إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حَراكُ الإمامِ الحُسَينِ – عليه السلام – في الخروجِ إلى الشهادةِ – القِسمُ الخَامس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حَراكُ الإمامِ الحُسَينِ – عليه السلام – في الخروجِ إلى الشهادةِ – القِسمُ الخَامس

    حَراكُ الإمامِ الحُسَينِ – عليه السلام – في الخروجِ إلى الشهادةِ – القِسمُ الخَامِسُ -
    _________________________________________

    لم يقتصر مَنعُ اللعينِ يَزيدَ الإمامَ الحُسَينَ - عليه السلام – مِن الخروجِ إلى العراقِ , على بَعثِ الكُتبِ إلى بعض الصَحابةِ للحيلولةِ دونَ ذلكَ.

    بل أمرَ زُمَره المُسلَّحة مِنْ الشَرطةِ في مكةَ بمنعِ الإمامِ الحُسَينِ بالقوة .


    ( و لمّا خَرَجَ الحُسَينُ مِن مكةَ اعترضه صاحبُ شَرطةِ أميرها ،

    عمرو بن سعيد بن العاص في جماعةٍ من الجند ، فقال :

    إنَّ الأميرَ يأمركَ بالانصرافِ ، فانصرفْ ، و إلاَّ مَنعتكَ .

    فامتنعَ عليه الحُسَينُ ، وتدافع الفريقان ، واضطربوا بالسياطِ .

    وبلغَ ذلك عمرو بن سعيد ، فخافَ أنْ يتفاقمَ الأمرُ ، فأرسلَ إلى صاحبِ شَرطهِ ،يأمره بالانصرافِ )

    : الأخبارُ الطوالُ , ابن قتيبة الدينوري,ص244.



    ورغمَ المُحاولاتِ الأمويةِ اليزيدية المُسلَّحَةِ لِمنعِ الإمام الحُسَين – عليه السلام – مِن مواصلةِ الخروجِ إلى العراقِ ,

    إلاَّ أنّه قد استمرَ في خروجه ولم يعبأ بالمانعين أبدا ,وأبى إلاّ أنْ يمضيَ .


    ( ثم أقبلَ الحُسَينُ يَسيرُ نحو الكوفة فانتهى إلى ماءٍ من مياه العرب فإذا عليه عبد الله بن مطيع , فلما رآه قامَ إليه فقال بأبي أنتَ وأمي

    يا ابن رسول الله ! ما أقدمكَ ؟ فاحتمله فأنزله فأخبرهُ الحُسَين فقال له عبد الله :

    فو اللهِ لئن طلبتَ ما في أيدي بني أمية ليقتلنكَ ولئن قتلوكَ لا يهابون بعدك أحدا أبدا , فلا تفعل ولا تأتِ الكوفةَ ولا تعرِّضَ نفسكَ لبني أمية

    فأبيَ – الحُسَينُ - إلاَّ أنْ يمضي .............


    وأتاه خَبرُ قَتلِ مُسلم بن عقيل بالثعلبية فقالَ له بعضُ أصحابهِ

    ننشدكَ اللهَ إلاَّ رجعتَ مِن مكانكَ , فإنه ليسَ لكَ بالكوفة ناصرٌ و لا شيعةٌ بل نتخوفَ عليكَ أنْ يكونوا عليكَ فوثبَ بنو عقيل

    وقالوا واللهِ لا نبرحَ حتى يُدركَ ثأرنا أو نذوقَ كما ذاقَ مُسلم ,
    فقال الحُسَين لا خيرَ في العيشِ بعدَ هؤلاءِ )


    : الكامل في التاريخ , ابن الأثير ,ج4,ص43.


    ولقد كانَ يزيدُ اللعينُ يعلمُ واقعاً إيمانَ الشيعةِ بإمامها الحُسَينِ المعصومِ , وإنْ خذله العامةُ منهم بسببِ البطشِ والقتلِ ولكن للعقيدة أحكامها وقتَ الضرورة وساعةِ الصفرِ .

