ما علاقة القرية المسماة بـ ' فاطمهفي البرتغال بالسيدةفاطمة الزهراءعليها السلام
للوهلةالأولى يصاب الإنسان بالذهول عندما يسمع بوجود قرية في أوربا تحمل اسم فاطمة بنتمحمد النبي ( صلى الله عليه و آله ) و لا يكاد يصدق هذه الحقيقة ، و لعله يتساءلكيف تسنى لهذا الإسم الطاهر تجاوز الحدود الإقليمة و تخطى كل الموانع لكي يصل إلىهذه البقعة الأوربية و يفرض وجوده في بلاد يدينون بغير الإسلام !!
لكن المتتبعلتاريخ القرية المسماة بـ ' فاطمه ' أو ' فاطيما ' البرتغالية يجد أن تسميتهامأخوذة من إسم بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فاطمة ( عليها السلام ) ، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها ، فالقرية موجودة و هي تحمل هذا الإسم المبارك ، و من لايصدق يسعه زيارة الذهاب إلى هذه القرية ليرى بأم عينه أن إسم فاطمة الزهراء ( عليهاالسلام ) ظل إسماً مباركاً و متألقاً على ربوع هذه القرية البرتغالية الأروبية أكثرمن نصف قرن ، رغم أن الفاتحين المسلمين لهذه المنطقة غادروا البرتغال منذ زمن طويل، و رغم أن المنائر و القباب الإسلامية تغيرت و طرأ عليها ما طرأ ، إلا أن إسمفاطمة ( عليها السلام ) لا زال يبعث بشعاعه النوراني على تلك المنطقة و غيرها منالمناطق ، الإسم الذي يتمتع بقدسية كبيرة ليس لدى أهل تلك المنطقة فحسب ، بل لدىالملايين من الوافدين لهذه القرية الدينية سنوياً للزيارة و لطلب الشفاء و الشفاعةمن صاحبة هذا الإسم المبارك ( عليها السلام )
وجهة نظرالفاتيكان :
يقول الدكتور بولس الحلو المسيحي : فاطمة الزهراء .... لها منطقة خاصة في البرتغال تسمى ' فاتيما ' ، و قد اعترفالفاتيكان بقداستها حيث يقال أن فاطمة الزهراء قد تجلّت فيها في زمنما .
و هناك كتب ألفت في هذا الموضوع ،منها :
إسم الكتاب : FATIMA MAGICA ..
المؤلف : MOISES ESPIRITO SANTO .
الناشر : BESA EDITRICE .
سنة النشر : 1999 ..
الفلم الوثائقي المصور عن هذهالقرية :
قام السيد ابراهيم حاتمي كيا منالجمهورية الإسلامية الايرانية بتصوير فلم وثائقي مفصل و جيد عن هذه القرية الدينيةالتي تسمى بإسم فاطمة ( عليها السلام ) ، و نشر الفلم مرات عديدة من خلال قنواتالتلفزيون الإيراني قبل سنوات .
قصة هذهالتسمية :
من الواضح أن تسمية هذه القرية لمتأتي من فراغ و مصادفة ، نعم إن لإطلاق هذه التسمية المباركة على هذه القريةالدينية قصة واقعية و كرامة مشهودة للسيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ظهرتلبعض أهالي القرية عام 917 م ..
و لكي تقف على تفاصيل هذه الواقعةالمهمة ننقل لك بشيء من التصرف نص ما نشرته مجلة بقية الله في العدد 52 ? صفحة 60 / كانون الثاني ? 1996 / السنة الخامسة .
هي فاطمة : صاحبة الإسم المقدسالمنبعث نوراً و ضياءً يتلألأ فوق الملأ ، ناشرةً إشراقة الأمل ، و بريقاً يكاديخطف الأبصار ، كيف لا و هي الحوراء الإنسية ، و البضعة الزهراء والسر الذي لايعلمه إلا الله و الرسول و الراسخون في العلم ...
فاطمة : إسم هزّ المشاعر و اخترقالحجُب حتى وصل إلى قلب أوروبا يحمل نداء الحق و النجاة و تحديداً في البرتغال التيأُطلق على إحدى مدنها إسم فاطمة Fatima .
