إن السياسة الظالمة التي انتهجها الحكام الأمويون، وخصوصاً هشام بن عبد الملك كانت من أسباب ثورة زيد بن علي بن الحسين عليه السلام ،
فالحكام كانوا قد فرضوا ضرائب إضافية كالرسوم على الصناعات والحِرَف وعلى من يتزوج، أو يكتب عرضاً.
وقاموا بإرجاع الضرائب الساسانية، التي تُسمى هدايا النيروز، وكانوا في بعض الأحيان يتركون للولاة جميع ما تحت أيديهم من الأموال التي
يجمعونها من الضرائب وغيرها، وعلى سبيل المثال ترك الخليفة لواليه على خراسان مبلغ عشرين مليون درهم، وضمها الوالي لأمواله الخاصة
وأخذ يتصرف بها كيف يشاء وهي من أموال المسلمين، هذه صورة مصغرة عن الوضع الاقتصادي المتدهور وسوء توزيع الثروة المخالف لمبادئ
الإسلام وقوانينه، إضافة إلى الظلم السياسي والقتل والإرهاب، كُل ذلك دعا زيد إلى الثورة ضد هشام بن عبد الملك، واختار الكوفة منطلقاً لثورته
ودعا المسلمين لمبايعته، فأقبلت عليه الشيعة وغيرها تبايعه حتى بلغ عددهم من الكوفة فقط خمسة عشر ألف رجلٍ، وكان يدعو إلى الرضا من آل
محمد عليهم السلام طالباً الإصلاح في أمة جدة التي أذاقها الأمويون الظلم والجور
روى جابر بن عبد الله بخصوص زيد الشهيد عن الإمام الباقر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه واله للحسين عليه السلام: "يا حسين
يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غراً محجلين يدخلون الجنة بلا حساب".
برّر الإمام الصادق عليه السلام خروج زيد بأنه كان عالماً حيث قال: "ولا تقولوا: خرج زيد، فإنّ زيداً كان عالماً وكان صدوقاً ولم يدعكم إلى
نفسه، وإنما دعاكم إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه واله ولو ظفر لوفى بما دعاكم إليه..".
وقال أيضاً: "رحم الله عمي زيداّ, أنه دعا إلى الرضا من آل محمد صلى الله عليه واله ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، وقد استشارني في خروجه
فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلمّا ولى قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه..".
سندس صباح عبد الكريم
تم نشره في المجلة في العدد64
تعليق