سَيّدِي أَبا الشُّهَدَاء

[كادر المجلة]

رسختَ في النفوس، إذ كنتَ إشراقةَ نورٍ أضاءتْ الكونَ بأوسعِهِ..

وغدوتَ كوكباً دُرياً متوهّجاً تَفيضُ بالضِّياءِ الأَزلِيّ..

واجتحتَ بهُداك كلَّ قلبٍ حيٍّ ينبضُ ويطمحُ لحياةٍ حرةٍ كريمَة..

إذ أنتَ صبحٌ أبلجُ منيرٌ قد جاء بعدَ ظلامٍ دامسٍ أسِير..

وأطلقتَ العنانَ لنفسِكَ الزكيةِ بإبائِهَا الضَّيم، فخلدتْ مستبشرةً راضيةً..

وبذلتَ دماءً زاكيةً يومَ عاشوراء..

فنطقتَ: هيهاتَ منّا الذلة متحديةٌ السيفَ، فانتصرتْ عليهِ..

وضحيتَ بروحٍ طيبةٍ ورِثتْ عيسى روحَ الله..

حتى سموتَ في أفقِ السماءِ كفجرٍ جديدٍ تُقارعُ ذيولَ ليلٍ داجٍ..

فأشرقتَ وملأتَ آفاقَ الأرضِ تطالبُ بالحريةِ، فأنتَ أبو الأحرار..

وما سقوطُكَ إلّا لإحياءِ الشريعةِ بعد أن كانتْ صَريعةً..

فخذْ بالدّنيا نحوَ الحياةِ فشهادتُكَ تعنِي الحياةَ..

تعلَّمنَا في الطَّفِ أنّ الموتَ الهادفَ يصنعُ الحياةَ..

وأنّ حياةَ الذلِّ والهوانِ لا تجتمعُ مع العقيدةِ والإيمانِ..

فبِكَ رَسَختْ عقيدتُنَا وإيمانُنَا..

فما تزالُ سماءُ الطّفِ تمطرُ دماً، وما يزالُ السَّحابُ قانياً..

تُسيّرُه رياحُ الأحزانِ نحوَ أرضِ سامراءَ، تمطرُ آلاماً ومآسيَ لفاجعةِ كربلاءَ..

واليومَ تخفقُ قلوبُ المحبينَ..

وهي تنتظرُ بارقةَ أملٍ..

لتتوحَّدَ الصفوفُ تحتَ رايةٍ سَمتْ تخفقُ عالياً..

متواكِبةً مع رايةِ حاملِ لواءِ كربلاءَ قمرِ بَني هاشم عليه السلام..

وهي تذرفُ دمعَ الحزنِ والأَسَى..

وتصدحُ بصوتِ الشَّجى والأَذَى على مآذنِ سامراءَ ملبيةً نداءَ المرجعيةِ..

تحتَ صوتٍ مدوٍّ واحدٍ: لبيكَ يا حُسين.. لبيكَ يا حُسين..

لوية هادي الفتلاوي

تم نشره في المجلة العدد88

[ام التقى]

​احسنتم عزيزتي وبارك الله تعالى بكم لجميل ما نشرتم لنا ...زادكم الله تعالى علما ومعرفة ببركة الامام الحسين عليه السلام