إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذكر الكثير..

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذكر الكثير..

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ولله الحمد والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الطاهرين

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    قال تعالى في كتابه الكريم: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)) (الأحزاب: 41)..

    ومن مصاديق الذكر الكثير هو تسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام..
    حيث ورد في كتاب الكافي للكليني، عن زرارة بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام من الذكر الكثيرالذي قال الله عزوجل: " اذكروا الله ذكرا كثيرا "..

    لذا ندعو بدعاء الامام زين العابدين عليه السلام الوارد في الصحيفة السجادية:


    ((إلهِي أَنْتَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) وَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) فَأَمَرْتَنا بِذِكْرِكَ، وَوَعَدْتَنا عَلَيْهِ أَنْ تَذْكُرَنا تَشْرِيفاً لَنا وَتَفْخِيمَاً وَإعْظامَاً، وَها نَحْنُ ذاكِرُوكَ كَما أَمَرْتَنا، فَأَنْجِزْ لَنا مَا وَعَدْتَنا يا ذاكِرَ الذَّاكِرِينَ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ))..

    نسأل الله تعالى أن نكون وإياكم من الذاكرين لله تعالى والمذكرين به من أهل البيت عليهم السلام...




  • #2
    احسنتم مولانا المفيد فلقد ابدعتم ايما ابداع وانتم تتحفوننا بكل ما هو رائع ....تسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام رغم انه لا يتطلب منا وقتا الان اننا نرى عظمته وخصوصا انه اقترن بالبضعة الطاهرة بسر الوجود مولاتنا فاطمة عليها السلام ...بارك الله تعالى بكم وقضى حوائجكم بحق محمد واهل بيته الطاهرين

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ام التقى مشاهدة المشاركة
      احسنتم مولانا المفيد فلقد ابدعتم ايما ابداع وانتم تتحفوننا بكل ما هو رائع ....تسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام رغم انه لا يتطلب منا وقتا الان اننا نرى عظمته وخصوصا انه اقترن بالبضعة الطاهرة بسر الوجود مولاتنا فاطمة عليها السلام ...بارك الله تعالى بكم وقضى حوائجكم بحق محمد واهل بيته الطاهرين
      حفظكم الله تعالى ورعاكم برعايته وسدّد خطاكم..
      وجعلكم من السائرين على خطا الزهراء عليها السلام لتنالوا بركتها في الدنيا وشفاعتها في الآخرة بجاه محمد وآل محمد عليهم السلام..
      دام عطاؤكم وتواصلكم المبارك...

      تعليق


      • #4
        اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

        قال تعالى : {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ }الرعد28

        عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال الله عز وجل لموسى : « أكثر ذكري بالليل والنهار ، وكن عند ذكري خاشعا ، وعند بلائي صابرا ، واطمئن عند ذكري ، واعبدني ولا تشرك بي شيئاً ، إلي المصير ، يا موسى ، اجعلني ذخرك ، وضع عندي كنزك من الباقيات الصالحات »
        الكافي 2 : 361 | 9

        الشاهد الذي أريد الوصول له هو: موطن الذكر هو القلب

        قال تعالى في سورة الأحزاب : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً{41} وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً{42} هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً{43}

        روى المحقق الحلي قال: «جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقالوا: ذهب أهل الدبور من الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما تصلي ويصومون كما تصوم ولهم فضول أموال يحجون بها ويعتمرون ويتصدقون؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الا أحدثكم بحديث أن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من أنتم بين ظهرانيهم إلا من عمل بمثله، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين»
        المعتبر للمحقق الحلي: ج 2، ص 249، ط مؤسسة سيد الشهداء عليه السلام

        شكى أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام إليه ثقلاً في أذنه فقال عليه السلام: « عليك بتسبيح فاطمة »
        الدعوات للراوندي: ص 197، ط مدرسة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف ــ قم

        وعن أبو جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: « من سبع تسبيح الزهراء عليها السلام ثم استغفر، غفر الله له، وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، وتطرد الشيطان، وترضى الرحمن »
        ثواب الأعمال للصدوق: ص 163، ط منشورات الشريف الرضي ــ قم

        الشاهد هنا : أن للذكر الكثير أو تسبيحة الزهراء عليها السلام فضل كبير جدا سواء كان دنيوي أو أخروي


        و ورد عن الإمام الباقر عليه السلام فيه، فقال عليه السلام: « ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام »
        تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي.

        الشاهد هنا : أن تسبيحة الزهراء عليها السلام ليست الذكر الكثير فقط بل هي أفضل الذكر أيضا


        بناء على تلك الشواهد أريد أن أطرح هذه الأسئلة بخصوص تسبيحة الزهراء عليها السلام أو الذكر الكثير
        كيف يمكن الاستفادة من تسبيحة الزهراء عليها السلام الاستفادة الحقة ؟
        و ما هي متطلبات الوصول إلى فضائلها وإداك آثار تلك الفضائل التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام عنها , مع العلم أن غالبية الشيعة يأتون بتسبيحة الزهراء عليها السلام في عقب كل فريضة والكثير منهم لم يتنعموا بآثارها؟


        وكيف يمكن الوصول إلى مرتبة مثل هذه المرتبة في الذكر الواردة في هذه القصة في حق الخطيب الحسيني المعروف الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمه الله ونعتاد عليه "أي الذكر"
        " كان الشيخ الكعبي رحمة الله عليه يؤدي الخطبة والمجلس الحسيني حتى أثناء نومه في بعض الأحيان , فكانت أمه تستيقظ وتبكي بسبب خطبته , فيستيقظ هو أيضا فيرى أمه تبكي ويسألها عن السبب , فتقول له: لأنك كنت تقرأ عن مصاب الحسين صلوات الله عليه "
        و المعنى أنه يذكر الله من خلال مصيبة الحسين حتى أثناء نومه.



        و أعتذر منك أخي الكريم وشيخنا الفاضل المفيد
        لطول المقدمة و أيضا إن كان في سؤال شيء من الثقالة

        و جزاك الله كل خير ومثوبة لهذا الطرح القيم والتبصرة النافعة وجعل لسانك رطبا وقلبك عامرا بذكره
        وكتبك من الذاكرين كثيرا الفائزين بقربه ورضاه ورحمته المنتفعين بذكره في الدنيا والآخرة
        وفرج عنكم وعنا وعن جميع المؤمنين والمؤمنات بحق الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها وقضى حوائجكم ويسر جميع أموركم
        ووفقك الله لكل خير يحبه ويرضاه

        دمت بكل خير وفي خير وصحة وعافية


        احترامي وتقديري


        أيها الساقي لماء الحياة...
        متى نراك..؟



        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
          اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم


          بناء على تلك الشواهد أريد أن أطرح هذه الأسئلة بخصوص تسبيحة الزهراء عليها السلام أو الذكر الكثير
          كيف يمكن الاستفادة من تسبيحة الزهراء عليها السلام الاستفادة الحقة ؟
          و ما هي متطلبات الوصول إلى فضائلها وإداك آثار تلك الفضائل التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام عنها , مع العلم أن غالبية الشيعة يأتون بتسبيحة الزهراء عليها السلام في عقب كل فريضة والكثير منهم لم يتنعموا بآثارها؟


          وكيف يمكن الوصول إلى مرتبة مثل هذه المرتبة في الذكر الواردة في هذه القصة في حق الخطيب الحسيني المعروف الشيخ عبد الزهراء الكعبي رحمه الله ونعتاد عليه "أي الذكر"
          " كان الشيخ الكعبي رحمة الله عليه يؤدي الخطبة والمجلس الحسيني حتى أثناء نومه في بعض الأحيان , فكانت أمه تستيقظ وتبكي بسبب خطبته , فيستيقظ هو أيضا فيرى أمه تبكي ويسألها عن السبب , فتقول له: لأنك كنت تقرأ عن مصاب الحسين صلوات الله عليه "
          و المعنى أنه يذكر الله من خلال مصيبة الحسين حتى أثناء نومه.



