إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لماذا أمهات أ?ثر الأئمة علیهم السلام من الجواری

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا أمهات أ?ثر الأئمة علیهم السلام من الجواری

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته

    مما یدعو إلى الالتفات ویثیر التساؤل هو أن أ?ثر أمهات الأئمة جوارٍ من غیر العرب، فأمّ ?لّ من الائمة السجّاد وال?اظم والرضا والجواد والهادی والعس?ری والحجة (علیهم السلام) أمهات أولاد، وقعن فی الأسر، واقترن بهنّ الأئمة (علیهم السلام)، مع أنّه لا یغیب عن بالنا ما یجری فی سوق العبید والجواری، مضافاً إلى أن مسألة الإمامة لیست من المسائل العادیة، فإنّها تستوجب الحیطة والحذر فی ?ل ما یرتبط بولادة الإمام المعصوم وتربیته ونشأته، و?ما أن الأب ینبغی أن ی?ون فی أعلى درجات ال?مال المم?ن، ف?ذل? الأم وعلى ذل? قامت الأدلّة.
    والسؤال الذی یواجهنا هو ما هو السر فی اختیار الأئمة (علیهم السلام) للجواری من دون الحرائر العربیّات من البیوتات الرفیعة ذات المنزلة الاجتماعیة؟ ولماذا یقترن الأئمة (علیهم السلام) بالجواری لیلدن لهم أفضل الأولاد والبنات؟
    وللإجابة عن ذل? لابد أن نسلّط الأضواء على بعض المفاهیم العامّة والر?ائز الأساسیة ذات الصلة بما نحن فیه لنخرج من خلالها بما یرفع الغموض والإبهام عن هذه المسألة.
    والذی یظهر من خلال دراسة بعض المفاهیم العامّة والقواعد الأساسیة أن وراء اختیار الأئمة (علیهم السلام) الجواری أسباباً أهمّها ثلاثة.
    الأوّل: إن ممّا لا ش? فیه أن أئمة أهل البیت (علیهم السلام) ـ ?ما نعتقد وعلیه قامت الأدلة ـ قد أوتوا العلم بحقائق الأمور والأشیاء ومعرفة مداخلها ومخارجها، ومنها العلم بأحوال الناس وخصوصیاتهم، وقد ورثوا ذل? عن رسول الله (صلّى الله علیه وآله) أو أطلعهم الله تعالى علیه لنفوذ بصائرهم، وصفاء نفوسهم وطهارة ذواتهم، ولمّا ?ان الأمر یتعلق بالإمامة ومنصب الولایة فلابد من اختیار الوعاء الطاهر، والأصل الزا?ی، والحجر العفیف الذی سی?ون حاملاً وحاضناً لولیّ الله، وخلیفته على العباد، والحجة على الخلق، ویعدّ ذل? من المسلمات البدیهیة فی عقیدة الشیعة الإمامیة، وإنّما وقع اختیار الأئمة (علیهم السلام) على هؤلاء الجواری من دون سائر النساء لعلمهم (علیهم السلام) بأنهنّ قد جمعن شرائط الاقتران بالمعصوم (علیه السلام) وصلاحیتهنّ للأمومة التی ستنجب الإمام المعصوم إذ ?ما یشترط أن ی?ون الآباء طاهرین مطهّرین ف?ذل? الحال بالنسبة للأمهات.
    وغنیّ عن البیان مدى تأثیر الأم على ولدها، فإن لعامل الوراثة مدخلاً ?بیراً فی الت?وین الخلقی المنع?س على الولد من قبل أبویه، ?ما نصت علیه روایات أهل البیت (علیهم السلام) وأیّدته البحوث العلمیّة التی عنیت بهذا الجانب فی حیاة الإنسان.
    ومما یؤید هذا الوجه أن الإمام (علیه السلام) قد یختار واحدة بعینها من دون سار الجواری اللاتی عرضن للبیع، وقد ت?ون غیر صالحة ـ بحسب المعاییر المادیّة ـ للبیع والشراء إلا أن الإمام (علیه السلام) لا یختار غیرها، بل تذ?ر المصادر أن هذه الجاریة ـ مثلاً ـ قد تمتنع عن الاستسلام لأی مشتر یتقدم لشرائها حتى ی?ون الذی یشتریها هو الإمام (علیه السلام)، مع أنها فی ظروف لا تمل? من أمرها شیئاً، الأمر الذی یؤ?ّد على أن هنا? تخطیطاً إلهیاً متقناً لأن ت?ون هذه المرأة قرینة للإمام (علیه السلام) وقد أعدّها الله تعالى لتصبح أمّاً للمعصوم (علیه السلام)
    روى الصدوق بسنده عن هشام بن أحمد، قال: قال أبو الحسن الأول (علیه السلام): هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم؟ قلت: لا.
    فقال (علیه السلام)
    بلى، قد قدم رجل أحمر، فانطلق بنا، فر?ب ور?بنا معه حتى انتهینا إلى الرجل، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقیق، فقال له: أعرض علینا، فعرض علینا تسع جوار ?لّ ذل? یقول أبو الحسن (علیه السلام): لا حاجة لی فیها، ثم قال له: اعرض علینا، قال: ما عندی شیء. فقال له: بلى اعرض علینا. قال: لا والله، ما عندی إلا جاریة مریضة. فقال له: ما علی? أن تعرضها. فأبى علیه. ثم انصرف (علیه السلام). ثم أرسلنی من الغد إلیه. فقال لی: قل له ?م غایت? فیها؟ فإذا قال: ?ذا و?ذا فقل: قد أخذتها، فأتیته. فقال: ما أرید أن أنقصها من ?ذا. فقلت: قد أخذتها وهو ل?. فقال: هی ل?. ول?ن من الرجل الذی ?ان مع? بالأمس؟ فقلت: رجل من بنی هاشم. فقال: من أی بنی هاشم؟ فقتل: من نقبائهم. فقال: أرید أ?ثر منه. فقلت: ما عندی أ?ثر من هذا. فقال: أخبر? عن هذه الوصیفة، إنی اشتریتها من أقصى بلاد المغرب، فلقیتنی امرأة من أهل ال?تاب فقالت: ما هذه الوصیفة مع?؟ فقتل: اشتریتها لنفسی. فقالت: ما ینبغی أن ت?ون هذه الوصیفة عند مثل?. إنّ هذه الجاریة ینبغی أن ت?ون عند خیر أهل الأرض. فلا تلبث عنده إلا قلیلاً حتى تلد منه غلاماً یدین له شرق الأرض وغربها. قال: فأتیته بها، فلم تلبث عنده إلا قلیلاً حتى ولدت له علیّاً (علیه السلام).(1)

    ونقل المحدّث القمی أنه (علیه السلام) لمّا ابتاعها (أی ت?تم) جمع قوماً من أصحابه ثم قال: والله ما اشتریت هذه الأمة إلا بأمر الله..(2)
    على أن المرأة التی یقع اختیار الإمام (علیه السلام) علیها لم ت?ن من عامّة الناس، بل من أشرف النساء، وذات م?انة فی قومها، غیر أنها وقعت فی الأسر وجرّها ذل? إلى سوق النخّاسین.
