إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

القضــاء و القــدر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القضــاء و القــدر

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم


    ( القضاء والقدر )
    ----------------------




    القضاء : لغتاً ، قضى الله بمعنى أمَر ، أنفذ


    قضى الشّيء : أكمله


    يُفهم من عموم معنى القضاء ( لغتاً ) في حيثيتها العقائدية / الدينية ، انها تثبت الشيء ونفاذه


    فاذا كان هذا التثبيت والنفاذ هو لله تعالى ، فانه لازم لا يتخلف ، لانه لا يتخلف شيء عن إرادة الله سببا وتكوينا ، مما علمنا ذالك من بعص نصوص / آيات القران الكريم المبارك

    1-
    وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلا
    2- وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلا
    3- لاَ تَبْدِيـلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ
    4- لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ

    في معتقدات علماء الشيعة الامامية بخصوص القضاء ، فانهم يفصلوه كما يلي :
    القضاء على أربعة أضرب:
    أحدها: الخلق،
    والثاني: الأمر،
    والثالث: الإعلام،
    والرابع: القضاء [في الفصل بالحكم].



    فأما شاهد القضاء في معنى الخلق فقوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ -إلى قوله- فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ} يعني خلقهن سبع سموات في يومين.


    وأما شاهد القضاء في معنى الأمر فقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ} يريد أمر ربك.


    وأما شاهد القضاء في الإعلام فقوله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ} يعني أعلمناهم ذلك وأخبرناهم به قبل كونه.


    وأما شاهد القضاء بالفصل بالحكم بين الخلق فقوله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ} [يعني يفصل بالحكم] بالحق بين الخلق وقوله: {وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ} يريد وحكم بينهم بالحق، وفصل بينهم بالحق.


    وقد قيل إن للقضاء وجها خامسا وهو الفراغ من الأمر، واستشهد على ذلك بقول يوسف عليه السلام: {قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ} يعني فرغ منه، وهذا يرجع إلى معنى الخلق.


    ننقل رواية للشيخ المفيد رحمه الله عن امير المؤمنين ع في مسالة القضاء والقدر عالية المكان راقية التبيان

    الفصول المختارة- الشيخ المفيد ص 70، 72:


    فصل: وأخبرني الشيخ أدام الله عزه مرسلا عن عمرو بن وهب اليماني قال: حدثني عمرو بن سعد عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق السبيعي قال: قال شيخ من أهل الشام حضر صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام بعد انصرافهم من صفين: أخبرنا يا أمير المؤمنين عن مسيرنا إلى الشام أكان بقضاء من الله وقدر؟ قال: نعم يا أخا أهل الشام والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما وطئنا موطئا ولا هبطنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء من الله وقدره. فقال الشامي: عند الله تعالى أحتسب عناي إذا يا أمير المؤمنين وما أظن أن لي أجرا في سعيي إذا كان الله قضاه علي وقدره لي. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله قد أعظم لكم الأجر على مسيركم وأنتم سائرون وعلى مقامكم وأنتم مقيمون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليها مضطرين ولا عليها مجبرين. فقال الشامي: فكيف يكون ذلك والقضاء والقدر ساقانا وعنهما كان مسيرنا وانصرافنا؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: ويحك يا أخا أهل الشام لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا حتما لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد والأمر من الله عز وجل والنهي منه، وما كان المحسن أولى بثواب الإحسان من المسيء ولا المسيء أولى بعقوبة الذنب من المحسن. تلك مقالة عبدة الأوثان وحزب الشيطان وخصماء الرحمن وشهداء الزور وقدرية هذه الأمة ومجوسها، إن الله أمر عباده تخييرا ونهاهم تحذيرا وكلف يسيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يطع مكرها ولم يعص مغلوبا ولم يكلف عسيرا ولم يرسل الأنبياء لعبا ولم ينزل الكتب على العباد عبثا {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ}.


    قال الشامي: فما القضاء والقدر اللذان كان مسيرنا بهما وعنهما؟ قال: الأمر من الله تعالى في ذلك والحكم منه ثم تلا {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا}. فقام الشامي مسرورا فرحا لما سمع هذا المقال وقال: فرجت عني يا أمير المؤمنين فرج الله عنك


    ملاحظة مهمة : قول الامام ع (لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا حتما لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب )

    اقول / لا يفهم منه خلاف ما استحصلناه من فهم معنى القضاء على انه انفاذ وتثبيت لإرادة الله تعالى
    لان المتعلق هنا لا اصل الحكم الذي قضاه الله ( تشريعاً ) ، بل متعلقه من تعلق عليه الحكم ( الانسان ) وهو المختار كما جعله الله ، فأما ان يختار ما قضى الله او يعصي ، وفي الحالتين لا يستطيع ان يغير سنة الله الثابته في التشريع ، فضلا عن التكوين .