          و أعتذر منك أخي الكريم وشيخنا الفاضل المفيد
          لطول المقدمة و أيضا إن كان في سؤال شيء من الثقالة


          اللّهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم يا كريم..
          بداية أعتذر عن التأخير في الرد.. لأنّه كان في نفسي أن يطّلع على مشاركتكم بقية الاخوة والأخوات من جهة، ووددت أن أجد بعض الردود منهم للمشاركة والتفاعل حتى يستفيد الكل..
          وطالما لم يكن هناك ردّ (مع بالغ الأسف) سأتشرف بالرد على أسئلتكم المهمة لكل من يسبّح تلك التسبيحات المباركة، أو يذكر الله تعالى على كلّ حال..
          وأعتقد انّ عندكم تصوّر عن الاجابة ولكنكم أردتم التفاعل مع الموضوع بصورة إيجابية، وهو أمر جد حسن، وهو الغاية من وجود هذا المنتدى المبارك وليس فقط من أجل المشاركة فقط (مع انّ هذا وحده مجلباً للفائدة والثواب ان شاء الله تعالى) ولكن من يريد أكثر ثواباً وأكثر تفاعلاً لابد له من طرح الأسئلة في بعض الأوقات وإبداء الملاحظات في أخرى والاجابة في غيرها..

          لابد لنا قبل الاجابة أن نعلم انّ ذكر الله تعالى على كلّ حال هو جيد وحسن..
          ولكن إذا ما أردنا أن يحقّق هذا الذكر (بما فيه تسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام والذي هو أفضلها وأسماها) لابد من يعجن مع الروح، فتطرب له وتعشقه، وتتحسّر إذا ما قصّرت في أدائه في وقت من الأوقات لأي سبب كان..
          فالاستفادة من الذكر (أو التسبيح) متحقق فعلاً حتى وإن كان لقلقة لسان (مع انّ هذا الأمر ليس هو المطلوب حقاً)، إذ إنّنا لو أُدخلنا لمكان مليء باللآلئ والألماس والأحجار الكريمة.. (مع فرض أنّ لنا الحرية في التصرّف)، فلا يُعقل أن نكتفي بأن نمتّع أنظارنا من جمال وبريق هذه المجوهرات فقط (مع انّ النفس قد ارتاحت لهذا النظر) ولكن ليس هو المطلوب من غير أن نغتنم بعضها.. طبعاً المثال يقرّب من جهة ويبعّد من جهات، ولكن الحليم تكفيه الاشارة الى ما نرمي اليه..
          هذا في الأمور المادية، أما في الأمور المعنوية فهو لا يمكن إدراك حقيقته إلا لذوي النفوس الطاهرة التي استخلصها الله تعالى لنفسه..
          ولكن يمكننا أن نعي بعضاً منها من خلال ما فسروه لنا أهل العصمة عليهم السلام..
          اذن لقلقة اللسان لا تصل الى ما أُعدّ للذكر من الثواب وتحصيل الفوائد المرجوّة التي جاءت على لسان أهل العترة الطاهرة عليهم السلام..
          فلابد من اشتغال القلب بالذكر مع اشتغال اللسان، بل انّ المنطلق لابد أن يكون من القلب، وما تمتمت الشفاه إلا ترجمة لذكر القلب.. على أن لا ننسى انّ في بداية الأمر (بداية الذكر) كان منطلقها من اللسان.. حتى إذا وعى القلب معانيها انشغل بها.. فكان لاهجاً بها فصار بعدها اللسان تبعاً له..
          ولا يعي القلب معاني الذكر إلا إذا تفكّر في تلك المعاني وما تحويه.. ولا يحصل ذلك إلا بالتوجّه والخشوع أثناء التلفظ بالذكر
          فاذا وصل الذاكر الى هذه المرحلة تحقّقت الاستفادة من هذا الذكر.. وحينها لا يُستغرب من أحد أن يكون ذاكراً حتى ولو كان نائماً، لأن العمل كلّ العمل للقلب..
          وعندها يكون الذكر حصناً حصيناً للذاكر من مكائد الشيطان وخدع النفس الأمارة بالسوء، لذا سيحبّه الله تعالى ويكون بعيداً عن النفاق الذي هو أسوء ما يمرّ به المسلم، ولهذا أشار الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله بقوله: ((من اكثر ذكر الله عزّ وجلّ أحبه الله، ومن ذكر الله كثيرا كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق)).. وهذا يعني انّ الذكر سيكون رادعاً إذا ما صادف الذاكر أمر يمكن أن يحرفه عن حصانته..

          أرجو أن تكون في هذه الاجابة المختصرة جواباً عن أسئلتكم ولو بشكل إجمالي..
          شاكر لكم إعطاءنا الفرصة للتفكر في معاني الذكر وما ينبغي أن نكون عليه حال الذكر (وخاصة تسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام).. والاعتذار منّا اليكم، وليس هناك أي ثقل بأسئلتكم المباركة بل لكم الشكر والثناء..
          سائلاً المولى العليّ القدير أن يديم توفيقاته عليكم ويزيد في رفعتكم وشأنكم.. وأن يشملكم بعطفه ورحمته وأن تكونوا من الذاكرين المخلصين الواصلين الى المعاني الحقيقية من الذكر فتُرفقوا مع الأولياء الصالحين..
          مع خالص الدعوات
          خادمكم

          تعليق


          • #6
            اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم


            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
            بداية أعتذر عن التأخير في الرد.. لأنّه كان في نفسي أن يطّلع على مشاركتكم بقية الاخوة والأخوات من جهة، ووددت أن أجد بعض الردود منهم للمشاركة والتفاعل حتى يستفيد الكل..
            وطالما لم يكن هناك ردّ (مع بالغ الأسف) سأتشرف بالرد على أسئلتكم المهمة لكل من يسبّح تلك التسبيحات المباركة، أو يذكر الله تعالى على كلّ حال..
            لا داعي للاعتذار أخي فعذرك معك حتى من غير توضيح .. بصدق لست ممن يحتاج لعذر أو مبرر حتى يعذر
            والحمد لله للآن هنالك أكثر من 80 مشاهدة للموضوع

            ولعل السبب في عدم وجود رد أو تعقيب أو تجاوب هو طول تعقيبي لهذا وجب علي أنا الاعتذار

            والشرف لي أنا و أيضا الفائدة التي حتما سأغنمها مما ستثرونا به بتعقيبكم وتفضلكم بالإجابة على أسئلتي

            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
            وأعتقد انّ عندكم تصوّر عن الاجابة ولكنكم أردتم التفاعل مع الموضوع بصورة إيجابية، وهو أمر جد حسن، وهو الغاية من وجود هذا المنتدى المبارك وليس فقط من أجل المشاركة فقط (مع انّ هذا وحده مجلباً للفائدة والثواب ان شاء الله تعالى) ولكن من يريد أكثر ثواباً وأكثر تفاعلاً لابد له من طرح الأسئلة في بعض الأوقات وإبداء الملاحظات في أخرى والاجابة في غيرها..
            وحتى أكون صادقة فعلا ...
            أصبت كثيرا فيما أشرت أخي ولكني أيضا مع هذا كنت بحاجة للاستزادة و تأكيد التذكير و التعرف على ما لا أعرف مما لديكم من فرائد في الذكر الكثير


            وإن سمحت لي فلدي رغبة في التعقيب على إجابتكم القيمة و الرائعة والمفيدة
            ليس من باب الإضافة وإنما من باب الاستشارة و التوجيه لصحة ما استقيته من خلال قراءة إجابتكم الثرية جدا والغنية بالأطايب

