تويت
حدّث محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول : «القائم منصور بالرعب ، مؤيّد بالنصر، تُطوى له الأرض ، وتظهر له الكنوز، ويبلغ سلطانه المشرق والمغرب ، ويُظهر الله عزّوجلّ به دينه ولو كره المشركون ، فلا يبقى في الأرض خراب إلّا عُمِّر، وينزل روح الله عيسى بن مريم عليه السلام فيصلّي خلفه ».
فقلت له : يابن رسول الله، متى يخرج قائمكم ؟ قال : «إذا تشبّه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال[949]، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء، وركبت ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور، وردّت شهادات العدل ، واستخفّ الناس بالدماء، وارتكاب الزنا، وأكل الربا، واتُّقيَ الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام[950]، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمّدٍ صلي الله عليه و آله و سلم بين الركن والمقام ، اسمه محمّد بن الحسن النفس الزكيّة وجاءت صيحة من السماء بأنّ الحق فيه وفي شيعته ، فعند ذل? خروج قائمنا، فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً.
وأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ آللهَ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ )[951]، ثمّ يقول :
أنا بقيّة الله في أرضه ، فإذا اجتمع العقد ـ وهو عشرة آلاف رجل ـ خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عزّوجلّ من صنمٍ وغيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق ، وذل? بعد غيبة طويلة...»[952].
الرضوي : وأكثر ما ذكره عليه السلام في هذا الحديث من العلامات التي تكون قبل ظهوره عليه السلام، نراها اليوم أمامنا نصب العين ، ولم يبقَ إلّا القليل منها، اللهمّ أرِنا الطلعة الرشيدة والغُرّة الحميدة ، واكحَل نواظرنا برؤيته ، واجعلنا من المستشهَدِين بين يديه في نصرته .
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال : «من علامات الفَرَج : حَدَثٌ يكون بين الحرمين »، قلت[953]: وأي شيء يكون الحدث ؟ فقال : «عصبيّة تكون بين الحرمين ، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً[954]»[955].
وذكر ابن شهر آشوب رحمه الله في المناقب علامات لظهور الإمام المهدي عليه السلام تقدّم ذكر بعضها، ذكر منها: خسفاً يكون ببغداد، وخسفاً بقرية الجابية بالشام ، وخسفاً بالبصرة ، وناراً تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجوّ ثلاثة أيّام ، أو سبعة أيّام ، وناراً تظهر من آذربايجان لا يقوم لها شيء، وخراب الشام ...، وينادى باسمه واسم أبيه ، ووجهاً وصدراً يظهران للناس في عين الشمس ، وأربعاً وعشرين مطرة متّصلة في جُمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب[956] فتحيا بها الأرض بعد موتها، وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذل? كلّ عاهة[957]
وعن عبدالله بن سليمان ـ وكان قارياً للكتب ـ قال : قرأت في الإنجيل ، وذكر أوصاف النبي صلي الله عليه و آله و سلم إلى أن قال : قال تعالى لعيسى : «أرفعُ?َ إليّ ثمّ اُهبط? في آخر الزمان لترى من اُمّة ذل? النبي العجائب ، ولتُعينهم على اللعين الدجّال ، اُهبط? في وقت الصلاة لتُصلّي معهم ، إنّهم اُمّة مرحومة »[958]
وروى الحافظ أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال : «منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه »[959].
وأخرج الطبراني مرفوعاً: «يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم عليه السلام كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي : تقدّم فصلّ بالناس ، فيقول عيسى : إنّما اُقيمت الصلاة ل? ، فيصلّي خلف رجل من ولدي ...»[960]
قال ابن حجر الهيتمي وما ذكره من أنّ المهديّ يصلّي بعيسى هو الذي دلّت عليه الأحاديث كما علمت ، وأمّا ما صحّحه سعد التفتازاني من أنّ عيسى هو الإمام المهدي ؛ لأنّه أفضل فإمامته أولى فلا شاهد له[961]
الرضوي : وإنّما قال التفتازاني ذل? من عند نفسه ، فلا عبرة به .
