إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإمام الحسن بن علي (ع)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإمام الحسن بن علي (ع)

    مولده ، ومبلغ عمره ،ومدّة خلافته ، ووقت وفاته ،وموضع قبره عليه السلام

    ولد عليه السلام بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وقيل سنة اثنتين من الهجرة، وكنيته أبو محمّد.

    جاءت به اُمّه فاطمة سيّدة النساء عليها السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنّة نزل بها جبرئيل إلى رسول الله ، صلّى الله عليه وآله وسلّم فسمّاه حسناً، وعقّ عنهكبشاً (1).

    وقبض رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم وله سبع سنين وأشهر، وقيل : ثمان سنين (2) .

    وقام بالأمر بعد أبيه عليه السلام وله سبع وثلاثون سنة .

    وأقام في خلافته ستّة أشهر وثلاثة أيّام ، ووقع الصلح بينه وبين معاوية في سنة إحدى وأربعين (3)، وإنّما هادنه (4) عليه السلام خوفاً على نفسه ؛ إذ كتب إليه جماعة من رؤساء أصحابه في السرّ بالطاعة وضمنوا له تسليمه إليه عند دنوّهم من عسكره ، ولم يكن منهم من يأمن غائلته إلاّ خاصّة من شيعته لا يقومون لأجناد الشام .

    وكتب إليه معاوية في الهدنة والصلح وبعث بكتب أصحابه إليه ، فاجابه إلى ذلك بعد أن شرط عليه شروطاً كثيرة، منها: أن يترك سبّ أميرالمؤمنين عليه السلام والقنوت عليه في الصلاة، وأن يؤمن شيعته ولايتعرّض لأحد منهم بسوء، ويوصل إلى كلّ ذي حقّ حقّه .

    فاجابه معاوية إلى ذلك كلّه ، وعاهده على الوفاء به ، فلمّا استتمّت الهدنة قال في خطبته : إنّي منّيت الحسن وأعطيته أشياء جعلتها تحت قدمي ، لا أفي بشيء منها له (5)!!

    وخرج الحسن عليه السلام إلى المدينة وأقام بها عشر سنين ، ومضىإلى رحمة الله تعالى لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة وله سبع وأربعون سنة وأشهر مسموماً، سمّته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ، وكان معاوية قد دسّ إليها من حملها على ذلك وضمن لها أن يزوّجها من يزيد إبنه وأوصل إليها مائة ألف درهم فسقته السمّ .

    وبقي عليه السلام مريضاً أربعين يوماً، وتولّى أخوه الحسين عليه السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع (6).


    (1) ارشاد المفيد 2 :5 ، مناقب ابن شهرآشوب 4 : 28 .
    (2) انظر: مناقب ابن شهرآشوب 4 : 28 .
    (3) انظر: مناقب ابن شهر آشوب 4 : 29 .
    (4) لإدراك مغزى وأبعاد هذا الصلح المبرم بين الامام الحسن عليه السلام ومعاوية بن أبي سفيان تراجع المصادر المختصة بهذا الموضوع .
    (5) انظر: ارشاد المفيد 2 : 12 .
    (6) انظر: ارشاد المفيد 2 : 15 ، مناقب ابن شهرآشوب 4: 42 ، مقاتل الطالبيين : 73، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16: 49.

    ------------------------------------------------------------------------------------


    الدلالة على إمامته وأنه المنصوص عليه بالإمامة من جهة أبيه عليه السلام

    لنا في ذلك طرق
    أحدها: أن نقول : قد ثبت وجوب الإمامة في كلّ زمان من جهة العقل ، وأنّ الإمام لا بدّ أن يكون معصوماً، منصوصاً عليه ، وعلمنا أنّ الحقَ لايخرج عن اُمّة محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم .

    فإذا ثبت ذلك سبرنا أقوال الاُمّة بعد وفاة أمير المؤمنين عليه السلام :

    فقائل يقول : لا إمام . وقوله باطل بما ثبت من وجوب الإمامة .

    وقائل يقول : بإمامة من ليس بمعصوم . وقوله باطل بما ثبت من وجوب العصمة .

    وقائل يقول : بإمامة الحسن عليه السلام ويقول : بعصمته ، فيجب القضاء بصحّة قوله ، وإلاّ أدّى إلى خروج الحقّ عن أقوال الأمّة .