            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
            ولكن إذا ما أردنا أن يحقّق هذا الذكر (بما فيه تسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام والذي هو أفضلها وأسماها) لابد من يعجن مع الروح، فتطرب له وتعشقه، وتتحسّر إذا ما قصّرت في أدائه في وقت من الأوقات لأي سبب كان..
            بالإضافة إلى ذلك هل بالإمكان تأكيد التالي ؟
            التمعن في معاني الذكر يفتح في الفكر أفاق ترينا ما هو كامن وراء ألفاظ الذكر نفسه من معاني أكبر تنقح النفس وتضعف سمك غشاوة القلب وتنعش الروح بالحياة فتسمو سابحة في ملكوت روحاني رحب
            حينها يستشعر الإنسان نفسه وكأنه في فضاء لا أعرف كيف أصفه إلا بأنه يشبه إلى حد ما الغيوم البيضاء الرقيقة المتبعثرة بانسجام في أجواء نقية صافية
            لا أدري هل هي بين السماء والأرض أم مقرها فضاء النفس الذي يزداد رحابته كلما اقترب الإنسان من ربه


            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
            فالاستفادة من الذكر (أو التسبيح) متحقق فعلاً حتى وإن كان لقلقة لسان (مع انّ هذا الأمر ليس هو المطلوب حقاً)
            أليس في معرفة هذا الأمر توجيه للنفس المتشحة بوشاح من الغفلة بأن تفيق و تتأمل عظيم رحمة الله ولطفه بنا نحن عبيده المخلوقين الضعفاء المقصرين المحتاجين إليه حاجة مطلقة ؟
            وكيف أن هذا الخالق العظيم وهو الغني عنا كريم إلى درجة أنه يعطينا ونحن المقصرين بل ويكرمنا بكل هذا السخاء و العطاء العميم الغير منقطع رغم كل ذنوبنا وجرمنا...؟
            أليس في ذلك تنبيه للنفس لا بل يفترض أن تكون صدمة توقظها من تلك الغفلة ؟


            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
            إذ إنّنا لو أُدخلنا لمكان مليء باللآلئ والألماس والأحجار الكريمة.. (مع فرض أنّ لنا الحرية في التصرّف)، فلا يُعقل أن نكتفي بأن نمتّع أنظارنا من جمال وبريق هذه المجوهرات فقط (مع انّ النفس قد ارتاحت لهذا النظر) ولكن ليس هو المطلوب من غير أن نغتنم بعضها.. طبعاً المثال يقرّب من جهة ويبعّد من جهات، ولكن الحليم تكفيه الاشارة الى ما نرمي اليه..
            أعجبني كثيرا هذا المثال الغزير المضامين والواضح السهل الفهم
            فعن نفسي أراه نافعا جدا ليس لي فقط بل أيضا لتوجيه من لا يملك الوعي الكافي و اليقين المطلق بأهمية التوجه الكامل بالقلب لله حين الذكر توجيها له أثره في نفوس تلك الفئة ...
            وإن سمحت لي شيخنا الفاضل سأستعيره لأستفيد منه وإن شاء الله تعالى وبحوله وقوته أفيد ولك الأجر في ذلك


            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
            أما في الأمور المعنوية فهو لا يمكن إدراك حقيقته إلا لذوي النفوس الطاهرة التي استخلصها الله تعالى لنفسه..
            هذا الذي كنت أريده و أرغب الوصول إليه
            طهارة النفس وأثرها على الإنسان وفيه كروح وجسد و عقل وقلب يفترض أن يكون سليما تتجلى فيه حقيقة الإنسان الذي خلقه الله وأراده أن يعمر الأرض به "قلب سليم كبير يستوعب كل الدنيا ومن فيها"
            الإنسان الذي مثله أمير المؤمنين عليه السلام و مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام والحسنين عليهما السلام و أفرد الله فيهم سورة في القرآن هي سورة الإنسان
            الإنسان الذي تجلت فيه صفات الله فكان بها مؤكدا لعظمة الله الخالق العظيم الذي خلق هذا الإنسان بكل تلك العظمة والكمال و افترض علينا أن نقتدي به ونحاكي سلوكه وأفعاله وإن لم نستطع أن ندرك ذلك فلا يعني هذا اليأس من المحاولة ...


            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
            ولا يعي القلب معاني الذكر إلا إذا تفكّر في تلك المعاني وما تحويه.. ولا يحصل ذلك إلا بالتوجّه والخشوع أثناء التلفظ بالذكر
            فاذا وصل الذاكر الى هذه المرحلة تحقّقت الاستفادة من هذا الذكر.. وحينها لا يُستغرب من أحد أن يكون ذاكراً حتى ولو كان نائماً، لأن العمل كلّ العمل للقلب..
            قرأت ذات مرة عن مراتب الذكر بما معنى الكلام ...
            أنه من الصعب وغير المستطاع الوصول لمرحلة الذكر المتصل لأن هذه المرحلة لا يصل إليها إلا المعصومين عليهم السلام

            فهل يمكن لمن عرف حق أهل البيت عليهم السلام حق المعرفة وأحبهم بصدق أن يصل لتلك المرحلة من الذكر أي الذكر المتصل و إن لم ترقى لدرجة ذكر المعصومين ؟
            وهل يمكن اعتبار الشيخ عبد الزهراء عليه رحمة الله مثال وشاهدا على ذلك ؟



            المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة

            أرجو أن تكون في هذه الاجابة المختصرة جواباً عن أسئلتكم ولو بشكل إجمالي..
            حقيقة وصدقا
            أحسنت أخي الكريم شيخنا الفاضل المفيد
            كفيت ووفيت أحسن الله إليك
            و لا أعرف كيف أعبر لك عن مدى شكري وتقديري وامتناني
            فقد تفضلت علي كثيرا لدرجة أنني بت خجلة من نفسي لغلبة إحساسي بالإثقال عليكم و بالذات مع طول ردودي

            استفدت كثيرا بل كثيرا جدا من الإجابة فروح صادقة التي دخلت لقراءة ما تفصلتم به من إجابة على أسئلتها
            ليست هي ذات الروح التي تكتب الآن التعقيب ... فأنا استشعر بوجود قنديل قد أضاء أمامي فجعل ذاك النور الخافت يربو بداخلي
            مما وجهني إلى الوقوف على مضامين كنت بحاجة إلى من يلفت انتباهي إليها بتسليط الضوء عليها وإن دقت ولطفت

            وهنا وجب علي أن أشملك بالدعاء أخي كلما قرأت دعاء بروحي الجديدة أو ذكرت الله الذكر الكثير "تسبيحة الزهراء عليها السلام"
            جزاك الله عني كل خير و مثوبة
            و حقيقة أنا عاجزة عن كتابة ما يوفيك حقك أخي الكريم المفيد

            شكرا جزيلا لك مرات ومرات وزادك الله رفعة و علو وقدرا وسموا
            وجعلك بخدمة الحسين عليه السلام وأهل البيت عليهم السلام سلطانا في الدنيا والآخرة
            و وفقك لكل ما يحبه ويرضاه و يقربك منزلة منه سبحانه
            وجعلك سببا في قضاء حاجات الآخرين إنه سميع مجيب
            ورزقك شفاعة النبي وآله الأطهار

            دمت بكل خير وفي خير و في حفظ المولى القدير


            احترامي وتقديري
            التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 27-11-2015, 02:03 AM.


            أيها الساقي لماء الحياة...
            متى نراك..؟



            تعليق


            • #7
              وإن سمحت لي فلدي رغبة في التعقيب على إجابتكم .. ليس من باب الإضافة وإنما من باب الاستشارة و التوجيه لصحة ما استقيته من خلال قراءة إجابتكم

              بداية أرحب بل أتشرف بما تضيفونه وتدرجونه سواء هنا أو في أي ركن من هذا المنتدى المبارك..
              كيف لا أسمح لكم وأنتم المتفضلون علينا بهذه الاشارات الرائعة التي تزيدنا تفكراً.. وقد أصبتم في أنها لا يصحّ أن نطلق عليها إضافة بقدر ما تكون هي صورة لوحدها تستحق أن تكون عنواناً لموضوع مستقل.. ومن أنا حتى أبدي المشورة إلا من باب الاستئناس وأن نستنير أكثر بمشاركاتكم الولائية..

