السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية مسائية معطرة بأريج الورود لجميع كادر أمسيات النور الراقي
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
عائلة عراقية كانت تسكن البصرة وكانت فاحشة الثراء تسمى (عائلة ميكال) نزلت في مدينة صُحار بسفينة كبيرة وعندما أرادوا العودة إلى البصرة لم يتمكنوا من ذلك بسبب الغبار والرياح والأمطار التي هطلت لمدة ثلاثة أشهر متتالية وقد نفذت مؤنتهم ونقودهم فنزلوا ضيوفًا على (ابن دريد) فأكرمهم لمدة ثلاثة أشهر متتالية، حتى أنه أحرق بعض مقتنيات منزله المصنوعة من الخشب من أجل تدفئة ضيوفه وصنع الطعام لهم. فلما هدئت العاصفة رحلت عائلة (ميكال) إلى البصرة وقد طلبت من (ابن دريد) أن يأتي إلى البصرة لتعليم أبنائهم الشعر والأدب العربي فذهب (ابن دريد) ملبيًا طلبهم، فلما نزل معهم في العراق لم يستقبلوه استقبالاً حاراً ولم يكرموه فشعر بالإهانة والضيق وقرر العودة إلى مدينة صُحار وبالفعل عاد بعد بضع شهور إلى عُمان.
وكانت المفاجأة عندما نزل ميناء صحار حيث استقبله أهله وأقاربه استقبالا حاراً وبهيجاً وكانت تظهر عليهم علامات الثراء فسألهم (ابن دريد) من أين لكم كل هذا المال؟ فقالوا له(أنت من بعثته لنا من البصرة فبعد سفرك إلى العراق وصلتنا سفينة كبيرة محملة بما لذ وطاب من الأكل والشراب ومن الملابس والحُلي والخيول وقيل لنا أنها من عندك) فضحك (ابن دريد) وعرف بأن عائلة (ميكال) أرادت أن تكرمه دون أن تجرح مشاعره وذلك نظير كرمه لهم عندما كانوا في صحار فصنعوا له هذه المكيدة حيث طلبوا منه أن يأتي إلى البصرة وعندما يصل إليهم يبعثوا بالهدايا والعطايا لأهله في صحار ثم يعاملوه في البصرة معاملة سيئة وغير مهذبة، حتى يضيق به الحال فيعود إلى أهله ويجد الهدايا والعطايا..
ولهذا أنشد (ابن دريد) قصيدة طويلة تسمى (المقصورة) تضمَّنت مدحًا في عائلة (ال ميكال) قال في مطلعها:
يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا
تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا
إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ
طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى
{اشراقة}
ما أجمل العرب سابقًا حيث كانوا يحيكون المؤامرات لفعل الخير والتسابق في إسعاد بعضهم البعض بطريقة مهذبة أنيقة لم يعرفها الكثير من البشر في هذه الأيام التي تحاك فيها المؤامرات لدمار الأرض ونشر الضغينة والفساد والخراب بين البشر
.
تحية مسائية معطرة بأريج الورود لجميع كادر أمسيات النور الراقي
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
عائلة عراقية كانت تسكن البصرة وكانت فاحشة الثراء تسمى (عائلة ميكال) نزلت في مدينة صُحار بسفينة كبيرة وعندما أرادوا العودة إلى البصرة لم يتمكنوا من ذلك بسبب الغبار والرياح والأمطار التي هطلت لمدة ثلاثة أشهر متتالية وقد نفذت مؤنتهم ونقودهم فنزلوا ضيوفًا على (ابن دريد) فأكرمهم لمدة ثلاثة أشهر متتالية، حتى أنه أحرق بعض مقتنيات منزله المصنوعة من الخشب من أجل تدفئة ضيوفه وصنع الطعام لهم. فلما هدئت العاصفة رحلت عائلة (ميكال) إلى البصرة وقد طلبت من (ابن دريد) أن يأتي إلى البصرة لتعليم أبنائهم الشعر والأدب العربي فذهب (ابن دريد) ملبيًا طلبهم، فلما نزل معهم في العراق لم يستقبلوه استقبالاً حاراً ولم يكرموه فشعر بالإهانة والضيق وقرر العودة إلى مدينة صُحار وبالفعل عاد بعد بضع شهور إلى عُمان.
وكانت المفاجأة عندما نزل ميناء صحار حيث استقبله أهله وأقاربه استقبالا حاراً وبهيجاً وكانت تظهر عليهم علامات الثراء فسألهم (ابن دريد) من أين لكم كل هذا المال؟ فقالوا له(أنت من بعثته لنا من البصرة فبعد سفرك إلى العراق وصلتنا سفينة كبيرة محملة بما لذ وطاب من الأكل والشراب ومن الملابس والحُلي والخيول وقيل لنا أنها من عندك) فضحك (ابن دريد) وعرف بأن عائلة (ميكال) أرادت أن تكرمه دون أن تجرح مشاعره وذلك نظير كرمه لهم عندما كانوا في صحار فصنعوا له هذه المكيدة حيث طلبوا منه أن يأتي إلى البصرة وعندما يصل إليهم يبعثوا بالهدايا والعطايا لأهله في صحار ثم يعاملوه في البصرة معاملة سيئة وغير مهذبة، حتى يضيق به الحال فيعود إلى أهله ويجد الهدايا والعطايا..
ولهذا أنشد (ابن دريد) قصيدة طويلة تسمى (المقصورة) تضمَّنت مدحًا في عائلة (ال ميكال) قال في مطلعها:
يـا ظَبيَـةً أَشبَـه شَـيءٍ بِالمَهـا
تَرعى الخُزامى بَينَ أَشجـارِ النَقـا
إِمّا تَـرَي رَأسِـيَ حاكـي لَونُـهُ
طُرَّةَ صُبحٍ تَحـتَ أَذيـالِ الدُجـى
{اشراقة}
ما أجمل العرب سابقًا حيث كانوا يحيكون المؤامرات لفعل الخير والتسابق في إسعاد بعضهم البعض بطريقة مهذبة أنيقة لم يعرفها الكثير من البشر في هذه الأيام التي تحاك فيها المؤامرات لدمار الأرض ونشر الضغينة والفساد والخراب بين البشر
.
تعليق