إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دليل جواز اللعن في القران والسنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دليل جواز اللعن في القران والسنة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلِ على محمد الامين واله الطاهرين

    ما معنى اللعن وهل العن جائز ام لا وهل اللعن امر من الله واستجاب رسوله صلوات الله عليه واله لهذا الامر واثاب الله واجر من لعن ام انه بدعة كلامية لانتقاص احدهم


    ماهو اللعن :

    اللعن في اللغة:
    قال الراغب: (اللعن: الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله في الآخرة: عقوبة، وفي الدنيا: انقطاع من قبول رحمته، وتوفيقه، ومن الإنسان: دعاء على غيره)( 1 )، وقال ابن منظور: (اللّعينُ: الشيطان.صفة غالبة لأنه طرد من السماء، وقيل: لأنه أُبعد من رحمة الله، واللَّعْنَة: الدعاء عليه)، وفي المعجم الوسيط: (لعنه الله لعناً: طرده، وأبعده من الخير، فهو ملعون)، فيظهر من ذلك أن اللعن بصورة عامة: هو الطرد.
    ( 1 ) مفردات غريب القرآن للراغب الأصفهاني/ مادة: لعن.


    ***********


    مشروعية اللعن :

    وردت في كتاب الله الكثير من الآيات بألفاظ متعددة منسوبة إلى الله تارة، وأُخرى منسوبة إلى الإنسان، محددة ومبينة لمسألة اللعن، ومدى مشروعيتها، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز حولها:
    بلفظة (لَعَنَ):
    إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا
    1 ).
    وبلفظ (نَلْعَنَهُم):
    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آَمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا
    (2)
    بلفظ (لَعْنَتِي):
    وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ(3)
    وغيرها.

    ومنها ما هو صادر من الإنسان:
    بلفظة (لَعْنَةَ ) وهو ما صدر من رسول اللهيوم المباهلة:

    مَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ
    ( 4 ).
    وبلفظة (لُعِنَ): لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ(5 ).

    ومنها بلفظة (إلعنهم لعناً):
    رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا(6
    ) وغيرها.

    ومنها لعنة الله على الكافرين و الظالمين والمنافقين:
    · وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ( 7 ).


    َ((نَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِين
    (8 )
    · وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ( 9 ).
    · وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ(10).

    وتوجد آية جمعت لعنة الله وملائكته والناس أجمعين:
    إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ(11 )؛
    بل هنالك شجرة ملعونة في القرآن

    ((وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(2
    1)
    وما عليه أكثر المفسرين بأنها بحق بني أُمية لعنهم الله.


    ولعنة الله واللاعنون على من كتم ما أنزل الله من البينات التي من أبرزها حق أهل البيت:
    إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ(3 1).

    ولعن من آذى النبي صلوات الله عليه واله
    ((إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا(4 1)،
    فالآيات الناطقة باللعن ست وثلاثون آية بواحد وأربعين كلمة متعلقة باللعن يمكن مراجعتها في الكتب المعتنية بفهرسة آيات القرآن( 15 ).

    فنجد أن اللعن قد صدر من الله~ بحق شخص كالشيطان الرجيم وهو أول الملعونين، وصدر من الله~ بحق من تلبس بالكفر، وصدر من الله~ بحق قوم كأصحاب السبت، ولعن من لم يؤمن كما لعن أصحاب السبت بعد طمس وجوههم فترد على أدبارها، وقد صدر من الأنبياء، فقد لعن من كفر من بني إسرائيل - بسبب عصيانهم واعتداءاتهم - على لسان داود وعيسى صلوات الله عليهم وعلى نبينا محمد وآله آلاف الصلوات الإلهية.ومن رسول الله ص يوم المباهلة فجعل لعنة الله على من يكذب، وقد صدر من طائفة من أصحاب النار - وهي التي أطاعت سادتها وكبرائها فأضلوهم السبيل - في يوم القيامة، وطلبت من الله~ أن يلعنهم لعناً كبيرا.
    وقد كانت لعنة خاصة بالكافرين والظالمين من الله~ يطلبها العبد كما ذكرها الله~ في كتابه، وكذلك لعنة من الله~ مقرونة مع الملائكة والناس أجمعين وهي للذين كفروا وماتوا وهم كفار وكذلك المنافقين، وأتـمَّهُن آية 57 من سورة الأحزاب التي تدفع كل الشبهات والافتراءات بتـصريحها بأن لعنة الله~ على من آذى الله~ وآذى النبي صلوات الله عليه واله في الدنيا والآخرة مع إعداد عذاب مهين.
    فإذا كان اللعن من المفاهيم القرآنية الإلهية، و يجب التخلق بأخلاق الله، والتزام بماجاءت به اموره في كتابه


