إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المنبر الحسيني والقراءة الفردية ح2

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المنبر الحسيني والقراءة الفردية ح2

    المنبر الحسيني والقراءة الفردية ح2

    بقلم فضيلة المحروس

    مفاهيم خاطئة

    - ستر السبي

    زيارة الناحية المقدّسة المنسوب روايتها للإمام المهدي المنتظر عليه السلام والتي يصف فيها حال الهاشميات وأوضاعهن في واقعة كربلاء، وبالخصوص أحوالهن في اليوم العاشر من المحرم بعد قتل جده الحسين عليه السلام، وكانت كالتالي:

    " لَمّا رَأيْنَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخْزِيّاً، وَ نَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، ناشِراتِ الشُّعُورِ، عَلَى الْخُدُودِ لاطِماتِ الْوُجُوهِ سافِراتٍ، وَ بِالْعَويلِ داعِياتٍ، وَ بَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلاتِ، وَ إلى مَصْرَعِكَ مُبادِراتٍ،.."

    ومراعاة لظروف التأليف والاختصار لم يذكر سند هذه الزيارة المقدسة في كتب الحديث والرجال كما ذكرناه سابقاً إلا أنها نُقلت على لسان أقدم الأعلام والمصادر القريبة من عصر الغيبة وبالخصوص: كتاب المزار للشيخ المفيد (ت 413 هـ)، وكتاب (المزار الكبير) لإبنُ المشهدي (ت 595 هـ) وكتاب مصباح الزائر للسيّد ابن طاووس(ت 664 هـ)، وهذا ما يوجب الركون إليها والثقة بها وبصحة مدلولها ومؤداها الذي يمكن أن نرجعه إلى الإمام الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف .

    لقد أعتقد البعض إن عبارة (برزن من الخدور ناشرات الشعور..) تعني أنْ النساء الهاشميات قد خرجن من خدورهن في يوم الطف بعد مقتل الحسين عليه السلام ناشرات الشعور أمام الأجانب والعياذ بالله.

    بناءً على أنْ معنى كلمة النشر يقابلها معنى الكشف فيكون مدلول العبارة كالآتي هو خروج مخدرات بيت النبوة من خدورهن الشديدة الستر كاشفات الشعور.

    والأمر الذي يشير إلى أنْ كلمة النشر بعيدة كل البعد عن معنى الستر لا مكان له في الشرع ولا في العقل ولا حتى في اللغة العربية لأنها في جميع موارد اللغة ومتعلقاتها تقابل معنى الطي واللف.

    كما قال ابن فارس: (نشر) النون والشين والراء أصل صحيح يدل على فتح شيء وتشعبه.. خلاف طويته.

    وقال الزبيدي: النشر: خلاف الطي، كالتنشير، نشر الثوب ونحوه ينشره نشرا. ونشره: بسطه، وصحف منشرة، شدد للكثرة.

    وفي خبر عمار بن موسى الساباطي عن الإمام الصادق عليه السلام: ... وعن المرأة تغتسل وقد امتشطت بقرامل ولم تنقض شعرها كم يجزيها من الماء؟
    قال: مثل التي نشرت شعرها وهو ثلاث حفنات على رأسها
    والمتعارف عليه قديماً إنّ نشر الشعر وفك الضفيرة وإرسالها كان مظهراً وعلامة ملازمة للحزن عند المرأة العربية وبالخصوص عند نزول النوائب والمصائب عليها أي لو فقدت عزيزاً مثلاً تنشر شعرها وتفك ضفيرتها لكن في حدود العفة والستر والحجاب. وتبقى على هذه الحال مداومة لحدادها ومصابها طوال حياتها كما هو مألوف عند بعض الشعوب العربية.

    وهو عين الفعل الذي قامت به نسوة بني أسد حينما أخبرهم الإمام السجاد عليه السلام في يوم الثالث عشر من محرم (.. عما جاء إليه من مواراة هذه الجسوم الطاهرة وأوقفهم على أسمائهم كما عرّفهم بالهاشميين من الأصحاب فارتفع البكاء والعويل، وسالت الدموع منهم كل مسيل ونشرت الأسديات الشعور ولطمن الخدود).

