تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
بزغ هلال شهر رجب فأنار الوجود بنور باقر علم رسول الله صلى الله عليه وآله ، وأشرقت شمس الصباح حاملة تباشير الأفراح لعموم المؤمنين بإشراقة مصباح من مصابيح الهدى ليضيء عقولهم بالمعرفة معلنةً بذلك انتشار عطر زكي يطيب نفوسهم بأريج صفاته ، ليستمتعوا بحياة كريمة مفعمة بطاعة الله وحافلة بالعمل بما فيه مرضاة الله ..
ولد الإمام الباقر عليه السلام في الأول من شهر رجب الأصب سنة 57 من الهجرة النبوية المباركة في المدينة المنورة ، وهو أول إمام ارتبط نسبياً بالإمامين الزكيين الحسن والحسين عليهما السلام ، حيث أبوه الإمام علي بن الحسين عليهما السلام وأمه فاطمة بنت الإمام الحسن المجتبى عليهما السلام ، منه وبه يبقى النسل الطاهر الآتي بعده مربطاً بسيدي شباب أهل الجنة عليهما السلام ليكون جدهم من طريق الأب الإمام الحسين الشهيد وجدهم من طريق الأم الإمام الحسن الزكي عليهما السلام ..
عاصر عليه السلام من الملوك خمسة وهم على التوالي: الوليد بن عبد الملك وأخيه سليمان وعمر بن عبد العزيز ويزيد بن عبد الملك وأخيه هشام ..
أوصافه الجسمانية: معتدل القامة يميل إلى السمرة له خال على خده جعد الشعر حسن الصوت ، أوصافه المعنوية: كان عليه السلام ذو هيبة وجلال لا يضاهيه في العلم أحداً ، لقَّبه رسول الله صلى الله عليه وآله بباقر العلم لعلمه صلى الله عليه وآله بما يظهر لابنه الباقر من علمٍ يملأ العقول ويبقى مضيئاً بشعاع النور على مر الزمان ، كانت أخلاقه أخلاق جده الامصطفى صلى الله عليه وآله ..
صار إماماً بوصية من أبيه الإمام السجاد عندما حضرته الوفاة وذلك في 25 محرم سنة 95 من الهجرة النبوية المباركة ..
أرسى عليه السلام قواعد نظرية الإمامة من خلال مناظراته التي أثبت فيها أن العلم القاطع والذي لا لبس فيه هو ما كان من الله المودع في صدره فهو عليه السلام خزانة علم الله وقد تحدى بعلمه علماء اليهود والنصارى وعلماء الأمة كبيرهم فضلاً عن صغيرهم ..
كان عليه السلام لا يُبدي علمه بالتباهي والتفاخر ولا بالأنى والذي هو مصدر الخراب ، بل كان عليه السلام إذا سئل أمن علماء الأمة هو أم من جهالها يجيب: لست من جهالها وهذه وربي لفتة طيبة منه عليه السلام وتوجيه غير مباشر للعملاء ، اتخذها المذهب واقتفوا أثرها ، هاهم على عظمة ما يحملون من علم لا يبدون التباهي به والتفاخر ، بل نجدهم يوطئون نفوسهم لعامة الناس ، فالعلم لا يظهر بالتباهي والإستعالاء بل يظهر بالمناظرات على أسس سليمة بعيدة عن التشنج والتعصب والتطرف ذو النتائج السلبية والحوار العقيم المنتهي بتوسيع الخلاف ..
الإمام الباقر عليه السلام كما آبائه يُحلقون في ملكوت الله ويعبدونه عبادة الأحرار ..
ها هو ذا التاريخ فتح صفحة مضيئة سطر فيها السيرة العطرة لمولانا الباقر عليه السلام لتبقى ناصعة تفوح بأريج صفاته وعظيم أخلاقه ، يقرأوها العارفون به والجاهلون له ليستلهموا منها ما فيه الخير والرشاد ..
أهنؤكم أحبتي بهذه الولادة الميمونة وأبارك لكم هذه الإشراقة الطيبة وأدعو ربي أن يمتعكم بشم طيب صفاته ويضيء دروبكم بسلوك طريقه المبارك وأن يوفقكم في الدنيا لزيارة قبره المهدوم وفي الآخرة يرزقكم شفاعته والدخول بمعيته لجنة الخلد ..