    ( 1 ) سورة الأحزاب/ آية: 64.

    ( 2 )
    سوة النساء/ آية: 47.

    ( 3 )
    سوة ص/ آية: 78.

    ( 4 )
    سوة آل عمران/ آية: 61.

    ( 5 )
    سورة المائدة/ آية: 78.

    (
    6 ) سوة الأحزاب/ آية: 68.

    ( 7
    ) سوة البقرة/ آية: 89.

    (8
    ) سوة الأعراف/ آية: 44.

    ( 9
    ) سوة هود/ آية: 18.

    (
    10 ) سوة التوبة/ آية: 68.

    (
    11 ) سوة البقرة/ آية: 161.

    (
    2 1) سوة البقرة/ آية: 161.

    ( 13 )
    سورة البقرة/ آية: 159.

    ( 4
    1 ) سورة الأحزاب/ آية: 57.

    ( 5 1)
    لاحظ المعجم الإحصائي لكلمات القرآن/ مادة: لعن، والمعجم المفهرس لألفاظ القرآن/ مادة: لعن.







  • #2
    جواز اللعن في كتب الحديث السنية


    قد وردت نصوص مصرحة باللعن في التراث السني أكثر من أربعمائة 400( 1 ) حديثاً مصرحاً باللعن وسنذكر منها بعض ذلك.
    1. جواز لعن الخمر وشاربها وساقيها وبائعها:
    قال أحمد ابن حنبل (المتوفى: 241): عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم قال:
    Sلعن الله الخمر ولعن شاربها وساقيها وعاصرها ومعتـصرها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنهاR( 2 ).
    ورواه أبو داوود (المتوفى: 275)( 3 )، والحاكم (المتوفى 405)( 4 )، والبيهقي (المتوفى:458)( 5 )، وغيرهم كثير.



    2.جواز لعن الربا وموكله وكاتبه وشاهده:
    قال مسلم(المتوفى: 261):عن جابر قال:
    Sلعن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، وقال: هم سواءR( 1 ).
    ورواه أبو داود (المتوفى:275)( 2 )، والترمذي (المتوفى:279)( 3 )، وغيرهم كثير.
    3. جواز لعن الراشي والمرتشي:
    قال أحمد ابن حنبل (المتوفى:241): عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه [ و آله] وسلم:Sلعنة الله على الراشي والمرتشيR( 5 ).
    ورواه ابن ماجة (المتوفى:273)( 6 )، والطبراني (المتوفى: 360)( 7 )، وغيرهم.
    4. جواز لعن المخنثين من الرجال ,والمترجلات من النساء:
    قال البخاري (المتوفى: 256): عن ابن عباس قال:



