إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من أنا الحلقة الرابعة عشر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من أنا الحلقة الرابعة عشر

    ��من أنا��


    ��الحلقة14 ماقبل الاخيره��


    م€°في خارج الغرفة كانت هناك محاولة أخيرة لمنتظر، فقد كتب خلال وسائل التواصل المتاحة بينه و بين إبراهيم رسالة مفادها :
    " أخي إبراهيم عرفتك إنسانا" تفوق إنسانيتك الحدود، أختي آمال لم تكف عن السؤال عنك و قد بكت كثيراً و هذا خطر عليها بعد العملية، أخي الحبيب غدا" هو موعد فتح الضمادات و قد رفضت آمال أن ترى النور وأنت غائب فعد إليها و إلينا .. ننتظرك"


    ��في الوطن كان قاسم كعادته يتابع أخبار آمال و لكن هذه المرة كان يشعر اتجاها" بكل معاني الأخوة فما حدث له و ما أعقبه من أحداث و غياب ابراهيم بسببه أعاده إلى رشده، و خصوصا" بعد أن كاد أن يخسر مروة، أمّا اليوم .. فمروة هي التي تتصل بزينب و تسأل عن آمال و تطمئن عليها بنفسها ، كما كان لإستقرار علاقة قاسم و مروة سبباً في مزيد من النجاح لعيادة قاسم و لعمله بشكل عام.


    ��و جاء اليوم الذي ينتظره الجميع كان كل الأهل في الوطن يترقبون هذه اللحظة ..


    أما أم قاسم فعقدت مجلس توسل بآل البيت في منزلها و دعت فيه كل الأهل والأصدقاء للدعاء لآمال بالفرج ..


    ��و في لندن كان الطاقم الطبي كله حريصا" على حضور هذه اللحظة التاريخية، حيث كانت آمال محط حب وإحترام الجميع بل إن الكثير منهم تعلق بها لطول المدة التي قضتها في المشفى و لدماثة خلقها مع الجميع و إيمانها و رضاها وصبرها الذي لمسوه منها خلال تعاملهم معها.


    م€°تقدمن الممرضات مع الطبيب النفسي لتهيئة آمال إلى أي نتيجة كانت فتفاجئوا جميعا" بقوتها و استعدادها النفسي التام لأي نتيجة، بل إن ابتسامة الرضا لم تفارقها أبدا"و قالت حينها


    â‌€ " صدقوني لا أعبأ بما سيكون، فالله أعلم بما فيه مصلحتي و ليتني أطمئن على إبراهيم فقط حينها تفداه عيناي"


    ��فتقدم منتظر و أمسك يدها و قال: " سيعود إبراهيم أخيتي سيعود "


    âœ؟ في هذه الأثناء جاءت زينب مسرعة من الخارج و هي تقول :" لقد وصل إستشاري العيون، رحماك ربي، أشعر بتوتر"


    â‌€ فتبسمت آمال : " ما بكِ يا زينب، لا تتوتري كل ما يأتي من الله فهو خير و بركة "


    âŒ? و بدأ العد التنازلي حين وضع الطبيب يده على الضماد ليفتحه، وإذا بصوت ينادي�� : " آمال أوتقبلين بي زوجاً لك على سنة الله و رسوله"


    ��أما منتظر فأمسك بذراعي إبراهيم و قال : " و هل سنجد أطهر و أشرف و أنبل منك يا أخي "


    و من ثم استدار ناحية آمال و قال لها : " ما رأيك أختي الحبيبة؟ "


    â‌€ فنكست آمال رأسها خجلا" و إبتسامة تزين محياها ..


    âœ؟ فبادرت زينب قائلة : "السكوت علامة الرضا كما يقولون"


    ��فضحك الجميع، و هنا قاطعهم الطبيب و هو مبتسم :"هل أفهم أن إبراهيم و آمال سيصبحان عرساناً "


    فاستمر الجميع في الضحك ثم استدار الطبيب : " اذاً فلنبدأ العمل .."


    ��و بدأ بفك الضماد و زينب تتمتم بكل الأدعية التي تحفظها و أما إبراهيم فأسرع و توضأ و توجه يصلي ركعتين الاستغاثة بالسيدة الزهراء عليها السلام و منتظر انشغل للرد على مكالمات الأحبة في الوطن


    â‍°إنتهى الطبيب من فتح الضماد و بدأ بتطهير عيون آمال و غسلها، و في هذه اللحظات عاد إبراهيم إلى غرفة آمال و طرق الباب و دخل، كما أنهى منتظر مكالمته و إقترب من السرير و ها هو الطبيب بدأ يحدث آمال :


    "افتحي عينيك ببطئ"


    و بدأت آمال تفتح عينيها التي كان إبراهيم يراها لأول مرة، كانت عينان عسليتان رائعتان تشعان طهراً و براءة.


