إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كربلاء فوق الشبهات -7- آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كربلاء فوق الشبهات -7- آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي

    كربلاء فوق الشبهات -7-
    آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
    الخرافات والأساطير في عاشوراء
    الأساطير والحقائق في عاشوراء:
    قد نسب إلى الشهيد السعيد العلامة الشيخ مرتضى مطهري: أنه ساق طائفة من الموارد التي اعتبرها مصنوعة وموضوعة، أضيفت إلى تاريخ عاشوراء بعد أن لم تكن، وحين تتبعناها، وجدنا أن القسم الأعظم منها لا يمكن قبول هذا الحكم القاسي عليه..
    ونستطيع أن نقسم ما نسب إليه «رحمه الله» إلى أقسام ثلاثة، هي:
    1ـ ما هو مكذوب بالفعل، مما يرتبط بالسيرة الحسينية، ويتحدث عن أحداث كربلاء، أو عن ما يتصل بها من المبدأ إلى المنتهى..
    2ـ ما لا يصح الحكم عليه بأنه مكذوب من تلك الأحداث العاشورائية، أو ما يتصل بها، مما سبقها ولحقها..
    3ـ ما لا يرتبط بأحداث عاشوراء، ولا يتعرض لما سبقها ولحقها في شيء، وإنما هي أمور يدّعى أنها حصلت بعد عشرات السنين، قد يكون منها السليم والسقيم، سواء أكان يدخل في نطاق الكرامات، أو المنامات، أو الأحداث أو غيرها، مثل قصة قاطع الطريق ومنامه حول غبار زوار الإمام الحسين «عليه السلام»، وما أشبهها من قصص وحكايات.
    ولا يعنينا هنا هذا القسم الأخير في شيء، ولا يهمنا تمييز الصحيح منه من غير الصحيح، والحقيقة من الأسطورة فيه.
    أما القسمان الأولان فنحن نختصر الحديث عن كل واحد منهما بطريقة واضحة وصريحة، تضع النقاط على الحروف، فنقول:
    القسم الأول:
    المكذوب والمختلق:
    إن عدداً من تلك الموارد التي أشار اليها الشهيد المطهري «رحمه الله» ـ على ما نسب إليه في الملحمة الحسينية ـ هي أشبه بالقصص التي تنتجها أوهام الكذابين، حينما يتبارون فيما بينهم في مجال اجتراح حكايا التضخيم و التهويل لغرض التسلية، والتباهي الفارغ..
    وهي قصص قاصرة عن أن تصبح تاريخاً يألفه العقلاء، أو يُدخِلها الكتّاب والمؤلفون ولو في دائرة الاحتمالات البعيدة لتشكلات عناصر الحدث التاريخي..
    وقد نسب إلى الشهيد السعيد أنه ذكر طائفة من هذا القسم، وأنه قد أقام الدنيا، ولم يكد يقعدها في هجمات صاعقة ماحقة، تثير رياحاً عاصفة هوجاء، وأجواء محمومة ومخيفة..
    مع أن الأمر أبسط من ذلك، فإن أكثر هذه الأكاذيب لا يمكن أن يدخل في وجدان أو في عقل أي إنسان، مهما كان أمياً وجاهلاً، وحتى ساذجاً أيضاً..
    وبعضها الآخر: يكتشِف زيفه أيٍ كان من الناس بأدنى مراجعة للكتب الحديثية والتاريخية..
    وهذه الموارد هي التالية:
    1ـ إن طول رمح سنان بن أنس لعنه الله، والذي يقال أنه هو الذي احتز رأس الإمام الحسين «عليه السلام»، ستون ذراعاً، وأن هذا الرمح قد بعثه الله إليه من الجنة..(1).
