عنوان البحث: من خير الأصحاب؟ أصحاب الحسين أم أصحاب المهدي(عليهما السلام)؟
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلّى الله وسلّم على رسول الله الأمين وآله الطاهرين لا سيّما بقيّة الله وحجته صاحب الزّمان وخليفة القرآن -رزقنا الله نصرته في غيبته وحضرته-.لقد اختلفت الآراء في ذلك، وإلى جهة أصحاب الحسين (عليه السلام) قد مال غالبيّة العوام، وذلك قد يعود لتقصيرنا في ذكر الإمام صاحب الزّمان (عجّل الله فرجه الشريف) وذكر منازل أصحابه، وقد يكون ذلك استخفافاً بقيمة زماننا، وعظيم فرصتنا لأن تكون الفرصة مآتيةً لنا لنكون أفضل أصحابٍ بين جميع أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) هذا إذا ما ثبت أفضليّة أصحاب المهديّ (عليه السلام) على أصحاب سيّد الشهداء (عليه السلام) وفي ذلك قد وقع الإختلاف، فلقد وردت الروايات الكثيرة في فضل كلٍ منها لكن! ما سبب الاختلاف وبه قد قال برجحان صحابةٍ إمام على إمام روايتان الأولى وردت عن سيّد الشهداء إذ قال: ((…أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي))[1] فقالوا ابتداءً أنّهم أفضل الأصحاب على الأولين وعلى الآخرين وأمّا قول الإمام “لا أعلم” يفيد الشموليّة للأزمنة اللاحقة والآتية فهو غير متعسرٍ عليه علم أصحاب الأئمة اللاحقين فيقولون لأجل ذلك أنّهم أفضل الأصحاب إطلاقاً وحتّى من أصحاب المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف) الأمر لم ينتهِ فمضمون هذا النص أيضاً قد ورد في أصحاب المهديّ (عليه السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله) فَيَجْمَعُ اللّهُ تعالى لَهُ قَوْماً قَزَعٌ كَقَزَعِ السَّحاب، يُوَلِّفُ اللّهُ بَيْـنَ قُلُوبِهِمْ، لا يَسْتَوْحِشُونَ إلى أحَدٍ، ولا يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ يَدْخُلُ فِيهم، على عِدَّةِ أصحابِ بَدْرٍ، لَمْ يَسْبِقهُمُ الاَوَّلُونَ ولا يُدْرِكُهُمْ الآخِرُونَ، وَعَلَى عَدَدِ أصْحابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهرَ))[2] وهذا المضمون نفسه هو المضمون الذي ورد على لسان سيّد الشهداء في حق أصحابه، من هنا كان الجواب عائماً ولنأتي لتحليل المسألة فالتناقض محال، هنا قد يكون التفاضل بينهما في جهة عن جهةٍ أخرى، فقد يكون لأصحاب الحسين الأفضليّة على أصحاب المهدي (عليه السلام) في جزءٍ معين، ولأصحاب المهديّ الأفضليّة في جزء آخر كانتظارهم الطويل له وإيمانهم به مع عدم رؤيتهم له، فهذا قد يكون مفيداً في هذا الموضوع، أو أن يكون ذلك لتفاوت أصحاب نفس الإمام الواحد، فلا شكّ أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكونوا في درجةٍ واحدةٍ بل كانوا في درجات متساوية، وكذا في أصحاب الحجّة (عجّل الله فرجه) لا يكون لهم درجة واحدة، فقد يكون من أصحاب الحسين أفضل من أصحاب المهديّ (عليهما السلام) وقد يكون العكس أيضاً، وأعتقد أنّ حقّ الصواب فلا يمكن بعد ذلك أن نفضّل بالكليّة بينهما، ولا حتّى بالجزئيّة لعدم علمنا بقامات الأصحاب وتفاضلهم فيما بينهم، ممّا قد يكون ذلك ساداً لعلمنا بذلك، فملخّص الكلام أنّه لا يمكننا نحن أن نحكم بالتفضيل لاختلاف مقامات أصحاب الإمام الواحد ممّا قد يكون في أصحاب الإمام الآخر أصحابٌ خير من بعض أصحاب الأول، ولهذا فالعلم عند الله وعند الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) ولهذا فلتعلموا أيّ زمانٍ هو زمانكم، فإذا علمتم سارعتم في السباق إلى المكارم، وكما قال تعالى: ((لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) كذا الأمر بين زمان الغيبة والظهور، فلا يستوي من جاهدَ ونصر إمامه في زمان الغيبة ومن جاهد بعده في زمان الظهور، أولئك -أنصار الإمام في زمان غيبته- أعظم درجة، واعلموا أنّكم في زمان أفضل الأئمة بعد سيّد الشهداء وخامس أصحاب أهل الكساء (عليهم السلام).
