إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلاح المظلومية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلاح المظلومية

    في المعركة بين الحق والباطل يستخدم كل من طرفي الصراع جيمع ما يتاح له من أسلحة وما بحوزته من امكانيات ليقضي على خصمه أو ليوقع به أكبر قدر ممكن من الخسائر .
    واذا كانت الأسلحة المادية المستخدمة في القتال على أرض المعركة متشابهة كالسيوف والرماح ، فإن الأسلحة المعنوية ووسائل الأستقطاب للمؤيّدين وأساليب التّأثير والتّعامل مع الناس ، تكون متفاوتة مختلفة بين الطرفين ، نتيجة لاختلافهما في الأهداف الدافعة والقيم الحاكمة .
    حيث تسعى كل جبهة لتعبئة أفرادها ورفع معنوياتهم ، كما تجتهد في استقطاب الجمهور والتأثير في الرأي العام لصالح موقفها .
    ولتحقيق ذلك تستخدم جبهة الباطل أساليب الأغراء والمكر والخداع ، لأثارة الأهواء والرغبات في نفوس أتباعها ، فتمنيهم بالأموال والمناصب والأمتيازات ، وتغريهم بانتصاراتها الزائفة وقوتها الزائلة بينما تشهر جبهة الحق سلاح الصدق والخلاص ، وتستثير في نفوس أتباعها قيم الحق والعدل وروح التضحية والفداء .
    ومن أمضى أسلحة جبهة الحق التي تجلت في نهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) هو سلاح المظلومية ، بإبراز عدوانية الطرف الآخر وبشاعة جرائمه ، واظهار عمق المأساة وشدة الآلام والمصائب التي تحملها معسكر الإمام الحسين .
    والمظلومية تستصرخ ضمائر الناس وتوقظ وجدانهم ، وتدفعهم الى الوقوف الى جانب أهل الحق المظلومين ، كما تستثير نقمتهم وغضبهم ضد المعتدين الظالمين .
    والمظلومية تعبىء الأتباع المناصرين وتدفعهم للألتفاف أكثر حول معسكرهم وقضيتهم ، كما تؤثر في نفوس الجمهور ليتعاطف ويؤيد المظلومين ضد الظالمين ، بل وتمتد آثارها حتى الى معسكر العدو لتحرك فيه ضمائر بعض جنوده المخدوعين ، فيتمردون على معسكرهم الظالم ويلتحقون بصفوف الثوار المخلصين وأكثر من ذلك فإن تأثير المظلومية يتخطى الأزمنة والأعصار ليحشد أجيال البشرية على مر التاريخ الى جانب معسكر الحق .
    وقد تحقق كل ذلك وبأروع صورة في واقعة كربلاء فبينما كانت السلطة الأموية تستعرض قوتها العسكرية أمام الناس لترهبهم حتى يقفوا الى جانبها وتمارس عليهم أشد ضغوط القمع .
    في مقابل كل ذلك كان الإمام الحسين وأصحابه يبشرون بالقيم السامية ويخاطبون الضمائر الحرة ، ويبصرون الناس بواقعهم ومسؤلياتهم ، ويلفتون الأنظار الى جرائم السلطة الظالمة ، وعدوانيتها وجورها الذي تجاوز كل الحدود .
    وكان سلاح المظلومية مؤثراً جداً ، فكلما شاهد اصحاب الحسين ما يصيب امامهم وعيالاته من الآلام والمصائب ، استماتوا أكثر في الدفاع والتضحية والفداء ، وازدادوا قناعة ويقيناً بعدالة قضيتهم .
    ويحدثنا التاريخ كيف أن أفراداً بل قيادات من الجيش الأموي قد تأثرت لمظلومية الإمام الحسين وغيرت موقفها وتحولت الى جانب المعسكر الحسيني . . كالحر بن يزيد الرياحي وكان من قادة الجيش الأموي ومن اشجع أبطالهم ، وهو الذي قاد أول فرقة عسكرية حاصرت الإمام في الطريق
    أما انعكاس مظلومية الإمام الحسين وأصحابه وعيالاته على جماهير الأمة آنذاك فهذا ما تحدثناعنه الانتفاضات والثورات التي انطلقت في مختلف أرجاء الأمة كرد فعل على مقتل الإمام الحسين بتلك الصورة الفظيعة ، كثورة التوابين والتي كان شعارها : « يا لثارات الحسين » وثورة المختار الثقفي ، وثورة أهل المدينة .
    ولا تزال مظلومية الإمام الحسين حية مؤثرة في القلوب والنفوس على مرالعصور والأجيال الى يومنا هذا والى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
    sigpic
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X