    روى الشیخ الطوسی بسنده عن محمد بن بحیر بن سهل الشیبانی أنه قال: قال بشر بن سلیمان النخاس وهو من ولد أبی أیوب الأنصاری أحد موالی أبی الحسن وأبی محمد وجارهما بسرّ من رأى: أتانی ?افور الخادم. فقال: مولانا أبو الحسن علی بن محمد العس?ری یدعو? إلیه. فأتیته. فلمّا جلست بین یدیه قال لی: یا بشر، إنّ? من ولد الأنصار، وهذه الموالاة لم تزل فی?م یرثها خلف عن سلف، وأنتم ثقاتنا أهل البیت، وإنّی مز?ّی? ومشرّف? بفضیلة تسبق بها الشیعة فی الموالاة بسرّ أطلع? علیه، وأنفذ? فی ابتیاع أمة. ف?تب ?تاباً لطیفاً بخطّ رومی وبغلة رومیة، وطبع علیه خاتمه، وأخرج شقیقة صفراء فیها مائتان وعشرون دیناراً.
    فقال: خذها، وتوجّه بها إلى بغداد، واحضر معبر الفرات ضحوة یوم ?ذا، فإذا وصلت إلى جانب? زواریق السبایا وترى الجواری فیها، ستجد طوائف المبتاعین من و?لاء قوّاد بنی العباس، وشرذمة من فتیان العرب، فإذا رأیت ذل? فأشرف من البعد على المسمّى عمر بن یزید النخّاس عامّة نهار?، إلى أن تبرز للمبتاعین جاریة صفتها ?ذا و?ذا، لابسة حریرین صفیقین، تمتنع من العرض ولمس المعترض، والانقیاد لمن یحاول لمسها، وتسمع صرخة رومیّة من وراء ستر رقیق.
    فاعلم أنها تقول: واهت? ستراه
    .
    فیقول بعض المبتاعین: علیّ ثلاثمائة دینار فقد زادنی العفاف فیها رغبة، فتقول بالعربیة: لو برزت فی زیّ سلیمان بن داود، وعلى شبه مل?ه ما بدت لی فی? رغبة، فأشفق على مال?، فیقول النخّاس: فما الحلیة؟! ولابد من بیع?، فتقول الجاریة: وما العجلة؟ ولابد من اختیار مبتاع یس?ن قلبی إلیه والى وفائه وأمانته، فعند ذل? قم إلى عمر بن یزید النخّاس، وقل له: إن مع? ?تاباً ملصقاً لبعض الأشراف ?تبه بلغة رومیّة وخط رومی، ووصف فیه ?رمه، ووقاره، ونبله، وسخاءه، فناولها لتتأمّل منه أخلاق صاحبه، فإن مالت إلیه ورضیته فأنا و?یله فی ابتیاعها من?.
    قال بشر بن سلیمان: فامتثلت جمیع ما حدّه لی مولای أبو الحسن (علیه السلام) فی أمر الجاریة، هنا سقط فلمّا نظرت فی ال?تاب ب?ت ب?اء شدیداً وقالت لعمر بن یزید: بعنی من صاحب هذا ال?تاب وحلفت بالمحرّجة والمغلّظة أنه متى امتنع من بیعها منه قتلت نفسها، فما زلت أشاحّه فی ثمنها حتى استقرّ الأمر فیه على مقدار ما ?ان أصحبنیه مولای (علیه السلام) من الدنانیر فاستوفاه، وتسلّمت الجاریة ضاح?ة مستبشرة.
    وانصرفت بها إلى الحجیرة التی ?نت آوی إلیها ببغداد، فما أخذها القرار حتى أخرجت ?تاب مولانا (علیه السلام) من جیبها وهی تلثمه وتطبقه على جفنها وتضعه على خدّها وتمسحه على بدنها.
    فقلت تعجباً منها: تلثمین ?تاباً لا تعرفین صاحبه؟! فقالت: أیّها العاجز الضعیف المعرفة بمحلّ أولاد الأنبیاء، أعرنی سمع? وفرّغ لی قلب?، أنا ملی?ة بنت یشوعا بن قیصر مل? الروم، وأمی من ولد الحواریین، تنسب إلى وصی المسیح شمعون أنبئ? العجب..(3)
    إلى غیر ذل? من القضایا التی دلّت على أن الأمر لم ی?ن بصورة عفویّة، أو من القضایا الاتفاقیةّ، بل ?انت على وفق تخطیط إلهی مح?م، وإن ?انت لا تخرج عن ظاهرة الخضوع للأسباب المتعارفة، والتی ?انت یبدو فیها أن الأمر طبیعی جداً.
    أقول: لا یبعد أن ی?ون هذا أحد الأسباب التی دعت إلى أن ت?ون أمهات بعض الأئمة (علیهم السلام) من الجواری.
    وحیث أن أم الإمام الرضا (علیه السلام) ?انت إحدى الجواری، وإنما وقع اختیار الإمام ال?اظم (علیه السلام) علیها لأنّها ?انت ذات شرف وم?انة وطهر وعفاف، ولمّا ?انت السیدة فاطمة شقیقة الإمام الرضا (علیه السلام) حیث یتحدان فی الأب والأم یتبیّن أن أمّها لم ت?ن امرأة عادیة من سائر النساء، بل ?انت جلیلة القدر عظیمة الشأن ذات منزلة رفیعة ?ما سیأتی بیان ذل? فی محلّه من هذه الصفحات.
