إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقوف الشعائر الحسينية في وجهة الظلم بين ماضي وحاظر العراق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقوف الشعائر الحسينية في وجهة الظلم بين ماضي وحاظر العراق

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صل على محمد وال محمد
    **********************
    انتشرت مجالس العزاء في العراق وتنوعت، وكان للمنبر الحسيني دوره المتميز والفاعل في تأجيج المشاعر وإلهاب النفوس، وشحذ الهمم والدعوة إلى مقاومة الظلم والعدوان، والثبات أمام كل التحديات.. ولأن الحسين الشهيد (ع) كان وسيبقى يمثل الصراع الدائم بين الحق والباطل كانت المنابر الحسينية وما تزال الهاجس المرعب الذي يقض مضاجع الطغاة والظالمين،ولم تعد مراسم العزاء الحسيني وطقوسه ظاهرة دينية شعائرية فحسب، وإنما غدت ظاهرة اجتماعية سياسية شعبية لها خصوصية وفرادة في العالم الإسلامي.. ولأنها ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بمأساة الطف وبتاريخ الحزن والشهادة اتخذت بمرور الزمن معنى وخصوصية لدى أبناء العراق وسمة من سمات شخصية المسلم في الوسط والجنوب وغدت من أهم التقاليد والموروثات الدينية لديهم..وبسبب إدراكه أهميتها، كونها لعبت وتلعب دوراً هاماً وفعالاً في المعتقدات الروحية للإنسان المسلم، حيث تخلق أجواءً دينية وثقافية يمكن توظيفها اجتماعياً وسياسياً في المناسبات الدينية، عمل الشيخ كاظم السبتي (ت1374هـ) في أواخر القرن الهجري الماضي على وضع منهجية جديدة للمنبر الحسيني لتواكب مسيرة تطوره وتحافظ على خصوصيته.. وذلك بتحديد وتثبيت الأسس المتينة في بناء المدرسة المنبرية الحديثة، ولقي منهجه صدىً طيباً لدى الخطباء..ومنذ احتلال الإنكليز للعراق عام (1917م) تغير الموقف، وحل في نفوس القائمين على المواكب الحسينية الشك والريبة في خطط ونوايا المستعمر، الذي أظهر وجهين متناقضين في آن واحد، ففي الوقت الذي أخمد انتفاضة الشيعة، وثورة العشرين الباسلة، بالحديد والنار وحاصر مدينة النجف، وأعدم قادة الثوار فيها، ونفى آخرين إلى مستعمراته البعيدة، وجد نفسه مضطراً للانحناء أمام العاصفة (اتبع الإنكليز سياسة الترغيب والتحبيب فأخذوا برعاية المواكب الحسينية بصورة خاصة وأجازوا إقامة المآتم والسبايا) .ولم تكن الجماهير الثائرة بحاجة إلى إجازة ورعاية، إذ شهدت مدن العراق الرئيسية وبغداد بالذات قيام مواكب العزاء بوتيرة عالية وثوب جديد.. (وأخذت مواكب العزاء تقيم مراسمها في ساحة الصحن الكاظمي وفي جامع الخلاني ببغداد) إن الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني للعراق كان قد ساعد على رفع روح التضامن والأخوة بين الفرق والطوائف الدينية في العراق وبصورة خاصة بين الشيعة والسنة (بحيث أخذت بعض العوائل السنية تقيم مجالس التعزية في بيوتها) وفي عام (1921م) وعند تأسيس الحكومة العراقية الأولى أعلن يوم عاشوراء عطلة رسمية لأول مرة احتفاءً بذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع) وسمح بإقامة مراسيم العزاء الحسيني..وفي العام (1935م) حاولت الحكومة العراقية منع مواكب العزاء غير أنها فشلت في ذلك فشلاً ذريعاً.. إذ إن وحدة الرأي وتكاتف أنصار الحسين الذين تتلمذوا على يديه، وأخذوا من مدرسته المعين الذي لا ينضب عطاؤه دروس الفداء والاستقامة والصبر والشجاعة، وجعلتهم تواقين إلى الحرية والإباء ولا يخضعون لأي حكم ظالم، أفشلت كل قرارات المنع، وجعلت لواقعة الطف الحضور الدائم في حياة العراقيين الثقافية والاجتماعية والنفسية..