    وثانيها: أن نستدلّ بتواتر الشيعة ونقلها خلفاً عن سلف : أنّ أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام نصّ على ابنه الحسن عليه السلام بحضرة شيعته واستخلفه عليهم بصريح القول ، ولا فرق بين من ادّعى عليهم الكذب فيما تواترت به ، وبين من ادّعى على الاُمّة الكذب فيما تواترت به من معجزات النبيّ صلّى اللهّعليه وآله وسلّم ، أو ادّعى على الشيعة الكذب فيما تواتروا به من النص على أمير المؤمنين عليه السلام .وكلّ سؤال، يسأل على هذا فمذكور في كتب الكلام .

    وثالثها : أنّه قد اشتهر في الناس وصية أمير المؤمنين عليه السلام إليه خاصّة من بين ولده وأهل بيته ، والوصيّة من الإمام توجب الاستخلاف للموصى إليه على ما جرت به عادة الأنبياء والأئمّة في أوصيائهم ،لا سيّما والوصيّة علم عند آل محمد صلوات الله عليهم كافّة إذا انفرد بها واحدٌ بعينه على استخلافه ، وإشارة إلى إمامته ، وتنبيهٌ على فرض طاعته ، وإجماعُ آل محمّد صلوات الله عليهم حجّة.

    ورابعها : أن نستدلّ بالأخبار الواردة فيما ذكرناه ، فمن ذلك :

    ما رواه محمّد بن يعقوب الكلينيّ ـ وهو من أجلّ رواة الشيعة وثقاتها ـ عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن اُذينة، عن أبان ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : شهدت أمير المؤمنين عليه السلام حين أوصى إلى ابنه الحسن عليه السلام وأشهد على وصيته الحسين عليه السلام ومحمّداً وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ، ثمّ دفع إليه الكتاب والسلاح وقال له : «يا بنيّ ، أمرني رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم أن اُوصي إليك وأدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إِليّ ودفع إليّ كتبه وسلاحه ، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسين» .

    ثمّ أقبل على ابنه الحسين عليه السلام فقال : «وأمرك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن تدفعها إلى إبنك هذا» ثمّ أخذ بيد عليّ بن الحسين وقال : «وأمرك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن تدفعها إلى ابنك محمّد ابن عليّ ، واقرأه من رسول الله ومنّي السلام » (1) .

    وعنه ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن عليّ عليهما السلام مثل ذلك سواء (2).

    وعنه ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير، عن عبدالصمد بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال :«إن أمير المؤمنين عليه السلام لمّا حضرته الوفاة قال لابنه الحسن : اُدن منّي حتّى أسر إليك ما أسر إليّ رسول اللهّصلّى الله عليه وآله وسلّم وأئتمنك على ما ائتمنني عليه» ففعل (3).

    وبإسناده رفعه إلى شهر بن حوشب : أنّ عليّاً عليه السلام لمّا سار إلى الكوفة استودع اُمّ سلمة رضي الله عنها كتبه والوصيّة، فلمّا رجع الحسن عليه السلام دفعتها إليه (4) .

    وخامسها : إنّا وجدنا الحسن بن عليّ عليهما السلام قد دعا إلى الأمر بعد أبيه وبايعه الناس على أنّه الخليفة والإمام ، فقد روى جماعة من أهل التاريخ : أنّه عليه السلام خطب صبيحة الليلة التي قبض فيها أميرالمؤمنين عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثمّ قال : «لقد قبض في هذه الليلة رجلٌ لم يسبقه الأوّلون ولا يدركه الاخرون ، لقد كان يجاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيقيه بنفسه ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوجّهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن شماله ، فلا يرجع حتّى يفتح الله تعالى على يديه ، ولقد توفّي عليه السلام في هذه الليلة التي عرج فيها عيسى بن مريم ، وفيها قبض يوشع بن نون ، وما خلّف صفراء ولا بيضاء إلاّ سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله » .

    ثمّ خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه ، ثمّ قال: «أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه ، أنا ابن السراج المنير، أنا ابن من أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، أنا من أهل بيت افترض الله تعالى مودّتهم في كتابه فقال : (قُل لأ أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلاّ المَوَدّةَ فِي القُربى وَمَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَّزِد لَهُ فِيهَا حُسناً) (5) فالحسنة مودّتنا أهل البيت».

