إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الطفل والدعاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الطفل والدعاء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    يعدّ حديث الطفل مع الله تعالى وطلب جميع حوائجه منه (جلّ وعلا) ظاهرة مشاهدة في حياته المعنوية وارتقائه الروحي، فهو يناجي ربّه بطرق شتّى ويطلب احتياجاته منه؛ لأنّه أفضل موجود بنظره.

    من هنا فإنّ تسليط الضوء على هذا الموضوع ومحاولة التعرّف عليه من قبل الأهل أمر مهمٌّ لأجل معرفة عالم الطفل أكثر.
    مفهوم الدعاء عند الأطفال
    تنقسم أدعية الأطفال حسب محتوياتها إلى:
    1- أدعية الصداقة
    ويخصّ بها الطفل عائلته وأصدقاءه وكلّ ما يرتبط به حتى الحيوانات؛ كأن يطلب من الله تعالى أن يحفظ له سمكته حيّة [وهو دعاء كتبه طفل عمره ستّ سنوات].
    2- الأدعية الشخصية
    ويقصد بها الطفل إظهار الشكر والحمد لله، والاعتراف بالتقصير وطلب المغفرة، كما أنّه قد يطلب العطايا المادية، وكذا الاُمور المرتبطة بالمدرسة والأعمال الشخصية، كان يقول: إلهي سامحني لأنّي كنت أدقّ أبواب الناس مع صديقي ونهرب.
    3- الأدعية الاحترازية
    ويقصد الطفل بها الاحتراز من المخاطر والأمراض، كأن يقول: إلهي إذا اجتاح الفيضان مدينتنا فحوّلني سريعاً إلى سمكة [وهو دعاء كتبه طفل عمره ثماني سنوات].

    4- الأدعية المتعارفة
    وهي التي تكون على شكل محفوظات مكرّرة ممّا ورد من الأدعية والزيارات، وتلك التي تقرأ في المدارس والمعاهد، ولكن ممّا يؤسف له أن الأدعية أصبحت تقدّم للطفل كأنّها قوالب معلّبة ليس عليه إلى أن يردّدها، ولهذا فبمجرّد أن تطلب منه الدعاء تراه يدعو بشفاء مريض أو كشف عسرة مكروب في حال أنّه قد لا يملك أيّ تصوّر عن مريض ما أو مكروب أو أنه لم يخطر في ذهنه مفهوماً معيّناً لهما.
    وقد تقدّم معنا أنّ الطفل يشكّل مفهوماً عن الله تعالى ينسجم وتفكيره وسنيّ عمره؛
    أ- فهو إلى تسع سنين: يتصوّر أنّه تعالى يشبه الإنسان، وأنّ حضوره في مكان الدعاء جسمانيٌّ، وأنّه فوق رأسه في الجنة يسمع كلامه عن طريق الوسائل المادية؛ كالهاتف والفاكس وغيرها.
    ويعتقد الأطفال أنّ أدعيتهم يجب أن تستجاب بسرعة، وإلا فإنّ السبب يرجع إلى سلوكهم غير المناسب.
    ب- ومن عشرة إلى اثني عشر سنةً: فيتصوّر مفهوم الله مفهوماً فوق البشر، وشيئاً فشيئاً ممّا يقارب البلوغ يبدأ هذا المفهوم بالتحوّل إلى مفهوم أكثر شفافية وتجرّداً؛ وأكثر الأدعية تكون من نوع أدعية الصداقة والأدعية الوقائية، كأن يقول: إلهي أسألك أن تدخل جميع الناس الجنة فلا اُحبّ أن أدخلها بمفردي [وهو دعاء كتبه طفل عمره اثني عشر سنة].
    ج- ومن اثني عشر عاماً فصاعداً: يبدأ مفهوم الله تعالى بالتغيّر شيئاً فشيئاً من المفهوم المادي ليكون أكثر روحانية، وتكون أدعية الصداقة ظاهرة بشكل بارز.
    وتكثر الأدعية الشخصية والاعتراف بالذنب وطلب العفو.
    ويعتقد الأطفال في هذه المرحلة أنّ الله تعالى لا يستجيب الأدعية غير الضرورية وغير الصادقة، وتلك التي تخلو من اليقين أو ليست مناسبة لهم.
    ما ينتظره الطفل من الدعاء
    تتفاوت توقّعات الأطفال فيما بينهم، فبعضهم يريد أن يستجيب الله سبحانه وتعالى جميع أدعيتهم ويحقّق لهم جميع آمالهم؛ بل حتى أنّهم يتوقّعون منه أن يجازي زميلاً لهم عاملهم بطريقة سيّئة.
    ومن الواضح أنّ هذا غير صحيح، وإذا أردنا أن نصحّح هكذا اُموراً فيجب علينا أن نراعي الخطوات التالية:
    1- يجب أن يوضّح للطفل معنى التوقّعات المنطقية وإفهامه أنّ الله تعالى قادر على تأمين كلّ الاحتياجات التي يريدها شرط أن تكون معقولة وواقعية.
    إنّ إفهام الطفل أنّ جميع الاُمور بيد الله سبحانه وتعالى أمرٌ مهمٌّ جدّاً مع التأكيد له أنّه تعالى لا بخل بساحته وأنّه إنّما يعطي ما يعطيه عن حكمة ومصلحة، تماماً كالاُمّ؛ فإنّها قد لا تعطي طفلها كلّ ما يريده لِما قد يلحقه من ضرر نتيجة عدم تشخيصه لمصلحته مع أنّها تحبّه حبّاً جمّاً، فكذلك الله الذي يحبّ عباده أكثر من حبّ الاُمّ لولدها أضعافاً كثيرة.
    إنّ الله تعالى بيده مقاليد كلّ شيء وهو القادر على تشخيص ما هو مناسب لنا، فإنْ أعطى فلمصلحة وإن منع فعن حكمة، فالدعاء الذي ليس بصالحنا لن يستجيبه لنا لِما يتبعه من أذى؛ لكنّه سيعوّضنا بما هو أفضل منه وأحسن، ولو قدّر أن نطلّع على حقائق الاُمور لعلمنا أنّ الذي فعله الله هو الأفضل والأحسن لنا.


