إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حلاوة المناجاة تُشعِر بمرارة الذنوب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حلاوة المناجاة تُشعِر بمرارة الذنوب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله

    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    المشكلة تكمن في أنّ المذنب قد تعوّد على الذنوب وذاق حلاوة المعصية فلا يستطيع ببساطة أن يتّخذ قراراً بتركها جميعاً. بالطبع كلّما حاول التفكير أكثر بما فرّط به من رأس مال وأمعن في تجسيد ما يشكوه من حالة البؤس والشقاء زاد لذلك ندمه وترسّخ عزمه على تغيير مسيرة حياته. وهنا يقول إمامنا الباقر (عليه السلام): «من أجل أن تتمكّن من تنفيذ هذا القرار على أرض الواقع وتنجح في تغيير مسيرة حياتك فعليك بالدعاء والمناجاة في الظلام»! فعندما يصمّم المرء على عدم العودة إلى ارتكاب المعاصي ولكي يأمن من خداع الشيطان له مرّة اُخرى فما عليه إلاّ الاستعانة بالله ومدّ يد الحاجة والمسألة والتضرّع إليه عزّ وجلّ.
    فليس من السهل أن يقرّر المرء تغيير مسير حياته وترك كلّ خطيئاته وانتزاع قلبه من جميع تعلّقاته وأن يوجّه وجهه لله وحده، فهو بحاجة إلى مَن يساعده على ذلك، وإنّه لابدّ أن يتذوّق من اللذّة ما يصرفه عن لذّة الذنب. فنحن نقرأ في المناجاة الشعبانيّة التي هي أفضل مناجاة وردت عن أهل البيت (عليهم السلام): «إلهي لم يكن لي حولٌ فأنتقل به عن معصيتك إلاّ في وقت أيقظْتَني لمحبّتك»2؛ أي: لم تكن لي قدرة على الكفّ عن المعصية إلاّ عندما أذقتني محبّتَك وعرّفتني بها. فالحقيقة هي أنّ المرء ما لم يذق لذّة أسمى وأفضل فإنّه لا يكفّ عن اللذّة الأدنى. والإنسان تارةً يظفر بهذه اللذّة الأسمى بشكل فوريّ ونقداً، وتارةً اُخرى تكون أمراً مستقبليّاً يتعيّن على المرء التفكير به. فأمّا الشكل الثاني فلا يكون له في العادة مفعول يُذكر، فالإنسان عادةً ما يميل إلى اللذّة الملموسة المعطاة بشكل نقديّ. ومن هنا فإنّه إذا أذاق الله الإنسانَ قبل يوم القيامة حلاوةً آنيّة تفقد معها كافّة أشكال الحلاوة الاُخرى طعمها في ذوقه، وأراه جمالاً تتلاشى في مقابله أنوار كلّ ألوان الجمال، فسيكون من السهل عليه في هذه الحالة أن يكفّ عن المعصية. ولهذا يقول الإمام (عليه السلام): «من أجل أن تتوب عن السبيل الخاطئة توبة نصوحاً وتهتدي إلى جادّة الصواب وتستمرّ فيها فاستعن بالدعاء، المناجاة في الظُّلَم». فإذا منح الله تعالى أحداً توفيق الاُنس به وذاق الأخير حلاوة مناجاة ربّه فسيُقلع عن اقتراف الذنوب بكلّ سهولة ولن تعود للخطيئة جاذبيّة في نظره. فالمرحوم آية الله بهجت يقول: «لو علم ملوك العالم ما في الصلاة من لذّة لتركوا لذّات سلطانهم وهرعوا نحو الصلاة». كما ونُقل عن المرحوم العلاّمة القاضي (رضوان الله تعالى عليه) قوله أيضاً: «لو لم تكن في الجنّة صلاة فعلامَ أطلبُ الجنّة إذن»؟ إذن يتعيّن علينا نحن كذلك أن نبعد عن أنفسنا موانع الاُنس بالله جلّ وعلا ومناجاته.

  • #2
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد



    الملفات المرفقة
    (الخـفــاجــي)


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X