    ثم جلس فقام عبدالله بن العبّاس بين يديه فقال : يا معاشر الناس ، هذا ابن نبيّكم ووصيّ إمامكم فبايعوه . فتبادر الناس إلى البيعة له بالخلافة (6).

    فلا بدّ أن يكون محقّاً في دعوته ، مستحقّاً لإمامة مع شهادة النبيّ صلّى الله عليه واله وسلّم له ولأخيه بالإمامة والسيادة في قوله صلّى الله عليه واله وسلّم : «إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا» (7) وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» (8) وشهادة القرآن بعصمتهما في قوله تعالى :﴿ اِنَّما يُرِيدُ اللهَلِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِوَ يُطَهِّركُمْ تَطْهِيراً ﴾ (9) على ما تقدّم القول فيه.

    وسادسها : أن نستدلّ على إمامته بما أظهر اللهّعزّوجلّ على يديه من العلم المعجز، ومن جملته حديث حبابة الوالبيّة أورده الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال : حدّثنا عليّ بن أحمد الدقّاق قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب ،قال : حدّثنا عليّ بن محمد، عن أبي عليّ محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام ، عن أحمد بن القاسم العجليّ ، عن أحمد بن يحيى المعروف ببرد، عن محمد بن خداهي ، عن عبدالله بن أيّوب ، عن عبدالله ابن هشام ، عن عبدالكريم بن عمرو الخثعميّ ، عن حبابة الوالبيّة قالت :رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس ، ثمّ ساقت الحديث إلىأن قالت : فلم أزل أقفو اثره حتّى قعد في رحبة المسجد فقلت له : يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة رحمك الله ؟

    قالت : فقال : «إئتيني بتلك الحصاة» وأشار بيده إلى حصاة ، فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثمّ قال لي : «يا حبابة، إذا ادّعى مدّع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنّه إمام مفترض الطاعة، والإمام لا يعزب عنه شيء يريده» .

    قالت : ثمّ انصرفت حتّى قبض أمير المؤمنين عليه السلام فجئت إلى الحسن ، وهو في مجلس أمير المؤمنين والناس يسألونه فقال لي : «يا حبابة الوالبيّة» .

    فقلت : نعم يا مولاي .

    قال : «هاتي ما معك» .

    قالت : فاعطيته الحصاة، فطبع لي فيها، كما طبع أميرالمؤمنين عليه السلام .

    قالت : ثم أتيت الحسين عليه السلام وهو في مسجد الرسول فقرّب ورحّب ، ثمّ قال لي : «أتريدين دلالة الإمامة؟» .

    فقلت : نعم ياسيّدي .

    قال : «هاتي ما معك» فناولته الحصاة فطبع لي فيها .

    قالت : ثمّ أتيت عليّ بن الحسين عليهما السلام وقد بلغ بي الكبر إلى أن أعييت ، وأنا أعدّ يومئذ مائة وثلاث عشرة سنة ، فرأيته راكعاً وساجداً مشغولاً بالعبادة، فيئست من الدلالة، فأومى إليّ بالسبّابة

    فعاد إليّ شبابي قالت : فقلت : يا سيّدي كم مض من الدنيا وكم بقي ؟

    فقال : «أمّا ما مضى فنعم ، وأمّا ما بقي فلا».

    قالت : ثمّ قال لي :«هات ما معك» فاعطيته الحصاة فطبع فيها، ثمّ أتيت أبا جعفر عليهما السلام فطبع لي فيها، ثمّ أتيت أبا عبدالله عليه السلام فطبع لي فيها ، ثمّ أتيت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فطبع لي فيها، ثم أتيت الرضا عليه السلام فطبع لي فيها. وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكره عبدالله بن هشام (10).

    قال : وحدّثنا محمد بن محمد بن عصام ، عن محمد بن يعقوب الكليني قال : حدّثنا عليّ بن محمد قال : حدّثنا محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : حدّثني أبي ، عن أبيه موسى بن جعفر، ن أبيه جعفر، عن أبيه محمد عليهم السلام قال : «إنّ حبابة الوالبيّة دعا لها علي بن الحسين عليهما السلام فرد الله عليها شبابها، وأشار إليها بإصبعه فحاضت لوقتها، ولها يومئذ مائة سنة وثلاث عشرة سنة (11).