كان ذلك عام ( 1916م ) ، و بينماكان ( فرانسيسكو ) عمره 9 سنوات و ( جاسنتا ) عمرها 7 سنوات و ( لوسيا ) عمرها 10سنوات ، يلعبون في بلدة نائية وسط البرتغال التي تقع في الجزء الغربي لشبه الجزيرةالإيبرية ، غرب إسبانيا ، و بينما كانوا كذلك و إذ بملاك يظهر أمامهم و هو يردّدهذه الجملة ثلاث مرّات : ' لا تخافوا أنا ملاك السلام ، إلهي لديّ إيمان و اعتقادبك ، إلهي إني أذوب بك حُبّاً ، و أنا أطلب الاستغفار منك لأجل أولئك الذين لاإيمان لهم و لا حبّ و لااعتقاد
بعد هذه الجملة اختفى الملاك ليعودبعد ذلك مرة في فصل الصيف و أخرى في فصل الخريف .
و يروي الأطفال الثلاثة قصّتهمالمثيرة إلى أهل قريتهم و أقاربهم و يقولون : إنه في كل مرّة كان يطلب منّا الملاكأن نقدّم الأضاحي و الإستغفار من أجل المذنبين و الخطاة ، و أن ندعوا لأجلهم حتىيستقيموا ، و بدا واضحاً أن هذا الظهور الثلاثي للملاك كان تحضيراً لرؤية الأطفالالثلاثة للسيّدة صاحبة التسبيح و ابنة رسول الإسلام فاطمة ( عليهاالسلام ) ..
ففي الثالث عشر من شهر أيار عام ( 1917 ) رأى الأطفال ( جاسنتا ) و ( فرانسيسكو ) و ( لوسيا ) مرّةً أخرى نوراًلامعاً ، و بعد ذلك شاهدوا ضوءاً و نوراً عظيماً فوق شجرة بلّوط يحيط بسيّدة أشدسطوعاً من الشمس اسمها فاطمة ..
قالت السيّدة المنوّرة للأطفالالمندهشين : ' لا تخافوا أنا لا أريد إخافتكم ! ' ..
تمالك الأطفال أنفسهم و سألوهابوجل : ' من أنتِ ؟ ' .
فأجابت السيّدة المتلألئة نوراً : ' أنا فاطمة ابنة الرسول ' ..
سألها الأطفال الثلاثة : ' و منأين أتيتِ ؟ ' ...
أجابتْ بصوت مطمئن : ' أنا أتيتُمن الجنّة ' ...
قالوا لها : ' و ماذا تريدين منّا؟ ' ...
قالت : ' لقد حضّرتكم لتأتوا إلىهذا المكان مرّةً أخرى ، و سأقول لكم فيما بعد ماذا أُريد '.
و أخذتالسيدة صاحبة التسبيح ، بعد هذا الحادث المهيب و المذهل تظهر للأطفال البرتغاليينمرّة كلّ شهر ، ما بين شهري أيار و تشرين الأول ، و في اللقاء السادس و الأخير جاءسبعون ألف شخص لمشاهدة السيدة المقدّسة التي حققت معجزة أمام أنظارهم حيث توقّفسقوط المطر فجأةً ، و ظهر قُرص الشمس مرتجفاً ، ثم توقّف ليدور بعدها مرّتين ، ثميتوقّف مجدداً ، بحيث أن الجموع الغفيرة خامرها شعور بأن الشمس ستقع عليهم في أيّلحظة ، إلا أن الشمس رجعت مرّةً أخرى إلى موضعها الأصلي ببريقها الجميل و المعتادنفسه ..
صحيفة لشبونة تنشر خبر الحادثةالعجيبة :
هذه الحادثة المدهشة ظهرت لأولمرّة في صحيفة لشبونة في 15 تشرين الأول من نفس العام ، ما دفع الكثيرين للتحقق منرواية الأطفال الثلاث حتى أصبح كل ما ذكروه موضع قبول و تصديق قلبيلديهم .
