالضرورة ان تكون الطاعة فيها المثلية والمساوات بل كل طاعة مخصوصة بحدود المطاع ،
    كما الحال لو اقول : أطِع الله وأطِع الرسول وإطع اباك وأطِع توجيهات الطبيب ... فهنا اثبتنا طاعة لهم ولكن مضمونها متفرق وحدودها مختلفة .


    والاية بمحل عطف الطاعة لولي الامر والرسول على طاعة الله ، بمعنى طاعتهم من طاعة الله ، بل نفس طاعة الله ، ولا يخفى على ذي لب كيف لا يكون معصوما من طاعته كطاعة الله . وأيّ مقام واصطفاء هذا ، فتامل


    -------------------


    مما سبق علمنا من ثابت فهم وتصريح الشرع ان هناك عصمة ومعصوم ،
    ولكن لماذا العصمة والمعصوم .


    الجواب العقلي المرتكز على الدين ، بعد الاثبات الديني لها ، لمّا كان المعصوم ( نبي ، رسول ، إمام ) هو واسطة بين السماء ( الغيب ) وبين الناس ، وكانت وضيفته هداية الناس الى الصراط المستقيم ، والذي هو متعلقه كل افعال وسلوك الانسان بدقة وفي جميع حيثيات حياته ، كان لا بد من ان لا يُتصور في هدايته خطأ او سهو او انحراف ، وإلا تغير عنوان ومضمون الفعل الى عنوان ومضمون اخر وهو الضلال ( كل شيء غير الحق والهدى وان صغر هو ضال عنها )


    لذالك استوجب ان يكون الهادي للصراط والحق معصوما في هدايته من كل اوجه الضلال / الانحراف ، فاذا كان كذالك استكملت واستحكمت الهداية ، وامكن لها ان تكون رسالته حجة على الخلق ولا حجة لمن يمكن ان يرد في عمله او قوله خطأ ، ولهذا الله والدين جعل الرسول حجته تامة ، وتماميتها بمعصوميتها .


    فاذا كان الرسول معصوم ، وكان حجة تامة ، فالناس في اتباعه على يقين بانها تسير على الصراط المستقيم ، اصلا وتفصيلا وفعلا (1)


    والصراط المستقيم ، هو الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ، وهو المباشر الاقصر في الوصول للغاية .
    وحتى يتحقق مضمون الاستقامة في الصراط المستقيم ، لا بد من ان يُنفى عنه كل اعوجاج ، وهذا يعني نفي كل خطأ او ضلال عنه وإن كان صغيرا ، فاذا تحقق ذالك اصبح الطريق مباشرا سريعا وهو الاقصر للوصول للغاية لانتفاء كل زيغ عنه " يطوله "


    وهذا نفسه قول القران في مقام الرسل والحجج اجمعين ( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ )

    وكذالك :
    ( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَظ°ئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ غ? وَحَسُنَ أُولَظ°ئِكَ رَفِيقًا )


    فالذين انعم الله عليهم من الرسل ( حجج الله التامة على الخلق ) هم على الصراط المستقيم ، بل هم الصراط المستقيم ، لان القران الكريم هو ذات الصراط المستقيم في مرتبة اللفظ والتشريع ، والرسول هو ذات الصراط المستقيم في مرتبة العمل / التفعيل ( والعمل والتفعيل هو غاية التشريع لانه وبه يُنال غاية وثمار الفرائض والواجبات والنواهي وما الى غيرها من احكام مختلفة ) ،
    وفي كل زمان ومكان لا يمكن لغير المعصوم ان ياتي بتمام فهم الصراط وتطبيقه لفظا وفعلا بمراتبه الوجودية ،
    وفي الشريعة المحمدية الخاتمية هو الرسول محمد ص واله الاطهار ع ، لانهم هـم وهُـم فقط من يستطيع ان ينالوا اعلى مرتبة من مراتب حقيقة القران ، وهي مرتبته في اللوح المحفوظ : (إنَّه لقرآن كريم. في كتاب مكنون. لا يمَسُّه إلا المطَـهَّرون )



