إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مكانة الإمام الحسين عليه السلام في آيات الذكر الحكيم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مكانة الإمام الحسين عليه السلام في آيات الذكر الحكيم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    وروى جمهور المحدّثين بطرق مستفيضة أنّها(1) نزلت في أهل البيت، وهم: رسول الله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين، كما صرّحوا على أنّ الأبناء هنا هما الحسنان بلا ريب.

    وتضمّنت هذه الحادثة تصريحاً من الرسول بأنّهم خير أهل الأرض وأكرمهم على الله، ولهذا فهو يباهل بهم، واعترف أسقف نجران بذلك أيضاً قائلاً:
    «أرى وجوهاً لو سأل الله بها أحد أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله»(2).
    وهكذا دلّت القصة كما دلّت الآية على عظيم منزلتهم وسموّ مكانتهم وأفضليّتهم، وأنّهم أحبّ الخلق الى الله ورسوله، وأنّهم لا يدانيهم في فضلهم أحد من العالمين .
    ولم ينصّ القرآن الكريم على عصمة أحد غير النبيّ من المسلمين سوى أهل البيت(عليهم السلام) الذين أراد الله أن يطهّرهم من الرجس تطهيراً(3).
    ولئن اختلف المسلمون في دخول نساء النبيّ في مفهوم أهل البيت; فإنّهم لم يختلفوا قط في دخول عليّ والزهراء والحسنَيْن(عليهم السلام) في ما تقصده الآية المباركة(4).
    ومن هنا نستطيع أن نفهم السرّ الكامن في وجوب مودّتهم والالتزام بخطّهم وترجيح حبّهم على حبّ من سواهم بنص الكتاب العزيز(5).
    فإنّ عصمة أهل البيت (عليهم السلام) أدلّ دليل على أنّ النجاة في متابعتهم حينما تتشعّب الطرق وتختلف الأهواء، فمن عصمه الله من الرجس وكان دالاًّ على النجاة كان متّبعه ناجياً من الغرق.
    ونصّ النبىّ (صلى الله عليه وآله) ـ كما عن ابن عباس ـ بأنّ آية المودّة في القربى حينما نزلت وسأله بعض المسلمين عن المقصود من القرابة التى أوجبت على المسلمين طاعتهم بقوله: إنّهم عليّ وفاطمة وابناهما(6)
    ولا يتركنا القرآن الحكيم حتّى يبيّن لنا أسباب هذا التفضيل في سورة «الدهر» التي نزلت لبيان عظمة الواقع النفسي الذي انطوى عليه أهل البيت (عليهم السلام) والإخلاص الذي تقترن به طاعتهم وعباداتهم بقوله تعالى: (إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً * إنّا نخاف من ربّنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسروراً * وجزاهم بما صبروا جنّةً وحريراً)(7).
    لقد روى جمهور المفسّرين والمحدّثين أنّ هذه السورة المباركة نزلت في أهل البيت بعد ما مرض الحسنان، ونذر الإمام صيام ثلاثة أيام شكراً لله إن برئا، فوفوا بنذرهم أيّما وفاء، إنّه وفاءٌ جسَّد أروع أنواع الإيثار حتّى نزل قوله تعالى: (إنّ الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً * يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شرّه مستطيراً)(8) فشكر الله سعيهم على هذا الإيثار والوفاء بما أورثهم في الآخرة وبما حباهم من الإمامة للمسلمين في الدنيا حتّى يرث الأرض ومن عليها.


    --------------------------------------------------------------------------------
    (1) آل عمران (3) : 61 .
    (2) نور الأبصار : 100، وراجع تفسير: الجلالين وروح البيان والكشّاف والبيضاوي والرازي، وصحيح الترمذي : 2 / 166، وسنن البيهقي : 7 / 63، وصحيح مسلم : كتاب فضائل الصحابة، ومسند أحمد : 1 / 85 ، ومصابيح السنة: 2 / 201.
    (3) كما نصّت على ذلك الآية 33 من سورة الأحزاب.
    (4) راجع التفسير الكبير للفخر الرازي وتفسير النيسابوري، وصحيح مسلم : 2 / 33 وخصائص النسائي: 4، ومسند أحمد: 4 / 107، وسنن البيهقي : 2 / 150 ، ومشكل الآثار: 1 / 334، ومستدرك الحاكم : 2 / 416، واُسد الغابة: 5 / 521.
    (5) قال تعالى في سورة الشورى الآية 23 مخاطباً رسوله الكريم: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودة في القربى). وقال في سورة سبأ: (ما سألتكم من أجر فهو لكم).
    (6) راجع التفسير الكبير ، وتفسير الطبري ، والدر المنثور في تفسير آية المودّة.
    (7) الانسان (76) : 9 ـ 12 .
    (8) الانسان (76) : 5 ـ 7 .

    المصدر: أعلام الهداية.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X