    الثانی: إن من أعظم الرّ?ائز التی قام علیه الدین هو إلغاء الفوارق الطبقیّة بین أبنائه والمنتسبین إلیه، وقد أ?ّد القرآن ال?ریم فی آیاته، والرسول العظیم (صلّى الله علیه وآله) فی سیرته على ذل?، و?انت النظرة إلى جمیع الناس على أساس من التساوی ونبذ الفوارق العرقیّة والنسبیة، وأنّ المعیار فی التفاضل بین الناس هو مقدار ما یتحلّى به الإنسان من الإیمان والتقوى وم?تسباته الشخصیة: (إِنَّ أَ?ْرَمَ?ُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَا?ُمْ)(4)، (لیس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى)(5) ولیس للعنصر العربی فضل على سواه، ولیس لسواه فضل علیه، ولیس ثمّة ما یمیّز أحدهما على الآخر إلا مقدار قربه من الله تعالى، أو بعده عنه، ولذا رفع الإسلام من شأن سلمان الفارسی الأصل حتى غدا ینسب إلى أهل بیت العصمة فقال (صلّى الله علیه وآله): (سلمان منّا أهل البیت)(6)، ووضع الإسلام أبا لهب العربی الأصل والقرشی النسب، وهو عم النبی (صلّى الله علیه وآله) حتى غدا من أشد الناس عداوة لله ولرسوله، ونزل فیه قرآن یتلى: (تَبَّتْ یَدَا أَبِی لَهَبٍ وَتَبَّ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا ?َسَبَ سَیَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ)(7)
    وقد اتّخذه هذا المنهج القویم صوراً وأش?الاً مختلفة، لتثبیت هذه القاعدة، حتى ت?ون هی المنطلق والأساس فی تقییم الأشخاص، وسعى سعیاً حثیثاً بالقول تارة، وبالفعل أخرى، لبیان أن الإنسان لا یقعد به نسبه، ولا یعیقه عنصره، أو صنفه، عن تسنّم أرفع الدرجات، إذا ?انت على وفق ما یرید الله ورسوله: (أَنِّی لاَ أُضِیعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْ?ُمْ مِنْ ذَ?َرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُ?ُمْ مِنْ بَعْضٍ)(8)
    ولم ی?ن الأمر یقتصر على القضایا الرئیسیة ذات الأهمیة القصوى، بل ?انت تشمل الشؤون الجانبیة الأخرى، فما ?ان النبی (صلّى الله علیه وآله) یفاضل بین أحد من المسلمین فی العطاء ـ مثلاً ـ و?ان یرى أن المال مال الله والناس عباد الله، وه?ذا ?ان أمیر المؤمنین (علیه السلام) الذی اتخذ هذه السیرة النبویة منهاجاً له، یقتفی خطى النبی (صلّى الله علیه وآله) فی تطبیقها على المسلمین معتبراً نفسه واحداً منهم، وأنّهم جمیعاً أخوة فی الدین، حتى أصبح هذا المبدأ أحد الأسس التی مهدت السبیل أمام ?ثیر من الناس للالتحاق بهذا الدین والسیر فی ر?ابه.
    ولو أن هذا المبدأ أخذ مجراه ?ما أراد الله تعالى ورسوله، وسعى أمیر المؤمنین (علیه السلام) لتطبیقه، لما احتجنا إلى حروب الفتوحات التی یعتبره البعض إحدى إنجازات الإسلام ال?برى.
    وما یدرینا فلعلّ ما یحیق بالمسلمین من خصومهم من ال?ید والعدوان إنما هو عمل انتقامی واقتصاص ممّا جرى فی سالف الزمان من حروب الفتوحات إذ تر?ت حقداً دفیناً تتوارثه الأجیال، حتى إذا أم?نتهم الفرصة لانتقام شنّوا حروباً لا هوادة فیها على الدین والأخلاق وبأسالیب مختلفة.
    على أن هؤلاء القائمین على هذه الفتوحات لم ی?ونوا إلا ذوی أطماع فی الدنیا وتهال? علیها، ولم ی?ن لهم نصیب من الإسلام.
    والذی یؤید ذل?: ما رواه ابن ?ثیر فی تفسیره ـ عند قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِینَ ?َفَرُوا لَنْ تُغْنِیَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِنَ اللهِ شَیْئاً وَأُولَئِ?َ هُمْ وَقُودُ النَّارِ)(9) ـ بسنده عن أم الفضل أم عبد الله بن عباس، قالت: بینما نحن بم?ة قام رسول الله (صلّى الله علیه وآله) من اللیل فنادى: هل بلّغت، اللهم هل بلّغت، ثلاثاً، فقام عمر بن الخطاب فقال: نعم. ثم أصبح، فقال رسول الله (صلّى الله علیه وآله): لیظهرنّ الإسلام حتى یردّ ال?فر إلى مواطنه، ولیخوضنّ رجال البحار بالإسلام ولیأتینّ على الناس زمان یتعلمون القرآن ویقرؤونه، ثم یقولون قرأنا وعلمنا، فمن هذا الذی هو خیر منّا، فهل فی أولئ? من خیر؟ (وفی روایة أخرى) فما فی أولئ? من خیر، قالوا: یا رسول الله فمن أولئ?؟ قال: أولئ? من?م، وهم وقود النار(10)
    أقول: ?ان هذا المبدأ أحد الر?ائز التی فتحت الباب على مصراعیه للدخول فی دین الله، ول?ن سیاسة القائمین على الأمر بعد رسول الله (صلّى الله علیه وآله) هی التی أوصدت الباب، وأح?مت إغلاقه، حیث رأت غیر هذا.
    وأول من أحدث الطبقیّة بین المسلمین وأوجد الفوارق وأحیى النعرات الجاهلیة بینهم فمیّز العرب على غیرهم، والقرشیین على سائر القبائل، والمهاجرین على الأنصار، والأحرار على الموالی، وفرّق بین المسلمین هو عمر بن الخطاب.(11)
    وقد ?انت هذه النزعة إحدى الفلتات التی ?انت تظهر علیه فی حیاة النبی (صلّى الله علیه وآله)، ولمّا آل الأمر إلیه اتّخذها سیاسة أجراها على الناس.
    روى ال?لینی بسنده عن حنان، قال: سمعت أبی یروی عن أبی جعفر (علیه السلام)، قال: ?ان سلمان جالساً مع نفر من قرش فی المسجد، فأقبلوا ینتسبون، ویرفعون فی أنسابهم حتى بلغوا سلمان، فقال له عمر بن الخطاب: أخبرنی من أنت؟ ومن أبو?؟ وما أصل?؟ فقال: أنا سلمان بن عبد الله، ?نت ضالاً فهدانی الله عزّ وجلّ بمحمد (صلّى الله علیه وآله)، و?نت عائلاً فأغنانی الله بمحمد (صلّى الله علیه وآله)، و?نت مملو?اً فأعتقنی الله بمحمد (صلّى الله علیه وآله)، هذا نسبی، وهذا حسبی، قال: فخرج النبی (صلّى الله علیه وآله) وسلمان (رضی الله عنه) ی?لّمهم، فقال له سلمان: یا رسول الله ما لقیت من هؤلاء، جلست معهم فأخذوا ینتسبون، ویرفعون فی أنسابهم حتى إذا بلغوا إلیّ قال عمر بن الخطاب: من أنت؟ وما أصل?؟ وما حسب?؟ فقال النبی (صلّى الله علیه وآله): فما قلت له یا سلمان؟ قال: قلت له: أنا سلمان بن عبد الله، ?نت ضالاً فهدانی الله عزّ ذ?ره بمحمد (صلّى الله علیه وآله)، و?نت عائلاً فأغنانی الله عزّ ذ?ره بمحمد (صلّى الله علیه وآله)، و?نت مملو?اً فأعتقنی الله عزّ ذ?ره بمحمد (صلّى الله علیه وآله)، هذا نسبی، وهذا حسبی، فقال رسول الله (صلّى الله علیه وآله): یا معشر قریش إن حسب الرجل دینه، ومروءته خلقه، وأصله عقله، قال الله عزّ وجلّ: (إِنَّا خَلَقْنَا?ُمْ مِنْ ذَ?َرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَا?ُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَ?ْرَمَ?ُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَا?ُمْ)(12)، ثم قال النبی (صلّى الله علیه وآله) لسلمان: لیس لأحد من هؤلاء علی? فضل إلا بتقوى الله عزّ وجلّ، وإن ?انت التقوى ل? علیهم فأنت أفضل. (13)
    و?انت هذه السیاسة منه طامّة ?برى حرفت مسار الإسلام عن طریقه المستقیم، ولو أعطینا التأمل حقّه فی هذا الأمر لرأینا أن ما أحدثه عمر من التمایز والتفاضل بین المسلمین على أساس من اعتبارات محضة، لا واقع لها أو بإزائها، قد أوجد ثغرة ?بیرة، وأحدثت ردّة فعل عنیفة راح ضحیّتها ?ثیر من المبادئ المشرقة، بل إن ذل? أوجد الخلاف والشقاق بین المسلمین أنفسهم، وما تمرّد المتمرّدین على أمیر المؤمنین (علیه السلام) إلا نتیجة طبیعة لهذه السیاسة التی أسّسها عمر بن الخطاب، وذل? لأنّ علیّا (علیه السلام) أراد أن یرجع بالناس إلى سیرة الرسول (صلّى الله علیه وآله) فأباها أ?ثرهم، و?ان الخلاف والشقاق إذا اعترضوا عل أمیر المؤمنین (علیه السلام) لمساواته بینهم وبین عبیدهم، ومن یرون أن لهم شأناً، ذل? الشأن الذی غرسه عمر فی أنفسهم، ووافق هوى فی قلوبهم، فصدّقوا، وقد حلیت الدنیا فی أعینهم فأبوا الحقّ بل حاربوه.