    وحتى كتبَ إلى َ ابن زياد اللعينِ كتاباً يأمره بدخولِ الكوفةِ مُتنكراً بزي الإمامِ الحُسَينِ وهذا ما جاءَ طبقَ حُسبانٍ كبيرٍ لكلِّ واردٍ وشاردٍ من لدنِ مُستشاريه اليهودِ كسرجون آنذاك .


    ( فأمرَ – يزيدُ اللعينُ عبيدَ الله بن زياد بالتجهيزِ من وقته والمَسيرِ إلى الكوفةَ مِن الغدِ ، ثم خرجَ من البصرةَ فاستخلفَ أخاه عثمان

    وأقبلَ إلى الكوفة ومعه مُسلم بن عمرو الباهلي ، وشريك الأعور الحارثي ، وحشمه وأهل بيته حتى دخل الكوفة ، وعليه عمامةُ سوداءٌ وهو مُتلثِّمٌ ،

    والناسُ قد بلغهم إقبالِ الحُسَين - عليه السلام - إليهم فهم ينتظرون قدومه فظنوا حين رأوا عبيدَ الله بن زياد , أنه الحُسَين فأخذَ لا يمرُّ
    على جماعةٍ مِن الناسِ , إلاّ سلموا عليه وقالوا مرحباً بابن رسول الله

    قَدمتَ خيرَ مَقدمٍ , فرأى مِن تباشرهم بالحُسَينِ ما ساءه ،

    فقال مُسلم بن عمرو : ولما كثروا قُلتُ تأخروا هذا الأميرُ عبيدُ الله بن زياد ، وسارَ حتى وافى القصرَ في الليل ومعه جماعةٌ
    قد التقوا به )

    : روضةُ الواعظين , الفتّالُ النيسابوري ,ص174.



    وما أنْ علِمَ عُبيدُ اللهِ بن زياد (ابن مرجانة) بعد دخوله الكوفةَ والسيطرة عليها بالقوة والإرهابِ , بإقبالِ الإمامِ الحُسَينِ – عليه السلام –


    إلى العراقِ حتى بعثَ صاحبَ شَرطهِ الحُصين بن نُمير إلى موضِع القادسية ليحولَ دون وصولِ الإمام - عليه السلام – إلى الكوفةِ و لو بالقوةِ .


    قال أبو مخنفُ الأزدي :

    ( حدثني يونس بن أبي إسحاق السبيعي , قال : ولمّا بلغَ عبيدُ اللهِ إقبالَ الحُسَينِ من مكةَ إلى الكوفةِ

    بَعثَ الحُصينَ بن نمير صاحبَ شَرطهِ حتى نَزلَ القادسيةَ ونظمَ الخيلَ

    ما بين القادسيةِ إلى خفانِ ، وما بين القادسيةِ إلى القطقطانة والى لعلع

    وقال الناسُ هذا الحُسَينُ يُريدُ العراقَ )

    : مَقتَلُ الحُسَين ,أبو مخنف الأزدي ,ص71.



    وبعد ذلك بدأَ اللعينُ ابن زياد يبعثُ الجيشَ بعدَ الجيشِ لئلاّ يصلَ الإمامُ الحُسَينُ – عليه السلام –

    إلى الكوفةِ وشيعته وأنصاره
    ويحسِمُ الموقفَ لصالحه .


    ( وذكروا أنَّ عُبيدَ الله بن زياد ، بعثَ جيشاً أمرَ عليهم عمرو بن سعيد وقد جاءَ الحُسَينَ الخَبرُ

    ، فلقيه الجيشُ على خيولهم بوادي السباعِ ، فلقوهم وليس معهم ماءٌ , فقالوا : يا بن بنت رسول اللهِ

    اسقنا .

    قال : فأخرجّ لكلِّ فارسٍ صحفةٍ مِن ماءٍ ، فسقاهم بقدرِ ما يمسك
    برمقهم .

