السلام عليكم
وقع نظري في احد المواقع على انه تم توجيه سؤال الى سماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني حفظه الله وكما ادناه انقله مع الجواب :
سؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ظهرت في الآونة الأخيرة ادعاءات السفارة للإمام المهدي عليه السلام، بل يدّعي البعض أنه الإمام المنتظر، في حين لم يلق هؤلاء رادعاً قوياً وبياناً واضحاً من مصادر الفتيا والعلم، وقد استغل هؤلاء انعدام المعايير الصحيحة لدى عامة الناس، نتيجة الجهل، والتجهيل المتعمد من قبل الظالمين، والفقر، وانفلات الوضع الأمني، الذي ابتليت به أمّة المسلمين عموماً وفي العراق خصوصاً. وقد بان بطلان وفضيحة من ادعى ذلك، في زمن الغيبة الكبرى بعد السفير الرابع أبي الحسن عليّ بن محمّد السّمري(رضوان الله عليه)، وبقي بعضٌ لم يتبيّن للناس زيفه. وقد انهالت على مركزنا الأسئلة حول هذا الموضوع. ولما كانت المرجعية الدينية هي الحصن الحصين للمذهب ولأبنائه لذا كان من الواجب أن نتوجّه إلى سماحتكم ممثلين عموم الشعب المؤمن الموالي لأهل بيت النبوة عليهم السلام، آملين من سماحتكم بيان الرأي في ردع هذه الدعاوى، وبيان المعايير التي يصح فيها ادعاء مثل هذه المدعيات، حتى يتبين للمؤمن: كيفية التمييز؟ ومتى تصدّق؟ ومتى تكذّب؟ هذه الدعاوى. أدام الله ظلكم الوارف على رؤوس الأنام ولا حرمنا من فيوضاتكم المباركة.
إجابة سماحة آيـة الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله):
قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له لكميل بن زياد رضوان الله عليه: (الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق).
إن من أهم الواجبات على المؤمنين في عصر غيبة الإمام عليه السلام هو أن يتعاملوا بتثبّت وحذرٍ شديدٍ فيما يتعلق به وبظهوره وسُبل الإرتباط به، فإن ذلك من أصعب مواطن الإبتلاء ومواضع الفتن في طول عصر الغيبة. فكم من صاحب هوى مبتدع تلبّس بلباس أهل العلم والدين ونسب نفسه إليه، مستغلاً طيبة نفوس الناس وحُسن ظنهم بأهل العلم وشدة تعلقهم بأهل بيت الهدى وانتظارهم لأمرهم، فاستمال بذلك فريقاً من الناس وصلةً به إلى بعض الغايات الباطلة، ثم انكشف زيف دعواه وقد هلك وأهلك الكثيرين. وكم من إنسان استرسل في الاعتماد على مثل هذه الدعاوى الباطلة والرايات الضالة، بلا تثبّت وحذر، فظنّ نفسه من المتعلمين على سبيل نجاة ولكنه كان في واقعه من الهمج الرعاع، قد تعثر بعد الاستقامة وخرج عن الحق بعد الهداية، حتى اتخذ إليه طريقاً موهوماً، بل ربما استدرج للإيمان بإمامة غيره من الأدعياء، فاندرج في الحديث الشريف (من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية). وقد اتفق من هذه الحركات منذ الغيبة الصغرى إلى هذا العصر شيء كثير حتى أنه ربما كان في زمان واحد عدد من أدعياء الإمامة والسفارة، بحيث لو وقف الناظر على ذلك لكان له فيه عبرة وتبصّر، ولتعجّب من جرأة أهل الأهواء على الله سبحانه وعلى أوليائه بالدعاوي الكاذبة وصلة إلى شيء من حطام هذه الدنيا، وأستغرب سرعة تصديق الناس لهم والانسياق وراءهم مع ما أمروا به من الوقوف عند الشبهات والتجنّب عن الاسترسال في أمور الدين فإنّ سرعة الاسترسال عثرة لا تقال. ألا وان الإمام عليه السلام حين يظهر يكون ظهوره مقروناً بالحجة البالغة والمحجة الواضحة والأدلة الظاهرة، محفوفاً بعنايته سبحانه، مؤيداً بنصره حتى لا يخفى على مؤمن حجته ولا يضل طالب للحق عن سبيله، فمن استعجل في ذلك فلا يضلنّ إلا نفسه،فإن الله سبحانه لا يعجل بعجلة عباده. كما أن المرجع في أمور الدين في زمان غيبته عليه السلام هم العلماء المتقون ممّن اُختبر أمرهم في العلم والعمل، وعلم بُعدهم عن الهوى والضلال، كما جرت عليه هذه الطائفة منذ عصر الغيبة الصغرى إلى عصرنا هذا.
