بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
هذه المساحة وإن اتسعت فهي ضيقة وهذه الحروف وإن اجتمعت فهي قاصرة من أن تُبدي جمال معاني كلماتٍ تحكي ميلاد ، الزهراء عليها السلام ، وحتى السطور وإن طالت فهي قصيرة ، فالزهراء عليها السلام لا تسع ذكر ميلادها الدنيا على رحابتها فكيف تسعها سطور هزيلة في متصفح محدود بوقتٍ بالدقائق محسوب ..
الزهراء عليها السلام رفيعة الشأن عظيمة القدر عند معبودها ، محبوبة عند والدها ، قريرة عين في بيت زوجها ، حجة على أولادها المطهرين الهادين المهديين السالكين بالأمة صراط الله والمنجين المتمسكين بهم من جحيم الله والدافعين بشيعتهم لنعبم الجنة ورضوان الله ..
الزهراء نور يُزهر لأهل السماء وطيب يفوح بعطر الجنة يُمتع العقلاء من أهل الأرض التائقين لمرضاة الله والراغبين في رحمة الله والطامعين في جنة الله ..
ها هي ذي الدنيا تستضيء بنور الزهراء ، وها هو ذا رسول الله يستبشر بقدوم ريحانته المعطرة اللكون بأريج الجنان ، وها هو ذا الأمير يسعد بميلاد حليلته وأم أولاده الكوثر الجاري بماء الحياة ، وها هم المؤمنون يبدون الأفراح والمسرات لاستقبال حبية حبيب الله ، قد زينوا دورهم وهيأوا مجالسهم لإقامة الإحتفالات بمقدم سيدة النساء من الأولين يُرضون بذلك رب العباد ..
أعتذر أيها المؤمنون لعدم التطرق للسيرة العطرة لمولاتي الزهراء ، فحدث ميلادها عظيم ولا تفيه هذه الكلمات الهزيلة في هذا الوقت القصير ، فكيف لي أن اُلملم الحروف لأتحدث عن كامل سيرتها والذي لا يمكن أن يحتويه إلا فكر المعصوم كأبيها المصطفى وبعلها المرتضى وأولادها الأئمة النجبى عليهم جميعاً سلام الله وصلواته ..
إن الزهراء حوارء أنسية تكونت نطفتها من ثمار الجنة واتستقرت في رحم خديجة طاهر ليغذيها غذاءاً مادياً ويتغذى منها غذاءاً معنوياً فتنمو جينياً تمتع أمها بأطيب الكلام وتخرج للحياة ريحانة تفوح بعبير الجنة فتُسعد أباها وتُزين حياته وتزيل عنه الهموم والأحزان ..
سلام على الزهراء في يوم ميلادها وسلام عليها في نشأتها وسلام عليها في بيت بعلها وسلام عليها بين أولادها وسلام عليها في قلوب أحبتها وسلام عليها في نعيم الجنان ..