________________________________________
[1] بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ظ¤ظ¤ – الصفحة ظ£ظ©ظ¢
[2] غيبة النعماني: 195ـ 196
محبّو المهدي
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلّى الله وسلّم على رسول الله الأمين وآله الطاهرين لا سيّما بقيّة الله وحجته صاحب الزّمان وخليفة القرآن -رزقنا الله نصرته في غيبته وحضرته-.لقد اختلفت الآراء في ذلك، وإلى جهة أصحاب الحسين (عليه السلام) قد مال غالبيّة العوام، وذلك قد يعود لتقصيرنا في ذكر الإمام صاحب الزّمان (عجّل الله فرجه الشريف) وذكر منازل أصحابه، وقد يكون ذلك استخفافاً بقيمة زماننا، وعظيم فرصتنا لأن تكون الفرصة مآتيةً لنا لنكون أفضل أصحابٍ بين جميع أصحاب الأئمّة (عليهم السلام) هذا إذا ما ثبت أفضليّة أصحاب المهديّ (عليه السلام) على أصحاب سيّد الشهداء (عليه السلام) وفي ذلك قد وقع الإختلاف، فلقد وردت الروايات الكثيرة في فضل كلٍ منها لكن! ما سبب الاختلاف وبه قد قال برجحان صحابةٍ إمام على إمام روايتان الأولى وردت عن سيّد الشهداء إذ قال: ((…أما بعد فاني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي))[1] فقالوا ابتداءً أنّهم أفضل الأصحاب على الأولين وعلى الآخرين وأمّا قول الإمام “لا أعلم” يفيد الشموليّة للأزمنة اللاحقة والآتية فهو غير متعسرٍ عليه علم أصحاب الأئمة اللاحقين فيقولون لأجل ذلك أنّهم أفضل الأصحاب إطلاقاً وحتّى من أصحاب المهديّ (عجّل الله فرجه الشريف) الأمر لم ينتهِ فمضمون هذا النص أيضاً قد ورد في أصحاب المهديّ (عليه السلام) فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله) فَيَجْمَعُ اللّهُ تعالى لَهُ قَوْماً قَزَعٌ كَقَزَعِ السَّحاب، يُوَلِّفُ اللّهُ بَيْـنَ قُلُوبِهِمْ، لا يَسْتَوْحِشُونَ إلى أحَدٍ، ولا يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ يَدْخُلُ فِيهم، على عِدَّةِ أصحابِ بَدْرٍ، لَمْ يَسْبِقهُمُ الاَوَّلُونَ ولا يُدْرِكُهُمْ الآخِرُونَ، وَعَلَى عَدَدِ أصْحابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهرَ))[2] وهذا المضمون نفسه هو المضمون الذي ورد على لسان سيّد الشهداء في حق أصحابه، من هنا كان الجواب عائماً ولنأتي لتحليل المسألة فالتناقض محال، هنا قد يكون التفاضل بينهما في جهة عن جهةٍ أخرى، فقد يكون لأصحاب الحسين الأفضليّة على أصحاب المهدي (عليه السلام) في جزءٍ معين، ولأصحاب المهديّ الأفضليّة في جزء آخر كانتظارهم الطويل له وإيمانهم به مع عدم رؤيتهم له، فهذا قد يكون مفيداً في هذا الموضوع، أو أن يكون ذلك لتفاوت أصحاب نفس الإمام الواحد، فلا شكّ أن أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) لم يكونوا في درجةٍ واحدةٍ بل كانوا في درجات متساوية، وكذا في أصحاب الحجّة (عجّل الله فرجه) لا يكون لهم درجة واحدة، فقد يكون من أصحاب الحسين أفضل من أصحاب المهديّ (عليهما السلام) وقد يكون العكس أيضاً، وأعتقد أنّ حقّ الصواب فلا يمكن بعد ذلك أن نفضّل بالكليّة بينهما، ولا حتّى بالجزئيّة لعدم علمنا بقامات الأصحاب وتفاضلهم فيما بينهم، ممّا قد يكون ذلك ساداً لعلمنا بذلك، فملخّص الكلام أنّه لا يمكننا نحن أن نحكم بالتفضيل لاختلاف مقامات أصحاب الإمام الواحد ممّا قد يكون في أصحاب الإمام الآخر أصحابٌ خير من بعض أصحاب الأول، ولهذا فالعلم عند الله وعند الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) ولهذا فلتعلموا أيّ زمانٍ هو زمانكم، فإذا علمتم سارعتم في السباق إلى المكارم، وكما قال تعالى: ((لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) كذا الأمر بين زمان الغيبة والظهور، فلا يستوي من جاهدَ ونصر إمامه في زمان الغيبة ومن جاهد بعده في زمان الظهور، أولئك -أنصار الإمام في زمان غيبته- أعظم درجة، واعلموا أنّكم في زمان أفضل الأئمة بعد سيّد الشهداء وخامس أصحاب أهل الكساء (عليهم السلام).
________________________________________
[1] بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ظ¤ظ¤ – الصفحة ظ£ظ©ظ¢
[2] غيبة النعماني: 195ـ 196
محبّو المهدي
تعليق