    لعن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء1 ).
    رواه أحمد ابن حنبل (المتوفى:241)( 2 )، ورواه أبي داود (المتوفى:275)( 3 )، والترمذي (المتوفى:279)( 4 )، وغيرهم.
    5. جواز لعن من فرق بين الوالد وولده:
    روى ابن ماجة (المتوفى:273)عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَ:
    Sلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه [ وآله ] وسلم مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدَةِ وَوَلَدِهَا وَبَيْنَ الْأَخِ وَبَيْنَ أَخِيهِR( 5 ).
    ورواه كل من الطبراني (المتوفى: 360)( 6 )، والمباركفوري (المتوفى: 1282)( 7 ).
    نقول:من فرق بين والدة وولدها، أو أخ وأخيه جزاؤه اللعن وممن؟! من رسول الله فكيـف بالـذي يبــتدع بدعة وتــكون سُنّة من بـــعده مؤدية إلى تــفرقة الأُمــم؟!!
    6. جواز لعن من آذى النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم أو إنتقص من حقه:
    روى السيوطي: عن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم أنه قال:
    ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئاً من حقي، وعلى من أتى عترتي، وعلى من استخف بولايتي، ......R( 1 ).
    ورواه المتقي الهندي( 2 ).وابن حجر العسقلاني( 3 ).

    ( 1 )
    لاحظ مثلاً موسوعة أطراف الحديث / مادة لعن، والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي/ مادة لعن.

    ( 2 )
    مسند احمد بن حنبل/ج2 / ص97/مسند عبد الله بن عمر/ ح5718/ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

    ( 3 )
    سنن أبي داوود /[20/25]- كتاب الأشربة/[ت1/م1]/ح3674 / ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

    ( 4 )
    المستدرك للحاكم/ ج2/ ص163/ كتاب البيوع/ح2282/ط:بيروت- دار الفكر.

    ( 5 )
    السنن الكبرى للبيهقي/ ج5/ ص327/ ط:بيروت- دار الفكر.

    (
    1 )صحيح مسلم/ص600/22-كتاب المساقاة/19-باب لعن آكل الربا ومؤكلة/ح4109/ط:بيروت-دار صادر

    (
    3 ).سنن أبي داود /ص536/[17/22]-كتاب البيوع/[ت4/م4]/ح3333/ط:بيروت- دار الكتب العلمية

    ( 9 )
    سنن الترمذي/ج2/ص256/12-كتاب البيوع/2-باب ماجاءفي اكل الربا/ح1206/ط:بيروت-دارالكتب العلمية

    (
    5 ) مسند احمد بن حنبل/ج2 / ص212/مسند عبد الله بن عمرو/ ح7000/ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

    (
    6 )سنن ابن ماجة/ص369/13-كتاب الأحكام/2-باب التغليظ في الحيف والرشوة/ح2313/ط:بيروت-دارالكتب العلمية.

    (
    8 ) كتاب الدعاء للطبراني/ ص578/ ط:دار الكتب العلمية.

    (
    1 ) صحيح البخاري/ ص1090/ 77- كتاب اللباس/ 62- باب إخراج المتشبهين بالنساء من البيوت/ح5885، ح5886، 6834/ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

    (
    2 ) مسند احمد بن حنبل/ج1/ ص225/مسند عبد الله بن عباس/ ح1987/ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

    (
    3 ).سنن أبي داود /ص772/[35/40]-كتاب الأدب/[ت61/م53]/ح4930/ط:بيروت- دار الكتب العلمية.

    (
    4 )سنن الترمذي/ج3/ص531/44-كتاب الأدب/34-باب ماجاءفي المتشبهات بالرجال من النساء/ح2784، ح2785/ط:بيروت-دارالكتب العلمية.

    (
    6 )سنن ابن ماجة/ص359/12-كتاب التجارات/46-باب النهي عن التفريق بين السِّبْي/ح2250/ط:بيروت-دارالكتب العلمية.

    (
    7 ) كتاب الدعاء للطبراني/ ص582/ ط:بيروت-دارالكتب العلمية.

    (
    8 ) تحفة الأحوذي للمباركفوري/ ج4/ ص421/ ط:بيروت-دارالكتب العلمية.

    ( 1 )
    جمع الجوامع /ج3/ص339/ قسم الأقوال/ حرف الهمزة/ ح9228/ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

    (
    2 ) كنز العمال/ ج16/ص42/كتاب المواعظ والرقائق ./ باب الترهيب العشاري ./ح44050/ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

    (
    3 ) الإصابةلابن حجر/ج1/ حرف الباء/ باب: ب-ش/ ذكر من اسمه بِشر/ر: 667/ط: بيروت- دار الفكر.




