إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

خصال وفضائل الامام محمد الباقر عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خصال وفضائل الامام محمد الباقر عليه السلام

    كانت ملامح الإمام محمّد الباقر عليه السلام كملامح رسول الله صلى الله عليه وآله وشمائله وكما شابه جده النبيّ صلى الله عليه وآله في معالي أخلاقه التي امتاز بها على سائر النبيين فقد شابهه في هذه الناحية أيضاً. ووصفه بعض المعاصرين له فقال: إنه كان معتدل القامة اسمر اللون رقيق البشرة له خال، ضامر الكشح، حسن الصوت مطرق الرأس. ذكاؤه المبكر : وكان عليه السلام في طفولته آية من آيات الذكاء حتى أن جابر ابن عبد الله الانصاري على شيخوخته كان يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه... وقد بهر جابر من سعة علوم الإمام ومعارفه وطفق يقول:«يا باقر لقد اُوتيت الحكم صبياً». وقد عرف الصحابة ما يتمتع به الإمام منذ نعومة أظفاره من سعة الفضل والعلم الغزير فكانوا يرجعون إليه في المسائل التي لا يهتدون إليها ويقول المؤرخون ان رجلاً سأل عبد الله بن عمر عن مسألة فلم يقف على جوابها فقال للرجل: اذهب إلى ذلك الغلام ـ وأشار الى الإمام الباقر ـ فاسأله، وأعلمني بما يجيبك فبادر نحوه وسأله فأجابه عليه السلام عن مسألته وخف الى ابن عمر فاخبره بجواب الإمام، وراح ابن عمر يبدي اعجابه بالإمام قائلاً: «انهم أهل بيت مفهّمون». لقد خص الله أئمة أهل البيت عليهم السلام بالعلم والفضل، وزوّدهم بما زوّد أنبياءه ورسله من الفهم والحكمة حتّى أنه لم يخف عليهم جواب مسألة تعرض على أحد منهم، ويقول المؤرخون ان الإمام كان عمره تسع سنين وقد سئل عن أدق المسائل فأجاب عنها. وبدت على ملامح الإمام عليه السلام هيبة الأنبياء ووقارهم، فما جلس معه أحد إلا هابه واكبره وقد تشرف قتادة وهو فقيه أهل البصرة بمقابلته فاضطرب قلبه من هيبته وأخذ يقول له:«لقد جلست بين يدي الفقهاء وأمام ابن عباس فما اضطرب قلبي من أي أحد منهم مثل ما اضطرب قلبي منك». فضائل الإمام محمّد الباقر عليه السلام لقد توفرت في شخصية الإمام أبي جعفر عليه السلام جميع الصفات الكريمة التي أهّلته لزعامة هذه الأمة.
    حيث تميّز هذا الإمام العظيم بمواهبه الروحية والعقلية العظيمة وفضائله النفسية والأخلاقية السامية ممّا جعل صورته صورة متميّزة من بين العظماء والمصلحين، كما تميّز بحسبه الوضّاح، بكل ما يمكن أن يسمو به هذا الانسان.
    ولقد احتاط النبي
    صلى الله عليه وآله
    كأشد ما يكون الاحتياط في شأن أمته، ولم يرض أن تكون في ذيل قافلة الأمم والشعوب، فقد أراد لها العزّة والكرامة، وأراد أن تكون خير أمة أخرجت للناس، فأولى مسألة الخلافة والامامة المزيد من اهتمامه، ونادى بها اكثر من أية قضية اُخرى من القضايا الدينية لأ نّها القاعدة الصلبة لتطور أية اُمة في مجالاتها الفكرية والاجتماعية والسياسية، وقد خصّ بها الأئمة الطاهرين من أهل بيته الذين لم يخضعوا في أي حال من الأحوال لأية نزعة مادية، وإنما آثروا طاعة الله ومصلحة الاُمة على كل شيء.
    وكان الإمام محمّد بن علي الباقر
    عليه السلام
    جامعاً للكمالات الانسانية في سيرته وسلوكه، فكان أهلاً للإمامة الكبرى بعد أبيه زين العابدين.
    وما دوّنته كتب التاريخ من فضائله الجمّة هي غيض من فيض، ونشير إلى شيء يسير منها تباعاً:
    حلمه كان الحلم من أبرز صفات الإمام أبي جعفر عليه السلام فقد أجمع المؤرخون على أنه لم يسيء الى من ظلمه واعتدى عليه، وانما كان يقابله بالبر والمعروف، ويعامله بالصفح والاحسان، وقد رووا صوراً كثيرة عن عظيم حلمه، كان منها:
    1 ـ إن رجلاً كتابياً هاجم الإمام عليه السلام
    واعتدى عليه، وخاطبه بمرّ القول:
    « أنت بقر ! » فلطف به الإمام، وقابله ببسمات طافحة بالمروءة قائلاً:
    «
    لا أنا باقر
    ».
    وراح الرجل الكتابي يهاجم الإمام قائلاً : « أنت ابن الطبّاخة ! »
    فتبسّم الإمام، ولم يثره هذا الاعتداء بل قال له: «
    ذاك حرفتها
    ».
    ولم ينته الكتابي عن غيّه، وإنما راح يهاجم الإمام قائلاً: « أنت ابن السوداء الزنجية البذية! »
    ولم يغضب الإمام
    عليه السلام ، وإنما قابله باللطف قائلاً : « إن كنت صدقت غفر الله لها، وإن كنت كذبت غفر الله لك
    ».
    وبهت الكتابي، وانبهر من أخلاق الإمام
    عليه السلام
    التي ضارعت أخلاق الأنبياء. فأعلن إسلامه واختار طريق الحق.
    2 ـ
    ومن تلك الصور الرائعة المدهشة من حلمه: أن شامياً كان يختلف إلى مجلسه، ويستمع إلى محاضراته، وقد أعجب بها، فأقبل يشتدّ نحو الإمام وقال له: يا محمّد إنما أغشى مجلسك لا حبّاً مني إليك، ولا أقول: إن أحداً أبغض إليَّ منكم أهل البيت، واعلم أن طاعة الله، وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكني أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ، فإنّما اختلف إليك لحسن أدبك !! .
    ونظر إليه الإمام
    عليه السلام بعطف وحنان، وأخذ يغدق عليه ببرّه ومعروفه حتى تنبّه الرجل وتبين له الحق، وانتقل من البغض الى الولاء للإمام عليه السلام
    ، وظلّ ملازماً له حتى حضرته الوفاة فأوصى أن يصلي عليه.
    وحاكى الإمام الباقر
    عليه السلام بهذه الأخلاق الرفيعة جدّه الرسول صلى الله عليه وآله الذي استطاع بسموّ أخلاقه أن يؤلّف بين القلوب، ويوحّد بين المشاعر والعواطف ويجمع الناس على كلمة التوحيد بعد ما كانوا فرقاً وأحزاباً.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X