ولا شك في أن السبيل إلى طاعة الامام عليه السلام والقرب منه ونيل رضاه هو الالتزام بأحكام الشريعة المقدسة والتحلي بالفضائل والابتعاد عن الرذائل والجري وفق السيرة المعهودة من علماء الدين وأساطين المذهب وسائر أهل البصيرة التي لا يزالون يسيرون عليها منذ زمن الأئمة عليهم السلام، فمن سلك طريقاً شاذاً وسبيلاً مبتدعاً فقد خاض في الشبهة وسقط في الفتنة وضلّ عن القصد. وليعلم أن الروايات الواردة في تفاصيل علائم الظهور هي كغيرها من الروايات الواردة عنهم عليهم السلام لابد في البناء عليها من الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص لأجل تمحيصها وفرز غثّها من سمينها ومحكمها من متشابهها، والترجيح بين متعارضاتها ولا يصح البناء في تحديد مضامينها وتشخيص مواردها على أساس الحدس والتظني، فإن الظنّ لا يغني عن الحق شيئاً. وقد أخطأ في أمر هذه الروايات فئتان:
1. فئة شرعوا في تطبيقها واستعجلوا في الأخذ بها ـ على حسن نية ـ من غير مراعاة للمنهج الذي تجب رعايته في مثلها، فعثروا في ذلك ومهّدوا السبيل من حيث لا يريدون لأصحاب الأغراض الباطلة، وإن الناظر المطلع على ما وقع من ذلك يجد أن بعضها قد طبّق أكثر من مرة في أزمنة مختلفة، وقد ظهر الخطأ فيه كل مرة، ثم يعاد إلى تطبيقها من جديد.
2. وفئة أخرى من أهل الأهواء، فإنه كلما أراد أحدهم أن يستحدث هوى ويرفع راية ضلال ليجتذب فريقاً من البسطاء والسذج إختار جملة من متشابهات هذه الروايات وضعافها وتكلف في تطبيقها على نفسه وحركته، ليمنّي الناس بالأماني الباطلة، ويغرّرهم بالدعاوي الباطلة فيوقع في قلوبهم الشبهة، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (فاحذروا الشبهة واشتمالها على لبستها، فإن الفتنة طالما أغدقت جلابيبها وأعشت الأبصار ظلمتها) وقال عليه السلام (إن الفتن إذا أقبلت شبّهت وإذا أدبرت نبّهت، ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات). نسأل الله تعالى أن يقي جميع المؤمنين شرّ الفتن المظلمة والأهواء الباطلة ويوفقهم لحُسن الانتظار لظهور الامام عليه السلام.
وقد ورد في الحديث الشريف(من مات منتظراً لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا عليه السلام) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--------------- انتهى --------------
اقـــول :
لم نتعود من سماحته بالعموم الى جواب وتوضيح وتفصيل طويل على الاسئلة كما يظهر اعلاه ، ولعل هذا يدل على اهمية الامر ومحاولة ايصاله الى مختلف الافهام وقدر الامكان .
هناك نقاط مهمة يمكن استخلاصها والتركيز عليها :
1- الجهل : وهو احد اهم اسباب بروز وانتشار اصحاب الدعوات الباطلة ، وفي القضية المهدوية وعلامات الظهور يظهر هذا بوضوح لكون هناك شبهات وتشابهات كثيرة يمكن النفوذ منها تقصدا او شبهتا ! ولذلك لا بد من الرجوع الى المختص والثقة كما حال بقية العلوم والامور المهمة في الدين والحياة .