وأضاف ابن حجر: الأظهر أنّ خروج المهدي قبل نزول عيسى ، وقيل : بعده . قال أبو الحسين الآبري : قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلي الله عليه و آله و سلم بخروجه ، وأنّه من أهل بيته ، وأنّه يمل? سبع سنين ، وأنّه يملأ الأرض عدلاً، وأنّه يخرج مع عيسى ـ على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام ـ فيساعده على قتل الدجّال ببلدٍ، بأرض فلسطين ، وأنه يؤمّ هذه الاُمّة ويصلّي عيسى خلفه[962]
___________________________
949- وقد تحقق هذا في زماننا هذا، فنسئل الله تعالى أن يعجّل في خروجه ويكفينا شرّ أعداءنابظهوره .
950- يخرج في شهر رجب كما يأتي الحديث بذل? .
951- هود: 86.
952- بحار الأنوار: 52/192، ح24، عن كمال الدين وتمام النعمة: 331، ح16.
953- الضمير لراوي الحديث عنه .
954- الكبش : سيّد القوم وقائدهم .
955- الغيبة للطوسي: 448، ح447، إرشاد المفيد: 2/375.
956- مطراً لم ير الخلائق مثله كما يأتي الحديث في ذل? عن الامام الصادق عليه السلام تحت عنوان(تمطر السماء قبل قيام القائم في جمادى الثانية ...)
957- الملاحم والفتن: 370، إرشاد المفيد: 2/370.
958- بحار الأنوار: 52/181، ح1، عن أمالي الصدوق: 347.
959- كشف الغمة: 3/274.
960- الصواعق المحرقة: 164.
961- الصواعق المحرقة: 167.
962- الصواعق المحرقة:
الموضوع الأصلي: ينزل عيسى ع من السماء ويصلّي خلف الإمام المهدي ع || الكاتب: الحاجة عهود || المصدر: منتديات شيعة اهل البيت
فقلت له : يابن رسول الله، متى يخرج قائمكم ؟ قال : «إذا تشبّه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال[949]، واكتفى الرجال بالرجال ، والنساء بالنساء، وركبت ذوات الفروج السروج ، وقبلت شهادات الزور، وردّت شهادات العدل ، واستخفّ الناس بالدماء، وارتكاب الزنا، وأكل الربا، واتُّقيَ الأشرار مخافة ألسنتهم ، وخرج السفياني من الشام[950]، واليماني من اليمن ، وخسف بالبيداء، وقتل غلام من آل محمّدٍ صلي الله عليه و آله و سلم بين الركن والمقام ، اسمه محمّد بن الحسن النفس الزكيّة وجاءت صيحة من السماء بأنّ الحق فيه وفي شيعته ، فعند ذل? خروج قائمنا، فاذا خرج أسند ظهره إلى الكعبة ، واجتمع إليه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً.
وأوّل ما ينطق به هذه الآية : (بَقِيَّتُ آللهَ خَيْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِينَ )[951]، ثمّ يقول :
أنا بقيّة الله في أرضه ، فإذا اجتمع العقد ـ وهو عشرة آلاف رجل ـ خرج فلا يبقى في الأرض معبود دون الله عزّوجلّ من صنمٍ وغيره إلّا وقعت فيه نار فاحترق ، وذل? بعد غيبة طويلة...»[952].
الرضوي : وأكثر ما ذكره عليه السلام في هذا الحديث من العلامات التي تكون قبل ظهوره عليه السلام، نراها اليوم أمامنا نصب العين ، ولم يبقَ إلّا القليل منها، اللهمّ أرِنا الطلعة الرشيدة والغُرّة الحميدة ، واكحَل نواظرنا برؤيته ، واجعلنا من المستشهَدِين بين يديه في نصرته .
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال : «من علامات الفَرَج : حَدَثٌ يكون بين الحرمين »، قلت[953]: وأي شيء يكون الحدث ؟ فقال : «عصبيّة تكون بين الحرمين ، ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشاً[954]»[955].