    (1) الكافي 1: 236 | 1، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 43: 322 | 1 .
    (2) الكافي 1: 237 | 5، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 43: 322 | 2 .
    (3) الكافي 1: 236 | 3 ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 43: 322 | 3 .
    (4) الكافي 1: 236 | 3، ونقله المجلسي في بحار الأنوار 43 : 322 | 4 .
    (5) الشورى 42: 23 .
    (6) ارشاد المفيد 2 : 7، كشف الغمة ا : 532، مقاتل الطالبيين : 51 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 30 .
    (7) ارشاد المفيد 2 : 30، مناقب ابن شهرآشوب 3: 394، كشف الغمة ا : 533 .
    (8)أمالي الطوسي 1: 319، مصنف ابن أبي شيبة 12: 96 | 12226، سنن ابن ماجة ا : 44 | 118، مسند أحمد 3 و 62 و 82 و 5 : 319 و 392 ، صحيح الترمذي5: 656 |3768، خصائص النسائي : 150 |140، المعجم الكبير للطبراني3 : 24 |98 52 و 2618 و 19: 292 | 650، مستدرك الحاكم 3: 166 ، ووافقه الذهبي في تلخيص المستدرك ، حلية الأولياء 4: 139 و5 : 71 ، أخبار اصفهان 2: 343، تاريخ بغداد 1: 140 و 6: 372 و 11: 90، شرح السنة للبغوي 4 : 193 | 4827 ،المطالب العالية لابن حجر 4 : 71 | 3993، مجمع الزوائد 9: 182 وانظر : طرق وأسانيد الحديث في تاريخ ابن عساكر ـ ترجمة الامام الحسن (ع ) ـ صفحة 72 ـ 83 .
    (9) الأحزاب 33: 33.
    (10) كمال الدين 2 : 536 | 1 ، كشفت الغمة 1 : 534.
    (11) كمال الدين 2: 537.
    --------------------------------------------------------------------------
    من خصائصه ومناقبه عليه السلام
    روي عن جابر بن عبدالله قال : لمّا ولدت فاطمة الحسن عليهما السلام قالت : لعلي «سمّه» فقال : «ما كنت لأسبق باسمه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «ما كنت لأسبق باسمه ربّي عزّوجل» فأوحى الله جلّ جلاله إلى جبرئيل عليه السلام : «أنّه قد ولد لمحمد ابن فاهبط إليه وهنّئه وقل له : إنّ عليّاً منك بمنزلة هارون من موسى ، فسمّه باسم ابن هارون » .

    فهبط جبرئيل عليه السلام فهنّأه من الله تعالى جلّ جلاله ، ثمّ قال : «إنّا للهّ تعالى يأمرك أن تسمّيه باسم ابن هارون » .

    قال : «وما كان اسمه ؟»

    قال : «شبّر» .

    قال : «لسِاني عربيّ » .

    قال : «سمّه الحسن » فسمّاه الحسن (1) .

    أورده الاُستاذ أبو سعيد الواعظ في كتاب «شرف النبيّ » مرفوعاً إلى جابر (2).

    وعن جابر أيضاً قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : «من سرّه أن ينظرإلى سيّد شباب الجنّة فلينظر إلى الحسن بن عليّ » (3).

    عبداللهّبن بريدة، عن ابن عباس قال : انطلقت مع رسول الله صلّىالله عليه وآله وسلّم فنادى على باب فاطمة ثلاثاً فلم يجبه أحدٌ ، فمال إلى حائط فقعد فيه وقعدت إلى جانبه ، فبينا هو كذلك إذ خرج الحسن بن عليّ قد غسل وجهه وعلّقت عليه سبحة، قال : فبسط النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يده ومدّها ثمّ ضمّ الحسن إلى صدره وقبّله وقال : «إنّ ابن هذا سيّد ، ولعلّ الله عزّ وجلّ يصلح به بين فئتين من المسلمين » (4).

    وروى إبراهيم بن عليّ الرافعي عن أبيه ، عن جدّته زينب بنت أبيرافع قالت : أتت فاطمة عليها السلام بابنيها الحسن والحسين عليهما السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم في شكواه التي توفّي فيها فقالت :«يا رسول الله ، هذان إبناك فورّثهما شيئاً» .