    تعليق


    • #3
      أقوال علماء السنة حول جواز اللعن
      1.قال الطبري:
      (عن السدي قوله:
      أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)
      1 )،

      فإنه لا يتلاعن اثنان مُؤمنان ولا كافران فيقول أحدهما: (لعن الله الظالم)، إلا وجبت تلك اللعنة على الكافر، لأنه ظالم، فكل أحد من الخلق يلعنه.
      قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال بالصواب عندنا قولُ من قال: عنى الله بذلك جَميعَ الناس، بمعنى لعنهم إياهم بقولهم: (لعن الله الظالم - أو الظالمين)، فإن كلّ أحد من بني آدم لا يمتنع من قيل ذلك كائنًا من كان، ومن أي أهل ملة كان، فيدخل بذلك في لعنته كلّ كافرٍ كائنًا من كان، وذلك بمعنى ما قاله أبو العالية. لأن الله تعالى ذكره أخبر عمن شَهدهم يوم القيامة أنهم يلعنونهم فقال:

      وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِي
      ين(2)

      وأما ما قاله قتادة: من أنه عنى به بعضَ الناس، فقول ظاهرُ التنزيل بخلافه، ولا برهان على حقيقته من خبر ولا نظر
      )( 3 ).




      أي إنه كل من اقترف ظلماً أو شركاً أو غيره من الملعونات فإنه يستحق اللعن، لأن الظلم قد يصدر من المسلم وغيره؛ بل قد يكون المسلم منافقاً فإن المنافق هو المسلم المخالف لبعض الأحكام. فما قاله قتادة (تخصيص الآية لبعض الناس لا كلهم) مردود، وقد رد عليه الطبري بأن الكتاب العزيز ظاهر بمخالفة رأي قتادة،وذلك لورود آيات كثيرة صرحت باللعن للأشخاص والأقوام والجمادات.... ( 1 )، وكذلك العقل يمنع التخصيص لان الظلم يصدر من المسلم و غيره، فمن بقى على ظلمه ولم يتب فهذا يستحق الطرد من رحمة الله~ وهو اللعن، وكذلك يستحق لعن المؤمن له، وأيضاً الأخبار تخالف رأي قتادة؛ بل لا يوجد نظر: أي لا يوجد رأي لأحد العلماء قائل بأن الآية تختص بالمشركين والكافرين؛ بل كل من صدر منه الظلم هو مستحق للعن سواء أكان مسلماً أم كافراً، مشركاً أو منافقاً.
      2.الآلوسي:
      (وَيَلْعَنُهُمُ اللاعنون )
      أي من يتأتى منه اللعن عليهم من الملائكة والثقلين، فالمراد باللاعنون معناه الحقيقي وليس على حد من قتل قتيلاً في المشهور؛ والاستغراق عرفي أي كل فرد مما يتناوله اللفظ بحسب متفاهم العرف، وليس بحقيقي حتى يرد أنه لا يلعنهم كل لاعن في الدنيا، ويحتاج إلى التخصيص وإنما أعاد الفعل لأن لعنة اللاعنين بمعنى الدعاء عليهم بالإبعاد عن رحمة الله تعالى
      )( 1 ).
      3. الفخر الرازي:
      (أن لعن من يستحق اللعن من القول الحسن والله أعلم)( 2 ).