    2- يجب تعويد الطفل على أن يحسن الظنّ دائماً بالله تعالى وأن يحبّ للآخرين ما يحبّ لنفسه ويدعو لهم، وبذلك تتحوّل أفكار الطفل، فيقوم بتعديل نطاق فكره وتصبح منطلقاته واحتياجاته جماعية لا فردية.
    على الطفل أن يتعلّم كيف يدعو وماذا يدعو؛ إذ ليس من المعقول أن نعطيه تصوّراً يوحي بأنّ الله تعالى أشبه ما يكون بخاتم سليمان الذي يحقّق للإنسان كلّ ما يريده ويختاره؛ إذ إنّ ذلك يخرج الطفل من عالم الواقع إلى عالم مثالي افتراضي لا وجود له خارج إطار الذهن.
    3- إنّ الأهل هم اُسوة حسنة لأطفالهم، وعليهم أن يحسنوا أدعيتهم ليكونوا بذلك قدوةً لأطفالهم وسبباً في أن يتعلّموا منهم كيفية الدعاء والمناجاة، وكم هو جميل أن نتأمّل في هذه القصة التي حدثت للإمامين الحسنين (عليهما السلام) مع اُمّهما الزهراء (عليها السلام)؛ حيث قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح فسمعها الحسنان تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقال لها الحسن (عليه السلام): يا اُمّاه، لِمَ لا تدعونَّ لنفسكِ كما تدعونَّ لغيركِ، فقالت: يا بني، الجار ثم الدار. [وسائل الشيعة: 7/113]
    4- على الأهل أن يسعوا دائماً لشكر الله (جلّ وعلا) وأن لا تغيب كلمات الشكر والاستغفار عن ألسنتهم، خصوصاً في الأوقات العصيبة والحوادث النازلة كهبوب ريح أو إعصار أو زلزال وغيره، فإنّه يجب شكر الله على كلّ حال.
    ماذا نفعل لو غضب الطفل من عدم استجابة دعائه؟
    وربّما يغضب الطفل في حالة عدم استجابة دعائه فعلى الأهل أن يفهموه أنّ ذلك لا يخلو من مصلحة دنيوية أو أنّ الله تعالى قد خبّأ له الإجابة إلى يوم القيامة، وأنّه تعالى حكيم يعلم صلاح كلّ فرد منّا، وهذا يعني أنّ عدم استجابته لدعائه هو لصالحه بكلّ تأكيد.
    إنّ الله سبحانه وتعالى قد حثّنا على الدعاء بقوله: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [سورة غافر: 60]، وقوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186]، فلو لم يكن يريد أن يساعدنا لما حثّنا على الدعاء وأمرنا به، وإذا استجاب تعالى جميع أدعية عباده لاختلّ نظام الكون؛ فالمزارع يسأل نزول المطر والمسافر بالعكس، فضلاً عن أنّ الكثير من الاُمور التي نطلبها من الله سبحانه وتعالى ليست في صالحنا، كما يقول الإمام (عليه السلام) في دعائه: «... ولعلّ الذي أبطأ عنّي هو خيرٌ لي لعلمك بعاقبة الاُمور فلم أرَ مولىً كريماً أصبر على عبد لئيم منك عليَّ يا ربِّ». [إقبال الأعمال: 58]، إلا أنّنا نستعجل الاُمور فنظنّ أنّ الله لا يهتمّ بنا.
    إنّ الطفل الذي يظنّ أنّ نزول المطر عامل أفسد عليه رحلةً كان ينتظرها مع أهله، يغفل عن أنّ هذا سبب في بقاء النسل وتيسير اُمور كثير من الناس الذين يعيشون على الزرع والريّ والسقاء، وهنا يأتي دور الأهل ليفهموه الواقع وحقيقة الاُمور وأن لا يختزل الدنيا كلّها حول محور نفسه.
    وكم من الجميل الفات نظر الطفل أيضاً إلى أنّه في كثير من الأحيان قد لا يستجيب الله له ما يريده منه ومع ذلك فهو يطلب منه أن يقضي له حاجاته، وهذا ممّا يؤمّل له أن يجعل الطفل يصحح مسلكياته وتوقعاته، مع التأكيد له على أنّ الله تعالى لا يعامله بالمثل وإنّما هو لم يستجب له لِما علمه من مصلحة خفيت عنّا.
    كيف نعلّم الطفل الطريقة الصحيحة للدعاء؟
    من الضروري أن يطّلع الطفل على جملة من الاُمور حين الدعاء، منها:
    1- أنّ الله تعالى ـ رحمةً بنا ـ لا يستجيب إلا ما هو في صالحنا، وهو القائل: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ} [الحجر: 21]، ولو قُدّر أن يستجيب الله تعالى كلّ شيء لانثلم النظام واختل، كما مرّ بيانه.
    2- أنّ الدعاء هو حديث صداقة بين العبد وبين الله تعالى، ومن لطفه أنّه أتاح لنا ذلك متى نشاء وكيف نشاء وأين نشاء، فإن لم يستجب دعاءنا الآن فإنّه سيثيبنا ولا يردّنا خائبين.
    يضاف إلى أنّ التحدّث مع الله يبعث الأمل في الحياة والطمأنينة في القلوب {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

