إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ويتجلى الايمان في كربلاء

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ويتجلى الايمان في كربلاء

    ويتجلى الإيمان في كربلاء...
    في اللحظات الأخيرة من حياة الإمام الحسين «عليه الصلاة والسلام» تعرض جسده للعديد من الضربات من مختلف الأسلحة، وجسمه الشريف أصبح كالقنفذ من كثرة نبت السهام عليه، حتى قال الإمام الباقر (عليه السلام) : أصيب الإمام الحسين (عليه السلام) ووجد به ثلاثمائة وبضعة وعشرون طعنة برمح وضربة بسيف أو رمية بسهم».
    وعند مقتل طفله الرضيع، قال (عليه السلام) تلك الكلمة المفعمة بالإيمان: «هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله» .
    «إن الإمام الحسين (عليه السلام) حينما يقول «الله أكبر» فإن قلبه يتجدد استقامة وصبراً وصموداً، وحينما هوى إلى الأرض لا يجد كلمة يعبر بها عن واقعه إلا تلك الكلمة التي تكشف طبيعته وشخصيته وتصبغ حركته كلها بصبغة الإيمان، قال: «رضاً برضاك، لا معبود سواك».
    هذه هي الكلمة الوحيدة التي قالها الإمام الحسين «عليه الصلاة والسلام» في تلك اللحظات، يقول المؤرخون: حينما وقع الإمام الحسين (عليه السلام) وبه تلك الجراحات الكثيرة وحوله الأعداء، جمع حفنة من التراب جعلها كالوسادة، ووضع رأسه عليها وأخذ يناجي ربه وكأنه في طرف والدنيا كلها في طرف آخر، ولا يهمه إلا كسب رضا الله سبحانه وتعالى.. ليؤكد مسيرته الالهية الخاصة» .




    ولهذا ينبغي لنا أن نتعلم من الحسين كيفية تنمية الروح الإيمانية في ذواتنا، وذلك من خلال:
    أولاً: الارتباط الدائم بالله تعالى
    وهذا دأب أهل البيت (عليهم السلام) ، فهم على صلة وارتباط دائم بالله تعالى، ففي كل حركة وكل عمل يقومون به نجدهم متوكلين على الله تعالى.
    ومن يقرأ سيرتهم يجد فيها كمًّا هائلاً من الأدعية التي تدعو الإنسان للتقرب إلى الله تعالى، بل لقد وضع أهل البيت (عليهم السلام) برنامجاً متكاملاً من شأنه أن يقوي العلاقة بين الخالق والمخلوق، ففي كل موقف هناك دعاء خاص بهذا الموقف، ويبقى على الإنسان أن يلبي نداء الرحمن: «ادعوني استجب لكم»
    وقد تجلى هذا الأمر في حياة الإمام الحسين (عليه السلام) ، فمن يقرأ أدعية الإمام (عليه السلام) ويتدبر فيها، سيجد تلك الكلمات الروحانية التي تنم عن قوة العلاقة الروحية، وتنم عن قوة الرابطة بين الإمام الحسين وبين الله تعالى.




    ومن يقرأ خطب الامام الحسين (عليه السلام) ، ورسائله، سيكتشف الشخصية الإيمانية التي كان يتمتع بها الإمام الحسين (عليه السلام) .
    وفي يوم عاشوراء كان الحسين (عليه السلام) على اتصال دائم مع الله تعالى،
    اللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب، وأنت رجائي في كلّ شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همّ يضعف فيه الفؤاد، وتقلّ فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك رغبة منّي إليك عمّن سواك، ففرّجته عنّي وكشفته، فأنت وليّ كلّ نعمة وصاحب كل حسنة، ومنتهى كلّ رغبة .




    ثانياً: التخطيط للمستقبل
    إننا في هذه الحياة الدنيا نعيش في غفلة عظيمة جدًّا، فنحن نعيش في دائرة محدودة جدًّا ولم نفكر فيما بعد هذه الحياة!! وأصبح الإنسان يلهث وراء المادة متجاهلاً ذلك العالم الذي ينتظره، ولذا تجده ينهار أمام أقلّ أزمة تعصف، فهو يفتقر إلى الرصيد الروحي، ولم يخطط لمستقبله الأبدي.
    أما الإمام الحسين (عليه السلام) فكان ينظر لهذه الحياة الزائلة والفانية، ويرغب في لقاء الله معتبراً الموت قنطرة إلى السعادة الأبدية.
    ينقل أنه لمّا اشتدّ الأمر بالحسين بن عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر تغيّرت ألوانهم وارتعدت فرائصهم ووجلت قلوبهم، وكان الحسين صلوات الله عليه وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم، فقال بعضهم لبعض: انظروا، ﻻ يبالي بالموت، فقال لهم الحسين (عليه السلام) :
    صبراً بني الكرام! فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضرّاء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر؟ وما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب، إن أبي حدثني عن رسول الله (صلى الله وعليه وآله) أنّ الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر، والموت جسر هؤلاء إلى جنّاتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت ولا كذبت .




    ثالثاً: قوة الإيمان تُحجم الأزمة
    مهما كانت حجم الأزمة إلا أنها تبقى ضئيلة جدًّا أمام قوة الإيمان التي يتمتع بها الإنسان، وهذا ما يعلِّمنا إياه الإمام الحسين (عليه السلام) ، حيث يقول حميد بن مسلم: «فو الله ما رأيت مكسوراً قط قتل أصحابه وأبناؤه وأهل بيته أربط جأشاً منه».
    نعم، فقد كل شيء في الحياة ولكنه لم يفقد شيئاً واحداً هو أهم الأشياء، وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا هو أقوى سلاح في مواجهة الأزمات.


  • #2
    اللهم صل على محمد وال محمد

    احسنت غاليتي على هذا الطرح المبارك

    جعله الله في ميزان حسناتك

    بورك فيك وجزاك الله خيرا

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
    x
    يعمل...
    X