بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يعتبر مجلس المأمون الذي عقده للمناظرة بين الإمام الرضا عليه السلام وبين علماء الأديان والمذاهب، مجلساً فريداً حيث لم ينعقد مجلس مثله من ظهور الإسلام الى غيبة ولي الأمر أرواحنا فداه ! فلم يحدث أن جمع رئيس أقوى دولة كل القدرات العلمية على وجه الأرض ، وعرضوا قوتهم في مناظرة مع إمام معصوم عليه السلام !
لقد استعمل المأمون كل ما أوتي من دهاء وشيطنة ليحرج الإمام الرضا عليه السلام ويغلبه ولو واحد من أولئك العلماء فباؤوا جميعاً بالفشل!
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته
يعتبر مجلس المأمون الذي عقده للمناظرة بين الإمام الرضا عليه السلام وبين علماء الأديان والمذاهب، مجلساً فريداً حيث لم ينعقد مجلس مثله من ظهور الإسلام الى غيبة ولي الأمر أرواحنا فداه ! فلم يحدث أن جمع رئيس أقوى دولة كل القدرات العلمية على وجه الأرض ، وعرضوا قوتهم في مناظرة مع إمام معصوم عليه السلام !
لقد استعمل المأمون كل ما أوتي من دهاء وشيطنة ليحرج الإمام الرضا عليه السلام ويغلبه ولو واحد من أولئك العلماء فباؤوا جميعاً بالفشل!
وقد وررد في الحديث القدسي الذي أهداه جبرئيل عليه السلام مكتوباً على لوح الى الصديقة الكبرى فاطمة عليها السلام فيه أسماء الأئمة من ولدها عليهم السلام ، ورد وصف المأمون بأنه: عفريت مستكبر ! (الكافي ج1ص527) ، والعفريت أطلق في القرآن في قصة سليمان عليه السلام على ذلك الجني الذي كان في مقابل وصي سليمان الذي عنده علمٌ من الكتاب: قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلأ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ. قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ. قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ. ( سورة النمل:38-40).
والتعبير عن المأمون بعفريت يدل على أنه جمع القدرة والشيطنة، مع تكبره وتنمرده !
إن ابتلاء كل معصوم بحاكم عصره يتم بقانون للإبتلاء حسب خصائص ذلك العصر والإمام وعلى هذا الإمتحان الرباني يبتني مقام الإمام ودرجته عليه السلام !
كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في وصف الإمام الرضا عليه السلام قولها: (يخرج رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين عليه السلام إلى أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريباً. من زاره عارفاً بحقه أعطاه الله عز وجل أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل). (من لايحضره الفقيه:2/583، وعيون أخبار الرضا:1/285).
وروى حمزة بن حمران قال: (قال أبو عبدالله عليه السلام : يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس، من زاره إليها عارفاً بحقه أخذته بيدي يوم القيامة فأدخلته الجنة، وإن كان من أهل الكبائر. قال: قلت جعلت فداك وما عرفان حقه؟ قال: يعلم أنه إمامٌ مفترض الطاعة شهيد. من زاره عارفاً بحقه أعطاه الله تعالى أجر سبعين ألف شهيد ممن استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على حقيقة) (من لايحضره الفقيه :2/584، وعيون أخبار الرضا عليه السلام :1/289 ) (1)
وإن كان من أهل الكبائر.. هذا تعبير عجيب يدل على مقام الإمام الرضا عليه السلام ومقام زواره ! والكلمة المحيرة أكثر بعده: أجر سبعين ألف شهيد..الخ! حيث أن المستشهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منهم شهداء على المعنى الحقيقي، ومنهم شهداء على المعنى المجازي ، وزائر الإمام الرضا عليه السلام له أجر سبعين ألف شهيد حقيقي !!
إن فرق الإكسير عن الكيمياء كما يقول القدماء ، أن الكيمياء مادة تُحول المعدن الى ذهب، لكن الإكسير مادة تغير طبيعة المواد الأخرى وتعطيها خصائص الإكسير ! والإنسان إذا وصل الى مرحلة من النجاح في الإمتحان الإلهي الذي قرره الله له واختصه به ، يصبح مثل الإكسير بحيث لو تحركت شفتا إنسان عند قبره ينتقل أثر الإكسير عبر ضريحه اليه ، فيُحدث انقلاباً في روح الزائر ، ويصير شهيداً مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بدر !
إن ذلك من تأثير الإمام فيمن يزوره، وخاصية إكسيره التي أثرت في زائره!
فماذا فعل الإمام الرضا عليه السلام حتى وصل الى هذه الدرجة ؟
لقد عَبَرَ امتحانات ربه ، ومنها ابتلاؤه بذلك العفريت المستكبر ! وتحمل في جميع تلك الشدائد وصبَر ، حتى تعجبت الأنبياء عليهم السلام من صبره !
وماذا عسانا عرفنا عن الإمام الرضا عليه السلام : عن شخصيته، وكيف عاش ، وكيف كان يمضي نهاره وليله؟ وكيف امتحنه الله، ونجح في الإمتحان؟!
عندما أهدى قميصه الى دعبل قال له: إحتفظ بهذا القميص، فقد صليت فيه ألف ليلة ألف ركعة ، وختمت فيه القرآن ألف ختمة . (أمالي الطوسي ص359 ) (2)
وكان يختم القرآن في ثلاثة أيام، لكن كيف ؟ لا يمر بآية حتى يرى جوانبها وأطرافها ، وسبعة أعماقها ، ويستخرج من جواهرها ولآليها !
هذا عمله اليومي عليه السلام ، وعندما ابتلي بولاية العهد للمأمون كان مجلسه ينعقد كل يوم ، ويواجه أنواع الأحداث والمؤامرات !
ذات يوم قرر المأمون أن يجمع كيده فيجمع له (السحرة)من العلماء والمفكرين من أقطار الدنيا ليناظروه ويفحموه ! وخطط لذلك واستعمل فنون دهائه، وأنواع سلطته، وبريق ذهبه! (أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق(رئيس الأساقفة)ورأس الجالوت (عالم اليهود) ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر( عالم المجوس وقيل عظماء الهنود ) وأصحاب زردهشت (زرادشت) ونسطاس الرومي (عالم بالطب) والمتكلمين (الفلاسفة وعلماء المذاهب الإسلامية) ليسمع كلامه وكلامهم، فجمعهم الفضل بن سهل ثم أعلم المأمون باجتماعهم ! ) (عيون أخبار الرضا عليه السلام :2/139)
تعليق