إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نأتيك زحفاً سيدي يا حسين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نأتيك زحفاً سيدي يا حسين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
    وصل اللهم على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ماأحاط به علمك
    وعجل فرج يوسفها الغائب ونجمها الثاقب واجعلنا من خلص شيعته ومنتظريه وأحبابه يا الله
    السلام على بقية الله في البلاد وحجته على سائر العباد ورحمة الله وبركاته



    السلام عليك يا أبا عبد الله و على الأرواح التي حلت بفنائك عليك مني السلام أبداً ما بقيت و بقي الليل و النهار

    عادة ما تركن النفس إلى الراحة و البحث عن أسهل الطرق لأداء الأعمال, خاصة و نحن في عصر التطور و التكنولوجيا التي قد تنتهي بالإنسان للاعتماد على الروبوت في قضاء أبسط حوائجه, و من أفضل الأمثلة على ركون النفس للراحة هو اختيارنا للسفر بالطائرة عن غيرها لما توفره من وقت وجهد خاصة إذا طالت المسافات.

    و لكن كل القوانين الطبيعية و الفطرية تتغير و تنقلب عندما يتعلق الأمر بالإمام الحسين عليه السلام, فمع بداية شهر صفر و ربما قبل ذلك بدأ الناس من مختلف الاماكن تشد الرحال لزيارة الأربعين مشياَ على الأقدام شيخهم و طفلهم و المريض و المعاق, لا شيء يقف أمامهم و لا شيء يخيفهم لا البرد و لا الارهاب و لا التفجير و لا النوم في العراء, مسيرة تستغرق من البعض الأسابيع يمشيها حافي القدمين لاطماً على صدره و هو ينادي يا حسين.

    ما هو السر الذي يدفع هؤلاء الشيعة لتحمل كل هذه المشقة و العناء ووسائل النقل متوفرة؟

    إنه العشق الإلهي الذي أودعه الله سبحانه في قلوب الشيعة لأهل البيت عليهم السلام و خاصة للإمام الحسين كيف لا و الامام الصادق عليه السلام يقول "رحم الله شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا و عجنوا بماء ولايتنا يحزنون لحزننا و يفرحون لفرحنا " (1)

    كما أن هذا المشي يحمل في طياته العديد من المضامين العظيمة:

    · ابتغاء للأجر و الثواب العظيمين في كل خطوة يخطوها الموالي في مشيه ورد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) وهو يقول : من أتى قبر الحسين ( عليه السلام ) ماشيا كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ومحا عنه الف سيئة ورفع له الف درجة . (2)

    · تأسياً بمسير السبايا في دربهم الشاق و ربما يتمثل له ليلاً مبيتهم المفجع ليلة الحادي عشر في البيداء.

    · استشعاراً لعظمة المزور و عظيم ما قدمه للإسلام ما يجعل الموالي يشعر بأن كل ما يقدمه في سبيل أبي عبد الله لا يذكر و لا يقاس بقطرة دم من منحره الطاهر.

    · اشارة لأننا سائرون على الدرب الذي رسمه لنا الامام الحسين بدمائه الزكية.

    · امتثالاً لما ورد في بعض الروايات الحث على أن يكون الزائرين شعثاً غبراً جائعين محزونين تأسياً بالإمام الحسين عليه السلام.

    · صرخة موجهة للعالم ليتعرف على الامام الحسين و منهجه خاصة مع التهميش الإعلامي لحدث كبير كزيارة عاشوراء المليونية و زيارة الأربعين.

    و السؤال هنا هل المشي للزيارة أمر مستحدث؟

    بالطبع لا ففي كل عام نحن نقرأ تفاصيل زيارة جابر لقبر الإمام الحسين مع عطية العوفي و كيف أنهما اغتسلا في الفرات ثم سارا لزيارة قبر الامام فأمره جابر بمقاربة الخطا و التأني في المشي فله بكل خطوة حسنة.

    و قبل ذلك روي أن الامام الحسن قد حج إلى بيت الله الحرام عشرين حجة ماشيا و النجائب تقاد بين يديه.

    وقد أكدت روايات أهل البيت عليهم السلام على فضل الذهاب إلى بيت الله الحرام مشياً فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام "ما عبد الله بشيء أفضل من المشي إلى بيته"(3) , و إذا جمعنا هذه الرواية مع الرواية التي تنص على أن من زار الامام الحسين كان كمن زار الله في عرشه, ندرك أن المشي لزيارة الامام الحسين يعد أيضاً من أفضل العبادات.

    سؤال قد يراود البعض ألا يعد الخروج لزيارة الامام الحسين مع وجود الأخطار ضرباً إهلاك النفس الغير جائز؟

    يكفينا أن نتأمل ما ورد عن

    ابن بكير ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : "اني انزل الارجان وقلبي ينازعني إلى قبر أبيك ، فإذا خرجت فقلبي وجل مشفق حتى ارجع خوفا من السلطان والسعاة وأصحاب المسالح ، فقال : يا بن بكير أما تحب ان يراك الله فينا خائف ، أما تعلم أنه من خاف لخوفنا أظله الله في ظل عرشه ، وكان محدثه الحسين ( عليه السلام ) تحت العرش ، وآمنه الله من افزاع يوم القيامة ، يفزع الناس ولا يفزع ، فان فزع وقرته الملائكة وسكنت قلبه بالبشارة" (4)

    ختاماً فقداسة شعيرة المشي مختصة بزيارة بيت الله الحرام و زيارة العتبات المقدسة لأهل البيت عليهم السلام فلا ندنسها باستغلالها لأغراض دنيوية.

    اللهم أرزقنا في الدنيا زيارة الحسين و في الأخرة شفاعته يا أرحم الراحمين


    ...................................
    المصادر...
    1. شجرة طوبى – الشيخ محمد مهدي الحائري
    2. كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 255
    3. بحار الأنوارج96 ص104
    4. كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه - ص 243

    التعديل الأخير تم بواسطة عطر الولايه; الساعة 11-11-2015, 12:56 PM.

  • #2
    احسنتم عزيزتي لجميل ما انرتمونا به من كلمات رائعه اخذتنا في رحاب الامام الحسين عليه السلام ...وفقكم الله تعالى وسهل اموركم بحق محمد واهل بيته الطاهرين

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين الاشراف وعجل فرجهم يا كريم
      حيا الله مروركم الكريم أختي الكريمة وكتبكم الله من زوار الحسين عليه السلام
      وانصاره

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
      x
      يعمل...
      X