(43)سلسلة
المسير إلى الشام
فرح اهل الشام:
عن سهل بن سعد الساعدي قال:
خرجتُ إلى بيت المقدس حتى توسطتُ الشام
فإذا أنا بمدينةٍ مُطَّرِدةِ الأنهار, كثيرةِ الأشجار
قد علقوا الستور والحُجُب والديباج, وهُم فرِحُون, مُسْتَبْشرون, وعندَهم نساءٌ يَلْعَبْنَ بالدفوف والطبول.
فقلت في نفسي لعل لأهل الشام عيداً لا نعرفُه!
فرأيتُ قوماً يتحدثون
فقلتُ يا قومُ لكم بالشام عيدٌ لا نَعرِفُهُ؟؟
قالوا يا شيخ نراك غريبا
فقلت أنا سهل بن سعد قد رأيتُ محمداً صلى اللهُ عليه وآله
قالوا يا سهل ما أعجبَك السماءُ لا تُمطر دما, والأرض لا تنخسف بأهلها.
قلت ولمَ ذاك؟
قالوا هذا رأس الحسين عترةِ محمدٍ يُهدى من أرض العراق
فقلت وا عجباه يُهدى رأسُ الحسين والناسُ يفرحون؟!
قلتُ من أي باب يدخل؟
- فأشاروا إلى باب يُقال له بابُ الساعات
قال: فبينا أنا كذلك, حتى رأيتُ الرايات يتلو بعضُها بعضاً, فإذا نحن بفارس بيدِه لواءٌ منزوع السِّنان, عليه رأسُ مِنْ أشبهِ الناس وجهاً برسول الله.
فإذا أنا مِن ورائِه رأيتُ نُسوةً على جمالٍ بغير وِطاء.
فدنوتُ من أولاهم فقلت يا جارية من أنت؟
فقالت أنا سكينة بنت الحسين
فقلت لها ألك حاجة إلي فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدَّك وسمعتُ حديثَه.
قالت يا سعد قُل لصاحبِ هذا الرأس أن يُقدِّم الرأسَ أمامَنا حتى يَشتغل الناس بالنظر إليه, ولا ينظروا إلى حَرَمِ رسولِ الله.
قال سهل فدنوت من صاحب الرأس فقلت له هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمَئةِ دينار؟
قال ما هي؟
قلت: تُقدِّم الرأسَ أمامَ الحرم.
ففعل ذلك, فدفعتُ إليه ما وعدتُه, ووضعَ الرأسَ في حقة.
دخلوا على يزيد, فدخلت معهم, وكان يزيدُ جالساً على السرير وعلى رأسِهِ تاجٌ مكلَّل بالدر والياقوت وحولَه كثيرٌ من مشايخِ قريش.
فلما دخل صاحبُ الرأس وهو يقول:
أوْقِرْ رِكابي فِضةً وذهبا
أنا قتلتُ السيِّدَ المحجَّبا
قتلتُ خيرَ الناسِ أُمّاً وأَبَا
وخيرَهم -إذ يُنسبون- النَّسَبا
قال يزيد: لو علمتَ أنه خيرُ الناس لِمَ قتلتَه؟
قال: رجوتُ الجائزةَ منك.
فأمر بضربِ عُنُقِهِ.
ووَضَعَ رأسَ الحسين على طبقٍ من ذهبٍ وهو يقول:
كيف رأيت يا حسين؟؟
البحار ج45 ب39
المسير إلى الشام
فرح اهل الشام:
عن سهل بن سعد الساعدي قال:
خرجتُ إلى بيت المقدس حتى توسطتُ الشام
فإذا أنا بمدينةٍ مُطَّرِدةِ الأنهار, كثيرةِ الأشجار
قد علقوا الستور والحُجُب والديباج, وهُم فرِحُون, مُسْتَبْشرون, وعندَهم نساءٌ يَلْعَبْنَ بالدفوف والطبول.
فقلت في نفسي لعل لأهل الشام عيداً لا نعرفُه!
فرأيتُ قوماً يتحدثون
فقلتُ يا قومُ لكم بالشام عيدٌ لا نَعرِفُهُ؟؟
قالوا يا شيخ نراك غريبا
فقلت أنا سهل بن سعد قد رأيتُ محمداً صلى اللهُ عليه وآله
قالوا يا سهل ما أعجبَك السماءُ لا تُمطر دما, والأرض لا تنخسف بأهلها.
قلت ولمَ ذاك؟
قالوا هذا رأس الحسين عترةِ محمدٍ يُهدى من أرض العراق
فقلت وا عجباه يُهدى رأسُ الحسين والناسُ يفرحون؟!
قلتُ من أي باب يدخل؟
- فأشاروا إلى باب يُقال له بابُ الساعات
قال: فبينا أنا كذلك, حتى رأيتُ الرايات يتلو بعضُها بعضاً, فإذا نحن بفارس بيدِه لواءٌ منزوع السِّنان, عليه رأسُ مِنْ أشبهِ الناس وجهاً برسول الله.
فإذا أنا مِن ورائِه رأيتُ نُسوةً على جمالٍ بغير وِطاء.
فدنوتُ من أولاهم فقلت يا جارية من أنت؟
فقالت أنا سكينة بنت الحسين
فقلت لها ألك حاجة إلي فأنا سهل بن سعد ممن رأى جدَّك وسمعتُ حديثَه.
قالت يا سعد قُل لصاحبِ هذا الرأس أن يُقدِّم الرأسَ أمامَنا حتى يَشتغل الناس بالنظر إليه, ولا ينظروا إلى حَرَمِ رسولِ الله.
قال سهل فدنوت من صاحب الرأس فقلت له هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمَئةِ دينار؟
قال ما هي؟
قلت: تُقدِّم الرأسَ أمامَ الحرم.
ففعل ذلك, فدفعتُ إليه ما وعدتُه, ووضعَ الرأسَ في حقة.
دخلوا على يزيد, فدخلت معهم, وكان يزيدُ جالساً على السرير وعلى رأسِهِ تاجٌ مكلَّل بالدر والياقوت وحولَه كثيرٌ من مشايخِ قريش.
فلما دخل صاحبُ الرأس وهو يقول:
أوْقِرْ رِكابي فِضةً وذهبا
أنا قتلتُ السيِّدَ المحجَّبا
قتلتُ خيرَ الناسِ أُمّاً وأَبَا
وخيرَهم -إذ يُنسبون- النَّسَبا
قال يزيد: لو علمتَ أنه خيرُ الناس لِمَ قتلتَه؟
قال: رجوتُ الجائزةَ منك.
فأمر بضربِ عُنُقِهِ.
ووَضَعَ رأسَ الحسين على طبقٍ من ذهبٍ وهو يقول:
كيف رأيت يا حسين؟؟
البحار ج45 ب39
تعليق