    ولذا فلیس من البعید القول بأنّ قتل عمر إنما هو نتیجة لسیاسته التی انتهجها وطبّقها على الناس من تفضیل العرب على غیرهم، ف?ان الساعی لحتفه بظلفه، وإن ?انت المسألة فی واقعها أبعد من ذل?.
    ولقد استشرت هذه السیاسة العمریّة، ولا سیّما فی العصر الأموی وما تلاه من العصور، لأنّها وافقت هوى بنی أمیّة الذین تباهوا بأصولهم العربیة حتى بلغ الأمر أن ألغی الإسلام، و?انت الجزیة تؤخذ ممن أسلم بحجّة أنّه إنّما أسلم هرباً من دفع الجزیة، فانطمست قیم الدین من نفوس الناس، ولم یبق من الإسلام إلا ش?ل لا یحمل محتوى، وأصبح هم القائمین على الأمر فرض سیطرتهم وسیاستهم على الناس فی معزل عن الدین، وأصبح ال?تّاب والشعراء بعد ذل? یتغنّون بهذه الأمجاد الزائفة حیث یتشدّقون بأنّ الإسلام قد ضرب بأطنابه فی أقصى الشرق وأقصى الغرب وما علموا أنّ هذا الإسلام الذی یتحدّثون عنه إنما هو قشور خالیة من اللّباب(14)، ولذا تلاشى ذل? الإسلام عند أول وثبة من بعض أهل تل? المناطق، فعادت البلدان إلى ?فرها بعد أن ?انت بحسب الظاهر فی عداد البلاد الإسلامیة وأهلها فی عداد المسلمین.
    إذن ?انت هذه السیاسة خطیرة إلى حد ?بیر، وقد تربّت علیها النفوس، وأصبح الذین یرون أنفسهم من سادة القوم أن الاقتران بالجواری عار لا یلیق بالأشراف.
    ویدل على ذل? ما ورد من معاتبة عبد المل? بن مروان للإمام زین العابدین (علیه السلام)، واعتراضه علیه حین تزوّج بإحدى الجواری، فقد روى ال?لینی بسنده عن یزید بن حاتم، قال: ?ان لعبد المل? بن مروان عین بالمدینة ی?تب إلیه بأخبار ما یحدث فیها، وإنّ علی بن الحسین (علیهما السلام) أعتق جاریة ثم تزوّجها، ف?تب العین إلى عبد المل?، ف?تب عبد المل? إلى علی بن الحسین (علیهما السلام): أما بعد، فقد بلغنی تزویج? مولات?، وقد علمت أنّه ?ان فی أ?فائ? من قریش من تمجّد به فی الصّهر، وتستنجبه فی الولد، فلا لنفس? نظرت، ولا على ولد? أبقیت، والسلام.
    ف?تب إلیه علی بن الحسین (علیهما السلام) أما بعد، فقد بلغنی ?تاب تعنّفنی بتزویجی مولاتی، وتزعم أنه ?ان فی نساء قرش من أتمجّد به فی الصّهر، واستنجبه فی الولد، وأنه لیس فوق رسول الله (صلّى الله علیه وآله) مرتقىً فی مجد ولا مستزاد فی ?رم، وإنّما ?ان مل? یمین خرجت متى أراد الله عزّ وجلّ منی بأمر التمس به ثوابه، ثم ارتجعتها على سنّة، ومن ?ان ز?یّاً فی دین الله فلیس یخیلّ به شیء من أمره، وقد رفع الله بالإسلام الخسیسة، وتمّم به النقیصة، وأذهب به اللّؤم فلا لؤم على امرئ مسلم، وإنّما اللؤم لؤم الجاهلیّة، والسلام.
    فلمّا قرأ ال?تاب رمى به إلى ابنه سلیمان، فقرأه فقال: یا أمیر المؤمنین لشدّ ما فخر علی? علی بن الحسین (علیهما السلام)، فقال: یا بنی لا تقل ذل?، فإنّه ألسن بنی هاشم التی تفلق الصخر، وتغرف من بحر، إنّ علی بن الحسین (علیهما السلام) یا بنیّ یرتفع من حیث یتّضع الناس.(15)
    وعرض بعض المحقّقین صوراً من هذه السیاسة الهوجاء التی اتبعها الح?ّام فی احتقار ?ل من هو غیر عربی فقال: لقد أمر الحجّاج أن لا یؤم فی ال?وفة إلا عربی..، وقال لرجل من أهل ال?وفة: لا یصلح للقضاء إلا عربی. ?ما طرد غیر العرب من البصرة والبلاد المجاورة لها، واجتمعوا یندبون: وا محمدا وا محمدا، ولا یعرفون أین یذهبون، ولا عجب أن ترى أهل البصرة یلحقون بهم ویشتر?ون معهم فی نعی ما نزل بهم من حیف وظلم.
    بل لقد قالوا: لا یقطع الصلاة إلا حمار، أو ?لب، أو مولى.
    وقد أراد معاویة أن یقتل شطراً من الموالی عندما رآهم ?ثروا، فنهاه الأحنف عن ذل?.
    وتزوّج رجل من الموالی بنتاً من أعراب بنی سلیم، فر?ب محمد بن بشیر الخارجی إلى المدینة، ووالیها یومئذ إبراهیم بن هشام بن إسماعیل، فش?ا إلیه ذل?، فأرسل الوالی إلى المولى، ففرّق بینه وبین زوجته، وضربه مائتی سوط، وحلق رأسه وحاجبه ولحیته، فقال محمد بن بشیر فی جملة أبیات له:
    قضیت بسنّة وح?مت عدلاً***ولم ترث الخلافة من بعید

    ولم تفشل ثورة المختار إلا لأنّه استعان فیها بغیر العرب، فتفرّق العرب عنه لذل?.