    â—? الطبيب يقطع الصمت و الكل يترقب : "آمال، هل ترين شيئا؟"


    â‌€ فردت آمال: " الحمدلله، الحمد لك ربي على جزيل نعمك"


    âœ؟ فتقدمت زينب مندفعة نحو آمال و رفع منتظر رأسه للتأكد من النتيجة، أما إبراهيم فكانت عينه لا تفارق وجه آمال الملائكي و يقول في نفسه : " ربي ما أكرمك، ماذا أرى إنها حورية من السماء فهل عساي في الجنة؟"


    ��وجه الطبيب مصباحا" خاصا" بشكل مباشر نحو عيني آمال و يعيد السؤال : " هل ترين إشعاع النور أو أي إضاءة "


    â‌€ هنا كانت إجابة آمال واضحة : "لا يا دكتور، لا أرى شيئاً"


    ��فصعق منتظر و شهقت زينب و أسرعت تبكي نحو منتظر، أما إبراهيم فقد إقترب من الطبيب و قال :


    "دكتور، هل هذه النتيجة نهائية؟"


    â—? فقال الطبيب : "لا يا إبراهيم ، فنتيجة العملية تكون من أسبوعين إلى شهر مع إستمرار العلاج بالأدوية "


    â‌ˆإبراهيم :" إذا" نحمد الله فما زال هناك أمل بالنسبة لي لا أبالي وسأكون يا آمال عينيكِ التي ترين بهما، ولن أترككِ لحظة واحدة، ثقي بي"


    â‌€ فردّت آمال وما زالت محتفظة بإبتسامتها :" كيف لا أثق بك بعد كلّ ما فعلت، وقد قلتها حين دخولك، عودتك تغنيني عن بصري"


    ��إتصل منتظر بوالده وببقية الأهل و أخبرهم بالنتيجة التي أحزنت الجميع ما عدا آمال وإبراهيم، فلم يكونا مكترثين أبداً، لثقتهما العالية بالله تعالى، كما أن منتظر قد أخبر والده برغبة إبراهيم في الإقتران بآمال، ما أعاد الأمل للأهل بعد سماعهم هذا الخبر��


    â‍°كانت آمال قد بدأت تتماثل للشفاء ما عدا نظرها الذي أوكلت أمرها فيه إلى الله تعالى، أمّا إبراهيم فقد أخبر والدته برغبته بالزواج وحكى لها الحكاية كاملة، وبعد أن باركت له الزواج اتفق الجميع على أن يكون عقد قرانهما في كربلاء بين الحرمين✨وقد تم قطع التذاكر للأهل والأحبة في موعد محدد ليجتمعوا هناك ..


    �� والمفاجأة الكبرى أنّه حينما أعلنت زينب خبر عقد قران آمال في قروب فتيات العائلة، تفاجئن جميعاً، وقررنّ أن يحضرنّ زواج آمال جميعهنّ في العراق.


    ��في المستشفى وبعد أن تم إنهاء إجراءات خروج آمال، توجّه إبراهيم إلى الطبيب وقال:


    â‌ˆ" لا نعرف كيف نشكركم يا دكتور على كل ما فعلتموه من أجل آمال، والحق يقال، لقد فعلتم ما عليكم وأكثر، ولكنني يا دكتور نويت أن آخذها لطبيب أمهر منكم"


    â—?هنا تعجب الطبيب وامتعظ قليلا"، فواصل إبراهيم:" هو ليس طبيباً أرضياً مثلكم، إنه طبيب سماوي ملكوتي، وأنا على يقين أنه لن يخذلنا"


    ��في هذه الأثناء أدرك الطبيب ما يرمي إليه إبراهيم، فابتسم في وجهه وتمنى له التوفيق في حياته، وودعه بكلّ حب.


    ��وخرجت آمال خارج أسوار المستشفى، مستنشقة هواء العودة إلى الحياة، مطمئنة بصنع الله فيها، راضية بقضائه، شاكرةً لنعمائه، حُرمت من نور بصرها فعوضها الله بمن ينير لها كلّ حياتها، أمسكت بيد منتظر من جانب، وبيد زينب من جانب آخر، وإبراهيم تقدمهم ليجلب سيارة الأجرة ويحمل حاجيات آمال، أنتهى إبراهيم من وضع كلّ الأغراض وعاد مسرعاً إليهم، وصل قبالة آمال وقال:


    â‌ˆ" آمال كلّ الأمور تسير كما نريد، لا تخافي شيئاً ما دمتُ معكِ، فقط كوني بخير"


    â‌€â?؛ابتسمت آمال وردت عليه:" كيف لا أكون بخير والخير كله معي، شكرا" لك إبراهيم"


    ��وصلوا الفندق وكان ذلك يوم الأربعاء، وحجزهم للعراق كان يوم الجمعة، فاتفقت زينب مع آمال أن تحجز لها صالون لتهيئها لعقد القران، كما إنها اتفقت مع منتظر وإبراهيم للتوجه إلى السوق صباحاً لشراء حاجيات العروس، فوافقاها في ذلك، وبالفعل كان يوم الخميس يوما" مزدحماً منذ الصباح إلى المساء، حيث رجع الجميع وهم منهكون من التعب.