    - وعالجت قوائم الاستفتاءات العقائدية هذا الموضوع بقول: (أن نشر الشعر كان عادة عربيّة جارية عند النساء إذا فقدّن عزيزاً عليهنّ، فيبقين فترة من الزمن محزونات لمصابه، لا يقاربْنّ حتى البسمة وكانت العادة عندهّن إنهّن يفتلن ضفائرهنَّ في حالات عاديّة، فإذا أصبن بمصيبة مفجعة، فتحن الضفائر حتى ينتشر الشعر حولهنّ مع رعاية الستر والحجاب كعلامة لشدّة المصيبة، وليس المراد من العبارة كما قد يتصوّر بعض الناس أن المخدّرات خرجّن من الستر ورؤوسهُنّ مكشوفة والعياذ بالله، لأن التعبير: (ناشرات الشعور) وليس كاشفات الشعور) .

    الرأي: لا يمكن التعويل على تلك القراءات التي مفادها كشف شعور النساء الهاشميات أمام الأجانب، لأنه لو أفترض حدوثه والافتراض هنا مرفوض وغير مستساغ منطقاً لَما تُرك هذا الأمر يمرّ بسلام وبينهن الإمام زين العابدين وعمته السيدة زينب عليهما السلام.

    هذا من جانب ومن جانب آخر كيف يمكن أن يتصور حدوث ذلك وقضية ستر الهاشميات كانت هي من أكبر القضايا التي دافع عنها الإمام الحسين عليه السلام قبل استشهاده في كربلاء المقدسة ومن أهم القضايا التي دافعت عنها السيدة زينب عليها السلام وبقوة طوال مسيرة سبيهن في مدينة الكوفة و بلاد الشام .

    الم تستنكر السيدة زينب عليها السلام هذا الأمر على يزيد لعنه الله في مجلسه في دمشق قائلة له في ضمن خطبتها المعروفة بالزينبية (..أمِن العدلِ، يا ابنَ الطُّلَقاء، تخديرُك حَرائرَكَ وإماءَك وسَوقُك بناتِ رسول الله سبايا قد هُتِكت سُتورُهنّ، وأُبدِيت وجوهُهنّ ؟! تَحْدُو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد، ويستشرفهنّ أهلُ المناهل والمناقل، ويتصفّح وجوهَهنّ القريب والبعيد والدنيّ والشريف!..) .

    إبداء الوجه - أي كشفه - هتك عظيم لنصوص الدين ومسائل الشريعة وهذا ما بينته وأكدته السيدة زينب عليه السلام على يزيد لعنه الله في لفظ "أُبدِيت "التي تقابلها في اللغة معنى الموارة، وأدرجتها صلوات عليها مباشرة بعد لفظ "هتكت ستورهن" في خطبتها الشريفة، وهَتْكُ السِّتْرِ في اللغة : قَطْعُهُ، خَرْقُهُ، تَمْزِيقُهُ.

    وذلك لبيان مدى فداحة ووزر ما تعرضنّ إليه بناتِ ومخدراتِ رسول الله صلى الله عليه وآله من "إبداء الوجه" في مجلس يزيد لعنه الله
    كما هو في الأعراف والموازين الجاهلية من أكبر الموبقات التي على أثرها قامت حرب الفجار الثانية بعد عام الفيل بعشرين سنة في سوق عكاظ وبسببه أيضاً طَرد النبي صلى الله عليه وآله في السنة الثانية للهجرة يهود بني قينقاع من المدينة بعد غزوة أحد.

    فمن الأولى أن تكون مسألة كشف الشعر في يوم عاشوراء أمام الأجنبي من أعظم وأكبر الموبقات في علم السيدة زينب عليها السلام، وإن عدم ذكر ذلك في خطبتها الزينبية الشريفة بجانب ذكرها لقضية الستر وإبداء الوجه لدليل قطعي على نفي أصل هذا الموضوع عنهن!.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X