بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
وبعد أقول : من أهم الوسائل التي أتخذها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) من أجل أستمرار وديمومة الرسالة التي جاء بها أن يجعل من يخلفه في الحافظ عليها وكان ذلك منذ أن أمره الله بالنذار في قوله تعالى {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشُّعَرَاء : 214]
فجمعهم الرسول (صلّى الله عليه وآله ) ـ وكانوا آنذاك أربعين رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون، ووضع لهم طعاما يكفي الواحد منهم فأكلوا جميعهم حتى شبعوا وبعد أن فرغوا.
قال النبي ـ (صلّى الله عليه وآله ): يا بني هاشم من منكم يؤازرني على أمري هذا فلم يجبه أحد.
فقال علي ـ عليه السلام ـ: أنا يا رسول الله اؤازرك، قالها ثلاثا، وفي كلّ مرة يجيب عليُّ أنا يا رسول الله، فأخذ برقبته وقال: أنت وصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا(13) . نعم
لقد أحاطه الرسول (صلى الله عليه وآله) منذ صغره بعناية خاصة، حيث تولى تربيته وإعداده، ودأب على الإشادة بمكانته وفضائله في كثير من المواقف حتى قام بتنصيبه رسمياً كما هو متواتر في حديث الغدير وأن من يتقدم عليه وأهل بيته فهو هالك ومن يأخر نعهم هالك ولا يعلمونهم فأنهم أعلم من كل الأمة ويجب عليها تسمع وتطيع .
قال ابن حجر في الصواعق المحرقة : تعقيباً على حديث الثقلين . قال : وفي رواية صحيحة كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما آكبر من الآخر كتاب الله عز و جل وعترتي أي بالمثناة فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي حوضي وفي رواية وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض سألت ربي ذلك لهما فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا الحاجة لنا إلى بسطها وفي رواية آخر ما تكلم به النبي اخلفوني في أهلي
وسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما إذ يقال لكل خطير شريف ثقلا أو لأن العمل بما أوجب الله من حقوقهما ثقيل جدا
ومنه قوله تعالى إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا المزمل 5 أي له وزن وقدر لأنه لا يؤدى إلا بتكليف ما يثقل
وسمي الإنس والجن ثقلين لاختصاصهما بكونهما قطان الأرض وبكونهما فضلا بالتمييز على سائر الحيوان وفي هذه الأحاديث سيما قوله انظروا كيف تخلفوني فيهما و أوصيكم بعترتي خيرا و أذكركم الله في اهل بيتي الحث الأكيد على مودتهم ومزيد الإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم وتأدية حقوقهم الواجبة والمندوبة كيف وهم أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا .
الصواعق المحرقة لأبن حجر ج 2 ص 653
الطبعة الأولى
تحقيق : عبدالرحمن بن عبدالله التركي وكامل محمد الخراط .
وبه تعالى نستعين والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين .
وبعد أقول : من أهم الوسائل التي أتخذها الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) من أجل أستمرار وديمومة الرسالة التي جاء بها أن يجعل من يخلفه في الحافظ عليها وكان ذلك منذ أن أمره الله بالنذار في قوله تعالى {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ} [الشُّعَرَاء : 214]
فجمعهم الرسول (صلّى الله عليه وآله ) ـ وكانوا آنذاك أربعين رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصون، ووضع لهم طعاما يكفي الواحد منهم فأكلوا جميعهم حتى شبعوا وبعد أن فرغوا.
قال النبي ـ (صلّى الله عليه وآله ): يا بني هاشم من منكم يؤازرني على أمري هذا فلم يجبه أحد.
فقال علي ـ عليه السلام ـ: أنا يا رسول الله اؤازرك، قالها ثلاثا، وفي كلّ مرة يجيب عليُّ أنا يا رسول الله، فأخذ برقبته وقال: أنت وصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا(13) . نعم
لقد أحاطه الرسول (صلى الله عليه وآله) منذ صغره بعناية خاصة، حيث تولى تربيته وإعداده، ودأب على الإشادة بمكانته وفضائله في كثير من المواقف حتى قام بتنصيبه رسمياً كما هو متواتر في حديث الغدير وأن من يتقدم عليه وأهل بيته فهو هالك ومن يأخر نعهم هالك ولا يعلمونهم فأنهم أعلم من كل الأمة ويجب عليها تسمع وتطيع .
قال ابن حجر في الصواعق المحرقة : تعقيباً على حديث الثقلين . قال : وفي رواية صحيحة كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما آكبر من الآخر كتاب الله عز و جل وعترتي أي بالمثناة فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي حوضي وفي رواية وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض سألت ربي ذلك لهما فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابيا الحاجة لنا إلى بسطها وفي رواية آخر ما تكلم به النبي اخلفوني في أهلي
وسماهما ثقلين إعظاما لقدرهما إذ يقال لكل خطير شريف ثقلا أو لأن العمل بما أوجب الله من حقوقهما ثقيل جدا
ومنه قوله تعالى إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا المزمل 5 أي له وزن وقدر لأنه لا يؤدى إلا بتكليف ما يثقل
وسمي الإنس والجن ثقلين لاختصاصهما بكونهما قطان الأرض وبكونهما فضلا بالتمييز على سائر الحيوان وفي هذه الأحاديث سيما قوله انظروا كيف تخلفوني فيهما و أوصيكم بعترتي خيرا و أذكركم الله في اهل بيتي الحث الأكيد على مودتهم ومزيد الإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم وتأدية حقوقهم الواجبة والمندوبة كيف وهم أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا .
الصواعق المحرقة لأبن حجر ج 2 ص 653
الطبعة الأولى
تحقيق : عبدالرحمن بن عبدالله التركي وكامل محمد الخراط .
تعليق