و فيما يخص الأطفال الثلاثة ومصيرهم فإنّ ( جاسنتا ) و ( فرانسيسكو ) أكّدا أنّ السيدة الزهراء ( عليها السلام ) قالت لهما أنهما سيلتحقان بها قريباً ، و ستأخذهما إلى الجنة معها ، و بالفعلتُوُفّيَ الطفلان بعد سنتين و ثلاث سنوات من الرؤيا ، بسبب مرضٍ رئوي ، فتحوّلرحيلهما المبكر إلى رسوخ الإيمان بالواقعة و الظهور ، و إثباتاً لأقوال هؤلاءالأطفال الذين أكّدت عوائلهم أنهم لم يتّصفوا بالكذب في حياتهم ..
- و فيما يتعلّق بالطفلة الثالثة ( لوسيا ) فقددخلت سلك الرهبنة ، و كرّست نفسها لهذه الرؤيا ، و بقيت حيّةً تُرزق ، ذلك أنّسيّدة التسبيح المقدّسة طلبت نشر و ترويج العبودية لله
لوسيا .
لكن ماذا حدث حتى أصبحت القريةتُعرف بمدينة فاطمة ؟
في عام ( 1919 م ) ، قرّر الأهالي بناء مزار ديني في قريتهم باسم ( فاطمة ) ، فقام بعضالحاقدين بإحراقه و تفجيره ، لكن الأهالي أعادوا إعماره مجدّداً .
و في سنة ( 1938 م ) وضعت أولى لبنات الموقع الحجرية ..
و في عام ( 1940 م ) منح أسقفإيبيريا رخصته لإنشاء المزار المطهّر لسيدتنا فاطمة ( عليها السلام ) بعدما سبقتهالكنيسة بذلك .
و في عام ( 1952 م ) أقيمت مراسمخاصة بسيدتنا الزهراء ( عليها السلام ) و تُوّجت هذه الخطوة بتبني المزار رسميّاًعام ( 1953 م ) من قبل الحكومة البرتغالية ، و منذ ذلك الحين في الثالث عشر من أيارمن كل عام ، يأتي محبّو فاطمة و مريدوها من أنحاء البرتغال و مناطق الدول المجاورةإلى المنطقة التي سمّيت بمدينة ( فاطما ) لطلب الشفاعة و الشفاء و التوبة و تزكيةالروح ، و كل شخص من أتباع هذا المذهب أو ذاك يقوم بمراسم زيارة ( فاطمة ) بأسلوبهو طريقته الخاصّة ، فواحد يأتي ماشياً على قدميه لأداء الزيارة ، و آخر ينذر الشموع، فيما تقام أماسي الدعاء و مجالس الذكر ، و تحتل تمتمات و همهمات التسابيح الجانبالأهم و الرواج الأكبر و الشهرة الواسعة ، ذلك أنّ السيدة المقدّسة طلبت من الناسيوم ظهورها عليهم أن يقوموا بالتسبيحات في كلّ يوم ..
لا بدّ منالإشارة إلى أنّ الزوار يأتون ليشاهدوا تمثالاً أبيض ، يخلد واقعة ظهور السيدةفاطمة ، و يجتمعون حوله ليطلبوا حاجاتهم أو ليقدّموا شكرهم للهداية إلى طريق الحق ،و آخرون يرجون أن تعود لهم قوّة الإيمان و الروح لتصحّ قلوبهم التي أثقلتها أدرانالمادية .
نعم ، إنّ الأوروبيين يجتمعون حولالمزار الذي يمثّل عندهم ( كنيسة فاطما ) ، و يطلبون منها تبديل حياتهم بحياة أخرى، و يؤكّدون أنه ما من زائر عاد من البقعة المباركة و هو خاليالوفاض
..
في جانب الكنيسة الأيسر هناك جناحخاص للزوّار المرضى طالبي الشفاء ، الذين يقضون الليل في الدعاء و التسبيح ، و لاتوجد لهم لغة يمكن لها أن توضّح حقيقة تلك الجاذبية العميقة التي يشعر بها الزوّارو توسّلهم العجيب ؟
أليس عجيباًسفر أولئك الناس من عالم المسيحية إلى عالم الإسلام للدخول في دائرة الحُب والإخلاص القلبي لابنة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ؟ !