              بالإضافة إلى ذلك هل بالإمكان تأكيد التالي ؟
              التمعن في معاني الذكر يفتح في الفكر أفاق ترينا ما هو كامن وراء ألفاظ الذكر نفسه من معاني أكبر تنقح النفس وتضعف سمك غشاوة القلب وتنعش الروح بالحياة فتسمو سابحة في ملكوت روحاني رحب
              حينها يستشعر الإنسان نفسه وكأنه في فضاء لا أعرف كيف أصفه إلا بأنه يشبه إلى حد ما الغيوم البيضاء الرقيقة المتبعثرة بانسجام في أجواء نقية صافية
              لا أدري هل هي بين السماء والأرض أم مقرها فضاء النفس الذي يزداد رحابته كلما اقترب الإنسان من ربه

              هو ما تقولونه لمن عرف ذلك المعنى السامي من وراء الذكر.. وهذا ما قصدناه من عبارتنا السابقة، فالزجاج الذي يعلوه قدر من الرواسب الترابية أو الأوساخ لا يمكن الرؤية بوضوح من خلاله، وكلما أزلنا بعضاً من هذه الرواسب بالتأكيد ستزداد الرؤية وضوحاً.. وهكذا هو القلب وما يفعله الذكر به.. ولا يمكن وصف ما يصل اليه القلب - لمثلي أنا المحروم - إلا من عايش تلك اللحظات الملكوتية، والتي عرفنا آثارها من خلال كتاباتهم ومكاشفاتهم العرفانية التي ذكروها لمقربيهم.. ولكن لا تبعد عن ذوي النفوس الصافية والطاهرة الساعية في معرفة الله تعالى من أمثالكم فيتّضح لهم بعض تلك الآثار.. مثلما أوضحتموه متفضلين علينا لنأخذ ونتبرك بذلك القبس الذي وصلتم له.. فعضّوا عليه بالنواجذ فلا تجعلوا لتلك الغشاوة أن تعود.. ودائماً وأبداً اجعلوا مولاتكم الزهراء عليها السلام ومسيرها نصب أعينكم لتكون لكم ذلك النور الذي يجلب اليه الفراشات فلا تتركه حتى تذوب عشقاً بذلك النور فتتوحد معه..

              أليس في معرفة هذا الأمر توجيه للنفس المتشحة بوشاح من الغفلة بأن تفيق و تتأمل عظيم رحمة الله ولطفه بنا نحن عبيده المخلوقين الضعفاء المقصرين المحتاجين إليه حاجة مطلقة ؟
              وكيف أن هذا الخالق العظيم وهو الغني عنا كريم إلى درجة أنه يعطينا ونحن المقصرين بل ويكرمنا بكل هذا السخاء و العطاء العميم الغير منقطع رغم كل ذنوبنا وجرمنا...؟
              أليس في ذلك تنبيه للنفس لا بل يفترض أن تكون صدمة توقظها من تلك الغفلة ؟

              نعم هو كذلك.. ولكن علينا أن نقدّر ما بأيدينا من كنز عظيم، فهو (أي الذكر وخاصة التسبيح المزبور) إنّما جُعل حتى يكون القلب مع اللسان ذاكراً متذكراً من أين والى أين..
              وفعلاً هو لطف ورحمة بنا نحن البائسون، إذ لولاه لكنّا سواء مع البهائم بل قد يكون أدنى منها..
              الذنب يختلف من شخص لآخر ومن عابد لغيره.. فالذنب الذي يحسّ به المؤمن يختلف عن العارف وعند هذا يختلف عن الولي وهكذا الأمثل فالأمثل.. واللطيف في الأمر انّ المؤمن كلّما ترقّى وتسامى فاننا نراه حسب رؤيتنا القاصرة بأنّ ذنبه صار أقلّ لأنّه من الله تعالى أقرب (وهي حقيقة) ولكن ما يراه المؤمن في نفسه عكس ما نراه، فانّه يبكي أكثر كلما اقترب أكثر ويشعر بأنّ ذنبه أكبر.. واللاهي في ملذات الدنيا ومشتهياتها من أمثالي هو من لا يعبأ ولا يذرف دمعة على ذنوبه ومعاصيه، بل انّه ليجد المبرّرات بل الأكثر انّه يعدّ نفسه من المؤمنين المشمولين بالشفاعة والموعودون بالجنّة، وقد لا يعدّ ذنبه ذنباً..

              أعجبني كثيرا هذا المثال.. وإن سمحت لي شيخنا الفاضل سأستعيره لأستفيد منه وإن شاء الله تعالى وبحوله وقوته أفيد ولك الأجر في ذلك


              انّه لمن دواعي سروري ولعظيم الشرف أن أجد في بعض من تلك الحروف البائسة والمبعثرة فائدة من بعضها، وأعتقد أكثر انّه لتواضع منكم لدفعنا في السير قُدما في الاستزادة والاستمرار في النقاش حول هذا الموضوع.. ولا أخفيكم سراً فقد جعلتمونا نعيش في أجواء لم نكن نتوقها أبداً..

              هذا الذي كنت أريده و أرغب الوصول إليه
              طهارة النفس وأثرها على الإنسان وفيه كروح وجسد و عقل وقلب يفترض أن يكون سليما تتجلى فيه حقيقة الإنسان الذي خلقه الله وأراده أن يعمر الأرض به "قلب سليم كبير يستوعب كل الدنيا ومن فيها"
              الإنسان الذي مثله أمير المؤمنين عليه السلام و مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام والحسنين عليهما السلام و أفرد الله فيهم سورة في القرآن هي سورة الإنسان
              الإنسان الذي تجلت فيه صفات الله فكان بها مؤكدا لعظمة الله الخالق العظيم الذي خلق هذا الإنسان بكل تلك العظمة والكمال و افترض علينا أن نقتدي به ونحاكي سلوكه وأفعاله وإن لم نستطع أن ندرك ذلك فلا يعني هذا اليأس من المحاولة ...

              طهارة النفس وصفائها لهي الأساس في استقبال الشعاع الالي والنور الملكوتي، فلا يمكن لمرآة القلب أن تعكس من تلك الأنوار شيئاً على الجوارح إلا إذا كانت صافية خالية من تلك الأدران التي تعكّر صفوها.. وصدّقوني وكما قرأناه ولمسناه من بعض المؤمنين انّ ذلك الصفاء يتحقق بيسر فقط في حالة تحكم العقل في مشتهيات النفس، فيعرف (ذلك العقل) انّ هناك حياة أخروية تنتظره وما هذه الدنيا إلا مزرعة لها كما عبّر عنها أهل البيت عليهم السلام..
              أما أمثال تلك النفوس الطاهرة فهي مجتباة من قبل الله تعالى لما اختبرها وعلم باخلاصها.. وهذا لا يعني أن نتشبّث بأنّها ما دامت كذلك فنحن لا يمكننا الوصول الى ما وصلت اليه (وهذا صحيح) ولكن لا يمنعنا ذلك أن نسير على خطا تلك النفوس حتى إذا توفانا الله تعالى ونحن سائرون في طريقهم فانّنا سنحصل على ما أعدّه الله تعالى في كتابه الكريم ((وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)) فالهجرة من دائرة القلب المادية الى الدائرة الروحانية هو ما يريده الله تعالى.. وعندها لا يهم إن وقعنا على الموت أم الموت وقع علينا..
              وتبقى حقيقة أولئك الأنفس الطاهرة المتمثلة بأهل البيت عليهم السلام هم بشر مثلنا وما وصلوا إلا لصدق نواياهم وصفاء سريرتهم فكان ظاهرهم كباطنهم ولم يشركوا بالله تعالى طرفة عين أبداً ولم يبدّلوا حبّ الله تعالى بأي حب حتى في آخرتهم حتى قال مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لقد وجتك أهلاً للعبادة فعبدتك.. أي حتى الجنة والنار لم تشغل باله أبداً..
              ثم علينا أن لا ننسى انّ هناك ثلّة مؤمنة قد سارت على نهجهم عليهم السلام فوصلوا الى مراتب سامية ولهم شأن عظيم فقربوا من الله تعالى أمثال سلمان المحمدي وأبو ذر والمقداد ومن على أمثالهم رضوان الله تعالى عليهم.. ألا يكون ذلك مدعاة لنا للسير على خطاهم.. بل قد يكونوا حجة علينا، لأننا لو حججنا بعدم الوصول الى المعصوم فما عذرنا في مثل هؤلاء..