    انقل ادناه قول بعض المهتدين مما سمعه من علماء الشيعة بخصوص فهم القضاء والقدر :

    وإذا محصنا قول الشيعة في القضاء والقدر وجدناه قولاً سديداً ورأياً رشيداً، فبينما فرّطت طائفة فقالت بالجبر أفرطت أخرى فقالت بالتفويض، جاء أئمة أهل البيت سلام الله عليهم ليصححوا المفاهيم والمعتقدات ويرجعوا بهؤلاء وأولئك، فقالوا: ( لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين ) وقد ضرب الإمام جعفر الصادق ع لذلك مثلاً مبسطا يفهمه كل الناس وعلى قدر عقولهم فقال للسائل عندما سأله: ما معنى قولك لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين؟ أجابه عليه السلام: «ليس مشيك على الأرض كسقوطك عليها» ومعنى ذلك أننا نمشي على الأرض باختيارنا - ولكننا عندما نسقط على الأرض فهو بغير إختيارنا، فمن منا يحبّ السقوط الذي قد يسبب كسر بعض الأعضاء من جسمنا فنصبح معاقين. فيكون القضاء والقدر أمراً بين أمرين، أي قسم هو من عندنا وباختيارنا ونحن نفعله بمحض إرادتنا. وقسم ثان هو خارج عن إرادتنا ونحن خاضعون له، ولا نقدر على دفعه، فنحاسب على الأول ولا نحاسب على الثاني. والإنسان في هذه الحالة وفي تلك مخيّر ومسيّر في نفس الوقت.

    أ- مخيّر في أفعاله التي تصدر منه بعد تفكير ورويّة إذ يمر بمرحلة التخيير والصراع بين الإقدام والإحجام، وينتهي به الأمر إما بالفعل أو الترك، وهذا ما أشار إليه سبحانه بقوله: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دساها) فالتزكية للنفس والدس لها هما نتيجة إختيار الضمير في كل إنسان - كما أن الفلاح والخيبة هما نتيجة حتمية وعادلة لذلك الإختيار.

    ب - مسيّر في كل ما يحيط به من نواميس الكون وحركته الخاضعة كلها لمشيئة الله سبحانه بكل أجزائها ومركّباتها وأجرامها وذراتها، فالإنسان ليس له أن يختار جنسه من ذكورة وأنوثة ولا أن يختار لونه فضلاً عن إختيار أبويه ليكون في أحضان أبوين موسرين بدلاً من أن يكونوا فقراء، ولا أن يختار حتى طول قامته وشكل جسده. فهو خاضع لعدة عوامل قاهرة (كالأمراض الوراثية مثلا) ولعدة نواميس طبيعية تعمل لفائدته بدون أن يتكلف فهو ينام عندما يتعب ويستيقظ عندما يرتاح، ويأكل عندما يجوع ويشرب عندما يعطش، ويضحك وينشرح عندما يفرح، ويبكي وينقبض عندما يحزن، وفي داخله معامل ومصانع تصنع الهورمونات والخلايا الحية، والنطف القابلة للتحول، وتبني في نفس الوقت جسمه في توازن منسق عجيب، وهو في كل ذلك غافل لا يدري بأن العناية الإلهية محيطة به في كل لحظة من لحظات حياته بل وحتى بعد مماته! يقول الله عز وجل في هذا المعنى: ( أيحسب الإنسان أن يترك سدى، ألم يك نطفة من مني يمنى، ثم كان علقة فخلق فسوى فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى) .

    انتهى
    والله اعلم
    والسلام عليكم
    التعديل الأخير تم بواسطة الباحث الطائي; الساعة 28-03-2015, 05:16 AM.
    لا إله إلا الله محمد رسول الله
    اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
    الباحــ الطائي ـث

  • #2
    اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين
    حيا الله الاستاذ الفاضل الباحث الطائي
    اجدتم وافدتم بهذا الموضوع القيم فجزاك الله خيرا ووفقك لكل خير
    واثابكم الجنان بحق محمد واله الطاهرين
    ـــــ التوقيع ـــــ
    أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
    و العصيان والطغيان،..
    أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
    والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X