إنهميسبّحون تسبيحات فاطمة و هم يضعون الصليب على صدورهم ؟ !
يسبّحونتسبيحات الزهراء و يبنون كنيسةً باسمها ؟ !
يسبّحون تسبيحات الزهراء و يطلبونالنجدة و المساعدة منها ؟ !
و قلوبهم ملأى بذكرى حدث اهتزازالشمس العجيب و ظهور تلك الرؤيا المنوّرة .
لا ليس عجيباً ما يقومون به لأنقدرة فاطمة و قوّة فاطمة و طُهْر فاطمة و نزاهة فاطمة بنت الرسول فاقت كل تصوّر حتىغدت تسيطر على قلوب الملايين ..
كيف لا نقتنع بذلك و نحن نرى هذهالجموع تنذر لفاطمة و تمشي المسافات من أجل زيارتها و التبرّك ببقعتها ، و تركع فيمحرابها طلباً للمغفرة و للحصول على الطُهر و الروحانية ..
و لعلّزيارة البابوات لـ ( فاطيما ) ليست ظاهرة بسيطة ، كما أن اهتمام و تعلّق الآباءاليسوعيين بسيدة نساء العالمين ظاهرة توضح بنور ساطع للعيون المؤمنة بفاطمة أحقيّةهذا الطريق ، و هي ظاهرة تشير إلى عمق نفوذ سيدة نساء الإسلام الكبرى في عالمالمسيحية .
لقد كان من بين زوّارمدينة ( فاطيما ) البابا جان بول الثاني لتقديم شكره لمحضر فاطمة بعد أن أنجاه اللهمن أحد الحوادث .. لا بد من الإشارة إلى أن الناس في مدينة ( فاطيما ) البرتغاليةيطلقون على بناتهم اسم ( فاطيما ) حتى يكاد أن لا يخلو منزل من هذا الاسمالمبارك.
للوهلةالأولى يصاب الإنسان بالذهول عندما يسمع بوجود قرية في أوربا تحمل اسم فاطمة بنتمحمد النبي ( صلى الله عليه و آله ) و لا يكاد يصدق هذه الحقيقة ، و لعله يتساءلكيف تسنى لهذا الإسم الطاهر تجاوز الحدود الإقليمة و تخطى كل الموانع لكي يصل إلىهذه البقعة الأوربية و يفرض وجوده في بلاد يدينون بغير الإسلام !!
لكن المتتبعلتاريخ القرية المسماة بـ ' فاطمه ' أو ' فاطيما ' البرتغالية يجد أن تسميتهامأخوذة من إسم بنت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) فاطمة ( عليها السلام ) ، وهي حقيقة لا يمكن إنكارها ، فالقرية موجودة و هي تحمل هذا الإسم المبارك ، و من لايصدق يسعه زيارة الذهاب إلى هذه القرية ليرى بأم عينه أن إسم فاطمة الزهراء ( عليهاالسلام ) ظل إسماً مباركاً و متألقاً على ربوع هذه القرية البرتغالية الأروبية أكثرمن نصف قرن ، رغم أن الفاتحين المسلمين لهذه المنطقة غادروا البرتغال منذ زمن طويل، و رغم أن المنائر و القباب الإسلامية تغيرت و طرأ عليها ما طرأ ، إلا أن إسمفاطمة ( عليها السلام ) لا زال يبعث بشعاعه النوراني على تلك المنطقة و غيرها منالمناطق ، الإسم الذي يتمتع بقدسية كبيرة ليس لدى أهل تلك المنطقة فحسب ، بل لدىالملايين من الوافدين لهذه القرية الدينية سنوياً للزيارة و لطلب الشفاء و الشفاعةمن صاحبة هذا الإسم المبارك ( عليها السلام )
وجهة نظرالفاتيكان :
يقول الدكتور بولس الحلو المسيحي : فاطمة الزهراء .... لها منطقة خاصة في البرتغال تسمى ' فاتيما ' ، و قد اعترفالفاتيكان بقداستها حيث يقال أن فاطمة الزهراء قد تجلّت فيها في زمنما .
