إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللّهمّ إنّي أعوذ بك من... متابعة الهوى

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللّهمّ إنّي أعوذ بك من... متابعة الهوى


    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    "اللّهمّ إنّي أعوذ بك من... متابعة الهوى".من دعاء الإمام زين العابدين(ع) في الاستعاذة من المكاره، وسيّئ الأخلاق، ومذامّ الأفعال، الوارد في الصّحيفة السجّاديّة].

    لقد خلقتنا ـ يا ربّ ـ أجساداً تسمع، وتبصر، وتلمس، وتشمّ، وتذوق، وتشتهي، وتتلذَّذ، وتطمع، وقلوباً تحبّ وتبغض، وهي في ذلك، تنطلق من عناصر الغريزة فيها، ومكان الشّهوة في داخلها، فتسيطر على الفكر حتّى يتحوّل إلى مخطّط للجريمة وللانحراف، منفتح على الكفر والضّلالة، وتهيمن على القلب، فيحبّ الحرام ويكره الحلال، ويوالي الكافرين ويعادي المؤمنين، ويهفو إلى الشّرّ ويتعقَّد من الخير، وتستولي على الحياة، فتبتعد بها عن الخطّ المستقيم، وتدفعها إلى الخط المنحرف، فلا تلتقي بالله في حركاتها، ولكنّها تلتقي بالشيطان في كلّ أوضاعها ومقاصدها؛ إنّه هوى النفس الأمّارة بالسّوء، من خلال هذه الأمواج من الخيالات والأوهام الّتي تلتهب بها المشاعر، وتغيب فيها العقول، وتفترس الإنسان بأنياب اليأس، لتثير فيه اليأس من روح الله، ليسقط في وحول الحضيض، فيفقد الضّوابط التي تحفظ له قاعدته الفكريّة ومواقعه الروحيّة، وتقوده إلى خطّ التّوازن بين العقل والعاطفة، لتعطي العاطفة جرعة من العقل، فتفكّر في مشاعرها قبل أن تتحرّك، في الوقت الّذي تعطي العقل جرعةً من العاطفة، لينفتح على واقع الإحساس في حياة الإنسان.
    فليست المسألة إلغاءً للهوى، وكبتاً للغريزة، ومصادرةً للشّهوة، وإسقاطاً للذّات، ليختنق الإنسان في دائرة محدودة من حصاره المضروب على كلّ نشاطاته الذاتيّة، بل المسألة مسألة تنظيم للنّوازع الإنسانيّة، ليأخذ كلّ جانب من جانب الشخصيّة مجاله الحيويّ، الّذي يرتفع بالإنسان إلى مرحلة التّوازن في الحياة، ليحفظ له خطواته في الطّريق المستقيم، الّذي يتحوّل فيه إلى إنسان طبيعيّ يعيش كلّ حاجاته، ويحقّق كلّ قيمه في الحياة، فلا تعود للحاجات حريّتها المطلقة، إلى الحدّ الّذي قد تكون فيه خطراً على المصير في الدّنيا والآخرة، ولا تتحوّل القيم الروحيّة لديه لتكون سجناً خانقاً للذات، بحيث لا تملك أيّة حركيّة في اتجاه الحاجات الطبيعية للإنسان.

    لقد خلقت الإنسان، وأردت أن يعيش في الأرض كذرّة من التراب، ويحلّق في الغيب كخفقةٍ من روح، فهو قبضة من الطّين، ونفخة من روح الله. إنَّنا نعوذ بك من هذا الإلحاح الغريزي على متابعة الهوى في كلّ أشواقنا، وتطلّعاتنا، وكلماتنا، وأفعالنا، وخطواتنا، ومشاريعنا، وعلاقاتنا في الحياة.




  • #2
    المشاركة الأصلية بواسطة عطر الولايه مشاهدة المشاركة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم

    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته


    "اللّهمّ إنّي أعوذ بك من... متابعة الهوى".من دعاء الإمام زين العابدين(ع) في الاستعاذة من المكاره، وسيّئ الأخلاق، ومذامّ الأفعال، الوارد في الصّحيفة السجّاديّة].

    لقد خلقتنا ـ يا ربّ ـ أجساداً تسمع، وتبصر، وتلمس، وتشمّ، وتذوق، وتشتهي، وتتلذَّذ، وتطمع، وقلوباً تحبّ وتبغض، وهي في ذلك، تنطلق من عناصر الغريزة فيها، ومكان الشّهوة في داخلها، فتسيطر على الفكر حتّى يتحوّل إلى مخطّط للجريمة وللانحراف، منفتح على الكفر والضّلالة، وتهيمن على القلب، فيحبّ الحرام ويكره الحلال، ويوالي الكافرين ويعادي المؤمنين، ويهفو إلى الشّرّ ويتعقَّد من الخير، وتستولي على الحياة، فتبتعد بها عن الخطّ المستقيم، وتدفعها إلى الخط المنحرف، فلا تلتقي بالله في حركاتها، ولكنّها تلتقي بالشيطان في كلّ أوضاعها ومقاصدها؛ إنّه هوى النفس الأمّارة بالسّوء، من خلال هذه الأمواج من الخيالات والأوهام الّتي تلتهب بها المشاعر، وتغيب فيها العقول، وتفترس الإنسان بأنياب اليأس، لتثير فيه اليأس من روح الله، ليسقط في وحول الحضيض، فيفقد الضّوابط التي تحفظ له قاعدته الفكريّة ومواقعه الروحيّة، وتقوده إلى خطّ التّوازن بين العقل والعاطفة، لتعطي العاطفة جرعة من العقل، فتفكّر في مشاعرها قبل أن تتحرّك، في الوقت الّذي تعطي العقل جرعةً من العاطفة، لينفتح على واقع الإحساس في حياة الإنسان.
    فليست المسألة إلغاءً للهوى، وكبتاً للغريزة، ومصادرةً للشّهوة، وإسقاطاً للذّات، ليختنق الإنسان في دائرة محدودة من حصاره المضروب على كلّ نشاطاته الذاتيّة، بل المسألة مسألة تنظيم للنّوازع الإنسانيّة، ليأخذ كلّ جانب من جانب الشخصيّة مجاله الحيويّ، الّذي يرتفع بالإنسان إلى مرحلة التّوازن في الحياة، ليحفظ له خطواته في الطّريق المستقيم، الّذي يتحوّل فيه إلى إنسان طبيعيّ يعيش كلّ حاجاته، ويحقّق كلّ قيمه في الحياة، فلا تعود للحاجات حريّتها المطلقة، إلى الحدّ الّذي قد تكون فيه خطراً على المصير في الدّنيا والآخرة، ولا تتحوّل القيم الروحيّة لديه لتكون سجناً خانقاً للذات، بحيث لا تملك أيّة حركيّة في اتجاه الحاجات الطبيعية للإنسان.

    لقد خلقت الإنسان، وأردت أن يعيش في الأرض كذرّة من التراب، ويحلّق في الغيب كخفقةٍ من روح، فهو قبضة من الطّين، ونفخة من روح الله. إنَّنا نعوذ بك من هذا الإلحاح الغريزي على متابعة الهوى في كلّ أشواقنا، وتطلّعاتنا، وكلماتنا، وأفعالنا، وخطواتنا، ومشاريعنا، وعلاقاتنا في الحياة.



    أحسنتم كثيراً ووفقكم الله تعالى للكثير في نشر معارف أهل البيت عليهم السلام..
    شاكرين لكم تواصلكم الدائم بنشر كل ما هو مفيد ونافع...

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X