بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
سبب تسميتها بأم البنين
سميت أم البنين، بأم البنين لأحد أمرين: الأمر الأول؛ أنها وهي في بيت أهلها في ثقيف كانت تكنى بأم البنين وذلك تيمناً بجدّتها التي كانت تُكنى بأم البنين، وكانت قد رزقت خمس من الولد، وقيل أربع من الولد لذلك سميت بأم البنين. أم البنين أم العباس؛ لأن جدتها كانت بهذه الكنية تشريفاً لهذه المولودة الصغيرة وتكريماً لها كنيت بأم البنين، وهذا الامر ليس ببعيد وفيه إشارة طيبة جداً ودرس بالنسبة لنا، يستحب عندنا في الروايات عندما يولد للمؤمن ولد أن يسمى ويكنى ويلقّب،[2] بعضهم يلغي خصوصية الولد ويسريه إلى البنت ويسميها ويلقّبها ويكنّيها، وفي هذا إشارة على أن بيت أم البنين بقدر ما هو بيت الفحولة من العرب بقدر ما هو بيت العلم والمعرفة والارتباط المباشر بمدرسة محمد وآل محمد. قد يسأل سائل: هل تساعد القرائن على هذا المعنى؟ الجواب: نعم هذه أقوى قرينة التي تحدثت عنها المشهور بين الناس أنها كنّيت بأم البنين رغبة منها لنفسها يعني هي التي كنّت نفسها عندما زفت لعلي عليه السلام، والحسن والحسين على رواية أنهما كانا صغيري السن هذا بناءاً على أنه بنا بها بعد شهادة الزهراء المظلومة وهذا لا يوجد دليل يساعد عليه وإنما بنا بها الإمام علي عليه السلام بعد ان اخذ أكثر من زوجة، وللمعلومية اقول؛ بان الامام علي عليه السلام قيل قد تزوج بتسع، وقيل تزوج بأحد عشرة امرأة، وقيل تزوج بثلاثة عشر امرأة، فأم البنين في أي المحطات من هذا الرقم الطويل العريض غير معلوم، لكن بالنتيجة هي في بيت علي عرفت بأم البنين ولعلو شأنها وعظمتها، عظمة شخصيتها طمست معالم ان تكون مشرّفة ومكرّمة بكنية جدتها أنها صارت هي أم البنين ولا يتبادر لذهن احد أصلاً أنها كانت لها جدة تحمل هذه الكنية فعلى كلا التقديرين ان أخذنا الأمر الأول فهو يدلل على ان البيت التي ترعرت فيه كان يعيش حال مدرسة أهل البيت عليهم السلام عيشة عملية ليس فقط بالتلقي والحفظ والسرد وما إلى ذلك وإنما تطبيق في الظاهر، في الخارج، في والواقع وفي عالم التجسد وإن أخذنا بالمعنى الثاني، أيضاً يدل على ان هذه البنت من هذا البيت الذي يشع بأنوار الهداية والأدب والتربية الصالحة بحيث أنها لم تسمح لنفسها أن تدعى بفاطمة تعظيماً واجلالاً وإكراماً لفاطمة بنت النبي محمد (ص) تبقى هناك مسألة وهي يقال انها لم تسمح لنفسها أن تدعى بفاطمة كي لا ينكسر خاطر الحسن و الحسين! ينكسر خاطر الحسن، ينكسر خاطر الحسين! هذا منطق يحتاج إلى الكثير من التأمل لماذا؟ لأن الحسن والحسين بناءاً على الرأي الثاني لم يكونا في حداثة سن وإنما تقدم بهما هذا شيء، الشيء الثاني من قال أننا نتعامل مع الحسن والحسين كسائر اطفال البشر؟ من قال هذا؟! نحن نعتقد أن الإمام الحسن والإمام الحسين وهم الأئمة الذين لهم فرض الطاعة في رقبة أم البنين؛ إنهم هم مصدر التهدئة وهم مصدر الهداية ولا يحتاجون إلى مثل هذا الأمر لكن بالنتيجة بهذا الموقع هي في أعلى المقام بذلك الموقع هي في أعلى المقام.