وذكر ابن شهر آشوب رحمه الله في المناقب علامات لظهور الإمام المهدي عليه السلام تقدّم ذكر بعضها، ذكر منها: خسفاً يكون ببغداد، وخسفاً بقرية الجابية بالشام ، وخسفاً بالبصرة ، وناراً تظهر بالمشرق طولاً وتبقى في الجوّ ثلاثة أيّام ، أو سبعة أيّام ، وناراً تظهر من آذربايجان لا يقوم لها شيء، وخراب الشام ...، وينادى باسمه واسم أبيه ، ووجهاً وصدراً يظهران للناس في عين الشمس ، وأربعاً وعشرين مطرة متّصلة في جُمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب[956] فتحيا بها الأرض بعد موتها، وتعرف بركاتها، وتزول بعد ذل? كلّ عاهة[957]
وعن عبدالله بن سليمان ـ وكان قارياً للكتب ـ قال : قرأت في الإنجيل ، وذكر أوصاف النبي صلي الله عليه و آله و سلم إلى أن قال : قال تعالى لعيسى : «أرفعُ?َ إليّ ثمّ اُهبط? في آخر الزمان لترى من اُمّة ذل? النبي العجائب ، ولتُعينهم على اللعين الدجّال ، اُهبط? في وقت الصلاة لتُصلّي معهم ، إنّهم اُمّة مرحومة »[958]
وروى الحافظ أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري أنّ النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال : «منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم خلفه »[959].
وأخرج الطبراني مرفوعاً: «يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم عليه السلام كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي : تقدّم فصلّ بالناس ، فيقول عيسى : إنّما اُقيمت الصلاة ل? ، فيصلّي خلف رجل من ولدي ...»[960]
قال ابن حجر الهيتمي وما ذكره من أنّ المهديّ يصلّي بعيسى هو الذي دلّت عليه الأحاديث كما علمت ، وأمّا ما صحّحه سعد التفتازاني من أنّ عيسى هو الإمام المهدي ؛ لأنّه أفضل فإمامته أولى فلا شاهد له[961]
الرضوي : وإنّما قال التفتازاني ذل? من عند نفسه ، فلا عبرة به .
وأضاف ابن حجر: الأظهر أنّ خروج المهدي قبل نزول عيسى ، وقيل : بعده . قال أبو الحسين الآبري : قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلي الله عليه و آله و سلم بخروجه ، وأنّه من أهل بيته ، وأنّه يمل? سبع سنين ، وأنّه يملأ الأرض عدلاً، وأنّه يخرج مع عيسى ـ على نبيّنا وعليه أفضل الصلاة والسلام ـ فيساعده على قتل الدجّال ببلدٍ، بأرض فلسطين ، وأنه يؤمّ هذه الاُمّة ويصلّي عيسى خلفه[962]
___________________________
949- وقد تحقق هذا في زماننا هذا، فنسئل الله تعالى أن يعجّل في خروجه ويكفينا شرّ أعداءنابظهوره .
950- يخرج في شهر رجب كما يأتي الحديث بذل? .
951- هود: 86.
952- بحار الأنوار: 52/192، ح24، عن كمال الدين وتمام النعمة: 331، ح16.
953- الضمير لراوي الحديث عنه .
954- الكبش : سيّد القوم وقائدهم .
955- الغيبة للطوسي: 448، ح447، إرشاد المفيد: 2/375.
956- مطراً لم ير الخلائق مثله كما يأتي الحديث في ذل? عن الامام الصادق عليه السلام تحت عنوان(تمطر السماء قبل قيام القائم في جمادى الثانية ...)
957- الملاحم والفتن: 370، إرشاد المفيد: 2/370.
958- بحار الأنوار: 52/181، ح1، عن أمالي الصدوق: 347.
959- كشف الغمة: 3/274.
960- الصواعق المحرقة: 164.
961- الصواعق المحرقة: 167.
962- الصواعق المحرقة:
الموضوع الأصلي: ينزل عيسى ع من السماء ويصلّي خلف الإمام المهدي ع || الكاتب: الحاجة عهود || المصدر: منتديات شيعة اهل البيت