    ویقول أبو الفرج الأصفهانی: .. ?ان العرب.. إلى أن جاءت الدولة العباسیة إذا جاء العربی من السوق ومعه شیء ورأى مولى دفعه إلیه فلا یمتنع.
    بل ?ان لا یلی الخلافة أحد من أبناء المولّدین الذین ولدوا من أمّهات أعجمیّات
    .
    وأخیراً فإن البعض یقول: إن قتل الحسین ?ان ال?بیرة التی هوّنت على الأمویین أن یقاوموا اندفاع الإیرانیین إلى الدخول فی الإسلام.(16)
    ونقل المرحوم السدی عبد الرزاق المقرّم فی ?تابه مقتل الحسین (علیه السلام) عن أحمد أمین فی ?تابه (ضحى الإسلام) قوله: الحق أنّ الح?م الأموی لم ی?ن ح?ماً إسلامیاً یسوّی فیه بین الناس، وی?افئ المحسن عربیّاً ?ان أو مولى ویعاقب المجرم عربیّاً ?ان أو مولى، وإنّما الح?م فیه عربی، والح?ام خدمة للعرب، و?انت تسود العرب فیه النزعة الجاهلیة لا النزعة الإسلامیة.(17)
    ولما ?ان أهل البیت (علیهم السلام) هم أئمة الدین، أردوا إظهار فساد هذه السیاسة بإجراء عملیّ، وبدأوا بأنفسهم، وهم إن لم یعطوا الفرصة لیمارسوا دورهم فی تطبیق تعالیم الدین إلا أنّهم لا یتخلّون عن أداء وظیفتهم مهما أم?ن، لذل? اختاروا أمّهات الأولاد الجواری ـ مع ملاحظة سائر الشرائط ـ لیثبتوا أن لا فرق بین أحد من الناس، وأنّ ما وضع من الامتیازات لبعض دون بعض لم ت?ن بحسب المقاییس الإلهیة، وإذا ?انت الظروف قد قهرت بعض أولئ? النسوة فأصبحن یبعن فی أسواق الرقیق فلا یعنی ذل? أنّهن خالیات من الشرف والفضیلة، بل قد ی?ون الع?س صحیحاً، فربّ جالیة أحاطتها العنایة الإلهیة لت?ون قرینة للعصمة وأمّاً للمعصوم، وهذا ما حدث بالنسبة إلى أمّهات بعض الأئمة (علیهم السلام).
    ولا یقاس بعد ذل? فضل هذه الجواری والإماء اللاتی أصبحهن أوعیة لحمل الإمامة بأیّ امرأة أخرى مّن لم تحظ بهذا الشرف العظیم وإن ?انت من أرقى البیوتات العربیّة بحسب الظاهر.
    الثالث: إن ممّا لا ش? فیه أن رسالة النبی المصطفى (صلّى الله علیه وآله) هی الخاتمة الناسخة لجمیع الرسالات السابقة وهی الشاملة ل?افّة البشر، فلا دین بعد دین الإسلام (إِنَّ الدِّینَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلاَمُ)(18) ولا نبیّ بعد النبی محمد (صلّى الله علیه وآله)، وإلى أن یرث الله الأرض ومن علیها.
    وذل? من البدیهیات المسلمة التی لا مجال للنزاع فیها، وأیّدت ذل? الأدلّة والبراهین.

    وقد اقتضت الح?مة الإلهیة أن یبقى هذا الدین محفوظاً وإن رحل النبی (صلّى الله علیه وآله) إلى الرّفیق الأعلى، وقد أو?لت مهمّة حفظ الدین إلى ذریّة النبی (صلّى الله علیه وآله) وعترته، وهم ورّاث علمه ومقامه الأئمة الاثنا عشر أوّلهم أمیر المؤمنین (علیه السلام)، وآخرهم الحجة بن الحسن العس?ری (علیه السلام)، وعلى ذل? قامت الأدلة والبراهین أیضاً.
    ونتیجة ذل? أنّه ?ما أنّ نبوة النبی (صلّى الله علیه وآله) عامّة شاملة، ف?ذل? إمامة الأئمة (علیهم السلام) عامة وشاملة، ومعنى ذل? أن إمامة الأئمة (علیهم السلام) لیست مقتصرة على مجتمع معیّن أو عنصر معیّن، أو فئة من الناس معینة، ف?ما أن النبی (صلّى الله علیه وآله) بعث للأبیض والأسود على السواء، ف?ذل? إمامة الأئمة (علیهم السلام) ل?افة الناس.
    ومن هنا یتّضح لنا وجه آخر فی اقتران بعض الأئمة (علیهم السلام) بنساء غیر عربیّات بل من قومیّات أخرى ?الفارسیة أو الرّومیة أو غیرهما، وقد وردت الرّوایات الدالّة على ذل?. فإنّ أم الإمام السجاد (علیه السلام) ?انت من أصل فارسی(19)، و?انت أم الإمام ال?اظم (علیه السلام) من أشراف الأعاجم(20)
    و?انت أم الإمام الرضا (علیه السلام) من أهل المغرب(21)، و?انت أم الإمام الجواد (علیه السلام) من أهل النوبة من قبیلة ماریة القبطیّة أما إبراهیم ابن رسول الله (صلّى الله علیه وآله)، و?انت أفضل نساء زمانها، وأشار إلیها رسول الله (صلّى الله علیه وآله) بقوله: بأبی ابن خیر الإماء النوبیّة الطیّبة(22)، و?انت أم الإمام الهادی (علیه السلام) مغربیّة، ولم ی?ن لها مثیل فی الزهد والتقوى(23)، و?انت أمّ الإمام الحسن العس?ری فی بلدها من الأشراف فی مصاف الملو?(24)، و?انت أم الإمام الحجة بنت قیصر مل? الروم، وأمّها من ولد الحواریین، وتنسب إلى وصیّ المسیح شمعون.(25)
    والذی نود أن نشیر إلیه فی هذا الوجه أن الإمامة لمّا ?انت عامّة وأن الإمام إمام ل?ل الناس على شتى اختلاف أعراقهم وأصولهم انحدر بعض الأئمة من جهة أمّهاتهم من أصول غیر عربیّة لی?ون ذل? علامة بارزة على عالمیّة إمامتهم، وشمولها لجمیع أهل الأرض، وأنّ ل?ل من السلالات البشریة طرفاً یوصلها بهذا الدین الإلهی العظیم، وتل? ح?مة بالغة ولطف عام ل?ل البشر، وأما العروبة فلیس لها خصوصیّة فی حدّ ذاتها من حیث هی (إِنَّ أَ?ْرَمَ?ُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَا?ُمْ)
    ولعلّ هنا? سرّاً آخر ینطوی تحت هذا الوجه قد ت?شف عنه الأیام نورده ?احتمال لیس إلا، إذ لا نمل? دلیلاً قاطعاً علیه، وإن ?ان فی نفسه غیر بعید، وحاصله: أن الإمام المهدی الموعود به على لسان النبی (صلّى الله علیه وآله)، ونطق بذل? القرآن ال?ریم، وأ?ّدت علیه الروایات المتواترة عن أهل البیت (علیهما السلام) سی?ون له الشأن العظیم فی إعلاء ?لمة الله تعالى، وسیملأ الأرض قسطاً وعدلاً ?ما ملئت ظلماً وجوراً، وسیقوم بأداء مهمّته فی أغلب أحواله بش?ل طبیعی، وإن ?ان یأتی بالمعجزة وال?رامة تأییداً من الله تعالى، ولا ش?ّ أن تل? مهمّة شاقّة ?ما شرحتها الرّوایات والآیات.

