أهلا وسهلا بكم في منتدى الكـــفـيل
إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التفضل بزيارة صفحة
التعليمات
كما يشرفنا أن تقوم
بالتسجيل ،
إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.
وتجدر الإشارة إلى أنّه لم ينزل شيء من القرآن عبر هذا النحو من الوحي، إذ لم يعهد نزول قرآن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام، وإن كانت بعض رؤاه أسباباً لنزول القرآن، كما في قوله تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن
61
شَاء اللَّهُ...﴾41، فقد رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك عام الحديبيَّة42، وصَدَقَت عام الفتح43.
ب- الوحي عبر جبرائيل عليه السلام: كان جبرائيل عليه السلام ينزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم على صور ثلاثة: - نزوله بصورته الأصليَّة: وهذا حصل مرَّتين مع الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: قال تعالى: ﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى* مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى* عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى* مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى﴾44، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ * وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ *وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ﴾45، فالمرَّتين كانت إحداهما: في بدْء الوحي بغار حراء، حيث ظهر له جبرائيل عليه السلام في صورته الحقيقية التي خلَقه الله عليها، مالئاً أُفق السماء من المشرق إلى المغرب، فتهيَّبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم تهيّباً بالغاً، فنزل عليه جبرائيل عليه السلام في صورة الآدميّين، فضمَّه إلى صدره، فكان لا ينزل عليه بعد ذلك إلاّ في صورة بشَر جميل. والثانية: كانت باستدعائه صلى الله عليه وآله وسلم لذلك، فكان لا يزال يأتيه جبرائيل عليه السلام في صورة الآدميين، فسأله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُريَه نفسه مرّة أخرى على صورته التي خلَقه الله، فأراه صورته فسدّ الأفُـق، فقوله تعالى: ﴿وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى﴾ كان المرّة الأُولى، وقوله: ﴿نَزْلَةً أُخْرَى﴾ كان المرَّة الثانية46.
62
- نزوله متمثّلاً بصورة آدمي: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال: "وأحياناً يتمثّل لي المَلك رجلاً، فيكلّمني فأعي ما يقول"47. وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ جبرائيل كان إذا أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يدخل حتّى يستأذنه، وإذا دخل عليه قعدَ بين يديه قعدة العبد"48.
- نزوله على قلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من دون أن يراه: قال تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ...﴾49. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الروح الأمين نفث في رَوعي"50.
ج- الوحي مباشرة من دون واسطة: وهو أكثر أنحاء الوحي نزولاً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, حيث كان شديداً على نفسه الشريفة صلى الله عليه وآله وسلم. وقد تقدّم ذِكْر بعض الروايات التي تتحدّث عن ثقل هذا الوحي51.
63
الأفكار الرئيسة
1- الوحي هو إلقاء المعنى بنحو يخفى على غير من قُصِدَ إفهامه.
2- استخدم القرآن الكريم "الوحي" في موارد عدّة أُريد بها معانٍ مختلفة، منها: الوحي إلى الأنبياء عليهم السلام، الإيماءة الخفية، تركيز غريزيّ فطريّ في الإنسان والحيوان، تركيز طبيعي في الجماد، أمر رحماني، وسوسة شيطانية.
3- الوحي النبوي على أنحاء ثلاثة: إلقاء في القلب، تكليم من وراء حجاب، إرسال مَلَك.
4- يقسم الوحي النبوي إلى قسمين: وحي مباشر، ووحي غير مباشر.
5- كان الوحي الإلهي ينزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أنحاء ثلاثة: عبر الرؤيا الصادقة والمنام، عبر جبرائيل عليه السلام, مباشرة من دون واسطة.
فكّر وأجب
1- أَجِبْ بـ (صحّ) أو (خطأ):
- غالبية موارد الاستخدام القرآني للوحي جاءت في الوحي النبوي.
- كان جبرائيل عليه السلام ينزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إمّا بصورته الحقيقية وإمّا متمثّلاً بصورة آدمي فقط.
- بعض الوحي القرآني إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء عن طريق الرؤيا الصادقة والمنام.
2- أَجِبْ باختصار:
- حدّد معنى الوحي؟
- بيّن أنحاء الوحي النبوي؟
- تحدّث عن أقسام الوحي النبوي؟
مطالعة
القرآن جوامع الكلم52
إنّ الذات المقدّسة للحقّ جلّ وعلا على حسب ﴿كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ﴾53... يتجلّى لقلوب الأنبياء عليهم السلام والأولياء عليهم السلام في كسوة الأسماء والصفات، وتختلف التجلّيات على حسب اختلاف قلوبهم، والكتب السماوية التي نزلت على قلوبهم بنعت الإيحاء بتوسّط ملك اللوح جبرائيل عليه السلام, تختلف على حسب اختلاف هذه التجلّيات، وعلى حسب اختلاف الأسماء التي لها المبدئية، كما أنّ اختلاف الأنبياء عليهم السلام وشرائعهم - أيضا ً- باختلاف الدول الأسمائية، فكلّ اسم تكون إحاطته أكثر ويكون أجمع, تكون دولته أكثر إحاطة, والنبوّة التابعة له أكثر إحاطة، والكتاب النازل منه أكثر إحاطة وجامعيّة, وتكون الشريعة التابعة له أكثر إحاطة وأدوم.