    3- أنّ من آداب الدعاء:
    اختيار الوقت المناسب بما يتناسب مع عمره، وأنّه تعالى يسمع جميع حوائج الطفل ويأمر ملائكته أن يسجّلوا حوائجه ليقضيها له ـ حسب المصلحة كما تقدّم ـ .


  • #2
    بسم الله

    وفقكم الله تعالى بحث قيم ينفع
    الابوين والمربين في رسم المنهج التربوي الديني والروحي
    ولكنه يفتقر الى بيان وسائل وادوات طرح تلك الافكار لانها مطروحة لتوجيه البالغين الواعين اي للابوين والمربين والطفل لايعي ولا يفهم مفرداتها لانها صعبة التصور عليه
    حبذا لو تم تزويدنا بطرق ووسائل وادوات إفهام الطفل بما تضمنته تلك المفردات :
    مثلا

    التوقّعات المنطقية وإفهامه أنّ الله تعالى قادر على تأمين كلّ الاحتياجات

    {....إنّ إفهام الطفل أنّ جميع الاُمور بيد الله سبحانه

    .....فإنْ أعطى فلمصلحة وإن منع فعن حكمة

    ......ولو قدّر أن نطلّع على حقائق الاُمور لعلمنا أنّ الذي فعله الله هو الأفضل والأحسن لنا.)
    وغير ذلك ..
    فإن الطفل يصعب عليه طرح تلك المعتقدات فضلا عن طريقة طرحها تحتاج الى برامج ومناهج واساليب معمقة


    شكرا لكم اختنا الفاضلة على هذه المواضيع الحيوية وبارك الله فيكم
    شرفا وهبه الخالق لي ان اكون خادما لابي الفضل



    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X