              قرأت ذات مرة عن مراتب الذكر بما معنى الكلام ...
              أنه من الصعب وغير المستطاع الوصول لمرحلة الذكر المتصل لأن هذه المرحلة لا يصل إليها إلا المعصومين عليهم السلام

              فهل يمكن لمن عرف حق أهل البيت عليهم السلام حق المعرفة وأحبهم بصدق أن يصل لتلك المرحلة من الذكر أي الذكر المتصل و إن لم ترقى لدرجة ذكر المعصومين ؟
              وهل يمكن اعتبار الشيخ عبد الزهراء عليه رحمة الله مثال وشاهدا على ذلك ؟

              لقد اتّضح في المشاركة السابقة..

              حقيقة وصدقا
              أحسنت أخي الكريم شيخنا الفاضل المفيد
              كفيت ووفيت أحسن الله إليك
              و لا أعرف كيف أعبر لك عن مدى شكري وتقديري وامتناني
              فقد تفضلت علي كثيرا لدرجة أنني بت خجلة من نفسي لغلبة إحساسي بالإثقال عليكم و بالذات مع طول ردودي

              استفدت كثيرا بل كثيرا جدا من الإجابة

              بل الحقيقة كلّ الحقيقة ومن غير مجاملة أنا الذي استفدت كثيراً كثيراً، وهذا ليس كما قد يُتصوّر من باب التواضع، بل انّها الصراحة بكل معانيها..
              وأحسن الله تعالى اليكم وجزاكم الجنّة بواسعها مع سيدتها الزهراء عليها السلام..
              وأعجز عن الشكر لما أفدتمونا به.. والفضل كلّ الفضل لكم أختنا القديرة..
              ولا داعي لتكرار عبارة الاثقال أو طول الردود ففيها كل الفائدة..
              ...............................
              والآن جاء دورنا لنستقي من أشعة أنواركم البهية لنقتبس منها ما يزيل بعض الابهام وينير لنا الدرب..

              وما دمنا نسبح في فلك الذكر وأخصّه بتسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام.. فهل يمكنكم أن تبيّنوا لنا ما المقصود من هذا الترتيب المعروف من التسبيح وهو (الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله)، وأنا هنا لا أقصد العدد بل الترتيب، فهو بالتأكيد ليس عشوائياً وإنّما وُجد لفائدة تُرتجى منه..
              ثمّ انّه حسب الأخبار انّ مسبحة الزهراء عليها السلام قد جُعلت بعد استشهاد الحمزة عليه السلام من طينه، وفعلها هذا أرادت أن توصل الينا رسالة، فهل يمكننا أن نقف على بعض مضامينها ولو بالمفهوم..





              تعليق


              • #8
                اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

                أخي الكريم وأستاذنا وشيخنا الفاضل المفيد
                ما أنا هنا إلا طالبة للعلم الذي أرغب من خلال الوصول إليه شق طريق الوصول إلى الله بكل قوتي التي أحتاج فيها إلى عتاد من العلم والمعرفة اللذين هما أشبه ما يكونا بالقنديل الذي يحتاج للتزود بالوقود كي تدوم إضاءته كي لا أتوه أثناء سيري في مجاهل ستقابلني قد أرى ظاهرها حق و هو خلاف ذلك
                وكي لا اتخبط في ظلمة أهوائي فأتعثر بذنوبي وأعجز عن النهوض ومواصلة السير في وقت أكون فيه قد شارفت الوصول لمرحلة تهيئي لاستخلاص ما في هذا الدرب من حلاوة وجمال أو لا سمح الله أتقهقر جراء فتنة النفس الأمارة أو الشيطان الرجيم بعد أن قطعت مسافة تدنيني من هدفي فأبات في خسران مبين

                أنا طالبة علم يزين لي عقبى الدار التي يريدنا خالقنا الرحمن الرحيم أن نصل إليها و يجعلني أتعلق بمستقر الخلود والنعيم الأزلي بحيث لا أقبل أن استبدله بأي مغريات دنيوية زائلة لا بل ويقبح لي الدنيا التي لا تسوى عند الله جناح بعوضة و يجعلني أنفر منها عن طريق سلوك درب سليم صحيح يوصلني إلى الله ونيل رضاه غاية المنى و إن كان هذا الدرب محفوفا بشتى أنواع المخاطر التي لا أعلمها و لا حتى أستطيع أن اتوقعها و لا يمكن أن اتجاوزها دون توفيق من الله الذي من سبل الحصول عليه السعي في طلب هذا العلم وهذه المعرفة

                فأنا طالبة عام أنعم الله عليها ببركة أهل البيت عليهم السلام بالتوفيق للوصول إلى هذا الصرح الولائي الطيب الأكل و تفضل علي بأن جعلني أستأنس بوجود معلم طيب كريم معطاء ورغم كل ما يملك من علم ومعرفة فهو متواضع تواضع يجعلني أستصغر نفسي أمام هذا العظيم الخلق الذي رفعه الله قدرا بتواضعه و مع ما أكنه له من احترام وتقدير وإجلال تلميذ لمعلمه إلا أنه لم يجعلني أهاب سؤاله و لا أخشى مناقشته كي أصبو بعطائه الرحب إلى نور يتسع مداه ويمتد بأشعة فوائده التي تخلق في الروح روحانية توجهني إلى هدفي الذي أنشده وبقوة


                .....


                وحقيقة لم اتوقع أن تقلب الأدوار وتقوم بوضعي موضع المعلم وأنا التلميذ الذي يتعلم وهو لعمري أسلوب في التعليم أبلغ من التلقين لا يتقنه إلا ذوي الخبرة والتمكين...
                فشكرا جزيلا لك ولثقتك التي أتمنى ألا أخيبها و التي لا أملك إزائها مقدار جزء مما تملكون من علم ومعرفة

                أحسن الله إليك أخي وجزاك الله خير جزاء المحسنين ورفع شأنك وأعز أمرك وأعلى مقامك في الدنيا والآخرة
                وحشرك مع النبي وآله الطاهرين و رزقك شفاعتهم و في الجنة مجاورتهم إنه سميع مجيب
                وشكرا جزيلا بصدق وحق لكل ما تفضلت به علي من فوائد فرائد وعلى مرتادي هذا الموضوع و المنتدى بشكل عام

                المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
                وما دمنا نسبح في فلك الذكر وأخصّه بتسبيح مولاتنا الزهراء عليها السلام.. فهل يمكنكم أن تبيّنوا لنا ما المقصود من هذا الترتيب المعروف من التسبيح وهو (الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله)، وأنا هنا لا أقصد العدد بل الترتيب، فهو بالتأكيد ليس عشوائياً وإنّما وُجد لفائدة تُرتجى منه..
                ثمّ انّه حسب الأخبار انّ مسبحة الزهراء عليها السلام قد جُعلت بعد استشهاد الحمزة عليه السلام من طينه، وفعلها هذا أرادت أن توصل الينا رسالة، فهل يمكننا أن نقف على بعض مضامينها ولو بالمفهوم..
                هنالك اختلاف في الترتيب ولكن المشهور الذي عليه العلماء في التعقيبات وكذلك في الروايات المعتبرة الصحيحة هو تقديم التحميد على التسبيح وهنا يكمن السر في الترتيب المعتمد الذي أوردته في سؤالك أخي
                وأشرت إليه إشارة متوارية في تعقيبك على أحدى الفقرات الآنفة في ردك السابق علي

