إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حبُّ الحسين عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حبُّ الحسين عليه السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته




    وكما علَّم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين حبَّ عليّ عليه السلام ركَّز في تعليمه على حبِّ سبطه الحسين فكان يقول صلى الله عليه وآله وسلم على مسامع المسلمين: "حسين منّي وأنا من حسين، أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً".
    واللّافت في هذا الحديث هو قول النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم "وأنا من حسين"، فكون الحسين عليه السلام من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم أمر طبيعي، ولكن كيف يكون النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم من الحسين عليه السلام ؟ إنّه صلى الله عليه وآله وسلم يشير إلى المهمّة الإلهيّة الكبرى للحسين عليه السلام في كربلاء والتي من خلالها حافظ على الإسلام، لذا عقَّب الكلام بقوله: أحبَّ الله من أحبَّ حسيناً، من هنا واصل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم تعليم المسلمين حبَّ الحسين عليه السلام فكان يقول لهم: "من أحبَّ أن ينظر إلى أحبِّ أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى الحسين عليه السلام ".
    وكان صلى الله عليه وآله وسلم يأخذ بيد سبطه الحسين عليه السلام ويقول: "أيّها الناس، هذا الحسين بن علي فاعرفوا، فوالذي نفسي بيده إنّه لفي الجنّة، ومحبّيه في الجنّة، ومحبّي محبّيه في الجنّة".
    مظاهر حبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للحسين عليه السلام
    لم يكن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يدعو إلى حبّ الحسين عليه السلام بلسانه فقط، بل كان المسلمون يرون منه حبّاً كبيراً لسبطه الحسين عليه السلام، فكان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يصلّي بالناس جماعةً والحسين الطفل يركب ظهره ثمّ يُنزلُه النبيّ ثم يرجع إلى ركوب ظهره ثمّ ينزله النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم بوداعته الحنونة إلى أن ينهي الصلاة، وقد أثَّر هذا المشهد بأحد اليهود حينما رأى ذلك فأعلن إسلامه.
    وفي ذات مرّة كان النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم يخطب على المنبر، إذ خرج الحسين عليه السلام فوطى‏ء في ثوبه فسقط فبكى، فنزل النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر وضمَّه إليه . ورأى المسلمون النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يحبو للحسن والحسين وهما على ظهره وهو يقول: "نِعْمَ الجملُ جملُكما، ونِعْمَ العِدْلانِ أنتما".
    وتُحدّثنا أمُّ سلمة أنّها رأت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يُلبس ولده الحسين عليه السلام حلَّة ليست من ثياب الدنيا، فقالت له: يا رسول الله، ما هذه الحلَّة؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "هذه هدية أهداها إليَّ ربِّي للحسين عليه السلام، وإنّ لُحمتها من زغب جناح جبرئيل، وها أنا أُلبسه إيّاها، وأزيّنه بها، فإنَّ اليوم يوم الزينة وإنّي أحبُّه".
    إبراهيم عليه السلام فداء الحسين عليه السلام
    وفي قصّة رواها أحد الصحابة ترسم حبّ النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم للحسين عليه السلام بأسمى وأرقى حبّ عرفته البشريّة، فقد روى هذا الصحابيُّ أنّه دخل على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم وكان واضعاً الحسين عليه السلام الطفل على فخذه الأيمن وابنه إبراهيم على فخذه الأيسر فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم له: (أتاني جبرائيل من ربي) فقال لي: (يا محمّد إنّ ربك يقرؤك السلام ويقول لك: "لست أجمعهما لك، فافدِ أحدهما بصاحبه، فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى إبراهيم فبكى ثم قال: (إنّ إبراهيم متى مات لم يحزن عليه غيري، وأمّ الحسين فاطمة، وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت إبنتي، وحزن ابن عمّي، وحزنت أنا عليه، وأنا أوثر حزني على حزنهما يا جبرئيل! يُقبض إبراهيم، فديت الحسين بإبراهيم)، فكان إبراهيم فداء الإمام الحسين عليه السلام.
    عشَّاق الحسين عليه السلام
    وعلَّم النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الناس أن يحبّوا حسيناً، وأراد من حبّهم له أن يكون المدخل لولائه وطاعته.
    وأحبَّ الناس الإمام الحسين عليه السلام، لكنّ الكثير منهم لم يحقّقوا غاية حب الحسين عليه السلام، سوى ثُلّة من الناس أحبّوا الحسين عليه السلام كما أراد لهم نبيّ الإسلام... عشقوه في الله، فقدّموا كلّ ما عندهم لأجل الحسين عليه السلام في مرضاة الله تعالى إنّهم أصحاب الحسين عليه السلام في كربلاء الذين وصفهم أمير المؤمنين عليه السلام في نداء الغيب الناظر إلى شهداء كربلاء (مصارع عشّاق شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم مَن بعدهم)... وأيّ عشَّاق هم؟
    ها هو بشر الحضرمي يؤسر ابنه، فيقول له الحسين عليه السلام: "رحمك الله، أنت في حلٍّ من بيعتي، فاذهب وأعمل في فِكاك إبنك"، فأجاب بِشْر: "أكلتني السباع حيًّا إن أنا فارقتك يا أبا عبد الله".
    وها هو عابس بن شبيب الشاكري يقف أمام الإمام الحسين عليه السلام في عاشوراء ويقول له: "ما أمسى على ظهر الأرض قريب ولا بعيد أعزّ منك، ولو قدرت أن أدفع الضيم عنك بشي‏ء أعزّ عليَّ من نفسي لفعلت"، وسار نحو جيش يزيد فأحجم القوم عنه لأنّهم عرفوه أشجع الناس، فصاح عمر بن سعد أرضخوه بالحجارة، فرُمي بها، فلمّا رأى ذلك ألقى درعه ومِغْفرَهُ وشدَّ على الناس وروي أنه قيل له: يا عابس هل جننت؟!! فأجاب: حبُّ الحسين قد أجنَّني.
    الحبّ مدخل العبوديّة
    أراد الله والرسول للمسلمين أن يحبّوا الحسين عليه السلام كحبّ أصحابه له يوم عاشوراء، الحبُّ الذي يكون مدخلاً لطاعة الإمام التي أرادها الله تعالى، ليكون المحبّ بحبِّه عبداً لله يحركّه حبّه نحو العبوديّة وهو مستعدّ للتضحيّة في سبيلها، ولم يرد الله تعالى من حبِّ الحسين مثل حبِّ أهل الكوفة الذين كانوا يحبّونه بقلوبهم لكنّهم سلَّطوا سيوفهم عليه، كانوا يحبّونه، لكنّهم داسوا جسده المبارك بخيولهم، وسبوا نساءه، وسرقوا ماله، وكان بعضهم حين فعل جريمته يبكي، كذلك الرجل الذي كان يسرق ابنة الحسين عليه السلام وهو يبكي فقيل له: لمَ تبكِ؟ فأجاب: كيف لا أبكي وأنا أسرق ابنة ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !!!
    فلنتعلّم من مدرسة عاشوراء كيف نحبّ الحسين حبَّ الولاء والتضحية، حبَّ الطاعة والإلتزام ملبّين دعوة الحبّ الإلهي: ﴿إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾. حتى لا نكون كما قال الشاعر:
    تعصي الإلهَ وأنت تُظهرُ حبَّهُ‏***هذا لَعمرُك في الفعال بديعُ‏
    لو كان حبُّكَ صادقاً لأطعتَهُ‏***إنّ المحبّ لمن يحبُّ مُطيعُ

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X