    وإذا ?انت أم الإمام المهدی (علیه السلام) تنحدر من سلالة أحد أوصیاء عیسى ابن مریم (علیهما السلام) فما یدرینا.. لعلّ فی ذل? تمهیداً وتسهیلاً لإنجاز مهمّة الإمام (علیه السلام) فی خضوع النصارى وال?فّار وتسلیمهم له نظراً إلى أن أجداده لأمّه منهم، فیحرّ? فی نفوسهم الجانب العاطفی للرّحم القائمة بینه وبینهم، الأمر الذی یختصر علیه ?ثیراً من الأمور وینجزها فی سهولة ویسر.
    على أن ذل? أحد أسباب اللطف العام بأولئ? النصارى حیث ی?ونون على مقربة من الهدایة والنجاة.
    وبعد هذا نقول: عن أم السیدة فاطمة المعصومة هی أم الإمام الرضا (علیه السلام)، وقد اجتمعت فیها ال?مالات والفضائل التی أهّلتها لأن ت?ون أمّاً لولی الله (علیه السلام) وحاضنة ل?رمیة أهل البیت (علیهم السلام)، ولم تسعفنا الروایات الواردة فی تاریخ مراحل حیاتها إلا بالنّزر القلیل، وإن ?ان ی?شف عن جلالة قدرها ورفعة مقامها، فقد ورد فی بعض الرّوایات أنّها ?انت تعیش فی بیت الإمام الصادق (علیه السلام) قبل اقترانها بالإمام ال?اظم (علیه السلام)، و?انت جلیلة ذات عقل ودین(26)
    روى الصدوق بسنده عن علی بن میثم أنه قال: اشترت حمیدة المصفّاة ـ وهی أم أبی الحسن موسى بن جعفر (علیهما السلام) ـ و?انت من أشراف العجم ـ جاریة مولّدة واسمها ت?تم، و?انت من أفضل النساء فی عقلها ودینها وإعظامها لمولاتها حمیدة المصفّاة، حتى أنّها ما جلست بین یدیها منذ مل?تها إجلالاً لها.
    و?انت علائم الجلالة والنجابة تلوح منها حتى شهدت بذل? مولاتها حمیدة المصفّاة على ما یروی الصدوق، فقد روى أن حمیدة قالت لابنها موسى (علیه السلام): یا بنی إن ت?تم جاریة ما رأیت جاریة قطّ أفضل منها، ولست أش?ّ أن الله تعالى سیطهّر نسلها، إن ?ان لها نسل، وقد هبتها ل? فاستوص بها خیراً.(27)
    ولا ش? أن الحیاة فی بیت الإمام الصادق (علیه السلام)، فی حد ذاتها ?افیة فی تأسیس حیاة هی أفضل ما ت?ون، حیث منبع الطهر والعفاف والقداسة وال?مال، فإذا انضمّ إلى ذل? الاستعداد التام ?انت النتیجة هی بلوغ الغایة المم?نة، فی ال?مال والاستقامة.
    وقد انع?س ذل? على حیاة السیدة ت?تم، ف?انت من أهل العبادة والتهجّد، فإنّها لما أنجبت الرضا (علیه السلام) و?ان ?لما تصفه الروایات یرتضع ?ثیراً، و?ان تامّ الخلقة، قالت: أعینونی بمرضعة، فقیل لها: أنقص الدرّ؟ فقالت: لا أ?ذب، والله ما نقص، ول?ن علیّ ورد من صلاتی وتسبیحی وقد نقص منذ ولدت.(28)
    وفی ذل? دلالة على عظمة هذه المرأة، ومدى تعلّقها بالله تعالى وارتباطها به، ولا ش? أن لذل? تأثیراً على ما ینحدر منها من نسل.
    تنبیه
    قد تقدّم أن الإمام ال?اظم (علیه السلام) هو الذی اشترى السیدة ت?تم حیث بعث هشاماً لابتیاعها له، ومرّ آنفاً أن حمیدة المصفّاة أم الإمام ال?اظم (علیه السلام) هی التی اشترتها وظاهر ذل? هو التنافی.
    ول?ن یم?ن الجمع بین الروایتین بأن یقال: إن الإمام ال?اظم (علیه السلام) اشتراها جاریة لأمّه فم?ثت عند أمّه مدّة، ثم وهبتها أمّه إلیه، وبذل? یرتفع التنافی بین الروایتین.
    وعلى أی تقدیر فقد ذ?رت الروایات أن السیدة ت?تم ?انت ذات حظوة عند الإمام (علیه السلام)، وموضع عنایته، فإنّها لما ولدت له الرضا (علیه السلام) سمّاها الطاهرة.(29)
    و?ان لها عدّة أسماء منها: ت?تم، ونجمة، وأروى، وس?ن، وسمانة، وأمّ البنین، وقیل: خیزران، وصقر، وشقراء.(30)
    تعدد الأسماء
    ومما یناسب المقام الإشارة إلى ظاهرة تعدد أسماء الجواری والعبید، والملاحظ أن لأمهات الأولاد عدّة أسماء، فإن لأم الإمام الرضا (علیه السلام) ?ما مرّ عشرة أسماء، ولغیرها من أمهات الأئمة (علیهم السلام) عدّة أسماء، وهی ظاهرة تثیر الالتفات، ووراءها ح?مة لعلّنا نستطیع استجلاءها من خلال ما تسعفنا به المصادر التی تناولت هذه الظاهرة أو أشارت إلیها.