      4. البيضاوي:
      (Pأولئك يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَO الذين يتأتى منهم اللعن وهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين)( 3 ).
      5. القرطبي:
      (والصواب قول من قال: اللاعِنُونَ الملائكة والمؤمنون)( 4 ).
      6. ابن كثير:
      (وقال أبو العالية، والربيع بن أنس، وقتادة وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ يعني تلعنهم ملائكة الله، والمؤمنون)( 5 ).
      7. المُحلى:
      (وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ الملائكة، والمؤمنون أو كل شيء بالدعاء عليهم باللعنة)( 6 ).
      7. النووي:
      (وأما لعن الإنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني، ..أو سارق أو آكل ربا فظواهر الأحاديث أنه ليس بحرام)( 7 ).
      7. ابن حجر العسقلاني:
      (لا حجة ..لمنع لعن الفاسق المعين مطلقاً)( 8 ).وقال(واحتج شيخنا الإمام البلقيني على جواز لعن المعين بالحديث الوارد في المرأة إذا دعاها زوجها إلى فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتى تصبح وهو في الصحيح، وقد توقف فيه بعض من لقيناه بأن اللاعن لها الملائكة فيتوقف الاستدلال به على جواز التأسي بهم وعلى التسليم فليس في الخبر تسميتها، والذي قاله شيخنا أقوى فأن الملك معصوم والتأسي بالمعصوم مشروع والبحث في جواز لعن المعين وهو الموجود)( 1 ).
      فتجد أن المفسرين وأصحاب الحديث قد فـسروا خُلق اللعن بأنه خلق الملائكة والمؤمنين؛ بل كما مر أنه خلق إلهي ونبوي، فما هو واجبنا اتجاه الأخلاق الإلهية والنبوية؟ فالتخلق بأخلاق الله~ واجبٌ كما مر، والأخذ بقول النبيa واجب، ونحن مخيرون بين أخذ الأوامر من الله~ ورسولهa مع الحصول على الهدف الأعظم وهو لقاء الله~ لقوله:
      فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًاO(
      2 )
      فاللعن أحد مصاديق العمل الصالح
      كما مر. أو نكون من:
      ..الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَQأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(3
      ) .
      فأختر لك طريقاً من اثنين فقط: إما طريق الشاكرين أو طريق الكافرين.ولعنة الله على الظالمين
      .


      (
      1 ) سوة البقرة/ آية: 161.

      (
      2 ) سورة هود/ آية: 18.

      (
      3 ) تفسير الطبري/ ج2/ سورة البقرة/ آية: 161/ ح2403/ ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

      (
      1 ) ص9.

      (
      1 ) تفسير الآلوسي/ ج2/ سورة البقرة/ آية: 160.

      (
      2 ) تفسير الفخر الرازي/ ج2/ سورة البقرة/ آية: 89.

      (
      3 ) تفسير البيضاوي/ ج1/ سورة البقرة/ آية: 159/ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

      (
      4 ) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي/ ج1/ سورة البقرة/ آية: 159/ط: بيروت- دار إحياء التراث.

      (
      5 ) تفسير ابن كثير/ ج1/ سورة البقرة/ آية: 159/ط: بيروت- دار المعرفة.

      (
      6 ) تفسير الجلالين للمحلى/ سورة البقرة/ آية: 159/ط: بيروت- دار المعرفة.

      (
      7 )الأذكار للنووي/ص354/ط:بيروت- دار الفكر، وعن مقدمة تحقيق كتاب (الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد لابن الجوزي) ص20/ ط: بيروت- دار الكتب العلمية.

      (
      8 )فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني/ج12/ص89/ح6781/ ط: بيروت- دار الكتب العلمية بتحقيق ابن باز.

      (
      1 )فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني/ج12/ص90/ح6781/ ط: بيروت- دار الكتب العلمية بتحقيق ابن باز.

      (
      2 ) سورة الكهف/ آية: 110.

      (
      3 ) سورة يونس/ آية: 7-8.




      تعليق


      • #4
        ومن كان يحتج علينا بانه لايجوز لعن المعين نرد عليه
        ان الصحابة كانوا يلعنون بالمعين فان لم يكن هذا جائز فان الصحابة مخطئين ومن هذا تنهار اسطورة عدالة الصحابة التي اوجدها البعض لتشويه الحقيقة ومنع الناس من لعن من يستحق اللعن كمثال يزيد ومعاوية اللذان اثبت فسقهما علماء العامة كما ان اللعن لم يقتصر على الصحابة بل نرى علماء السنة لعنوا بعضهم البعض


