إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وَاذْكُرْ فِى الْكِتَـبِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً(56) وَرَفَعْنـهُ

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وَاذْكُرْ فِى الْكِتَـبِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً(56) وَرَفَعْنـهُ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد
    الطيبين الطاهرين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    قال عز وجل في محكم كتابه الكريم:
    (وَاذْكُرْ فِى الْكِتَـبِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً(56) وَرَفَعْنـهُ مَكَاناً عَلِيّاً(57) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِّن النَّبِيِّنَ مِن ذُرِّيَّةِ ءَادَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوح وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرهِيمَ وَإِسْرءِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا واجْتَبَيْنَآ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ ءَايـتُ الرَّحْمـنِ خَرَّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً(58) فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلوةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً(59) إِلاَّ مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صـلِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ولاَ يُظْلَمُونَ شَيْئاً(60) سورة مريم
    في آخر قسم من تذكيرات هذه السورة، جاء الحديث عن «إِدريس» النّبي، فقالت الآية أوّلا: (واذكر في الكتاب إِدريس إِنّه كان صديقاً نبيّاً) و«الصديق» هو الشخص الصادق جدّاً، والمصدق بآيات الله سبحانه، والمذعن للحق والحقيقة
    لم يذكر عليه السلام في القرآن إلا في الآيتين من سورة مريم:
    في قوله تعالى:{ واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً ورفعناه مكاناً علياً } الآية 56 - 57 وفي قوله تعالى:
    { وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين }[الأنبياء: 85-86].
    وفي الآيات ثناء منه تعالى عليه جميل فقد عدّه نبياً وصديقاً ومن الصابرين ومن الصالحين، وأخبر أنه رفعه مكاناً علياً.
    قالوا: إن إدريس النبي كان اسمه أُخنوخ وهو من أجداد نوح عليهما السلام على ما ذكر في سفر التكوين من التوراة، وإنما اشتهر بإدريس لكثرة اشتغاله بالدرس(الميزان)
    قال تعالى: { واذكر } يا محمد { في الكتاب } الذي هو القرآن
    { إدريس } وهو جد أب نوح (ع) واسمه في التوراة أخنوخ. وقيل: إنه سمي إدريس لكثرة درسه الكتب وهو أول من خط بالقلم وكان خياطاً وأول من خاط الثياب. وقيل: إن الله تعالى علَّمه النجوم والحساب وعلمه الهيأة وكان ذلك معجزة له { إنه كان صديقاً نبياً } مرَّ معناه.(مجمع البيان)
    القرآن يذكرنا بصفة من صفاته التي يجب أن تتوفر عند الانسان وهي كونه صديقا . و الصديق صيغة مبالغة من صفة الصادق وهو الذي يصدق في المواقف الصعبة ، و يكون الصدق صبغة لحياته كلها .
    يمكن ملاحظة ان ذكر الانبياء في عدة آيات يكون مسبوقا بصفات مختلفة ، فترى مثلا ( و كان رسولا نبيا ) ( و كان صادق الوعد و كان رسولا نبيا ) ، ( انه كان صديقا نبيا ) . مما يوحي الينا فيما يبدو : ان من اسباب نبوة هؤلاء هي تلك الصفات الفاضلة التي تحلوا بها .
    فمن دواعي نبوة أحدهم رسالته فحينما يبدأ شخص بحمل رسالة الله بفطرته ، فان الله يختاره نبيا ، لقد كان إبراهيم منذ طفولته يحاور والده و يتكلم معه حول عبادة الاصنام ، و كثير من الانبياء كانوا يحملون الرسالة قبل النبوة ، و ذلك لان الرسالة موجودة في وجدانهم ، فإذا حملها الانسان و رأى الله منه الصدق فانه يرزقه النبوة . وأما لماذا سبقت كلمة ( الرسول ) كلمة ( النبي ) في الآية ( رسولا نبيا ) للاشارة الى ان وسام الرسالة اقدس من وسام النبوة واعلى درجة .
    وبالنــسبة لاسماعــيل ربما كان صدقه لوعده هو السبب الذي أهله لحمل الرسالة ، كما أن صفة الصدق هي التي أهلت ادريس لحمل رسالة الله ، حيث ان الله يختار رسله من الصادقين العاملين ، ولا يختار من لا تتوفر فيهم هذه الصفات فيقول ربنا : الله اعلم حيث يجعل رسالته)(من هدي القرآن)