ولا يظن البعض ان عنوان الجهل هنا محله فقط ساحة البسطاء من الناس ، بل له مراتب تصاعدية تزداد مع دقة الشبهات حتى لعله يقع في الجهل والاستعجال من هو في الظاهر مؤمن متنزن مثقف دينيا . ومن هنا - هذه دعوة عامة للتثقف مهدويا وذلك بالاطلاع على بحوث الباحثين المهدويين وعلى الاقل التركيز على اساسياتها ، وكذلك دعوة الى تفعيل الثقافة المهدوية في المجتمع من خلال الخطباء حيث مازالت المسالة فيها تقصير كبير بالقياس ، فتأمل
2- وضوح الحق وآياته : فلا يظن او يشك احد في ان يوم الظهور وارهاصاته مسئلة عابرة او اعتيادية او مختلطة بالشبهات تجعل الناس حيارى ، وقد تكفل الله بها وآياتها . وتذكر بعض الروايات ان الامام الحجة ع بعد ظهوره وخروجه على اثر العلامات الكونية والاعجازية الباهرة والعديدة ، تخرج على يديه كل ما خرج على ايدي الانبياء والرسل السابقين من معاجز الى قومهم / المعنى
لذلك فالقضية واضحة كوضوح الشمس في وسط النهار لاثبات الحق وتثبيت الحجة على الخلق من الله تعالى .
3- لا تكفي حسن النية : فالقضية المهدوية بكبير اهميتها وخطورتها وحساسيتها ، تحتاج الى اختصاصيين للبت فيها ( إنْ استطاعوا بتوفيق الله تفسير الروايات وحل الغازها وربط معلوماتها لاستحصال ثمراتها ، وسط مشاكل بحثية متعددة )
ولذلك محاولات من يريد الدخول في هذا المجال البحثي المهم والخطير ليس سليم العاقبة للجميع اذا لم تتوفر الارضية العلمية المناسبة والحذر والدقة بعد ذلك .
والسلام عليكم
الباحث الطائي
وقع نظري في احد المواقع على انه تم توجيه سؤال الى سماحة المرجع الاعلى السيد السيستاني حفظه الله وكما ادناه انقله مع الجواب :
سؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة المرجع الأعلى آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ظهرت في الآونة الأخيرة ادعاءات السفارة للإمام المهدي عليه السلام، بل يدّعي البعض أنه الإمام المنتظر، في حين لم يلق هؤلاء رادعاً قوياً وبياناً واضحاً من مصادر الفتيا والعلم، وقد استغل هؤلاء انعدام المعايير الصحيحة لدى عامة الناس، نتيجة الجهل، والتجهيل المتعمد من قبل الظالمين، والفقر، وانفلات الوضع الأمني، الذي ابتليت به أمّة المسلمين عموماً وفي العراق خصوصاً. وقد بان بطلان وفضيحة من ادعى ذلك، في زمن الغيبة الكبرى بعد السفير الرابع أبي الحسن عليّ بن محمّد السّمري(رضوان الله عليه)، وبقي بعضٌ لم يتبيّن للناس زيفه. وقد انهالت على مركزنا الأسئلة حول هذا الموضوع. ولما كانت المرجعية الدينية هي الحصن الحصين للمذهب ولأبنائه لذا كان من الواجب أن نتوجّه إلى سماحتكم ممثلين عموم الشعب المؤمن الموالي لأهل بيت النبوة عليهم السلام، آملين من سماحتكم بيان الرأي في ردع هذه الدعاوى، وبيان المعايير التي يصح فيها ادعاء مثل هذه المدعيات، حتى يتبين للمؤمن: كيفية التمييز؟ ومتى تصدّق؟ ومتى تكذّب؟ هذه الدعاوى. أدام الله ظلكم الوارف على رؤوس الأنام ولا حرمنا من فيوضاتكم المباركة.
إجابة سماحة آيـة الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني(دام ظله):
قال أمير المؤمنين عليه السلام في كلام له لكميل بن زياد رضوان الله عليه: (الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق).