    م€°عائلة منتظر وآمال سبقتهم إلى كربلاء، وأخذوا معهم والدة إبراهيم، كما أنّ الخالة حياة وزوجها رافقوهم إضافة إلى بنات العائلة، وآخرين، فالجميع كان متشوقاً إلى رؤية آمال وسعيدا" بزفافها، بعد رحلة العلاج والإبتلاء الذي مرّت به.


    ✈في مطار هيثرو تقدّم إبراهيم ناحية زينب و منتظر محدّثاً" زينب:


    â‌ˆ" أختي لو سمحتِ لي طلب صغير"


    âœ؟ فردت زينب بأدب:" أنت تأمر يا أخي"


    â‌ˆ فقال:" إذا جهزتِ آمال في كربلاء، أتمنى أن أكون أول من يراها"


    ��فابتسمت زينب، واستدارت نحو منتظر بنظرة تحمل معاني الغبطة لآمال


    âœ؟ وقالت:" لم تطلب شيئاً يا إبراهيم، لك ما تريد"


    â‌ˆ فاستدرك إبراهيم:" وأيضاً لي طلبٌ آخر"


    âœ؟فردت زينب:" تفضل أخي"


    â‌ˆ فقال:" أثناء حديث سابق مع آمال عرفت كيف كان فتيات العائلة يستهزئنّ بها، ويسخرنّ منها، وأشياء كثيرة حكتها آمال بعفوية وطيبة وكانت تتذكر وتضحك، ولذا أتمنى أن لا يرون آمال قبل عقد القران، أريد أن يراها الجميع ويدها في يدي"


    âœ؟ فأجابته زينب:" طلباتك غريبة يا إبراهيم، وعليك يا منتظر أن تساعدنا لتنفيذها"


    ��فضحك منتظر وقال:" كيف يا زينب؟ وما دخلي أنا؟"


    âœ؟ �� فقالت زينب وهي مبتسمة:" حتى نحقق طلبات صديقك علينا أن نحجز في فندق منفصل عن الفندق الذي سكنت العائلة فيه، ولو لليلة واحدة ومن ثم نلتحق بهم بعد العقد"


    â‌ˆ فابتسم إبراهيم بخجل وقال:" فكرة صائبة، ما رأيك يا منتظر"


    ��فابتسم منتظر ولكم إبراهيم على كتفه مازحاً:" تم، لك ما تريد سأتصرف" وضحك وهو يغمز له.��


    ��وجاء النداء الأخير للتوجه إلى طائرة العراق، فخفق قلب آمال، وخفق قلب إبراهيم، كانت زينب تقف بالقرب من آمال وتمدّ يدها إليها:


    âœ؟ " آمال هيا، لقد حان موعد الإقلاع إلى الجنة"


    ✨وآمال غارقة في بحر من الأحلام، وكذلك منتظر كان ينادي إبراهيم:" إبراهيم، ما بك، أين وصلت؟ إنهم ينادون، لقد حان موعد الرحلة"


    ولا حياة لمن تنادي، فاضطرّ منتظر أن يصفق صفقة بيده ليوقظهما، فارتعب الإثنان منهما، ليضحك منتظر بصوت عال ويقول: أيها العرسان، هيا بناااا"��


    ��فضحك الجميع وتوجهوا إلى الطائرة، كان إبراهيم يخاف على آمال من كل شيء، ويتجه إليها بين الفينة والأخرى:


    â‌ˆ " ألا تحتاجين شيئاً؟ هل أنتِ بخير" وآمال تطمئنه، وكانت تكاد تطير من السعادة به وبحنيته.


    ✈وحلقت الطائرة، وحلقت آمال معها، وها هو شريط الذكريات يعود بها إلى كلّ لحظة، طفولتها، يتمها، تحملها للمسؤولية ، ظلم بعض أفراد المجتمع لها، سخريتهم، اهتمامهم بشكلها دون أخلاقها .


    â‌€ في هذه اللحظة، بدأت آمال تتحسس جسمها، وجهها، ملامحها، وخاطبت نفسها:" آه كم نحفت، لا توجد تكتلات، ولا شحم، ولا نتوءات"â?؛ ضحكت ضحكة خفية:" يبدو إنني قد تغيرت ولم ألتفت لذلك بسبب انشغالي بمرضي"


    ��ثم واصلت في تفكيرها، حتى وصلت إلى قاسم، ومن دون شعور نطقت إسمه بهمس:" قاسم" وكانت زينب تجلس بجوارها فالتفتت إلى ذلك واستدارت نحوها :


    âœ؟" ماذا قلتِ يا آمال، أو قلتِ قاسم، ما به قاسم ؟
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
x
يعمل...
X