    ثمّ تشير الآية إِلى مقامه العالي وتقول: (ورفعناه مكاناً علياً). وهناك بحث بين المفسّرين في أن المراد هل هو عظمة مقام إِدريس المعنوية، أم الإِرتفاع المكاني بين المفسّرين في أنّ المراد هل هو عظمة مقام إِدريس المعنوية، أم الإِرتفاع المكاني الحسي؟ فالبعض اعتبر ذلك إِشارة إِلى المقامات المعنوية والدرجات الروحية لهذا النّبي الكبير، والبعض الآخر يعتقد أن الله سبحانه قد رفع إِدريس كالمسيح إِلى السماء، واعتبروا التعبير بـ (مكان عليّ) إِشارة إِلى هذا.
    إِلاّ أنّ إِطلاق كلمة المكان على المقامات المعنوية أمر متداول وطبيعي، فنحن نرى في الآية (77) من سورة يوسف أنّ يوسف قد قال لإِخوته العاصين: (أنتم شرّ مكاناً).
    اذا أردت العلو ، فكن صديقا مثل ادريس ، لان الصادق يحبه الناس و يرفعونه فيرتفع بين جماعته الى منزلة عالية
    .ورد في مجمع البيان عن قوله تعالى:{ ورفعناه مكاناً علياً } أي عالياً رفيعاً. وقيل: إنه رفع إلى السماء الرابعة عن أنس وأبي سعيد الخدري وكعب ومجاهد. وقيل: إلى السماء السادسة عن ابن عباس والضحاك قال مجاهد رفع إدريس (ع) كما رفع عيسى (ع) وهو حيُّ لم يمت, وقال آخرون: إنه قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة. وروي ذلك عن أبي جعفر. وقيل: أن معناه ورفعنا محله ومرتبته بالرسالة كقوله تعالى:
    { ورفعنا لك ذكرك }
    [الشرح: 4] ولم يرد به رفعة عن الحسن والجبائي وأبي مسلم.(مجمع البيان)
    من الممكن أن يستفاد من سياق القصص المسرودة في السورة وهي تعدّ مواهب النبوَّة والولاية وهي مقامات إلهية معنوية أن المراد بالمكان العلي الذي رفع إليه درجة من درجات القرب إذ لا مزيَّة في الارتفاع المادي والصعود إلى أقاصي الجو البعيدة أينما كان. وقيل: إن المراد بذلك - كما ورد به الحديث - أن الله رفعه إلى بعض السماوات وقبضه هناك، وفيه إراءة آية خارقة وقدرة إلهية بالغة وكفى بها مزيّة.(الميزان)
    ثمّ تبيّن الآية التالية بصورة جماعية عن كل الإِمتيازات والخصائص التي مرت في الآيات السابقة حول الأنبياء العظام وصفاتهم وحالاتهم والمواهب التي أعطاهم الله إِياها، فتقول: (أُولئك الذين أنعم الله عليهم من النّبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إِبراهيم وإِسرائيل).
    ومع أن كل هؤلاء الأنيباء كانوا من ذرية آدم، غير أنّهم لقربهم من أحد الأنبياء الكبار فقد سُمّوا بذرية إِبراهيم وإِسرائيل، وعلى هذا فإنّ المراد من ذرية آدم في هذه الآية هو إِدريس، حيث كان ـ حسب المشهور ـ جدّ النّبي نوح، والمراد من الذرية هم الذين ركبوا مع نوح في السفينة، لأنّ إِبراهيم كان من أولاد سام بن نوح.
    والمراد من ذرية إِبراهيم إِسحاق وإسماعيل ويعقوب، والمراد من ذرية إِسرائيل: موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى، والذين أشير في الأيات السابقة إِلى حالاتهم وكثير من صفاتهم البارزة المعروفة
    ولما فصل سبحانه ذكر النبيين ووصف كلاً منهم بصفة تخصّه جمعهم في المدح والثناء فقال: { أولئك } تقدَّم ذكرهم { الذين أنعم الله عليهم } بالنبوة. وقيل: بالثواب وبسائر النعم الدينية والدنيوية من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل إنما فرَّق سبحانه ذكر نسبهم مع أن كلهم كانوا من ذرية آدم (ع) لتبيان مراتبهم في شرف النسب فكان لإدريس شرف القرب لآدم لأنه جد نوح (ع) وكان إبراهيم من ذرية من حمل مع نوح لأنه من ولد سام بن نوح وكان إسماعيل وإسحاق ويعقوب من ذرية إبراهيم لما تباعدوا من آدم حصل لهم شرف إبراهيم وكان موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى من ذرية إسرائيل.(مجمع البيان)
    ثمّ تكمل الآية هذا البحث بذكر الأتباع الحقيقيين لهؤلاء الأنبياء، فتقول:
    (وممن هدينا واجتبينا إِذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكياً)
