تويت
بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
نهج البلاغة ( الخطبة الشقشقية )
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة الزخرف وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الرابعة .
عن ابى جعفر ميثم التمار قال كنت بين يدي مولاي امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام اذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين فلما فرغ من الأحكام نهض اليه الغلام وقال يا ابا تراب انا اليك رسول جئتك برسالة تزعزع لها الجبال من رجل حفظ كتاب الله من اوله الى اخره وعلم علم القضايا والأحكام وهو ابلغ منك في الكلام واحق منك بهذا المقام فاستعد للجواب ولاتزخرف المقال فلاح الغضب في وجه امير المؤمنين فقال لعماراركب جملك وطف قبايل الكوفة وقل لهم اجيبوا عليا ليعرفوا الحق من الباطل والحلال والحرام والصحة والسقم فركب عمار فما كانت الا هنيئة حتى رايت العرب فضاق جامع الكوفة وتكاثف الناس تكاثف الجراد على الزرع فنهض العالم الأورع ورقى المنبر فسكت جميع من في الجامع فقال رحم الله من سمع فوعى ايها الناس يزعم انه امير المؤمنين والله لايكون الامام اماما حتى يحي الموتى اوينزل من السماء مطرا ويأتي بما يشاء كل ذلك مما يعجز عنه غيره وفيكم من يعلم اني الاية الباقية والحجة البالغة وقد ارسل الى معوية جاهلا من جاهلية العرب يحرف في مقاله وانتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحنا او نسفت الارض من تحته نسفا او خسفتها عليها خسفا الا ان احتمال الجاهل صدقة ثم حمد الله واثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه واله واشار بيده الجو فدمدم واقبلت غمامة وعلت سحابة وسمعنا منها نداء يقول السلام عليك يا امير المؤمنين وياسيد الوصيين وامام المتقين ومعدن الراغبين واشار الى السحابة فدنت قال ميثم فرايت الناس كلهم قد اخذتهم السكرة فرفع رجله فركب السحابة وقال لعمار اركب معي وقال بسم الله مجريها ومرسيها فركب عمار وغابا عن اعيننت فلما كان بعد ساعة اقبلت السحابة حتى اظلت جامع الكوفة فالتفت فاذا مولاي جالس على دكة القضاء وعمار بين يديه والناس حافون به ثم قام وصعد المنبر واخذ بالخطبة العروفة بالشقشقية فلما فرغ اضطرب الناس وقالوا فيه اقاويل مختلفة منهم من زاده الله ايمانا ويقينا ومن زاده كفرا وطغيانا قال قد طارت بنا السحابة في الجو فما كان هنيئة حتى اشرفنا على بلد كبير حواليها اشجار وانهار فنزلت بنا السحابة واذا نحن في مدينة كبيرة والناس يتكلمون بكلام غير العربية فاجتمعوا عليه ولاذوابه فوعظهم وانذرهم بمثل كلامهم ثم قال ياعمار اركب ففعلت ما امرني فادركنا جامع الكوفة ثم قال لي ياعمار تعرف البلدة التي كنت فيها قلت الله ورسوله ووليه اعلم قال عليه السلام كنا في الجزيرة السابعة من الصين اخطب كما رايتني ان الله تبارك وتعالى ارسل رسوله وولية الى كافة الناس وعليه ان يدعوهم ويهدي المؤمنين منهم الى الصراط المستقيم واشكر ما اوليتك من نعمة واكتم من غير اهله فان الله تعالى الطافا خفية في خلقه لا يعلمها الا هو ومن ارتضى من رسول ثم قالوا اعطاك الله هذه القدرة الباهرة وانت تستنهض الناس لقتال معوية فقال ان الله تعالى تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين والله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في ارضكم هذه الطويلة وضربت بها صدر معوية بالشام واجذب بها من لحيته فمد يده وردها وفيها شعرات كثيرة فعجبوا من ذلك ثم وصل الخبر بعد مدة ان معوية سقط من سريره الذي كان عليه وغشي عليه ثم افاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات .
قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ
نهج البلاغة ( الخطبة الشقشقية )
صَلَوَاتُ اللهِ وَصَلَوَاتُ مَلائِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ وَجَمِيعِ خَلْقِهِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.