                المشاركة الأصلية بواسطة المفيد مشاهدة المشاركة
                ولكن علينا أن نقدّر ما بأيدينا من كنز عظيم، فهو (أي الذكر وخاصة التسبيح المزبور) إنّما جُعل حتى يكون القلب مع اللسان ذاكراً متذكراً من أين والى أين
                و لأكون أمينة في اعتماد إجابتي وحتى أجيب على سؤالك الإجابة التي أستطيع وصفها بالوافية دون أن أمس جمالها الوارد في الكتاب بالاقتصاص أو البتر
                لا يجب أن اعتمدها أو أعرضها من خلال مفهومي القاصر وبصياغتي الركيكة خصوصا وأني لم أتوصل إليها توصل تام من تلقاء نفسي
                وإنما عرفتها من قراءتي في كتاب الأسرار الفاطمية
                للشيخ محمد فاضل المسعودي
                البحث الحادي عشر
                فلسفة تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام
                "من ص285 إلى 302 في نسخة محفوظة لدي بملفpdf "


                إن تسبيح الزهراء سلام الله عليها يعتبر شعيرة عظيمة ، من شعائر الله التي هي من تقوى القلوب.
                ونحن نعرف أن فاطمة لها أسلوب خاص ، وسيرة ذاتية تتعامل بها مع شعائر الله
                إن الصفة الملازمة لفاطمة الزهراء هي أنها تستطيع أن تصور الإسلام في كل خطوة تخطوها ، وفي كل شيء تلمسه بيدها الطاهرة وهي ـ أي هذه الصفة ـ وإن كانت موجودة في كل أهل البيت ـ عليهم‌ السلام ـ إلا أنها تتألق في شخص الصديقة فاطمة الزهراء ، بشكل يشد القلوب ، ويبهر الألباب.
                شعائر الإسلام تتحول إلى سلوك عندها فإذا أنت أمام شعائر تفور بالحركة ، والعطاء ، وتتفجر بالصور الساخنة ، والمعاني الحية وتتحول في النهاية إلى واقع معيوش أساسه الإيمان وركائزه الفضائل وهياكله التسامح والرحمة.

                إن الشعيرة الدينية ـ أية شعيرة ـ من دون فاطمة ، تغدو شعيرة جامدة باهتة ، تجري في رتابة مملّة ، فإذا لمستها فاطمة الزهراء ، لمسة واحدة ، اهتزت ، وربت وأعطت ثمارها

                فالتسبيح شعار ، أو قل : شعيرة من شعائر الدين ومحتواه الفداء والتضحية والفداء لا يكون إلاّ اذا سبقته تربية ، وهو بعد ذلك كله يحتاج إلى رمز يدل عليه ، وهنا نستطيع بقليل من التركيز والانتباه ان نلمس هذين الشرطين في تسبيح الزهراء
                الشرط الأوّل هو الشرط التربوي: ونلمسه في تركيبة هذا التسبيح الذي علمه النبي ـ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ـ لابنته فاطمة الزهراء
                وفي نظرة واعية نلقيها على هذا الترتيب المتقدم نجد أن التسبيح يبدأ باسم الله وينتهي باسم الله ، فهو لم يبدأ بالحمد لله ، ولا بدأ بسبحان الله ، وانما بدأ بالله اكبر. وختم بسبحان الله حتى تكون اول كلمة في التسبيح هي كلمة الله ، واخر كلمة في التسبيح هي كلمة الله.
                ( الله اكبر ... الحمد لله ... سبحان الله) هذا هو الشرط الأوّل ، الشرط التربوي ...
                حيث ظهرت فيه الاشارة واضحة إلى المبدأ والمعاد ... فنحن من الله وسنرجع إليه
                وهذا معناه أن القراءة والدعاء ، والتسبيح وكل حركة في الحياة يجب ان تكون باسم الله

                اما الشرط الثاني والذي يعني أن هناك رمزاً نتخذ منه قدوة ، واسوة حسنة في تطبيق مضمون التسبيح ، فهو الفداء ، والتضحية ... وهنا تجد فاطمة الزهراء عليها ‌السلام حين اخذت درس هذا التسبيح من أبيها الرسول الاعظم محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم انطلقت به إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عليه ‌السلام وحين وصلت إلى القبر ، جلست تصنع حبات لمسبحتها من تراب قبر الشهيد من أجل أن تعبق حبات هذه المسبحة برائحة الشهادة ، وتتضوع بعطر الشهيد الذي أقدم الفداء والتضحية ، من أجل الحق ، من أجل أن يحيا الإنسان في أمن وطمأنينة ، من أجل أن يعبد الناس رب العالمين في حرية ودون اكراه ... من أجل اعطاء الناس حرية وحقا وعدالة اجتماعية ... من أجل ان يندحر الظالمون ، وينهزم المستكبرون ويذل الطغاة في الأرض.

                وفاطمة الزهراء ، هنا تعطي الصلاة بعدا جهاديا تربويا ، أنها تعطي العبادات أبعادا توعوية تزيد في رشد الأُمة ، وتنقص من غبائها وبلادتها ، نعم أنها مسبحة للصلاة ، ولكنها ليست مسبحة جامدة فيها حبات من الطين ... كلا ... انما هي مسبحة مصنوعة من تراب ممزوج بدم الشهادة ونور الولاية ...
                وهذا هو الذي يجعل للصلاة معنى وقيمة ووزنا.
                ومن هنا جاءت فكرة السجود على تربة الحسين عليه ‌السلام في الصلاة وذلك حتى نتذكر دائما أن الصلاة لا تقوم في الأرض إلاّ بدماء الشهداء
                عندما يكون للشعار مضمون ، فهذه كانت نظرة الزهراء الثاقبة في التسبيح.
                إن التسبيح هو تنزيه الله عن العبث ، إنه تسبيح يؤكد الحكمة التي أقام الله عز وجل عليها الكون والحياة والإنسان ... والشهادة هي قمة هذه الحكمة ... أي أن الشهيد قد بلغ حداً من الحكمة والكمال ليس بعده حد ...
                وهذه هي الفلسفة ، والرشد ، الذي تريده الزهراء ، إنه امتزاج بين التسبيح وبين دماء الشهداء.
                فمن ـ يا ترى ـ ينزه الله ، ويعرف الله اكثر من الشهداء ؟


                هذا والله أعلم


                و الآن جاء دوري لأسأل
                شيخنا الفاضل بما أن سؤالك كان عن الترتيب سيكون سؤالي عن عدد التسبيحات
                تسبيح الزهراء عليها السلام مؤلف من أربع وثلاثين تكبيرة وثلاث وثلاثين تحميدة وثلاث وثلاثين تسبيحة
                فلم هذا العدد بالذات و هل في ذلك سر أو حكمة ؟

                وهل للتسبيح علاقة بتسمية تسبيحة الزهراء عليها السلام بالذكر الكثير ؟



                وفقنا الله وإياكم لسبل الرشاد
                و أفاض علينا بتقوى تعمر قلوبنا وجعلها خير زاد

                دمت بكل خير وفي خير أستاذي القدير


                احترامي وتقديري

                التعديل الأخير تم بواسطة صادقة; الساعة 28-11-2015, 08:43 AM.