        عائشة تلعن قاتل عثمان



        133 - حدثنا الفضل بن الحباب أبو خليفة حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ثنا حزم عن أبي الأسود قال: سمعت طليق بن خشاف يقول وفدنا إلى المدينة لننظر فيم قتل عثمان؟ فلما قدمنا مر منا بعض إلى علي وبعض إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما وبعض إلى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن فانطلقت حتى أتيت عائشة فسلمت عليها فردت السلام فقالت: ومن الرجل ؟ قلت: من أهل البصرة فقالت: من أي أهل البصرة؟ قلت من بكر بن وائل قالت: من أي بكر بن وائل؟ قلت: من بني قيس بن ثعلبة قالت: أمن أهل فلان؟ فقلت لها: يا أم المؤمنين فيم قتل عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه ؟ قالت: قتل والله مظلوما لعن الله من قتلته أقاد الله ابن أبي بكر به وساق الله إلى أعين بني تميم هوانا في بيته واهراق الله دماء بني بديل على ضلالة وساق الله إلى الأشتر سهما من سهامه فوالله ما من القوم رجل إلا أصابته دعوتها

        المعجم الكبير الجزء 1 صفحة 88

        http://www.islamww.com/booksww/book_...kid=905&id=147






        عائشة تلعن محمد بن ابي بكر ومالك الاشتر

        اخرج محمد بن اسماعيل البخاري في تاريخه قال ..... حدثنا موسى ثنا حزم قال سمعت مسلم بن مخراق أبا سوادة قال سمعت طلق بن خشاف قال أتيت عائشة قلت فيم قتل أمير المؤمنين قالت قتل مظلوما لعن الله قتلته أباد الله بن أبي بكر وساق إلى أعين بنى تميم هوانا وأهراق دم ابني بديل على ضلالة وساق الله إلى الأشتر كذا قال طلق لا والله إن بقى من القوم رجل إلا أصابته دعوتها أخذ بن أبي بكر فأقيد ودخل على أعين بنى تميم رجل فقتله وخرج ابنا بديل في بعض تلك الفتن فقتلا وخرج الأشتر إلى الشام فأتى بشربة فقتلته ( * )

        رجل السند

        1- موسى بن إسماعيل

        قال ابن حجر : ثقة ثبت -- قال الذهبي : الحافظ ، ثقة ثبت
        موسى بن إسماعيل المنقرى ، مولاهم ، أبو سلمة التبوذكى البصرى ( مشهور بكنيته و باسمه )

        2- حزم بن أبي حزم

        قال ابن حجر : صدوق يهم -- قال الذهبي : ثقة
        حزم بن أبى حزم : مهران ، و يقال : عبد الله ، القطعى ، أبو عبد الله البصرى ( أخو سهيل بن أبى حزم )

        3- مسلم بن مخراق أبا سوادة

        قال ابن حجر : صدوق -- قال الذهبي : وثق
        مسلم بن مخراق العبدى القرى ، أبو الأسود البصرى القطان ، و يقال المازنى العريانى ( و يقال : إنهما اثنين )

        4- طلق بن خشاف

        ذكره ابن حجر من أصحاب الرسول صل الله عليه وآله وسلم في الإصابة 3/437 رقم: (4301) ووثقة الهيثمي وذكره ابن حبان في الثقات



        --- (( هامش )) ---

        ( * ) التاريخ الصغير ج1صـ95 رقم [ 384 ] ط1 دار الوعي / تحقيق محمد إبراهيم زايد


        - حدثني محمد بن أبي عتاب الأعين، ثنا منصور بن سلمة الخزاعي، قال: سمعت حماد بن سلمة، " يلعن أبا حنيفة "، قال أبو سلمة: وكان شعبة " يلعن أبا حنيفة

        حدثني محمد بن أبي عتاب الاعين - ثقة ثبت - ثنا منصور بن سلمة الخزاعي - ثقة ثبت حافظ - قال سمعت حمـاد بـن سلمة - إمام أهل السنة - يلعن أبا حنيفة .

