بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
في ليلةٍ باركها الله بتنزل الملائكة والروح بالرحمة والسلام أذِن الله لروح وليِّه أمير المؤمنين وإمام المتقين وسيد الموحدين وقرين المحراب الإمام علي عليه السلام بالعروج إليه ، ليَختم حياته الملأى بالعطاء والعمل الخالص والطاعة التي لا يشوبها رياء ، بالفوز برضوان الله مجاوراً لأخيه رسول الله عند مليكٍ مقتدر ..
نعم: بعد الطبرة التي فلقت هامته في محراب الصلاة بسيف الغدر وبتحريض من أئمة السوء بقي عليه السلام طريح الفراش سقيماً يُغشى عليه تارة ويفيق أخرى ، يدير عينيه في وجوه أولاده وأحبته ، يوصيهم بما يعود عليهم بالخير والصلاح ، وبما فيه تُختم حياتهم بالفلاح ، ليأتيه وعد الله في ليلة من ليالي القدر المباركة التي جعلها الله خيراً من ألف شهر فيسلِّم فيها أمره لخالقه الرءوف به ، فتُقبض روحه إليه راضية بلقائه ، مرضية بوده مطمئنة بنعيمه ..
لقد أفلح علي وشقي قاتله ، وحزن لفقده أولاده وأحبته فهم بفقده صاروا أيتام ..
سلام الله عليك يا أبا الأئمة وسراج الظلمة وهادي الأمة وكاشف الغمة ومحيي السنة وولي النعمة ورفيع الرتبة وصاحب الندبة يوم ولدتَّ ويوم استشهدتَ ويوم تُبعث حياً ، ولعن الله أعداءك البغاة الفاسقين والخوارج الجاهلين ومبغضيك النواصب الملاعين إلى قيام يوم الدين ..