    ثم قالوا : سر يا بن بنت رسول الله ، فما زالوا يرجونه ، وأخذوا به على الجرفِ حتى نزلوا بكربلاء ،

    فقالَ الحُسَينُ : أيُّ أرضٍ هذه ؟ قالوا : كربلاء ،

    قال : هذا كَربٌ وبلاءٌ .

    قال : فنزلوا وبينهم وبين الماء ربوة ، فأراد الحُسَينُ وأصحابه الماءَ فحالوا بينهم وبينه )

    : الإمامةُ والسياسةُ , ابن قُتيبة الدينوري ,ج 2,ص11.



    وهناكَ ثمةَ نظرٍ وتحليلٍ في إشكاليات الواقع الموضوعي آنذاكَ يشي إلى أنّ سببَ المنعِ الشديدِ مِن وصولِ الإمامِ الحُسَينِ فعلاً إلى الكوفةِ

    هو خوفُ الطاغيةِ ابن زياد (الدّعي ) مِن انقلابِ الحالِ عليه رغمَ النكوصِ والخذلان الذي حلّ بالكوفة وأهلها وجهةَ النصرةِ والتأييد

    لقدوم
    الإمام الحُسَينِ إليها , ذلك لأنَّ الإمامَ الحُسَينَ (روحي فداه ) ليس كمثلِ مُسلِم بن عقيل

    وإنْ كان مُسلمُ لم يقصّر في مَهمته النهضوية ضد بني أمية و زمرها في الكوفة .


    ( فعلمنا أنّه – الإمام الحُسَين - قد عزمَ رأيه على المَسيرِ ،
    فقلنا له : خارَ اللهُ لكَ .

    فقال : ( رحمكما الله ) . فقالَ له أصحابه :

    إنّكَ واللهِ ما أنتَ مثلُ مُسلمِ بن عقيل ، ولو قدمتَ الكوفةَ لكانَ الناسُ إليكَ أسرعُ , فسكتَ ثم انتظرَ حتى إذا كان السحرُ قال لفتيانه وغلمانه :

    أكثروا من الماء فاستقوا وأكثروا ثم ارتحلوا ، فسارَ حتى انتهى
    إلى - زبالة - موضعٌ بطريق مكة من الكوفة – انظر ,مُعجمِ البلدان , الحموي ,ج3,ص129. )


    : الإرشادُ , المُفيدُ ,ج2 , ص75.



    ولذلك الأمرُ الخطيرُ الذي كان يدركه ابن زياد اللعين من إمكانِ تغيِّر الحال ضده بقدوم الإمامِ الحُسَين – عليه السلام – فعلاً إلى الكوفة


    ما برِحَ العَجلةَ في قتالِ وقَتلِ الإمام المعصوم – روحي فداه – إرضاءً لرغبةِ الشيطان اللعينِ يزيدَ عدو اللهِ في أرضه .


    ( وكانَ عُبيدُ اللهِ بن زياد في كلِّ وقتٍ يبعثُ إلى عمر بن سعد ويستعجله في قِتالِ الحُسَين

    ، قال : والتَأمَتْ العساكرُ إلى عمر بن سعد لستٍ مَضينَ مِن المُحرمِ )


    : الفتوحُ , ابن أعثم الكوفي ,ص90.





    -للبحثِ تكملةٌ ستتبعُ بتوفيق اللهِ تعالى وعنايته – في القسمِ السادسِ -

    ________________________________________________


    مُرتضى علي الحلِّي - النجفُ الأشرفُ


    ____________________________________________


    اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اَبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الاَْرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ

    عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللهِ اَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ

    وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ ،

    اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى اَوْلادِ الْحُسَيْنِ

    وَعَلى اَصْحابِ الْحُسَيْنِ.

    ________________________________________________

    ربيِّ عجّل لوليكَ الإمام المَهدي الفرجَ في العالمين من قريب


    وانصر واحفظ جُندكَ وحشدكَ المُقاوم في الميدان يا اللهُ

    ________________________________________________


    السادسُ من مُحرّمٍ الحَرامِ – 1437 هجري .


    - الثلاثاء - 20 – 10 -2015 م .


    ________________________________________________

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X