    فقال : «أمّا الحسن فإنّ له هيبتي وسؤددي ، وأمّا الحسين فإنّ له جودي وشجاعتي » (5).

    ويصدّق هذا الخبر ما رواه محمّد بن إسحاق قال : ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم ما بلغ الحسن بن عليّ ، كان يبسط له على باب داره فإذا خرج وجلس انقطع الطريق فما مرّ أحدٌ من خلق الله إجلالاً له ، فإذا علم قام ودخل بيته فمرّ الناس ، ولقد رأيته في طريق مكّة نزل عن راحلته فمشى فما من خلق الله أحد إلاّ نزل ومشى ، حتّى رأيت سعد ابن أبي وقّاص قد نزل ومشى إلى جنبه (6).

    وروي عن أنس بن مالك قال : لم يكن أحد أشبه برسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم من الحسن بن عليّ عليهما السلام (7).

    وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «إنّ الحسن ابني أشبه برسول الله صلّى اللهّعليه وآله وسلّم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين عليه السلام أسفل من ذلك » (8) .

    وأشباه هذه الأخبار كثيرة ، وفيما أوردناه كَفاية .


    -----------------------------------------------------------------------------
    سبب وفاته عليه السلام وبعض ماجاء في ذلك

    عبدالله بن إبراهيم ، عن زياد المحاربي قال : لمّا حضرت الحسن عليه السلام الوفاة استدعى الحسين عليه السلام وقال له : «يا أخي إنّني مفارقك ولاحق بربّي ، وقد سقيت السمّ ورميت بكبدي في الطست ، وإنّي لعارف بمن سقاني ومن أين دهيت ، وأنا اُخاصمه إلى الله عزّوجلّ ، فبحقّي عليك إن تكلّمت في ذلك بشيء ، وانتظر ما يحدث الله تبارك وتعالى فيّ ، فإذا قضيت فغسّلني وكفّنّي ، واحملني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم لاُجدّد به عهداً، ثمّ ردّني إلى قبر جدّتي فاطمة فادفنّي هناك ، وستعلم يابن اُمّ إنّ القوم يظنّون أنّكم تريدون دفني عند رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فيجلبون في منعكم من ذلك ، وباللهّاُقسم عليكم أن تهريق في أمري محجمة من دم » .

    ثمّ وصّى إليه بأهله وولده وتركاته وما كان وصّى أمير المؤمنين عليه السلام حين استخلفه .

    فلمّا مضى لسبيله وغسّله الحسين عليه السلام وكفّنه وحمله على سريره لم يشكّ مروان وبنو اُميّة أنّهم سيدفنونه عند رسول اللهّصلّى الله عليه وآله وسلّم ، فتجمّعوا ولبسوا السلاح ، فلمّا توجّه به الحسين عليه السلام إلى قبرجدّه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ليجدّد به عهداً أقبلوا في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل وهي تقول : نحوا ابنكم عن بيتي فإنّه لا يدفن فيه ويهتك عليه حجابه (1).

    وفي رواية محمد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر عليه السلام فقال الحسين لها : «قديماً أنت هتكتي حجاب رسول الله وادخلت بيته من أبغضه ، إن الله سائلك عن ذلك ، إن أخي أمرني أن أقرّبه من رسول الله ليجدد به عهداً» إلى آخر كلامه .

    قال : ثمّ تكلّم محمد بن الحنفية فقال : يا عائشة يوماً على بغل ويوماً على جمل فما تملكين نفسك عداوة لبني هاشم !

    قال : فأقبلت عليه وقالت : يا ابن الحنفيّة، هؤلاء بنو الفواطم يتكلّمون فما كلامك ؟

    فقال الحسين عليه السلام : «وأنّى تفقدين (2) محمّداً من الفواطم ، فوالله لقد ولدته ثلاث فواطم :

    فاطمة بنت عمران بن عائذ، وفاطمة بنت ربيعة ، وفاطمة بنت أسد» .

    فقالت عائشة : نحّوا ابنكم واذهبوا، فإنّكم قوم خَصمون .

    فمضى الحسين بالحسن عليهما السلام إلى البقيع ودفنه هناك (3) .