ام البنين باب الحوائج، نلتمس بواسطتها قضاء الحوائج
في السنوات والعقود بل والقرون الماضية ما كانت أم البنين تحظى بما تحظى به اليوم من العناية والاحترام والقراءة والأمور والرسوم الكثيرة التي تجرى لهذه السيدة، هنا الناس يتعاطون هذا الأمر وفق مستوجبات معيّنة منها؛ أنها تلبية لنداء الحق ﴿و مَن يُعَظِّم شَعـٰـئِرَ الله فَاِنَّها مِن تَقوَى القُلوب﴾ [3] وهذه زوجة الوصي وحتماً هي باب من أبواب أسرار ذلك البيت العظيم الذي أمر الله سبحانه وتعالى أن يحفظ فيه أهله، هذا المرتكز أو هذا الدافع يميل إليه جماعة، جماعة اخرى لا يميلون الى شيء آخر وهو الدافع أو الواقع الحسي يدفعهم للتصرف مع هذه السيدة الجليلة في مقام التكرمة كيف؟ يقول القائل منهم: انا من واقع نذرت لله سبحانه وتعالى وكرامةً لهذه السيدة الجليلة ام العباس ام الشهداء وأعطاني الله المراد، أنا أكرّم هذه السيدة الجليلة لأن الفيض جرى على يدها، الكرامة تمت على يديها، التوفيق حصل بناءاً على يُمنها ولطفها وبركتها، فأنا أكرّمها، فهل هذا الامر يحتاج إلى العقيدة الراسخة؟ نعم بالتأكيد يحتاج إلى العقيدة الراسخة. الامر ليس بهذه السهولة بأن يأتي أي شخص لديه حاجة يطلبها فيأخذها! لو كان كذلك لاستوى جميع الناس، لكن الواقع والحقيقة هو لابد ان يكون السائل يدعو بلسان طاهر لم يعصي به الله تعالى، وقد جاء في الحديث القدسي بان الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه موسى على نبينا وعليه أفضل التحية والسلام قائلا: «ادعني بلسان لم تعصني به»، هذا هو الملاك فأم البنين نحن حينما ننذر وندعو بسببها؛ لان الله سبحانه وتعالى جعلها واحدة من الأبواب الموصلة إلى أبواب بيت الرحمة، وأنها المرأة المقربة، كثير من النساء صرن أزواج للنبي (ص) وهو أعظم من علي عليه السلام، لكن لسنا كخديجة، وجميع زوجات النبي اجمعن على ان خديجة هي المقدمة والمفضلة ولها حق الامتياز، هي أول من آمن من النساء بالنبي، وهي المرأة الوحيدة بين زوجات النبي التي جاءها السلام من السلام يا محمد اقرأ خديجة من السلام السلام وبشرها بأن ما في بطنها أنثى[4].
