السلام عليك ياراهب آل محمد |
|
ايها الراهبُ المهيبُ سلاما |
انتَ خاصمتَ بالسجــــودِ المَنـــــــامـــــــا |
ذروةُ المَجدِ سَجدةٌ وصَلاةٌ |
وصـيــامٌ ومسحُ رأسَ اليتــامـى |
اعبدُ النّاس في زمانكِ حتّى |
سَبّحَ الليّلُ حينما قُمتَ قاما |
تقـــــــــرأ ُالقـــــــرآنَ في حُسنِ صـــــــــوتٍ |
وتــؤدّيهِ روعــةً وانسجــامــا |
بَهرَ النّاس ترتيلُ كاظم غَيظٍ |
ثُمَّ ابكاهُمُ فزادوا اهــتمـاما |
الكلــومُ الّلتي طرّزتْ وجـــــــه مـــــــوسى |
سوفَ تبقــــى مدى الزّمـــــــــان وِســــــــاما |
حينَ شمّرتَ للصّلاةِ ولكنْ |
غاصَ في البئرِ دلوهُ وترامى |
فتوضأت يابنَ جعفرَ منهُ |
وشربتَ السّويقَ حلواً تَسامى |
صعدَ المــــــــاءُ يحملُ الدلــــــــــوَ طوعــــاً |
واتى للّذي دعاهُ احتراما |
ثُمّ انشدتَ بيــــتَ شعـــــــــرٍ مــــــوشــــــىّ |
بعبيرٍ تفوحُ منهُ الخُزامى |
(انتَ ربّـــي اذا ضمئتُ الى المـــــــــــــاءِ |
وقوتي اذا اردتُ الطَعاما) |
هبةُ اللهِ هذه لإبن رسولٍ |
وسخيّ فاقَ الكريمُ الكِراما |
هِمــــــتَ في هيبـــةِ الخشـــــوعِ سعيـــــداً |
فإذا بالخشوعِ مثلكَ هاما |
تعبدُ اللهَ ساهراً ثُمَّ تبكي |
طلعَ الفجرُ والأنامُ نيامى |
علمُ الدينِ والتّقى في زَمانٍ |
كُلّ ما فيهِ ظالمٌ قدْ تَعامى |
ايّها العابدُ الإمامُ المُضحيّ |
قهرَ الظُلمَ والخَنا والحُساما |
معدنُ الوحيِ ثُمَّ خازنُ عِلمٍ |
عالمٌ زاهدٌ يفيضُ هِياما |
للإلهِ العظيمِ يركعُ حبّاً |
لَمْ يُبالي مَهما تمادى الأثامى |
انتَ جاهدتَ في اللهِ خيرَ جهــــــــــــــادٍ |
بغزيرِ الدموعِ زدتَ احتشاما |
في صَلاةٍ نـــــــــــادى بها الّليلُ فجـــــــراً |
ساجداً مرّةً وأخرى قِياما |
ايّها الوارثُ السكينةَ يامن |
كُنتَ نــــــــوراً وقد شمختَ عِصامــــــــا |
ايُّها المُعذَّبُ في قَعرِ سِجنٍ |
ويناجي ربّاهُ زِدني اعتصاما |
ياسَجينــــاً قــــد رَوّضَ السجنَ حتّـــــى |
اصبحَ السّجنُ مَعبداً ومَقاما |
ايّها المُنـــــــادى عليهِ هــــــــذا غــــريبٌ |
ساءَ غدر اللذينَ كانوا لئاما |
انَّهُ اللاّرشيدُ سَمّكَ غيظاً |
فسيُصلَى ناراً ويلقى الحِماما |
سوفَ تبقى بــــــابَ الحــــــوائجِ بــــابــــــــاً |
ومزاراً ومرقداً ومَراما |
انتَ خلَّفتَ عالِماً وإماماً |
وسيرعى نَهجَ الإمامِ إماما |
للشاعر الراحل ابو محسد النجفي
تعليق