إن وجود خطباء من الطراز الأول يعملون على مدار السنة يغذون الأبناء بحب آل البيت (ع) ويذكرونهم بفداحة المصاب وعظم الرزية وبوحشية بني أمية، جعلت من حادثة الطف التاريخية واقعاً حياً ملموساً وكأنها تحدث كل عام، وحفزتهم على الاقتداء بالحسين وأصحابه الذين استشهدوا معه، وعلى استيعاب معاني الثورة الحسينية واستلهام روح النضال والكفاح والتضحية منهم..ولما كان المنبر الحسيني من أهم العوامل المؤثرة في شخصية العراقي، لاستنهاض هممه، إذ وفر للكثير من الشباب والكبار فرصة ذهبية لتلقي الثقافة الدينية والتاريخية وفي إبراز فضائل الأئمة (ع) ومناقبهم، والتذكير بما حل بهم من مآسي والتعرف على أبطال الإسلام وعظماء الرجال، وكان له الفضل الأكبر في حفظ تماسك المجتمع، وإشاعة روح الفضيلة والإصلاح والتقوى في نفوس المسلمين.. كان الواجب يقتضي دائماً التفكير في تطويره ودفعه قدماً إلى الأمام.â*•وفي عام (1965م) حاولت حكومة عبد السلام عارف منع إقامة العزاء الحسيني، ومصادرة كلمة الحسين غير إنها جوبهت بإرادة حديدية وعزيمة قوية، أفشلت خططها، â*•وفي عام (1966م) سمحت حكومة عبد الرحمن عارف بإقامة العزاء الحسيني، وأظهرت تسامحاً في ذلك (وبثت إذاعة بغداد صبيحة يوم عاشوراء نصاً كاملاً لمقتل الحسين (ع) بصوت القارئ الشهيد عبد الزهراء الكعبي في محاولة لاستمالة الجمهور واحتواء مشاعره) .لعب المنبر الحسيني الدور الأبرز في تاريخ العراق الحديث وفي فترات الاضطراب السياسي والقلق الاجتماعي، حيث تدخل الخطباء والجماهير الحسينية في دعم القوى الوطنية الفاعلة، وكذلك الحركات والأحزاب الدينية والسياسية، وكان يحرك الشارع ضد الطغاة من الحكام، لذلك عمل النظام ومنذ سيطرته على الحكم في انقلاب (1968م) على تحدي الشعور الديني والشعبي، وحاول الالتفاف على العزاء الحسيني ومنعه، واتخاذ إجراءات حازمة وقاسية ضد كل من يخالف أوامره، وجرى الضغط على القائمين بمراسيم العزاء وقام بتدابير وإجراءات غاية في الوقاحة والتعسفية لتقييد حريتها، ومنع المسيرات الشعبية، وبلغت ذروتها في عام (1977م) حين تحدت الجماهير أوامر السلطة واتجهت إلى كربلاء مشياً على الأرجل (وسرعان ما تحولت المسيرة إلى تظاهرة شعبية عارمة واصطدمت مع الشرطة، وعندما وصلت المسيرة إلى منتصف الطريق الذي يربط بين النجف وكربلاء اصطدمت بالجنود الذين صوبوا بنادقهم نحوها، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى واعتقال مئات الأشخاص، كما ألقي القبض على عدد من علماء الدين.. ) .ومع كل ما حصل لم يتوقف المنبر الحسيني عن أداء دوره في السنوات السابقة رغم التضييق والحصار وأحكام الإعدام التي طالت العشرات من رجاله.وهكذا انتشرت المنابر الحسينية ولأول مرة في التاريخ بشتى أنحاء المعمورة ابتداءً من استراليا حتى الولايات المتحدة بفضل أبناء الرافدين المهجرين والمهاجرين، وعلى عكس ما سعى يزيد وأئمة الكفر إلى محو صورة آل البيت وطمر تراث الحسين، فبقي وزالوا، ومُدح وذموا.المصادر:*جريدة العرب: 11 محرم - 18ت1/1918م، لمحات اجتماعية: 4/347.*جريدة العرب: 8/10/1919م.*لمحات اجتماعية: 5/173.*دراسات حول كربلاء: إبراهيم الحيدري 167.*العراق: حنا بطاطو 3/405، سنوات الجهر: علي القيم 136
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X