    ونقول: إن لهذه الظاهرة أصلاً شرعیاً، فقد ورد النص بذل?، واستفاد الفقهاء منه استحباب تغییر اسم العبد أو الجاریة، أما النص فهو ما رواه ال?لینی فی ال?افی بسنده عن ابن أبی عمیر (عن رجل) عن زرارة، قال: ?نت جالساً عند أبی عبد الله (علیه السلام)، فدخل علیه رجل، ومعه ابن له، فقال أبو عبد الله (علیه السلام): ما تجارة ابن?؟ فقال: التنخّس، فقال له أبو عبد الله (علیه السلام): لا تشتر شیناً ولا عیباً، وإذا اشتریت رأساً فلا ترینّ ثمنه فی ?فة المیزان، فما من رأس یرى ثمنه فی ?فة المیزان فأفلح، وإذا اشتریت رأساً فغیّر اسمه وأطعمه شیئاً حلواً إذا مل?ته، وتصدق عنه بأربعة دراهم.(31)
    قال المحقق فی الشرائع: ویستحبّ لمن اشترى مملو?اً أن یغیّر اسمه.(32)

    وقال العلامة فی القواعد: ویستحبّ لمن اشترى مملو?اً تغییر اسمه وإطعامه حلواً والصّدقة عنه بشیء.(33)
    وقال فی التذ?رة: ی?ره للرجل إذا اشترى مملو?اً أن یریه ثمنه فی المیزان، ویستحبّ له تغییر اسمه، وأن یطعمه شیئاً من الحلاوة، وأن یتصدّق عنه بأربعة دراهم.(34)
    وقال صاحب الحدائق: ومنها أنّه یستحبّ لمن یشتری مملو?اً أن یغیّر اسمه، وأن یطعمه شیئاً من الحلو، وأن یتصدّق عنه بشیء.(35)
    وغیرها من الأقوال ال?ثیرة الدالّة على ذل?، والتی یظهر منها الاتفاق على هذا الح?م، وإن ?ان أمراً استحبابیّاً.

    ویبدو الجانب الأخلاقی واضحاً فی هذا الح?م، فإن للرقیّة واستعباد الإنسان لأخیه الإنسان - وصیرورته آلة لا یمل? من أمره شیئاً - آثاراً سیئة خطیرة.
    ولم ت?ن الرّقیة تشریعاً إلهیّاً، ولیس فی الإسلام ح?م بمشروعیة الاسترقاق الابتدائی، وإنّما ?ان الرّق نظاماً سائداً بین الناس قبل الإسلام فی الأمم السابقة.
    ولمّا جاء الإسلام ?ان هذا النظام قائماً بین الناس فأقرّه ووضع له أح?اماً خاصّة من شأنها القضاء علیه قضاءً تامّاً فی معالجة ح?یمة لهذه المسألة المهمّة.
    وفی الأح?ام الجزائیة التی وضعها الإسلام عند المخالفات الشرعیة أ?بر شاهد على ذل?، إضافة إلى ما ندب إلیه الدین، ورغّب فیه، ووعد علیه الثواب ونیل الدرجات، وإثارة الشعور الإنسانی وتحری? الجانب العاطفی عند الأحرار نحو العبید الذین قهرتهم ظروف معینة أصبحت فیها أمورهم وشؤونهم بأیدی غیرهم.
    هذا غیر ما فتحه الإسلام من أبواب تم?ّن العبد من الدخول فیها للانطلاق من قید الرقیّة، فإن لذل? دوراً آخر ساهم فی القضاء على هذه المش?لة.
    نعم سوّغ الإسلام الاسترقاق فی حالة واحدة، ولیست هی أمراً ابتدائیاً ?ما ذ?رنا، وهی ما ذ?رته المصادر الفقهیّة من جواز الاسترقاق فی حالة الحروب بین المسلمین وبین غیرهم من الملل ال?افرة، ول?ن على ضوء شرائط معینة، فی حالات خاصّة، وقد ت?فّلت ال?تب الفقهیّة ببیان ذل? ضاربة بذل? أروع المثل الأخلاقیة.
    وإنّما ساغ ذل? لأنه عمل جزائی لوقوفه فی مواجهة الإسلام ومحاربته، وقد ?ان فی معرض القتل، ألا أنّه لمّا وقع أسیراً ?ان جزاؤه أن یسترقّ، وفی ذل? تخفیف وامتنان علیه، على أن هنا? حلولاً ذ?رت فی الفقه تعالج حالة الاسترقاق یتم?ّن من خلالها الخروج من هذه الحالة.
    ومن ذل? یظهر أنّ الاسترقاق لیس مقصوداً فی الشرع لذاته، ولا غرضاً من أغراضه، وإنّما هو أمر استثنائی وظرف طارئ اقتضى ذل?، ولسنا فی مقام دراسة هذه الناحیة، وت?فینا هذه الإشارة الإجمالیة التی یتضح من خلالها عظمة الإسلام وسموّ أح?امه وشرف مقاصده ونبل أهدافه.
    ثم نقول: إن هذا الإنسان الذی قهرته الظروف فجعلت منه آلة لا یمل? من أمره شیئاً، یمرّ بمعاناة وآلام نفسانیة خطیرة، وتعتصره المرارة حیث یرى نفسه عبداً حقیراً یستعبده غیره، ممّن قد ی?ون دونه شرفاً وم?انة فتنهدم معنویّاته وتنسدّ فی وجهه الآمال والأحلام، وربّما ینتقل من ید تصفع إلى أخرى تلطم، وه?ذا یعیش محطّماً قد ارتبط مصیره بأیدی الباعة والنخّاسین.
    ومن هنا تتجلّى الح?مة فی استحباب تغییر اسمه عند الشّراء لأنّه بذل? یبدأ حیاة جدیدة ینسى فیها ماضیة البائس، وأیّامه السوداء، وفی ذل? إعانة له على نسیان أو تناسی عهده السابق وتخفیف لآلامه ومعاناته.
    وفی إطعامه الحلو دلالة أخرى: فإنّ فیها إشعاراً ببدایة عهد جدید لا مرارة فیه، وه?ذا فی التصدّق عنه بشیء.
    وأمّا ?راهة أن یرى ثمنه فهی أوضح دلالة وأجلى بیاناً فی مراعاة الشعور وحفظ ال?رامة الإنسانیة التی دأب الإسلام على مراعاتها والحفاظ علیها فی جمیع الأحوال والظروف.
    ولسنا نقول: إنّ ما یعانیه هذا الإنسان من الهوان دائمی التحقق والوقع، وإنّما هو مقتضى طبیعة الاسترقاق وشأنه، وإلا فقد ینتقل المملو? من ید رحیمة إلى ید أرحم، ومن عطف إلى ما هو أشد عطفاً وشفقة وحنواً، وربما ?انت سعادة امرئ أن یعیش مملو?اً لا أن یعیش طلیقاً، وفی ما یذ?ره التاریخ من قصة زید بن حارثة حیث فضّل الحیاة مع رسول الله (صلّى الله علیه وآله) على الحیاة مع أبیه حتى بلغ الأمر أن تبنّاه النبی (صلّى الله علیه وآله) ف?ان یدعى زید بن محمد بعد أن تبرّأ منه أبوه إلى أن نزل قوله تعال: (ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ)(36)
    وفی ما حدّث به التاریخ من سیرة أمیر المؤمنین (علیه السلام) وأولاده مع ممالی?هم شواهد تدلّ على أنّ ما ذ?رناه لیس مطّرداً وفی جمیع الأحوال، فإن ?ثیراً من أولئ? العبید والجواری قد بلغوا مبلغاً من العلم والفضیلة والشّرف انحنى لهم التاریخ إجلالاً لمقامهم واعترافاً بسموّ ذواتهم، وإ?باراً لعظمتهم، لأنّهم حلّوا بقلوب عطوفة، ونفوس رحیمة، وعقول ناضجة مدبّرة، م?ّنتهم من تسنّم أرقى الدرجات.