إن من أهم الواجبات على المؤمنين في عصر غيبة الإمام عليه السلام هو أن يتعاملوا بتثبّت وحذرٍ شديدٍ فيما يتعلق به وبظهوره وسُبل الإرتباط به، فإن ذلك من أصعب مواطن الإبتلاء ومواضع الفتن في طول عصر الغيبة. فكم من صاحب هوى مبتدع تلبّس بلباس أهل العلم والدين ونسب نفسه إليه، مستغلاً طيبة نفوس الناس وحُسن ظنهم بأهل العلم وشدة تعلقهم بأهل بيت الهدى وانتظارهم لأمرهم، فاستمال بذلك فريقاً من الناس وصلةً به إلى بعض الغايات الباطلة، ثم انكشف زيف دعواه وقد هلك وأهلك الكثيرين. وكم من إنسان استرسل في الاعتماد على مثل هذه الدعاوى الباطلة والرايات الضالة، بلا تثبّت وحذر، فظنّ نفسه من المتعلمين على سبيل نجاة ولكنه كان في واقعه من الهمج الرعاع، قد تعثر بعد الاستقامة وخرج عن الحق بعد الهداية، حتى اتخذ إليه طريقاً موهوماً، بل ربما استدرج للإيمان بإمامة غيره من الأدعياء، فاندرج في الحديث الشريف (من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهلية). وقد اتفق من هذه الحركات منذ الغيبة الصغرى إلى هذا العصر شيء كثير حتى أنه ربما كان في زمان واحد عدد من أدعياء الإمامة والسفارة، بحيث لو وقف الناظر على ذلك لكان له فيه عبرة وتبصّر، ولتعجّب من جرأة أهل الأهواء على الله سبحانه وعلى أوليائه بالدعاوي الكاذبة وصلة إلى شيء من حطام هذه الدنيا، وأستغرب سرعة تصديق الناس لهم والانسياق وراءهم مع ما أمروا به من الوقوف عند الشبهات والتجنّب عن الاسترسال في أمور الدين فإنّ سرعة الاسترسال عثرة لا تقال. ألا وان الإمام عليه السلام حين يظهر يكون ظهوره مقروناً بالحجة البالغة والمحجة الواضحة والأدلة الظاهرة، محفوفاً بعنايته سبحانه، مؤيداً بنصره حتى لا يخفى على مؤمن حجته ولا يضل طالب للحق عن سبيله، فمن استعجل في ذلك فلا يضلنّ إلا نفسه،فإن الله سبحانه لا يعجل بعجلة عباده. كما أن المرجع في أمور الدين في زمان غيبته عليه السلام هم العلماء المتقون ممّن اُختبر أمرهم في العلم والعمل، وعلم بُعدهم عن الهوى والضلال، كما جرت عليه هذه الطائفة منذ عصر الغيبة الصغرى إلى عصرنا هذا.
ولا شك في أن السبيل إلى طاعة الامام عليه السلام والقرب منه ونيل رضاه هو الالتزام بأحكام الشريعة المقدسة والتحلي بالفضائل والابتعاد عن الرذائل والجري وفق السيرة المعهودة من علماء الدين وأساطين المذهب وسائر أهل البصيرة التي لا يزالون يسيرون عليها منذ زمن الأئمة عليهم السلام، فمن سلك طريقاً شاذاً وسبيلاً مبتدعاً فقد خاض في الشبهة وسقط في الفتنة وضلّ عن القصد. وليعلم أن الروايات الواردة في تفاصيل علائم الظهور هي كغيرها من الروايات الواردة عنهم عليهم السلام لابد في البناء عليها من الرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص لأجل تمحيصها وفرز غثّها من سمينها ومحكمها من متشابهها، والترجيح بين متعارضاتها ولا يصح البناء في تحديد مضامينها وتشخيص مواردها على أساس الحدس والتظني، فإن الظنّ لا يغني عن الحق شيئاً. وقد أخطأ في أمر هذه الروايات فئتان:
1. فئة شرعوا في تطبيقها واستعجلوا في الأخذ بها ـ على حسن نية ـ من غير مراعاة للمنهج الذي تجب رعايته في مثلها، فعثروا في ذلك ومهّدوا السبيل من حيث لا يريدون لأصحاب الأغراض الباطلة، وإن الناظر المطلع على ما وقع من ذلك يجد أن بعضها قد طبّق أكثر من مرة في أزمنة مختلفة، وقد ظهر الخطأ فيه كل مرة، ثم يعاد إلى تطبيقها من جديد.
