فتحت فاطمة عينيها على سماء انتشرت بها غيمات صغيرة تنطق بحرارة شهر الشهادة إيذانا بدخول محرم الحرام حياتها، وأخذت تلهج بلسانها ما
يجول في خاطرها أنها خيمة، أطفال، نساء وخيول؛ فما أن دخلت أمها حتى تنفست الصعداء بآه قوية أذبلت وردة الصباح النضرة فسألتها: ما
الذي يعكر صفو صغيرتي العزيزة؟ قالت: إني حزينة جداً لما أصاب آل الرسول صلى الله عليه واله في شهر محرم. فإجابتها والدتها: يمكنك
مشاركة مصاب آل الرسول صلى الله عليه واله بحضور مجالس أبا عبد الله الحسين عليه السلام فقد تطوعت خادمة المنبر الحسيني الآنسة نور
بمجالستكم وإقامة عزاء يناسب فطرتكم الصافية، اهتزت فاطمة من فرحتها، واتشحت بالسواد هي ووالدتها وتوجهت إلى المجلس فبدأت الآنسة نور
بالحديث:اليوم سنتحدث عن قصة من قصص طف الإمام الحسين عليه السلام وهي قصة طفلي مسلم بن عقيل عليهما السلام ؛ فقد كان له طفلان
هما إبراهيم ومحمد خرجا مع الركب الحسيني إلى كربلاء وبعد أن قتل عمهما الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام وحين إحراق
الخيم وهجوم الأعداء بالخيل فر الطفلان من الخيام لا يعلمان إلى أين يتجهان وبعد أن وصلا إلى أحد البساتين جلسا إلى النهر يستريحا فراتهما
جارية عطفت عليهما فأخذتهما إلى سيدتها التي أحسنت استقبالهما وخبأتهما عن زوجها الشرير وتشاء الأقدار أن يكشف أمرهما فذهب بهما إلى
اللعين ابن زياد حيث أمر بقطع رأسيهما في قصة مأساوية. وما أن انتهت القصة رأت الآنسة نور بريقاً أخاذاً في تلك العيون البريئة حتى ختمت
مجلسها بتعزية سمع صدى أنامل تلك الفتيات عالياً وكأنهن يعزفن على أوتار الشجن.
نادية حمادة الشمري
تم نشره في المجلة العدد40
تعليق