جماعة أخرى تقول بان أم البنين (سلام الله عليها) بغض النظر انها أنجزت أم لم تنجز لنا وقت الدعاء والنذر لأنه قد يكون المانع فينا لأننا لا نستحق ان يجري لنا ذلك اللطف على لديها لوجود المانع فينا مقتضيات الاستجابة متحققة الله أكرم وأفضل في مقام البذل والعطاء أيضاً هذه المرأة لها حق في أن تكون مشفعة في مريض، مشفعة في أسير، مشفعة في طالب حاجة وهكذا... لكن يقول انا لا اتعامل مع هذا المشهد من هذه الجهة وإنما اتعامل معه أنها رفد المعصومين يعني أنا عندما يسألني احد من هم عظماء البشر؟ سأقول له النبي (ص) وعلي في الدرجة الأولى أهل بيت النبوة ثم الأنبياء ثم الرسل نأتي للأولياء في مقدمة الأولياء هي هذه المرأة يعني من ضمن منظومة من يقدم من أولياء الله في أرضه هذه المرأة الجليلة تقديمنا لها لا أنها فقط ضحت وإنما تعظيماً لها تقديرا لها؛ لأنها عرفت إمام زمانها المفترض عليها طاعته معرفةً حقيقية لذلك تدفع هذه النجوم هذه الكواكب المزهرة والمشرقة من عباس وأخوته؛ منطق العباس مع اخوته يوم الطف كان هذا: أقدموا احتسبكم عند الله سبحانه وتعالى[5] من اين يأتي العباس عليه السلام هذا المنطق يأتيه من أبيه علي عليه السلام ويأتيه من امه أم البنين سلام الله عليها.
انتزاع العبر من الاحداث
مع الأسف، تظهر لنا اليوم أصوات النشاز من هنا ومن هناك، ومن الداخل وليس من الخارج يعني من ضمن أبناء الدائرة يقولون: لماذا انتم لا تنتهون ولا تملون من البدع! كل يوم تأتون لنا ببدعة جديدة! يوم تأتون لنا بأم البنين وسفرة أم البنين ويوم تأتون لنا براية كذا ويوم بكذا وكذا... اليوم هذه اللهجة موجودة وهذا مؤشر خطير يدل على ضعف الإيمان والتراجع الى الوراء، وهذا شيء خطير جداً، ولا تتصور بانك لانه من أبوين مؤمنين فهذا يعني ان لك صكاً يحميك إلى القبر وإلى يوم الحساب! هذا ليس معلوماً، عليك ان تكون حذراً نبهاً، بعض الروايات تقول: لا تكره الفتن فإنها منبّهاتٌ لكم[6] عندما ترى مصيبة هنا او حدث هناك او قضية انحراف عند شخص ما، هنا او هناك عليك ان تتخذ منها درس وعبرة لان هذه مرسولة لك كي تتنبه من خلالها هو ذاك كان الضحية لكن أنت عليك ان تنتزع منها الدروس.
سميت أم البنين، بأم البنين لأحد أمرين: الأمر الأول؛ أنها وهي في بيت أهلها في ثقيف كانت تكنى بأم البنين وذلك تيمناً بجدّتها التي كانت تُكنى بأم البنين، وكانت قد رزقت خمس من الولد، وقيل أربع من الولد لذلك سميت بأم البنين. أم البنين أم العباس؛ لأن جدتها كانت بهذه الكنية تشريفاً لهذه المولودة الصغيرة وتكريماً لها كنيت بأم البنين، وهذا الامر ليس ببعيد وفيه إشارة طيبة جداً ودرس بالنسبة لنا، يستحب عندنا في الروايات عندما يولد للمؤمن ولد أن يسمى ويكنى ويلقّب،[2] بعضهم يلغي خصوصية الولد ويسريه إلى البنت ويسميها ويلقّبها ويكنّيها، وفي هذا إشارة على أن بيت أم البنين بقدر ما هو بيت الفحولة من العرب بقدر ما هو بيت العلم والمعرفة والارتباط المباشر بمدرسة محمد وآل محمد. قد يسأل سائل: هل تساعد القرائن على هذا المعنى؟ الجواب: نعم هذه أقوى قرينة التي تحدثت عنها المشهور بين الناس أنها كنّيت بأم البنين رغبة منها لنفسها يعني هي التي كنّت نفسها عندما زفت لعلي عليه السلام، والحسن والحسين على رواية أنهما كانا صغيري السن هذا بناءاً على أنه بنا بها بعد شهادة الزهراء المظلومة وهذا لا يوجد دليل يساعد عليه وإنما بنا بها الإمام علي عليه السلام بعد ان اخذ أكثر من زوجة، وللمعلومية اقول؛ بان الامام علي عليه السلام قيل قد تزوج بتسع، وقيل تزوج بأحد عشرة امرأة، وقيل تزوج بثلاثة عشر امرأة، فأم البنين في أي المحطات من هذا الرقم الطويل العريض غير معلوم، لكن بالنتيجة هي في بيت علي عرفت بأم البنين ولعلو شأنها وعظمتها، عظمة شخصيتها طمست معالم ان تكون مشرّفة ومكرّمة بكنية جدتها أنها صارت هي أم البنين ولا يتبادر لذهن احد أصلاً أنها كانت لها جدة تحمل هذه الكنية فعلى كلا التقديرين ان أخذنا الأمر الأول فهو يدلل على ان البيت التي ترعرت فيه كان يعيش حال مدرسة أهل البيت عليهم السلام عيشة عملية ليس فقط بالتلقي والحفظ والسرد وما إلى ذلك وإنما تطبيق في الظاهر، في الخارج، في والواقع وفي عالم التجسد وإن أخذنا بالمعنى الثاني، أيضاً يدل على ان هذه البنت من هذا البيت الذي يشع بأنوار الهداية والأدب والتربية الصالحة بحيث أنها لم تسمح لنفسها أن تدعى بفاطمة تعظيماً واجلالاً وإكراماً لفاطمة بنت النبي محمد (ص) تبقى هناك مسألة وهي يقال انها لم تسمح لنفسها أن تدعى بفاطمة كي لا ينكسر خاطر الحسن و الحسين! ينكسر خاطر الحسن، ينكسر خاطر الحسين! هذا منطق يحتاج إلى الكثير من التأمل لماذا؟ لأن الحسن والحسين بناءاً على الرأي الثاني لم يكونا في حداثة سن وإنما تقدم بهما هذا شيء، الشيء الثاني من قال أننا نتعامل مع الحسن والحسين كسائر اطفال البشر؟ من قال هذا؟! نحن نعتقد أن الإمام الحسن والإمام الحسين وهم الأئمة الذين لهم فرض الطاعة في رقبة أم البنين؛ إنهم هم مصدر التهدئة وهم مصدر الهداية ولا يحتاجون إلى مثل هذا الأمر لكن بالنتيجة بهذا الموقع هي في أعلى المقام بذلك الموقع هي في أعلى المقام.
ام البنين باب الحوائج، نلتمس بواسطتها قضاء الحوائج
في السنوات والعقود بل والقرون الماضية ما كانت أم البنين تحظى بما تحظى به اليوم من العناية والاحترام والقراءة والأمور والرسوم الكثيرة التي تجرى لهذه السيدة، هنا الناس يتعاطون هذا الأمر وفق مستوجبات معيّنة منها؛ أنها تلبية لنداء الحق ﴿و مَن يُعَظِّم شَعـٰـئِرَ الله فَاِنَّها مِن تَقوَى القُلوب﴾ [3] وهذه زوجة الوصي وحتماً هي باب من أبواب أسرار ذلك البيت العظيم الذي أمر الله سبحانه وتعالى أن يحفظ فيه أهله، هذا المرتكز أو هذا الدافع يميل إليه جماعة، جماعة اخرى لا يميلون الى شيء آخر وهو الدافع أو الواقع الحسي يدفعهم للتصرف مع هذه السيدة الجليلة في مقام التكرمة كيف؟ يقول القائل منهم: انا من واقع نذرت لله سبحانه وتعالى وكرامةً لهذه السيدة الجليلة ام العباس ام الشهداء وأعطاني الله المراد، أنا أكرّم هذه السيدة الجليلة لأن الفيض جرى على يدها، الكرامة تمت على يديها، التوفيق حصل بناءاً على يُمنها ولطفها وبركتها، فأنا أكرّمها، فهل هذا الامر يحتاج إلى العقيدة الراسخة؟ نعم بالتأكيد يحتاج إلى العقيدة الراسخة. الامر ليس بهذه السهولة بأن يأتي أي شخص لديه حاجة يطلبها فيأخذها! لو كان كذلك لاستوى جميع الناس، لكن الواقع والحقيقة هو لابد ان يكون السائل يدعو بلسان طاهر لم يعصي به الله تعالى، وقد جاء في الحديث القدسي بان الله سبحانه وتعالى خاطب نبيه موسى على نبينا وعليه أفضل التحية والسلام قائلا: «ادعني بلسان لم تعصني به»، هذا هو الملاك فأم البنين نحن حينما ننذر وندعو بسببها؛ لان الله سبحانه وتعالى جعلها واحدة من الأبواب الموصلة إلى أبواب بيت الرحمة، وأنها المرأة المقربة، كثير من النساء صرن أزواج للنبي (ص) وهو أعظم من علي عليه السلام، لكن لسنا كخديجة، وجميع زوجات النبي اجمعن على ان خديجة هي المقدمة والمفضلة ولها حق الامتياز، هي أول من آمن من النساء بالنبي، وهي المرأة الوحيدة بين زوجات النبي التي جاءها السلام من السلام يا محمد اقرأ خديجة من السلام السلام وبشرها بأن ما في بطنها أنثى[4].
جماعة أخرى تقول بان أم البنين (سلام الله عليها) بغض النظر انها أنجزت أم لم تنجز لنا وقت الدعاء والنذر لأنه قد يكون المانع فينا لأننا لا نستحق ان يجري لنا ذلك اللطف على لديها لوجود المانع فينا مقتضيات الاستجابة متحققة الله أكرم وأفضل في مقام البذل والعطاء أيضاً هذه المرأة لها حق في أن تكون مشفعة في مريض، مشفعة في أسير، مشفعة في طالب حاجة وهكذا... لكن يقول انا لا اتعامل مع هذا المشهد من هذه الجهة وإنما اتعامل معه أنها رفد المعصومين يعني أنا عندما يسألني احد من هم عظماء البشر؟ سأقول له النبي (ص) وعلي في الدرجة الأولى أهل بيت النبوة ثم الأنبياء ثم الرسل نأتي للأولياء في مقدمة الأولياء هي هذه المرأة يعني من ضمن منظومة من يقدم من أولياء الله في أرضه هذه المرأة الجليلة تقديمنا لها لا أنها فقط ضحت وإنما تعظيماً لها تقديرا لها؛ لأنها عرفت إمام زمانها المفترض عليها طاعته معرفةً حقيقية لذلك تدفع هذه النجوم هذه الكواكب المزهرة والمشرقة من عباس وأخوته؛ منطق العباس مع اخوته يوم الطف كان هذا: أقدموا احتسبكم عند الله سبحانه وتعالى[5] من اين يأتي العباس عليه السلام هذا المنطق يأتيه من أبيه علي عليه السلام ويأتيه من امه أم البنين سلام الله عليها.
انتزاع العبر من الاحداث
مع الأسف، تظهر لنا اليوم أصوات النشاز من هنا ومن هناك، ومن الداخل وليس من الخارج يعني من ضمن أبناء الدائرة يقولون: لماذا انتم لا تنتهون ولا تملون من البدع! كل يوم تأتون لنا ببدعة جديدة! يوم تأتون لنا بأم البنين وسفرة أم البنين ويوم تأتون لنا براية كذا ويوم بكذا وكذا... اليوم هذه اللهجة موجودة وهذا مؤشر خطير يدل على ضعف الإيمان والتراجع الى الوراء، وهذا شيء خطير جداً، ولا تتصور بانك لانه من أبوين مؤمنين فهذا يعني ان لك صكاً يحميك إلى القبر وإلى يوم الحساب! هذا ليس معلوماً، عليك ان تكون حذراً نبهاً، بعض الروايات تقول: لا تكره الفتن فإنها منبّهاتٌ لكم[6] عندما ترى مصيبة هنا او حدث هناك او قضية انحراف عند شخص ما، هنا او هناك عليك ان تتخذ منها درس وعبرة لان هذه مرسولة لك كي تتنبه من خلالها هو ذاك كان الضحية لكن أنت عليك ان تنتزع منها الدروس.