و هناك كتب ألفت في هذا الموضوع ،منها :
إسم الكتاب : FATIMA MAGICA ..
المؤلف : MOISES ESPIRITO SANTO .
الناشر : BESA EDITRICE .
سنة النشر : 1999 ..
الفلم الوثائقي المصور عن هذهالقرية :
قام السيد ابراهيم حاتمي كيا منالجمهورية الإسلامية الايرانية بتصوير فلم وثائقي مفصل و جيد عن هذه القرية الدينيةالتي تسمى بإسم فاطمة ( عليها السلام ) ، و نشر الفلم مرات عديدة من خلال قنواتالتلفزيون الإيراني قبل سنوات .
قصة هذهالتسمية :
من الواضح أن تسمية هذه القرية لمتأتي من فراغ و مصادفة ، نعم إن لإطلاق هذه التسمية المباركة على هذه القريةالدينية قصة واقعية و كرامة مشهودة للسيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ظهرتلبعض أهالي القرية عام 917 م ..
و لكي تقف على تفاصيل هذه الواقعةالمهمة ننقل لك بشيء من التصرف نص ما نشرته مجلة بقية الله في العدد 52 ? صفحة 60 / كانون الثاني ? 1996 / السنة الخامسة .
هي فاطمة : صاحبة الإسم المقدسالمنبعث نوراً و ضياءً يتلألأ فوق الملأ ، ناشرةً إشراقة الأمل ، و بريقاً يكاديخطف الأبصار ، كيف لا و هي الحوراء الإنسية ، و البضعة الزهراء والسر الذي لايعلمه إلا الله و الرسول و الراسخون في العلم ...
فاطمة : إسم هزّ المشاعر و اخترقالحجُب حتى وصل إلى قلب أوروبا يحمل نداء الحق و النجاة و تحديداً في البرتغال التيأُطلق على إحدى مدنها إسم فاطمة Fatima .
كان ذلك عام ( 1916م ) ، و بينماكان ( فرانسيسكو ) عمره 9 سنوات و ( جاسنتا ) عمرها 7 سنوات و ( لوسيا ) عمرها 10سنوات ، يلعبون في بلدة نائية وسط البرتغال التي تقع في الجزء الغربي لشبه الجزيرةالإيبرية ، غرب إسبانيا ، و بينما كانوا كذلك و إذ بملاك يظهر أمامهم و هو يردّدهذه الجملة ثلاث مرّات : ' لا تخافوا أنا ملاك السلام ، إلهي لديّ إيمان و اعتقادبك ، إلهي إني أذوب بك حُبّاً ، و أنا أطلب الاستغفار منك لأجل أولئك الذين لاإيمان لهم و لا حبّ و لااعتقاد
بعد هذه الجملة اختفى الملاك ليعودبعد ذلك مرة في فصل الصيف و أخرى في فصل الخريف .
و يروي الأطفال الثلاثة قصّتهمالمثيرة إلى أهل قريتهم و أقاربهم و يقولون : إنه في كل مرّة كان يطلب منّا الملاكأن نقدّم الأضاحي و الإستغفار من أجل المذنبين و الخطاة ، و أن ندعوا لأجلهم حتىيستقيموا ، و بدا واضحاً أن هذا الظهور الثلاثي للملاك كان تحضيراً لرؤية الأطفالالثلاثة للسيّدة صاحبة التسبيح و ابنة رسول الإسلام فاطمة ( عليهاالسلام ) ..
ففي الثالث عشر من شهر أيار عام ( 1917 ) رأى الأطفال ( جاسنتا ) و ( فرانسيسكو ) و ( لوسيا ) مرّةً أخرى نوراًلامعاً ، و بعد ذلك شاهدوا ضوءاً و نوراً عظيماً فوق شجرة بلّوط يحيط بسيّدة أشدسطوعاً من الشمس اسمها فاطمة ..