2. وفئة أخرى من أهل الأهواء، فإنه كلما أراد أحدهم أن يستحدث هوى ويرفع راية ضلال ليجتذب فريقاً من البسطاء والسذج إختار جملة من متشابهات هذه الروايات وضعافها وتكلف في تطبيقها على نفسه وحركته، ليمنّي الناس بالأماني الباطلة، ويغرّرهم بالدعاوي الباطلة فيوقع في قلوبهم الشبهة، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام (فاحذروا الشبهة واشتمالها على لبستها، فإن الفتنة طالما أغدقت جلابيبها وأعشت الأبصار ظلمتها) وقال عليه السلام (إن الفتن إذا أقبلت شبّهت وإذا أدبرت نبّهت، ينكرن مقبلات ويعرفن مدبرات). نسأل الله تعالى أن يقي جميع المؤمنين شرّ الفتن المظلمة والأهواء الباطلة ويوفقهم لحُسن الانتظار لظهور الامام عليه السلام.
وقد ورد في الحديث الشريف(من مات منتظراً لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا عليه السلام) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
--------------- انتهى --------------
اقـــول :
لم نتعود من سماحته بالعموم الى جواب وتوضيح وتفصيل طويل على الاسئلة كما يظهر اعلاه ، ولعل هذا يدل على اهمية الامر ومحاولة ايصاله الى مختلف الافهام وقدر الامكان .
هناك نقاط مهمة يمكن استخلاصها والتركيز عليها :
1- الجهل : وهو احد اهم اسباب بروز وانتشار اصحاب الدعوات الباطلة ، وفي القضية المهدوية وعلامات الظهور يظهر هذا بوضوح لكون هناك شبهات وتشابهات كثيرة يمكن النفوذ منها تقصدا او شبهتا ! ولذلك لا بد من الرجوع الى المختص والثقة كما حال بقية العلوم والامور المهمة في الدين والحياة .
ولا يظن البعض ان عنوان الجهل هنا محله فقط ساحة البسطاء من الناس ، بل له مراتب تصاعدية تزداد مع دقة الشبهات حتى لعله يقع في الجهل والاستعجال من هو في الظاهر مؤمن متنزن مثقف دينيا . ومن هنا - هذه دعوة عامة للتثقف مهدويا وذلك بالاطلاع على بحوث الباحثين المهدويين وعلى الاقل التركيز على اساسياتها ، وكذلك دعوة الى تفعيل الثقافة المهدوية في المجتمع من خلال الخطباء حيث مازالت المسالة فيها تقصير كبير بالقياس ، فتأمل
2- وضوح الحق وآياته : فلا يظن او يشك احد في ان يوم الظهور وارهاصاته مسئلة عابرة او اعتيادية او مختلطة بالشبهات تجعل الناس حيارى ، وقد تكفل الله بها وآياتها . وتذكر بعض الروايات ان الامام الحجة ع بعد ظهوره وخروجه على اثر العلامات الكونية والاعجازية الباهرة والعديدة ، تخرج على يديه كل ما خرج على ايدي الانبياء والرسل السابقين من معاجز الى قومهم / المعنى
لذلك فالقضية واضحة كوضوح الشمس في وسط النهار لاثبات الحق وتثبيت الحجة على الخلق من الله تعالى .
3- لا تكفي حسن النية : فالقضية المهدوية بكبير اهميتها وخطورتها وحساسيتها ، تحتاج الى اختصاصيين للبت فيها ( إنْ استطاعوا بتوفيق الله تفسير الروايات وحل الغازها وربط معلوماتها لاستحصال ثمراتها ، وسط مشاكل بحثية متعددة )
ولذلك محاولات من يريد الدخول في هذا المجال البحثي المهم والخطير ليس سليم العاقبة للجميع اذا لم تتوفر الارضية العلمية المناسبة والحذر والدقة بعد ذلك .
والسلام عليكم
الباحث الطائي
تعليق