    2ـ إن عدد الذين حاربوا الإمام الحسين «عليه السلام» كان ست مئة ألف من الخيالة، ومليوناً من المشاة..(2).
    أو أن عددهم ثمان مئة الف(3).
    وأن الإمام الحسين «عليه السلام» قد قتل منهم ثلاث مئة ألف، وقتل العباس منهم خمسة وعشرين ألفاً(4).
    وفي حديث آخر لهم: أن الإمام الحسين «عليه السلام» قد قام بعدة حملات، يقتل في كل حملة منها عشرة آلاف(5).
    مع أن النص التاريخي المعتمد يقول: إن عدد جيش يزيد لعنه الله كان ثلاثين ألفاً(6) أو ثمانين، أو مئة ألف في أكثر الروايات(7).
    كما أن المسعودي في إثبات الوصية يقول: إن من قتلهم الإمام الحسين «عليه السلام» بيده هم 1800 رجل، وذكر محمد بن أبي طالب أن عددهم هو 1950رجلاً(8).
    3ـ إن هاشم المرقال قد حضر واقعة كربلاء(9).
    ومن الواضح: أن هاشماً «رحمه الله» قد استشهد في حرب صفين التي سبقت واقعة كربلاء بنيف وعشرين سنة.
    وإن كنا نحتمل أن يكون ثمة سقط من الرواية، بحيث يكون الحاضر في كربلاء هو أحد ابنائه. فسقط المضاف، وبقي المضاف إليه. والإسقاط في الروايات يحصل بكثرة، ولكن قولهم إن لحربته ثمانية عشر شقاً يبقى بلا معنى مفهوم.
    4ـ عرس القاسم(10) فإنه أيضاً من الأمور التي قد لا نجد لها مبرراً مقبولاً أو معقولاً.
    5ـ ان طول يوم عاشوراء (70) ساعة(11) حيث يمكن عدّ هذا الأمر من هذا القسم أيضاً.
    6ـ وقد تكون قصة ترتيب الإمام السجاد «عليه السلام» لأحذية الحاضرين في مأتم الإمام الحسين «عليه السلام» من هذا القبيل كذلك(12).
    النتيجة:
    فتلاحظ قارئي العزيز: أن عدد ما يصح اعتباره مكذوباً مما يتصل بأحداث عاشوراء، وما سبقها وما لحقها مما يرتبط بهذا الحدث العظيم.. لم يتجاوز الستة موارد، بل هو قد لا يصل إليها، ما دام أن بعضها لا يستحيل ثبوته وإثباته. إذا توفرت المرونة العلمية اللازمة لذلك.
    ---
    ( 1) الملحمة الحسينية ج1 ص21.
    ( 2) راجع الملحمة الحسينية ج1 ص34 وج3 ص239 و248.
    ( 3) المصدر السابق ج3 ص239.
    ( 4) المصدر السابق ج1 ص21 و22 وج3 ص254 عن اللؤلؤ والمرجان ص195.
    ( 5) المصدر السابق ج3 ص246 عن اللؤلؤ والمرجان ص92.
    ( 6) راجع: مقتل الحسين للمقرم ص240 عن آمالي الصدوق.
    ( 7) راجع: مقتل الحسين للمقرم ص239 و240 متناً وهامشاً.
    ( 8) الملحمة الحسينية ج3 ص254 عن اللؤلؤ والمرجان ص195.
    ( 9) الملحمة الحسينية ج3 ص236 و247 و239. وراجع ج1 ص21 وعن اللؤلؤ والمرجان ص163.
    ( 10) راجع: المصدر السابق ج1 ص20 و42 ج3 ص239 و254 عن اللؤلؤ والمرجان ص193.
    ( 11) الملحمة الحسينية ج3 ص248 وراجع: ص239 عن اللؤلؤ والمرجان ص168.
    ( 12) الملحمة الحسينية ج3 ص252.


    ‫#‏آية_الله_المحقق_السيد_جعفر_مرتضى_العاملي‬

    عليّ مع الحق
    والحقّ مع عليّ،
    يدور معه حيثما دار

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X