قالت السيّدة المنوّرة للأطفالالمندهشين : ' لا تخافوا أنا لا أريد إخافتكم ! ' ..
تمالك الأطفال أنفسهم و سألوهابوجل : ' من أنتِ ؟ ' .
فأجابت السيّدة المتلألئة نوراً : ' أنا فاطمة ابنة الرسول ' ..
سألها الأطفال الثلاثة : ' و منأين أتيتِ ؟ ' ...
أجابتْ بصوت مطمئن : ' أنا أتيتُمن الجنّة ' ...
قالوا لها : ' و ماذا تريدين منّا؟ ' ...
قالت : ' لقد حضّرتكم لتأتوا إلىهذا المكان مرّةً أخرى ، و سأقول لكم فيما بعد ماذا أُريد '.
و أخذتالسيدة صاحبة التسبيح ، بعد هذا الحادث المهيب و المذهل تظهر للأطفال البرتغاليينمرّة كلّ شهر ، ما بين شهري أيار و تشرين الأول ، و في اللقاء السادس و الأخير جاءسبعون ألف شخص لمشاهدة السيدة المقدّسة التي حققت معجزة أمام أنظارهم حيث توقّفسقوط المطر فجأةً ، و ظهر قُرص الشمس مرتجفاً ، ثم توقّف ليدور بعدها مرّتين ، ثميتوقّف مجدداً ، بحيث أن الجموع الغفيرة خامرها شعور بأن الشمس ستقع عليهم في أيّلحظة ، إلا أن الشمس رجعت مرّةً أخرى إلى موضعها الأصلي ببريقها الجميل و المعتادنفسه ..
صحيفة لشبونة تنشر خبر الحادثةالعجيبة :
هذه الحادثة المدهشة ظهرت لأولمرّة في صحيفة لشبونة في 15 تشرين الأول من نفس العام ، ما دفع الكثيرين للتحقق منرواية الأطفال الثلاث حتى أصبح كل ما ذكروه موضع قبول و تصديق قلبيلديهم .
و فيما يخص الأطفال الثلاثة ومصيرهم فإنّ ( جاسنتا ) و ( فرانسيسكو ) أكّدا أنّ السيدة الزهراء ( عليها السلام ) قالت لهما أنهما سيلتحقان بها قريباً ، و ستأخذهما إلى الجنة معها ، و بالفعلتُوُفّيَ الطفلان بعد سنتين و ثلاث سنوات من الرؤيا ، بسبب مرضٍ رئوي ، فتحوّلرحيلهما المبكر إلى رسوخ الإيمان بالواقعة و الظهور ، و إثباتاً لأقوال هؤلاءالأطفال الذين أكّدت عوائلهم أنهم لم يتّصفوا بالكذب في حياتهم ..
- و فيما يتعلّق بالطفلة الثالثة ( لوسيا ) فقددخلت سلك الرهبنة ، و كرّست نفسها لهذه الرؤيا ، و بقيت حيّةً تُرزق ، ذلك أنّسيّدة التسبيح المقدّسة طلبت نشر و ترويج العبودية لله
لوسيا .
لكن ماذا حدث حتى أصبحت القريةتُعرف بمدينة فاطمة ؟
في عام ( 1919 م ) ، قرّر الأهالي بناء مزار ديني في قريتهم باسم ( فاطمة ) ، فقام بعضالحاقدين بإحراقه و تفجيره ، لكن الأهالي أعادوا إعماره مجدّداً .
و في سنة ( 1938 م ) وضعت أولى لبنات الموقع الحجرية ..
و في عام ( 1940 م ) منح أسقفإيبيريا رخصته لإنشاء المزار المطهّر لسيدتنا فاطمة ( عليها السلام ) بعدما سبقتهالكنيسة بذلك .