نحن نجيب اولئك الذين عندهم هذا الفكر نقول لهم: لماذا لا نقرأ المشهد بالوجه الآخر؟ كيف يعني بالوجه الآخر؟ نقول: سابقاً الناس ما كانت ملتفتة اليوم اصبحت واعية، الناس بالأمس كان وضعهم المادي لا يسمح باقامة مثل هكذا شعائر، اليوم وبحمد الله اصبح عندهم هذه الامكانية كي يقوموا باقامة هذه الشعائر، اليوم تكالب علينا الشرق والغرب لذلك يجب علينا ان نبرز مواقفنا من خلال رموزنا وطاقاتنا وإمكانياتنا المقدسة والتي تتجلى في ام البنين عليها الصلاة والسلام وكل من سار على نهجهم عليهم السلام، وأم البنين ليست بدعا عن ذلك فنحن نحتفل بهؤلاء يعني انا احتفل بذكرى شهادة المختار الثقفي؛ في حين ان الثقفيون بالملايين اليوم وعبر مسيرة التاريخ، لكن احتفل بذكرى شهادة المختار الثقفي؛ لان المختار الثقفي قد ادخل السرور على قلب الزهراء عليها السلام، ما قام به المختار من تصفية من قام بطاحونة كربلاء ومجزرة كربلاء ألا يسر الزهراء ذلك الفعل؟ نحن نقدّس هذا الفعل لأنه حسن في ذاته، فأم البنين مدرسة الذي يعنينا والذي يهمّنا حينما نقيم المجالس علينا ان ننتزع الدروس ونستخلص العبر، المرأة التي تقيم سفرة أم البنين، أو مجلس العزاء على أم البنين، أو البركة لأم البنين عليها ان تقتدي بأم البنين أولاً وبالذات تكون نموذجاً مصغرا من أم البنين يُشار إليها بالبنان على أنها مفضلة مكرمة مقدرة مقدمة حتى نساءنا اليوم حتى نرى فيهن الصالحات المؤمنات الطيبات العفيفات الشريفات من هنّ؟ من تقضي الحوائج بسببهن، لماذا؟ لأنهن سرّن على نهج فاطمة والحوراء وأم البنين فمن تأخذ منها قدوة أو من هنّ قدوة حتماً تقدم نتاجاً طيباً، أبناء أتقياء، بنات تقيات ورعات، لنلقى نظرة على التاريخ كي يحدثنا عن بنات هؤلاء أين كنّ وكيف يعملن ولنعرض ذلك على واقعنا ،كيف يعملن البنات في بيوتنا وخارج البيوت طبعاً الضغط كثير علينا لكن علينا ان نستفيد
نسأل من الله سبحانه وتعالى أن يشفّع فينا أم البنين وان يقضي حوائجنا بسببها وان يجعلنا من المحسوبين على سفرتها وان لا يخرجنا من الدنيا حتى يرضى عنا وفقنا الله وإياكم لزيارتها والسلام عليها وعلينا وعليكم وعلى المؤمنين عامة.
-----------------------------------------------------------
[1] . طه: 25ـ28.
[2] . راجع: وسائل الشيعة، ج 21، ص 397.
[3] . الحج: 32.
[4] . راجع: معاني الاخبار للقاضي النعمان المغربي، ج 3، ص 21.
[5] . راجع: الارشاد للشيخ المفيد، ج 2، ص 109.
[6] . راجع كنز العمال للمتقي الهندي، ج 11، ص 189.
تعليق