أمَّا بَعْدُ فإني سمعت الله عزّ وجلّ بعقبها يَقُولُ بسَورة الزخرف وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ صدَقَ آلله العليٌ آلعظيْم الآية الرابعة .
عن ابى جعفر ميثم التمار قال كنت بين يدي مولاي امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام اذ دخل غلام وجلس في وسط المسلمين فلما فرغ من الأحكام نهض اليه الغلام وقال يا ابا تراب انا اليك رسول جئتك برسالة تزعزع لها الجبال من رجل حفظ كتاب الله من اوله الى اخره وعلم علم القضايا والأحكام وهو ابلغ منك في الكلام واحق منك بهذا المقام فاستعد للجواب ولاتزخرف المقال فلاح الغضب في وجه امير المؤمنين فقال لعماراركب جملك وطف قبايل الكوفة وقل لهم اجيبوا عليا ليعرفوا الحق من الباطل والحلال والحرام والصحة والسقم فركب عمار فما كانت الا هنيئة حتى رايت العرب فضاق جامع الكوفة وتكاثف الناس تكاثف الجراد على الزرع فنهض العالم الأورع ورقى المنبر فسكت جميع من في الجامع فقال رحم الله من سمع فوعى ايها الناس يزعم انه امير المؤمنين والله لايكون الامام اماما حتى يحي الموتى اوينزل من السماء مطرا ويأتي بما يشاء كل ذلك مما يعجز عنه غيره وفيكم من يعلم اني الاية الباقية والحجة البالغة وقد ارسل الى معوية جاهلا من جاهلية العرب يحرف في مقاله وانتم تعلمون لو شئت لطحنت عظامه طحنا او نسفت الارض من تحته نسفا او خسفتها عليها خسفا الا ان احتمال الجاهل صدقة ثم حمد الله واثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه واله واشار بيده الجو فدمدم واقبلت غمامة وعلت سحابة وسمعنا منها نداء يقول السلام عليك يا امير المؤمنين وياسيد الوصيين وامام المتقين ومعدن الراغبين واشار الى السحابة فدنت قال ميثم فرايت الناس كلهم قد اخذتهم السكرة فرفع رجله فركب السحابة وقال لعمار اركب معي وقال بسم الله مجريها ومرسيها فركب عمار وغابا عن اعيننت فلما كان بعد ساعة اقبلت السحابة حتى اظلت جامع الكوفة فالتفت فاذا مولاي جالس على دكة القضاء وعمار بين يديه والناس حافون به ثم قام وصعد المنبر واخذ بالخطبة العروفة بالشقشقية فلما فرغ اضطرب الناس وقالوا فيه اقاويل مختلفة منهم من زاده الله ايمانا ويقينا ومن زاده كفرا وطغيانا قال قد طارت بنا السحابة في الجو فما كان هنيئة حتى اشرفنا على بلد كبير حواليها اشجار وانهار فنزلت بنا السحابة واذا نحن في مدينة كبيرة والناس يتكلمون بكلام غير العربية فاجتمعوا عليه ولاذوابه فوعظهم وانذرهم بمثل كلامهم ثم قال ياعمار اركب ففعلت ما امرني فادركنا جامع الكوفة ثم قال لي ياعمار تعرف البلدة التي كنت فيها قلت الله ورسوله ووليه اعلم قال عليه السلام كنا في الجزيرة السابعة من الصين اخطب كما رايتني ان الله تبارك وتعالى ارسل رسوله وولية الى كافة الناس وعليه ان يدعوهم ويهدي المؤمنين منهم الى الصراط المستقيم واشكر ما اوليتك من نعمة واكتم من غير اهله فان الله تعالى الطافا خفية في خلقه لا يعلمها الا هو ومن ارتضى من رسول ثم قالوا اعطاك الله هذه القدرة الباهرة وانت تستنهض الناس لقتال معوية فقال ان الله تعالى تعبدهم بمجاهدة الكفار والمنافقين والناكثين والقاسطين والمارقين والله لو شئت لمددت يدي هذه القصيرة في ارضكم هذه الطويلة وضربت بها صدر معوية بالشام واجذب بها من لحيته فمد يده وردها وفيها شعرات كثيرة فعجبوا من ذلك ثم وصل الخبر بعد مدة ان معوية سقط من سريره الذي كان عليه وغشي عليه ثم افاق وافتقد من شاربه ولحيته شعرات .
تعليق