و في عام ( 1952 م ) أقيمت مراسمخاصة بسيدتنا الزهراء ( عليها السلام ) و تُوّجت هذه الخطوة بتبني المزار رسميّاًعام ( 1953 م ) من قبل الحكومة البرتغالية ، و منذ ذلك الحين في الثالث عشر من أيارمن كل عام ، يأتي محبّو فاطمة و مريدوها من أنحاء البرتغال و مناطق الدول المجاورةإلى المنطقة التي سمّيت بمدينة ( فاطما ) لطلب الشفاعة و الشفاء و التوبة و تزكيةالروح ، و كل شخص من أتباع هذا المذهب أو ذاك يقوم بمراسم زيارة ( فاطمة ) بأسلوبهو طريقته الخاصّة ، فواحد يأتي ماشياً على قدميه لأداء الزيارة ، و آخر ينذر الشموع، فيما تقام أماسي الدعاء و مجالس الذكر ، و تحتل تمتمات و همهمات التسابيح الجانبالأهم و الرواج الأكبر و الشهرة الواسعة ، ذلك أنّ السيدة المقدّسة طلبت من الناسيوم ظهورها عليهم أن يقوموا بالتسبيحات في كلّ يوم ..
لا بدّ منالإشارة إلى أنّ الزوار يأتون ليشاهدوا تمثالاً أبيض ، يخلد واقعة ظهور السيدةفاطمة ، و يجتمعون حوله ليطلبوا حاجاتهم أو ليقدّموا شكرهم للهداية إلى طريق الحق ،و آخرون يرجون أن تعود لهم قوّة الإيمان و الروح لتصحّ قلوبهم التي أثقلتها أدرانالمادية .
نعم ، إنّ الأوروبيين يجتمعون حولالمزار الذي يمثّل عندهم ( كنيسة فاطما ) ، و يطلبون منها تبديل حياتهم بحياة أخرى، و يؤكّدون أنه ما من زائر عاد من البقعة المباركة و هو خاليالوفاض
..
في جانب الكنيسة الأيسر هناك جناحخاص للزوّار المرضى طالبي الشفاء ، الذين يقضون الليل في الدعاء و التسبيح ، و لاتوجد لهم لغة يمكن لها أن توضّح حقيقة تلك الجاذبية العميقة التي يشعر بها الزوّارو توسّلهم العجيب ؟
أليس عجيباًسفر أولئك الناس من عالم المسيحية إلى عالم الإسلام للدخول في دائرة الحُب والإخلاص القلبي لابنة الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله ) ؟ !
إنهميسبّحون تسبيحات فاطمة و هم يضعون الصليب على صدورهم ؟ !
يسبّحونتسبيحات الزهراء و يبنون كنيسةً باسمها ؟ !
يسبّحون تسبيحات الزهراء و يطلبونالنجدة و المساعدة منها ؟ !
و قلوبهم ملأى بذكرى حدث اهتزازالشمس العجيب و ظهور تلك الرؤيا المنوّرة .
لا ليس عجيباً ما يقومون به لأنقدرة فاطمة و قوّة فاطمة و طُهْر فاطمة و نزاهة فاطمة بنت الرسول فاقت كل تصوّر حتىغدت تسيطر على قلوب الملايين ..
كيف لا نقتنع بذلك و نحن نرى هذهالجموع تنذر لفاطمة و تمشي المسافات من أجل زيارتها و التبرّك ببقعتها ، و تركع فيمحرابها طلباً للمغفرة و للحصول على الطُهر و الروحانية ..
و لعلّزيارة البابوات لـ ( فاطيما ) ليست ظاهرة بسيطة ، كما أن اهتمام و تعلّق الآباءاليسوعيين بسيدة نساء العالمين ظاهرة توضح بنور ساطع للعيون المؤمنة بفاطمة أحقيّةهذا الطريق ، و هي ظاهرة تشير إلى عمق نفوذ سيدة نساء الإسلام الكبرى في عالمالمسيحية .
لقد كان من بين زوّارمدينة ( فاطيما ) البابا جان بول الثاني لتقديم شكره لمحضر فاطمة بعد أن أنجاه اللهمن أحد الحوادث .. لا بد من الإشارة إلى أن الناس في مدينة ( فاطيما ) البرتغاليةيطلقون على بناتهم اسم ( فاطيما ) حتى يكاد أن لا يخلو منزل من هذا الاسمالمبارك.
تعليق