    إذن فتغییر الاسم ی?شف عن ح?مة بالغة أراد منها الشّرع أن یخفّف من شیء من المعاناة التی قد ینالها من قهرته الظروف فساقته إلى سوق الرقیق.
    ومن المحتمل أن ی?ون تعدّد الأسماء للشخص الواحد ل?ونها تتضمن معانی وإشارات إلى خصائص المسمّى، وهذا الأمر نقف علیه فی ?ثیر من الناس أحراراً ?انوا أو عبیداً، فإن لرسول الله (صلّى الله علیه وآله) أ?ثر من اسم یحمل أ?ثر من معنى وأ?ثر من لقب ?ذل?، ?ما للأئمة (علیهم السلام) وللصدّیقة الزهراء (علیها السلام)، و?ان ذل? محل عنایة من الآداب الشرعیة التی لم تغفل هذا الجانب فرغّبت فی اختیار الاسم الحسن واللقب الحسن وال?نیة الحسنة.
    ومن المحتمل أیضاً أن تعدد الأسماء لم ی?ن عن شیء من ذل? ولا سیّما فی العبید والجواری، إذ لا یعیشون حیاة مستقرّة، ولا یهمّ البائع أو المشتری اسم سلعته، فیضع بإزائها اسماً ما لمجرّد التمییز، فتجتمع عدة أسماء للشخص الواحد نتیجة ذل?.
    ولعلّ هنا? وجوهاً أخرى لم ندر?ها بعد وراء تعدّد الأسماء، إلا أن فی ما ذ?رناه قد ی?شف بعض الوجه فی تعدّد أسماء أمّهات الأئمة (علیهم السلام).
    وبذل? لا نحتاج إلى ت?لّف البحث عن المعنى الاشتقاقی لمعنى الاسم وتطبیق المعنى المناسب على المسمّى ?ما حاول بعضهم(37) أن یوجد المناسبة ولو ?انت بعیدة لیستنتج الوجه فی التسمیة.
    وإنّما لا نحتاج إلى ذل? لأنّنا لا نعلم الواضع لهذه الأسماء، لنلتمس الوجه اللائق فی التسمیة بالاسم المعین، نعم إذا ?ان الواضع معروفاً وهو عالم بمدالیل الألفاظ قاصداً لمعانیها فلابد من حمل ?لام الح?یم على ما یناسبه من المعانی، صیانة ل?لامه عن اللّغو، قد مرّ أن الإمام ال?اظم (علیه السلام) أطلق اسم الطاهرة على السیدة ت?تم بعد أن أنجبت الإمام الرضا (علیه السلام).
    فهذه التسمیة منه (علیه السلام) ت?شف عن معنى عظیم فی المسّمى صدر من المعصوم فی شأن أمّ المعصوم، وهو العالم بحقائق الأمور الذی یضع الأشیاء فی مواضعها، وهو نظیر ما ورد عن أبی جعفر محمد بن علی الباقر (علیهما السلام)، فقد جاء فی ?تاب ال?افی أنّه (علیه السلام) لما بعث من یشتری حمیدة أمّ الإمام ال?اظم (علیه السلام) وجیء بها إلیه، قال لها: ما اسم?؟ قالت: حمیدة، فقال (علیه السلام): حمیدة فی الدنیا محمودة فی الآخرة.(38)
    فإنّه وإن لم ت?ن التسمیة منه (علیه السلام) إلا أنّه إقرار لها وإمضاء منه، بل فسّره (علیه السلام) بتفسیر ی?شف عن معنى عظیم فی هذه المرة الطاهرة، وقد وصفها الإمام الصادق (علیه السلام) ?ما فی ال?افی بقوله: حمیدة مصفّاة من الأدناس ?سبی?ة الذهب، ما زالت الأملا? تحرسها حتى أدّیت إلیّ ?رامة من الله لی، والحجّة من بعدی.(39)
    وبناء على هذا لبقیة الأسماء إن ?انت على الوجه الذی ذ?رناه فهو، وإلا فلا داعی للت?لّف فی التماس معنى مناسب فإنّ بعض ما ذ?ر من المعانی وتطبیقه علیها بعید جداً.
    والى هنا تبیّن أن أمّ الإمام الرضا (علیه السلام) والسیدة فاطمة المعصومة (علیها السلام) من سیدات النساء، وقد بلغت من الشّرف والفضل والطّهر والعفاف وال?مال أعلى المراتب وأرفع الدّرجات، حتى أصبحت قرینة المعصوم وأمّاً للمعصوم. فسلام الله علیها وتحیّاته وبر?اته.
    ---------------------------------
    المصادر :
    1- عیون أخبار الرضا: ج1، ص17-18.
    2- منتهى الآمال: ج2، ص406.
    3- ?تاب الغیبة، ص208-210.
    4- سورة الحجرات: 13.
    5- مجمع البیان: ج9، ص138.
    6- بحار الأنوار: ج22، ص326.
    7- سورة المسد: 1-3.
    8- سورة آل عمران: 195.
    9- سورة آل عمران: 10.
    10- تفسیر القرآن العظیم: ج1، ص357.
    11- الإمام الحسین (علیه السلام)، ص232-233.
    12- سورة الحجرات: 13.
    13- الروضة من ال?افی، الحدیث 203، ص181-182
    14- الشهاب الثاقب فی بیان معنى الناصب، ص59-67.
    15- الفروع من ال?افی: ج5، ?تاب الن?اح، باب آخر منه الحدیث 4، ص344.
    16- الحیاة السیاسیة للإمام الرضا (علیه السلام)، ص26-27.
    17- مقتل الحسین (علیه السلام)، هامش ص27.
    18- سورة آل عمران: 19.
    19- الأنوار البهیة، ص107.
    20- الأنوار البهیة، ص179.
    21- عیون أخبار الرضا: ج1، ص18.
    22- منتهى الآمال: ج2، ص523.
    23- منتهى الآمال: ج2، ص591.
    24- منتهى الآمال: ج2، ص649.
    25- منتهى الآمال: ج2، ص695.
    26- منتهى الآمال: ج2، ص405.
    27- عیون أخبار الرضا: ج1، ص15.
    28- عیون أخبار الرضا: ج1، ص15.
    29- عیون أخبار الرضا: ج1، ص15.
    30- منتهى الآمال: ج2، ص404-405.
    31- الفروع من ال?افی: ج5، باب شراء الرقیق، الحدیث 14، ص212.
    32- شرائع الإسلام: ج2، ص58.
    33- قواعد الأح?ام، ص130.
    34- تذ?رة الفقهاء: ج2، ص500.
    35- الحدائق الناضرة: ج19، ص417.
    36- مجمع البیان فی تفسیر القرآن: ج7، ص335-337.
    37- ?ریمة أهل البیت (علیهم السلام) (فارسی) ص83-86.
    38- الأصول من ال?افین ج1، باب مولد أبی الحسن موسى بن جعفر (علیه السلام). الحدیث 1، ص477.
    39- الأصول من ال?افی: ج1، باب مولد أبی الحسن موسى (علیه السلام) الحدیث 2،ص477
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X