تويت
مراسم عاشوراء - شبهات وردود -5-
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
وبعد ما تقدم نقول:
العقلاء واحتمالات الضرر:
إننا قبل كل شيء نبذل محاولة للدخول إلى السلوك العام للعقلاء حين يواجهون المخاطر، بهدف أن نتلمس تنوعاً يفيد في إعطاء صورة عن جهات البحث وموارده، فنقول:
إن هناك الكثير من الموارد التي يحتمل فيها الهلاك، لكن العقلاء يقدمون عليها، من سنن الحياة فيهم التي لم يمنع عنها الشارع، بل عمل على تنظيمها، والحفاظ عليها..
ومن تلك الموارد التي أجازها نذكر:
حمل المرأة مع احتمال حصول الموت حال الولادة، وذلك كثير، وقد اعتبر الشارع من تموت حال الولادة بمثابة شهيدة..
وفي سياق آخر فإن العقلاء يمارسون ركوب الطائرة، والسيارة, والصعود إلى الأبنية الشاهقة لمعالجة الأعمال فيها في مواضع خطرة جداً والتعرض للمهالك وقد حدث ذلك أحياناً فهلكت أنفس كثيرة في تلك الموارد كلها. ولم يمنعهم الشارع عنها أيضاً.
ولا مجال لاستقصاء الموارد التي من هذا القبيل، وهي تدل على أن احتمال الضرر ـ ولو كان هذا الضرر هو الهلاك ـ لا يوجب امتناع الناس العقلاء عن السعي نحو أهدافهم، فكيف إذا كان أقل من ذلك.
ولو كان ذلك مما تمنعه العقول، لتوقفت كثير من الأعمال وفشلت كثير من الخطط..
وعلى كل حال، إن العقلاء يقدمون على الصعود إلى مواضع خطرة جداً، واحتمال الخطر فيها أقوى من احتمال السم في ماء الكوب، ولا يرون في العقل ما يمنعهم من ذلك.
بل إن هناك أعمالاً تشتمل على مجازفات كبرى يقدم عليها طلاب الشهرة وغيرهم، ولا يلومهم الناس عليها، حتى لو وقعوا في البلاء العظيم. بل هم يمدحونهم ويثنون عليهم، ويشجعونهم. والناس ليسوا مجانين قطعاً.
وهذا يدل على أن ثمة حيثيات أخرى تدخل في حسابات العقلاء، في إقدامهم وإحجامهم، حيث يكون للمنافع والمضار وغير ذلك دور في القبول وفي الرفض.
‫#آية_الله_المحقق_السيد_جعفر_مرتضى_العاملي‬
آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي
وبعد ما تقدم نقول:
العقلاء واحتمالات الضرر:
إننا قبل كل شيء نبذل محاولة للدخول إلى السلوك العام للعقلاء حين يواجهون المخاطر، بهدف أن نتلمس تنوعاً يفيد في إعطاء صورة عن جهات البحث وموارده، فنقول:
إن هناك الكثير من الموارد التي يحتمل فيها الهلاك، لكن العقلاء يقدمون عليها، من سنن الحياة فيهم التي لم يمنع عنها الشارع، بل عمل على تنظيمها، والحفاظ عليها..
ومن تلك الموارد التي أجازها نذكر:
حمل المرأة مع احتمال حصول الموت حال الولادة، وذلك كثير، وقد اعتبر الشارع من تموت حال الولادة بمثابة شهيدة..
وفي سياق آخر فإن العقلاء يمارسون ركوب الطائرة، والسيارة, والصعود إلى الأبنية الشاهقة لمعالجة الأعمال فيها في مواضع خطرة جداً والتعرض للمهالك وقد حدث ذلك أحياناً فهلكت أنفس كثيرة في تلك الموارد كلها. ولم يمنعهم الشارع عنها أيضاً.
ولا مجال لاستقصاء الموارد التي من هذا القبيل، وهي تدل على أن احتمال الضرر ـ ولو كان هذا الضرر هو الهلاك ـ لا يوجب امتناع الناس العقلاء عن السعي نحو أهدافهم، فكيف إذا كان أقل من ذلك.
ولو كان ذلك مما تمنعه العقول، لتوقفت كثير من الأعمال وفشلت كثير من الخطط..
وعلى كل حال، إن العقلاء يقدمون على الصعود إلى مواضع خطرة جداً، واحتمال الخطر فيها أقوى من احتمال السم في ماء الكوب، ولا يرون في العقل ما يمنعهم من ذلك.
بل إن هناك أعمالاً تشتمل على مجازفات كبرى يقدم عليها طلاب الشهرة وغيرهم، ولا يلومهم الناس عليها، حتى لو وقعوا في البلاء العظيم. بل هم يمدحونهم ويثنون عليهم، ويشجعونهم. والناس ليسوا مجانين قطعاً.
وهذا يدل على أن ثمة حيثيات أخرى تدخل في حسابات العقلاء، في إقدامهم وإحجامهم، حيث يكون للمنافع والمضار وغير ذلك دور في القبول وفي الرفض.
‫#آية_الله_المحقق_السيد_جعفر_مرتضى_العاملي‬