وحيث إنّ النبوّة الختميّة، والقرآن الشريف، وشريعة سيد البشر, من مظاهر المقام الجامع الأحدي وحضرة اسم الله الأعظم ومجاليها، أو من تجلّياتها وظهوراته، فلهذا صارت أكثر النبوّات والكتب والشرائع إحاطة وأجمعها. ولا يتصوّر أكمل وأشرف من نبوّته وكتابه وشريعته. ولا يتنزل من عالم الغيب على بسيط الطبيعة علم أعلى منه، أو شبيه له, بمعنى أنّ هذا هو آخر ظهور للكمال العلمي المربوط بالشرائع، وليس للأعلى منه إمكان النزول في عالم المُلك، فنفس الرسول الخاتم أشرف الموجودات، والمظهر التامّ للاسم الأعظم، ونبوّته -أيضاً - أتمّ النبوّات الممكنة، وصورة لدولة الاسم الأعظم، ولهذه الجهة لهذا الكتاب أحديّة الجمع والتفصيل. وهو من جوامع الكلم، كما أنّ كلامه صلى الله عليه وآله وسلم - أيضاً - كان من جوامع الكلم، والمراد من كون القران أو كلامه صلى الله عليه وآله وسلم من جوامع الكلم ليس أنّ القران، أو أنّه صلى الله عليه وآله وسلم بيّنا الكلّيّات والضوابط الجامعة، وإن كانت أحاديثه صلى الله عليه وآله وسلم -أيضاً- من الجوامع والضوابط بذلك المعنى، كما أنّ ذلك معلوم في علم الفقه، بل جامعيّته عبارة عن أنّ القرآن نزل لجميع طبقات الإنسان في جميع أدوار العمر البشري، وهو رافع لجميع حوائج هذا النوع. وحقيقة هذا النوع حيث إنّها حقيقة جامعة وواحدة لتمام المنازل، من المنزل الأسفل الملكي إلى أعلى مراتب الروحانية والملكوت والجبروت، ولهذه الجهة يختلف أفراد هذا النوع في هذا العالم الأسفل الملكي اختلافاً تامّاً، والاختلاف والتفاوت الموجودان في أفراد هذا النوع لا يوجدان في أفراد سائر الموجودات، ففي هذا النوع الشقيّ الذي هو في كمال الشقاوة، والسعيد الذي هو في كمال السعادة, وهو نوع بعض أفراده أسفل من جميع الحيوانات، وبعض أفراده أشرف من جميع الملائكة المقرّبين.
وبالجملة، حيث إنّ أفراد هذا النوع مختلفة متفاوتة في المدارك والمعارف، فالقران نزل على نحو يستفيد كلٌ منه على حسب كمال إدراكه ومعارفه وضعفها، وعلى حسب ما له من الدرجة العلمية.
مصادر الدرس ومراجعه
1- القرآن الكريم.
2- الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص858.
3- ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، ج6، ص93.
4- الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج4، ص142, ج5، ص443.
5- الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج1، ص274, ج12، ص492.
6- المجلسي، بحار الأنوار، ج18، باب2، ح3، ص254-255, ج28، كتاب الفتن والمحن، باب3، ص90, ج90، باب128، رسالة النعماني، ص16-17.
7- روحاني، المعجم الإحصائي للقرآن الكريم، ج 1، ص 571.
8- القمي، تفسير القمي، ج2، ص279.
9- ابن بابويه، التوحيد، باب8، ح15، ص115.
10- ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب(عله)، ج1، ص41.
11- ابن حنبل، مسند أحمد، ج2، ص222.
12- ابن بابويه، كمال الدين وتمام النعمة، ص85-86.
13- الإربلي، كشف الغمّة في معرفة الأئمّة، ج1، ص86.
14- الطوسي، الأمالي، ح689، ص338.
15- الكليني، الكافي، ج1، كتاب الحجّة، باب3، ح3، ص176, ج2، كتاب الإيمان والكفر، باب الطاعة والتقوى، ح2، ص74.
16- الطبرسي، مجمع البيان في تفسير القرآن، ج9، ص284-293, ج10، ص281.