                أيها الساقي لماء الحياة...
                متى نراك..؟



                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة صادقة مشاهدة المشاركة
                  اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم

                  أخي الكريم وأستاذنا وشيخنا الفاضل المفيد
                  ما أنا هنا إلا طالبة للعلم الذي أرغب من خلال الوصول إليه شق طريق الوصول إلى الله بكل قوتي التي أحتاج فيها إلى عتاد من العلم والمعرفة اللذين هما أشبه ما يكونا بالقنديل الذي يحتاج للتزود بالوقود كي تدوم إضاءته كي لا أتوه أثناء سيري في مجاهل ستقابلني قد أرى ظاهرها حق و هو خلاف ذلك
                  وكي لا اتخبط في ظلمة أهوائي فأتعثر بذنوبي وأعجز عن النهوض ومواصلة السير في وقت أكون فيه قد شارفت الوصول لمرحلة تهيئي لاستخلاص ما في هذا الدرب من حلاوة وجمال أو لا سمح الله أتقهقر جراء فتنة النفس الأمارة أو الشيطان الرجيم بعد أن قطعت مسافة تدنيني من هدفي فأبات في خسران مبين

                  أنا طالبة علم يزين لي عقبى الدار التي يريدنا خالقنا الرحمن الرحيم أن نصل إليها و يجعلني أتعلق بمستقر الخلود والنعيم الأزلي بحيث لا أقبل أن استبدله بأي مغريات دنيوية زائلة لا بل ويقبح لي الدنيا التي لا تسوى عند الله جناح بعوضة و يجعلني أنفر منها عن طريق سلوك درب سليم صحيح يوصلني إلى الله ونيل رضاه غاية المنى و إن كان هذا الدرب محفوفا بشتى أنواع المخاطر التي لا أعلمها و لا حتى أستطيع أن اتوقعها و لا يمكن أن اتجاوزها دون توفيق من الله الذي من سبل الحصول عليه السعي في طلب هذا العلم وهذه المعرفة

                  فأنا طالبة عام أنعم الله عليها ببركة أهل البيت عليهم السلام بالتوفيق للوصول إلى هذا الصرح الولائي الطيب الأكل و تفضل علي بأن جعلني أستأنس بوجود معلم طيب كريم معطاء ورغم كل ما يملك من علم ومعرفة فهو متواضع تواضع يجعلني أستصغر نفسي أمام هذا العظيم الخلق الذي رفعه الله قدرا بتواضعه و مع ما أكنه له من احترام وتقدير وإجلال تلميذ لمعلمه إلا أنه لم يجعلني أهاب سؤاله و لا أخشى مناقشته كي أصبو بعطائه الرحب إلى نور يتسع مداه ويمتد بأشعة فوائده التي تخلق في الروح روحانية توجهني إلى هدفي الذي أنشده وبقوة


                  .....


                  وحقيقة لم اتوقع أن تقلب الأدوار وتقوم بوضعي موضع المعلم وأنا التلميذ الذي يتعلم وهو لعمري أسلوب في التعليم أبلغ من التلقين لا يتقنه إلا ذوي الخبرة والتمكين...
                  فشكرا جزيلا لك ولثقتك التي أتمنى ألا أخيبها و التي لا أملك إزائها مقدار جزء مما تملكون من علم ومعرفة

                  أحسن الله إليك أخي وجزاك الله خير جزاء المحسنين ورفع شأنك وأعز أمرك وأعلى مقامك في الدنيا والآخرة
                  وحشرك مع النبي وآله الطاهرين و رزقك شفاعتهم و في الجنة مجاورتهم إنه سميع مجيب
                  وشكرا جزيلا بصدق وحق لكل ما تفضلت به علي من فوائد فرائد وعلى مرتادي هذا الموضوع و المنتدى بشكل عام



                  هنالك اختلاف في الترتيب ولكن المشهور الذي عليه العلماء في التعقيبات وكذلك في الروايات المعتبرة الصحيحة هو تقديم التحميد على التسبيح وهنا يكمن السر في الترتيب المعتمد الذي أوردته في سؤالك أخي
                  وأشرت إليه إشارة متوارية في تعقيبك على أحدى الفقرات الآنفة في ردك السابق علي



                  و لأكون أمينة في اعتماد إجابتي وحتى أجيب على سؤالك الإجابة التي أستطيع وصفها بالوافية دون أن أمس جمالها الوارد في الكتاب بالاقتصاص أو البتر
                  لا يجب أن اعتمدها أو أعرضها من خلال مفهومي القاصر وبصياغتي الركيكة خصوصا وأني لم أتوصل إليها توصل تام من تلقاء نفسي
                  وإنما عرفتها من قراءتي في كتاب الأسرار الفاطمية
                  للشيخ محمد فاضل المسعودي
                  البحث الحادي عشر
                  فلسفة تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام
                  "من ص285 إلى 302 في نسخة محفوظة لدي بملفpdf "


                  إن تسبيح الزهراء سلام الله عليها يعتبر شعيرة عظيمة ، من شعائر الله التي هي من تقوى القلوب.
                  ونحن نعرف أن فاطمة لها أسلوب خاص ، وسيرة ذاتية تتعامل بها مع شعائر الله
                  إن الصفة الملازمة لفاطمة الزهراء هي أنها تستطيع أن تصور الإسلام في كل خطوة تخطوها ، وفي كل شيء تلمسه بيدها الطاهرة وهي ـ أي هذه الصفة ـ وإن كانت موجودة في كل أهل البيت ـ عليهم‌ السلام ـ إلا أنها تتألق في شخص الصديقة فاطمة الزهراء ، بشكل يشد القلوب ، ويبهر الألباب.
                  شعائر الإسلام تتحول إلى سلوك عندها فإذا أنت أمام شعائر تفور بالحركة ، والعطاء ، وتتفجر بالصور الساخنة ، والمعاني الحية وتتحول في النهاية إلى واقع معيوش أساسه الإيمان وركائزه الفضائل وهياكله التسامح والرحمة.

                  إن الشعيرة الدينية ـ أية شعيرة ـ من دون فاطمة ، تغدو شعيرة جامدة باهتة ، تجري في رتابة مملّة ، فإذا لمستها فاطمة الزهراء ، لمسة واحدة ، اهتزت ، وربت وأعطت ثمارها

                  فالتسبيح شعار ، أو قل : شعيرة من شعائر الدين ومحتواه الفداء والتضحية والفداء لا يكون إلاّ اذا سبقته تربية ، وهو بعد ذلك كله يحتاج إلى رمز يدل عليه ، وهنا نستطيع بقليل من التركيز والانتباه ان نلمس هذين الشرطين في تسبيح الزهراء
                  الشرط الأوّل هو الشرط التربوي: ونلمسه في تركيبة هذا التسبيح الذي علمه النبي ـ صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله‌ وسلم ـ لابنته فاطمة الزهراء
                  وفي نظرة واعية نلقيها على هذا الترتيب المتقدم نجد أن التسبيح يبدأ باسم الله وينتهي باسم الله ، فهو لم يبدأ بالحمد لله ، ولا بدأ بسبحان الله ، وانما بدأ بالله اكبر. وختم بسبحان الله حتى تكون اول كلمة في التسبيح هي كلمة الله ، واخر كلمة في التسبيح هي كلمة الله.
                  ( الله اكبر ... الحمد لله ... سبحان الله) هذا هو الشرط الأوّل ، الشرط التربوي ...
                  حيث ظهرت فيه الاشارة واضحة إلى المبدأ والمعاد ... فنحن من الله وسنرجع إليه
                  وهذا معناه أن القراءة والدعاء ، والتسبيح وكل حركة في الحياة يجب ان تكون باسم الله

                  اما الشرط الثاني والذي يعني أن هناك رمزاً نتخذ منه قدوة ، واسوة حسنة في تطبيق مضمون التسبيح ، فهو الفداء ، والتضحية ... وهنا تجد فاطمة الزهراء عليها ‌السلام حين اخذت درس هذا التسبيح من أبيها الرسول الاعظم محمد صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم انطلقت به إلى قبر سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عليه ‌السلام وحين وصلت إلى القبر ، جلست تصنع حبات لمسبحتها من تراب قبر الشهيد من أجل أن تعبق حبات هذه المسبحة برائحة الشهادة ، وتتضوع بعطر الشهيد الذي أقدم الفداء والتضحية ، من أجل الحق ، من أجل أن يحيا الإنسان في أمن وطمأنينة ، من أجل أن يعبد الناس رب العالمين في حرية ودون اكراه ... من أجل اعطاء الناس حرية وحقا وعدالة اجتماعية ... من أجل ان يندحر الظالمون ، وينهزم المستكبرون ويذل الطغاة في الأرض.