    فاذا كان الرسول هو الصراط المستقيم ، فلا شك ولا ريب ان يُنفى عنه كل ما يتقاطع واستقامته ،ومنها واولا الانحراف عنه بمعنى الخطأ تحت اي مسمى وعنوان ... فتامل


    -------------------------------------


    بعد ان تبين لنا مما سبق اهمية العصمة والمعصوم في الدين


    فهل هناك ضرورة لبقائها مستمرة ام هي مكتفية بحدود تبليغ الرسالة ( ويستطيع الناس الاخذ من القران وما بينته السنة الصحيحة )


    الجواب قرآنا ، مما سبق من الذكر المجيد ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ )
    لا حصر لها بوقت الرسالة ، فاذا كان الرسول واحدا في شريعة واحدة ، فولاة الامر ليس كذالك وهم على نهجه وشريعته كان يكون وصي او امام معصوم .
    ولما تبين ان الهادي للصراط المستقيم والحجة على الناس اجمعين لا بد وان يكون معصوما لزوما ، فهنا سيكون ولي الامر كذالك ، للاسباب السابقة ذاتها لاشترك الوضيفة والغاية ، ولا بد من استمرار اولي الامر طالما هناك بشر على الارض ،

    م€گ لان حقائق الهداية لا ظاهر الهداية تستوجب الهادي الحق وليس الهادي بالظاهر . م€‘ فافهم



    فما معنى ( الهادي الحق )


    الهادي الحق نعني من اخذ الهداية الحقّة من الوحي وعَلِمها حق اليقين وعين اليقين وعلم اليقين وعمل بها فلا فرق بين عمله ولفظه فهو والقران سواء ،
    وحيث ان كل زمان ومكان هناك من يحتاج هداية الهادي الحق ، فهذا يستلزم وجوده ، والا انحرف الفهم والتطبيق بالخلاف بدونه


    ولعل وجدان وواقع الامر يبين صحة هذا الامر ، فكم مذهب مختلفٍ مفسر للقران والشريعة ويدعي انها الحق ، وحيث ان الحق واحد فهذا يدل على انها تدعي الحق ( ظاهر الحق على الاقل ) وليست عين الحق والهادي الحق . والله يريد ان يهدي عباده الى الصراط المستقيم بصراط مستقيم وهو المعصوم عليه السلام اي يريد الهداية الحقيقية التي لا يشوبها باطل وبها الحجة التامة وهي الصراط المستقيم حقا .

    والله اعلم
    هذا مقدار علمنا وفهمنا اذا وفقنا الله واصبنا الحق والله اعلم


    والسلام عليكم



    التعديل الأخير تم بواسطة الهادي; الساعة 04-03-2015, 11:53 AM.
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
    وعجل فرجهم ياكريم
    الاخ الفاضل والباحث الموفق والمنتظر الصادق اسال الله تعالى ان يزيد عليك توفيقه وتسديده لما تبذله من جهد جهيد في خدمة المذهب والدين .
    فجزاك الله خيرا وايدك بلطفه وعنايته في الدنيا وحشرك مع محمد واله الطاهرين في الاخرة .
    استاذي لاتبخل علينا في مثل هذه الابحاث القيمة
    ولاتحرمنا من هذا المعين وجزاك الله من الحور العين .
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق


    • #3
      بسمه تعالى

      سماحة الشيخ الهادي رعاه الله

      شكرا لطيب مروركم ، وإنه لمن الشرف ان نتوفق لِـقَـبول ما نكتب من مثلكم ، ، رحمكم الله وجزاكم خيرا

      والسلام عليكم
      لا إله إلا الله محمد رسول الله
      اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
      الباحــ الطائي ـث

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X