إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحرية في الإسلام حق قبل كل شيء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحرية في الإسلام حق قبل كل شيء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك

    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    فقد أعطى الإسلام للإنسان حرية الفكر، وحرية القول، وحرية العمل، لكن في الإطار المعقول الصحيح ـ (من عدم الإضرار بالآخرين وعدم الإضرار البالغ بالنفس) ـ حتى أن الأكل والشرب المضرين ضرراً بالغاً لا يجوزان لأنهما إضرار بالنفس، والسباب بالقول، والضرب ونحوهما غير جائزة لأنها إضرار بالآخرين، والاستفادة من مواهب الحياة أكثر من القدر الصحيح لا يجوز، لأنه اضرار بالأجيال القادمة.


    وقد حدد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كل فكر وقول وعمل بعدم الضرر، وقال (صلّى الله عليه وآله): (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام)(1) في قصة سمرة.
    ففي حديث زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن سمرة بن جندب كان له عذقا في حائط لرجل من الأنصار، وكان منزل الأنصاري في وسط البستان، فكان يمر به إلى نخلته ولا يستأذن، فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة، فلما أبى جاء الأنصاري إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فشكاه إليه وأخبره بالخبر، فأشار إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأخبره بقول الأنصاري وشكايته، وقال: إذا أردت الدخول فاستأذن، فأبى، فساومه الرسول (صلّى الله عليه وآله) حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله فأبى أن يبيع). فقال (صلّى الله عليه وآله): (لك بها عذق نمد لك في الجنة) فأبى أن يقبل، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) للأنصاري: (اذهب فاقلعها وارم بها إليه، فإنه لا ضرر ولا ضرار)(2).
    وفي رواية أخرى، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه، إلا أنه قال: فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (إنك رجل مضار، ولا ضرر ولا ضرار على مؤمن) قال: ثم أمر بها فقلعت ورمى بها إليه، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (انطلق فاغرسها حيث شئت)(3).



    وكيف كان، فحديث الحرية في القرآن الكريم، وفي الأحاديث، وفي الفقه الإسلامي متواتر بل وفوق التواتر.

    قال سبحانه: (فذكر إنما أنت مذكّر لست عليهم بمسيطر) (الغاشية: 21 ـ 22).
    وقال تعالى: (وما أنت عليهم بجبار) (ق: 45).
    وقال عزّ من قائل: (ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (الأعراف: 157).
    وفي آية أخرى: (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) (البقرة: 256).
    وفي آية خامسة، قال سبحانه: (لكم دينكم ولي دين) (الكافرون: 6).
    وفي حديث عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً)(4).
    وفي الشعر المعروف لسيد الشهداء العظيم في كربلاء:
    آليــــت لا أقتل إلا حــــراً***وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
    وقال الإمام الحسين (عليه السلام) للحر بن يزيد الرياحي: (أنت الحر كما سمتك أمك، وأنت الحر في الدنيا في الآخرة)(5).
    بل إن الإسلام إذا رأى الإنسان لا يقبل الحرية المطلقة في الآخرة يطلب منه أن يكون حراً في الدنيا، فقال قال الإمام الحسين (عليه السلام) لمن جاء لمحاربته: (إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحراراً في دنياكم)(6).
    وقال عبد الله بن سنان، سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: (الناس كلهم أحرار إلا من أقر على نفسه بالعبودية، وهو مدرك من عبد أو أمة، ومن شهد عليه بالرق صغيراً كان أو كبيراً)(7).

    وفي حديث عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى علي (عليه السلام): (الناس كلهم أحرار إلا من أقر على نفسه بالملك وهو بالغ، أو من قامت عليه البينة) إلى آخر الحديث(8)



    --------------------

    1 ـ وسائل الشيعة: ج17، ص376.
    2 ـ المصدر السابق: ص341.
    3 ـ المصدر السابق.
    4 ـ نهج البلاغة، محمد عبدة: ج3، ص51.
    5 ـ بحار الأنوار: ج41، ص14.
    6 ـ المصدر السابق: ص51.
    7 ـ وسائل الشيعة: ج16، ص33.
    8 ـ مستدرك الوسائل: ج17، ص372.



  • #2
    أحسنتِ الطرح اختِ الكريمة
    بارك الله بكِ وبقلمك .
    (الخـفــاجــي)


    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X