    ----------------------------------------------------------------------------------
    ولد الحسن عليه السلام وعددهم وأسمائهم
    له من الأولاد ستّة عشر (1) ولداً ذكراً واُنثى : زيد بن الحسن ، واُختاه اُمّ الحسن سن ، واُمّ الحسين ، اُمّهم اُمّ بشير بنت أبي مسعود الخزرجيّة .

    والحسن بن الحسن اُمّه خولة بنت منظور الفزاريّة .

    وعمر بن الحسن وأخواه : عبدالله ، والقاسم ابنا الحسن قتلا مع الحسين عليه السلام بكربلاء، اُمّهم اُمّ ولد .

    وعبدالرحمن بن الحسن اُمّه اُمّ ولد.

    والحسين بن الحسن الملقّب بالأثرم ، وأخوه طلحة، وأختهما فاطمة ، اُمّهم اُمّ إسحاق بنت طلحة بن عبيداللهّالتيميّ .

    وأبو بكر قتل مع الحسين عليه السلام .

    واُمّ عبدالله ، وفاطمة ، واُمّ سلمة ، ورقيّة ، لاُمّهات أولاد شتّى (2) .

    وكان زيد بن الحسن عليه السلام يلي صدقات رسول الله صلّى الله عليه واله وسلّم ، وكان جليل القدر كثير البرّ، ومات وله تسعون سنة، وخرج من الدنيا ولم يدّع الإمامة ولا ادّعاها له مدّع من الشيعة ولا غيرهم (3).

    وأمّا الحسن بن الحسن عليهما السلام فكان جليلاً فاضلاً، وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه السلام ، دخل على عبدالملك بن مروان محرشاً (4) على الحجّاج فقال له عبدالملك بعد أن رحّب به وأحسن مسألته :لقد أسرع إليك الشيب يا أبا محمد وكان عنده يحيى بن اُمّ الحكم وقد وعده أن ينفعه عنده .

    فقال يحيى : وما يمنعه يا أمير المؤمنين ؟ شيّبته أمانيّ أهل العراق ، تفد عليه الوفود يمنّونه الخلافة .

    فاقبل عليه الحسن وقال : بئس ـ والله ـ الرفد رفدت ، ليس كما قلت ، ولكنّا أهل بيت يسرع إلينا الشيب .

    فأقبل عليه عبدالملك وقال : هلّم ما قدمت له .

    فقال : إنّ الحجّاج يقول : أدخل عمر بن عليّ معك في صدقة أبيك .

    فقال عبد الملك : ليس ذلك له ، اكتب إليه كتاباً لا يجاوزه .

    فكتب إليه وأحسن صلة الحسن وأكرمه ، فلمّا خرج من عنده لقيه يحيى بن اُمّ الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره فقال له يحيى: أيهاً عنك ، فوالله لا يزال يهابك ، ولولا هيبتك لم يقض لك حاجة، وما ألوتك رفداً (5).

    وروي : أنه خطب إلى عمّه الحسين عليه السلام إحدى ابنتيه ، فقال له الحسين عليه السلام : «يا بنيّ اختر أحبّهما إليك » فاستحيى الحسن فقال له الحسين عليه السلام : «فإنّي قد اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثرهما شبهاً باُمّي فاطمة بنت رسول اللهّصلى اللهّعليه وآله وسلّم» (6).
    وقبض الحسن بن الحسن وله خمس وثلاثون سنة، وأوصى إلى أخيه من اُمّه إبراهيم بن محمّد بن طلحة .
    وكان عبدالله بن الحسن قد زوّجه الحسين عليه السلام ابنته سكينة فقتل قبل أن يبني بها (7).


    (1) اختلف البعض في ذكر عدد أولاده عليه السلام ، حيث عدهم الشيخ المفيد بخمسة عشر شر دون ذكر لأبي بكر حيث عده عين عبدالله المتقدم عليه ، وإلى ذلك ذهب الموضح النسابة فتأمل . «أنظر مصادر النص » .

  • #2
    شكراً على هذه المعلومات القيمة اسأل الله عز وجل ان يوفقكم لكل خير

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله الف خير يارب أخي احمد على مرورك الكريم وبارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        اللهم صلي على محمد وال محمد
        وجزاكم الله خير الجزاء


        عسى الكرب الذي امسيت فيه يكون وراءه فرج قريب

        تعليق


        • #5
          الله يجزيكم خير
          شكرا

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
          x
          يعمل...
          X