بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من دعاء الزهراء عليها السلام في تعقيب صلاة العصر
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
من دعاء الزهراء عليها السلام في تعقيب صلاة العصر
دعاء الزهراء في تعقيب صلاة العصر
اللهم انزع العجب، والرياء، والكبر، والبغي، والحسد، والضعف والشك، ...). هذا المقطع من الدعاء يتناول ظواهر من السلوك، حيث يتوسل الدعاء بالله تعالى ان ينزع عن قارئ الدعاء انماطاً من السلوك السلبي، او ما يطلق عليه مصطلح (السلوك العصابي)، اي: الشاذ مقابل السلوك الصحي أو السوي ومما لا ترديد فيه ان الادعية الصادرة عن المعصومين (عليهم السلام) لا تتناول ما هو العبادي من السلوك فحسب، بل تتناول الظواهر التي ترتبط بالسلوك الانساني العام وهو سلوك ينشطر في التصنيفات العلمائية الى نمطين رئيسين هما: السلوك السوي ويقابله السلوك الشاذ او المرضي وهذا الاخير اي السلوك الشاذ ينشطر الى قسمين احدهما: السلوك العصابي، والاخر: السلوك الذهاني، اي: ما يرتبط باعراض الجنون. والمهم الان ان الزهراء (عليها السلام) عرضت لنا مجموعة من السلوك العصابي، وسألت الله تعالى ان ينزع عنا هذا النمط من السلوك وقبل ان نحدثك عن مفردات السلوك العصابي نذكرك بان الاسلام يختلف عن غيره من المدارس العلمانية بانه لا يفرق بين جذر المرض العصابي بين ماهو عصابي في نظر العلمانية وبين ما هو معصية في نظر الاسلام، اي: ان المعصية والامراض العصابية تنتسب الى جذر واحد هو: المرض النفسي كالغيبة مثلاً حيث هي تعبير عن نزعة عدوانية في التصور الاسلامي، حيث ان التصور العلماني يقر بان النزعة العدوانية هي مرض نفسي والآن بعد هذه المقدمة نتجه الى دعاء الزهراء (عليها السلام) في مقطع الدعاء الذي ذكرت فيه سلسلة من الامراض، وتوسلت بالله تعالى بان يشفينا منها، واولها (العجب ). فماذا نستلهم من هذه السمة العصابية؟ قال الامام علي (عليه السلام): (العجب يمنع من الازدياد) كما المح بان اعجاب المرء بنفسه يدل على هزال عقله. ان اشارة الامام (عليه السلام) الى العجب يقتادنا الى البحث عن جذره وهو ما يفصح عن الاحساس بالنقص لد الشخصية وما اشاره الامام علي (عليه السلام) الى ضعف العقل الا عبارة عن التلميح الى ضعف النفس لان النفس تعكس اثرها على عقل المرء، وكذلك اشارته الى ان العجب يمنع من الازدياد انما يؤشر على آثاره، ولعل اوضح الآثار هو: ان العجب بنفسه يخيل اليه كمال نفسه، فلا يسعى الى تطويرها ولا يلتفت الى عيوبها فيظل على ما هو عليه من الضعف النفسي والعقلي بالاضافة الى مرضه النفسي الناجم عن الاحساس بالنقص حيث يعوض هذا الاحساس بالدونية باحساس مضاد هو الفوقية، فيعجب بنفسه ليتستر على النقص المذكور. بعد ذلك نواجه مفردة او سمة (الرياء)، فماذا نستلهم منها؟ الرياء سلوك مضاد لما هو عبادي اي: لما هو سلوك موضوعي يعمل من اجل الله تعالى فحسب، حيث ان العامل لله تعالى يجسد قمة السلوك السوي وذلك لسبب واضح هو: عدم انعكاس اي ذاتية على تصوراته حيال نفسه، لذلك نجده يعمل من اجل الله تعالى ويمسح ذاته (اناه) ويعمل بشكل موضوعي لا اثر له من العيوب النفسية. بالمقابل نجد (الرياء) تجسيداً لقمة السلوك الذاتي الذي لا يعنى الا باشباع ذاته المريضة، فيلجأ الى الرياء لينتزع من الناس اعجابهم به
تعليق