        السنة لعبد الله بن أحمد - السنة لعبد الله بن أحمد - شريك بن عبد الله وغيره – ج1 – ص345

        ::ط§ظ„ط¯ظپط§ط¹ ط¹ظ† ط§ظ„ط³ظ†ط© ::



        الذهبي يلعن الروندي

        أحمد بن يحيى بن إسحاق الراوندي الملحد . صاحب الزندقة . كان حيا إلى حدود الثلاثمائة . وكان يلازم الرافضة والملحدة فإذا عوتب قال: أنا أريد أن أعرف مذاهبهم ؛ ثم كاشف وناظر وصنف في الزندقة لعنه الله

        تاريخ الإسلام – أحداث سنة ثلاثمائة

        انظر آخر الصفحة على الرابط

        http://www.islamww.com/booksww/book_...d=4118&id=2245










        العجلي وابن حجر يلعنان الرواة :

        أحمد بن عبد الله العجلي يلعن المريسي

        قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد الجزء 7 صفحة 61 - بترجمة بشر بن غياث بن أبي كريمة أبو عبد الرحمن المريسي

        أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي حدثني أبي قال رأيت بشر المريسي عليه لعنة الله مرة واحدة شيخا قصيرا دميم المنظر وسخ الثياب وافر الشعر أشبه شيء باليهود وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع ثم قال لأي ولقد كان فاسقا

        http://www.islamww.com/booksww/book_...d=1863&id=2567

        __________________________________________________ ________________________________________________



        هاتفاً في البحر يلعن المريسي !!!!!!!!!!!!

        قال الخطيب البغدادي: وقال: أخبرني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه حدثنا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الكاتب حدثنا محمد بن محمد الواسطي قال حدثني بن عبد الله الحمال حدثنا محمد بن أبي كبشة قال سمعت هاتفا في البحر يقول لا إله إلا الله على ثمامة وعلى المريسي لعنة الله قل وكان معنا في المركب رجل من أصحاب بشر المريسي فخر ميتا

        تاريخ بغداد الجزء 7 صفحة 66

        http://www.islamww.com/booksww/book_...d=1863&id=2572









        ابن حجر يترجم للرواندي من اجل ان يلعنه

        قال ابن حجر في لسان الميزان الجزء 1 صفحة 323 بترجمة أحمد بن يحيى بن إسحاق أبو الحسين بن الراوندي

        الزنديق الشهير كان أولا من متكلمي المعتزلة ثم تزندق واشتهر بالإلحاد وقيل أنه كان لا يستقر على مذهب ولا يثبت على شيء ويقال كان غاية في الذكاء وقد صنف فيه كتبا كثيرة يطعن فيها على الإسلام وقد أجاد الشيخ في حذف ترجمته من هذا الكتاب وإنما أوردته لألعنه توفي إلى لعنة الله في سنة ثمان وتسعين ومائتين

        http://www.islamww.com/booksww/book_...id=1855&id=323




        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صلِ على محمد واله الطيبين الطاهرين.
          أخي الكريم أشكرك تمام الشكر, وجزيله, على هذه المشاركة القيمة, الشاملة, في جواز اللعن ومشروعية لكن من ينكر جواز اللعن ويريد إثبات عدالة الصحابة, هو منكر لصريح القرآن الكريم والسنة الصحيحة, ونفس الوقت متبع للأهواء ومقلد الإباء في ذلك وغاية مايرمي اليه هو تصحيح خلافة المغتصبين للخلافة الربانية ,والولاية الرحمانية المتمثلة بمحمد واله الطاهرين .
          إلا لعنة الله من غصب حقهم, واستحل حرمتهم وخالف الله ورسوله ببغضه لهم .
          ـــــ التوقيع ـــــ
          أين قاصم شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق
          و العصيان والطغيان،..
          أين مبيد العتاة والمردة، أين مستأصل أهل العناد
          والتضليل والالحاد، أين معز الاولياء ومذل الاعداء.

          تعليق


          • #6
            اهلا وسهلا حياكم الله

            خادمتكم تقوى



            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
            x
            يعمل...
            X