    لقد اعتبر بعض المفسّرين جملة (وممن هدينا واجتبينا ... ) بياناً آخر لنفس هؤلاء الأنبياء الذين أشير إِليهم في بداية هذه الآية. إِلاّ أنّ ما ذكر أعلاه يبدو أنّه أقرب للصواب. والشاهد على هذا الكلام الحديث المروي عن الإِمام زين العابدين علي بن الحسين(عليه السلام)، إِذ قال أثناء تلاوة هذه الآية: «نحن ُعنينا بها»
    وليسَ المراد من هذه الجملة هو الحصر مطلقاً، بل هي مصداق واضح لمتبعي وأولياء الأنبياء الواقعيين،
    وممّا يستحق الإِنتباه أن الحديث في الآيات السابقة كان عن مريم، في حين أنّها لم تكن من الإنبياء، بل كانت داخلة في جملة (ممن هدينا) وتعتبر من مصاديقها، ولها في كل زمان ومكان مصداق أو مصاديق، ومن هنا نرى أن الآية (69) من سورة النساء لم تحصر المشمولين بنعم الله بالأنبياء، بل أضافت إِليهم الصديقين والشهداء: (فأُولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصديقين والشهداء) وكذلك عبرت الآية (75) من سورة المائدة عن مريم أم عيسى بالصديقة، فقالت: (وأمه صديقة).
    ان الصفة الهامة التي وجدت في هؤلاء بعد هداية الله و اجتبائه لهم هي علاقتهم بالله و قربهم الروحي منه ، و هذا اعلى و سام يحمله الانسان المؤمن الصادق .
    ان المؤمنين حينما تتلى عليهم آيات الرحمان و ما فيها من أوامر و نواهي و برامج و اخلاقيات ، فانهم يسجدون دلالة على تقبلهم ، و علامة على استعدادهم لتطبيقها .
    ان السجود هو اظهار الخشوع خارجيا ، اما البكاء فهو اظهار الخشوع نفسيا ، لان نفسية الانسان تتفاعل مع الموعظة فتجري دموعه ، و هؤلاء قد خشعوا بهيأتهم و كذلك بنفوسهم فخروا سجدا و بكي
    ثمّ تتحدث الآيات عن جماعة انفصلوا عن دين الأنبياء المربي للإِنسان، وكانوا خلفاً سيئاً لم ينفذوا ما أريد منهم، وتعدد الآية قسماً من أعمالهم القبيحة، فتقول: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً).
    (خَلْف) بمعنى الأولاد الطالحين، و(خَلَف) بمعنى الأولاد الصالحين.
    وهذه الجملة قد تكون إِشارة إِلى جماعة من بني إِسرائيل ساروا في طريق الضلال، فنسوا الله، ورجحوا اتباع الشهوات على ذكر الله، وملؤوا الدنيا فساداً، وأخيراً ذاقوا وبال أعمالهم السيئة في الدنيا، وسيذوقونه في الآخرة أيضاً.
    واحتمل المفسّرون احتمالات عديدة في أنّ المراد من (إِضاعة الصلاة) هنا هل هو ترك الصلاه، أم تأخيرها عن وقتها، أم القيام بأعمال تضيع الصلاة في المجتمع؟ إِن المعنى الأخير ـ كما يبدو ـ هو الأصح.
    لماذا كان التأكيد على الصلاة ـ هنا ـ من بين كل العبادات؟
    قد يكون السبب أن الصلاة ـ كما نعلم ـ سدّ يحول بين الإِنسان والمعاصي، فإِذا كسر هذا السد فإن الغرق في الشهوات هو النتيجة القطعية لذلك، وبتعبير آخر، فكما أن الأنبياء يبدؤون في ارتقاء مراتبهم ومقاماتهم من ذكر الله، وعندما كانت تتلى عليهم آيات الله كانوا يخرون سجداً ويبكون، فإن هذا الخلف الطالح بدأ انحرافهم وسقوطهم من نسيانهم ذكر الله.
    ولما كان منهج القرآن في كل موضع هو فتح ابواب الرجوع إِلى الإِيمان والحق دائماً، فإِنّه يقول هنا أيضاً بعد ذكر مصير الأجيال المنحرفة: (إِلاّ من تاب وآمن وعمل صالحاً فأُولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئاً)، وعلى هذا فلا يعني أن الإنسان إِذا غاص يوماً في الشهوات فسيكتب على جبينه اليأس من رحمة الله، بل إِن طريق التوبة والرجوع مفتوح ما بقي نفس يتردد في صدر الإِنسان، وما دام الإِنسان على قيد الحياة.
    ************************************************** ************************************************
    تفسير الأمثل
    تفسير الميزان
    تفسير مجمع البيان
    تفسير من هدي القرآن
    من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
    سجاد=سجاد14=سجادكم

  • #2
    احسنتم بارك الله بكم اذ جمعتم مصادر وعدة تفاسير لقول الله عز وجل عن النبي ادريس-ع -
    جعلكم الله من الصديقين ووفقكم الله لما يحب ويرضى

    تعليق


    • #3
      بارك الله
      حضورك
      ووفقك
      من فضلك اذا أحببت/ي نقل الموضوع لمنتدى آخر أكتب/ي تحته منقول ولك الأجر والثواب
      سجاد=سجاد14=سجادكم

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X