                  وفاطمة الزهراء ، هنا تعطي الصلاة بعدا جهاديا تربويا ، أنها تعطي العبادات أبعادا توعوية تزيد في رشد الأُمة ، وتنقص من غبائها وبلادتها ، نعم أنها مسبحة للصلاة ، ولكنها ليست مسبحة جامدة فيها حبات من الطين ... كلا ... انما هي مسبحة مصنوعة من تراب ممزوج بدم الشهادة ونور الولاية ...
                  وهذا هو الذي يجعل للصلاة معنى وقيمة ووزنا.
                  ومن هنا جاءت فكرة السجود على تربة الحسين عليه ‌السلام في الصلاة وذلك حتى نتذكر دائما أن الصلاة لا تقوم في الأرض إلاّ بدماء الشهداء
                  عندما يكون للشعار مضمون ، فهذه كانت نظرة الزهراء الثاقبة في التسبيح.
                  إن التسبيح هو تنزيه الله عن العبث ، إنه تسبيح يؤكد الحكمة التي أقام الله عز وجل عليها الكون والحياة والإنسان ... والشهادة هي قمة هذه الحكمة ... أي أن الشهيد قد بلغ حداً من الحكمة والكمال ليس بعده حد ...
                  وهذه هي الفلسفة ، والرشد ، الذي تريده الزهراء ، إنه امتزاج بين التسبيح وبين دماء الشهداء.
                  فمن ـ يا ترى ـ ينزه الله ، ويعرف الله اكثر من الشهداء ؟


                  هذا والله أعلم


                  و الآن جاء دوري لأسأل
                  شيخنا الفاضل بما أن سؤالك كان عن الترتيب سيكون سؤالي عن عدد التسبيحات
                  تسبيح الزهراء عليها السلام مؤلف من أربع وثلاثين تكبيرة وثلاث وثلاثين تحميدة وثلاث وثلاثين تسبيحة
                  فلم هذا العدد بالذات و هل في ذلك سر أو حكمة ؟

                  وهل للتسبيح علاقة بتسمية تسبيحة الزهراء عليها السلام بالذكر الكثير ؟



                  وفقنا الله وإياكم لسبل الرشاد
                  و أفاض علينا بتقوى تعمر قلوبنا وجعلها خير زاد

                  دمت بكل خير وفي خير أستاذي القدير


                  احترامي وتقديري

                  اللّهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم يا كريم..
                  انّ طلب العلم لهو أرقى شئ يسعى له المؤمن.. ونسأل الله تعالى لنا ولكم أن نكون ممن يطلب العلم من منابعه الأصيلة..
                  وعلينا أن لا ننسى بأنّ من كان مع الله تعالى كان الله معه، وايضاً أن نضع أمام ناظرينا انّ من تقدّم الى الله تعالى تقدّم اليه تعالى أضعاف ما تقدّم اليه.. وهذا يعني انّ المؤمن ما دام سائراً تجاه خالقه الحق سوف لن يتخلّى عنه أبداً، ولكن الأمر يحتاج الى الصبر والثبات ليكون ذلك السير حقيقياً وصحيحاً وليس مجرّد إدّعاء يمكن أن يدّعيه أي أحد، لذلك وجدت الابتلاءات والاختبارات.. وان شاء الله تعالى أنتم من الثابتين الصابرين..
                  وجزاكم الله تعالى خير الجزاء وأفضله على ما أدرجتم من إجابة من كتاب الأسرار الفاطمية (ولا اخفيكم فانّ سبق وان قرأت ذلك الكتاب القيّم) فهو يحوي على معان راقية وإشارات رائعة.. ولكن كان بودّي أن تكتبوا رؤيتكم حتى ولو كان ملخّصاً من قراءة كتاب أو مقال حتى يكون الموضوع أكثر حيوية وتفاعلاً.. ومع ذلك فبمجرد بحثكم في الكتب وقراءة المواضيع المشابهة ففيه الفائدة الكبيرة، وبالتأكيد أضافت لكم ولنا الشئ الكثير..
                  أما عن تبادل أدوار.. فالحقيقة انّه ليس هناك أدوار فقلبتها.. فأنا (والله يشهد على ما أقول) أتعلّم من كل كلمة تكتب هنا في أروقة هذا المنتدى المعطاء.. وأتشرف أن أكون طويلب علم ليس إلا..
                  أما عن سؤالكم: فانّ هذا العدد وبهذا الترتيب فهو سرّ من أسرار ذلك التسبيح، ولعلّ النفس تهدأ عندما قال العلماء العارفون بأنّ كلّ عدد خاص في ورد أو ذكر معيّن لهو بمثابة الشفرة التي لا يمكن أن يتحقق المطلوب إلا بها.. فهي إذن كالباسوورد الذي نضعه لحساباتنا فلا تفتح إلا إذا أدخلنا الرقم الصحيح لكلّ حساب..

                  حقيقة يعجز القلم عن تسطير ما يجول في الفكر من كلمات تفيكم حقكم من الشكر والتقدير.. ولكن ما يهوّن الأمر انّ هناك أعظم من ذلك التعبير وهو الدعاء لكم بالموفقية والسداد وحسن العاقبة وأن يعطيكم الله تعالى كلّ ما تتمنونه سواء ما أفصحتم عنه أو ما أخفيتم انّه سميع مجيب وكلّه بفضل الصلاة على محمد وآل محمد عليهم السلام...

                  تعليق


                  • #10


                    بسم الله الرحمن الرحيم



                    قال الله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)) }الاحزاب{

                    وقال تعالى في اية خرى ((وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26))}الانسان{
                    وقال عز من قائل ((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152))}البقرة{
                    ومن الواضح عموماً لكل سالك ان ذكر الله والمواظبة علية من اسس السير.
                    ويقول امير المؤمنين (علية السلام)في دعاء كميل (يامن اسمه دواء وذكر شفاء ........)
                    ان دواء كل مرض قلبي هو ..الله.. نعم ..فليتخذ المرء في الليل والنهار ساعة بربه يناجيه ..واحيانا يعدد المرء نعم الله علية فيقول الحمد لله ..وتارة يعدد ذنوبه فيقول استغفر الله ..وطورا يذكر حاجاته فيطلبها من ربة وقال تعالى ((قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ))}الفرقان/{77

                    و كثيرة هي الأحاديث الواردة في بيان فضل وآثار تسبيح فاطمة عليها السلام على المؤمن.
                    إذ يكفي من البيان في معرفة المؤمن لآثار هذا التسبيح على حياته في الدنيا والآخرة ما ورد عن الإمام الباقر عليه السلام فيه، فقال عليه السلام: « ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام»(1).

                    وفي حديث آخر رواه الشيخ الطوسي رحمه الله عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام، أنه قال: «يا أبا هارون أنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة فالزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي»(2).

                    (1) تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي.
                    (2) نواب الأعمال للصدق: ص 163، ط منشورات الشريف الرضي.


                    فضائل تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    انقل لكم بعض من فضائل تسبيح فاطمة عليها السلام
                    وبعض كرامات هذا التسبيح المبارك

                    فضل تسبيح فاطمة الزهراء ( ع )


                    روي ، أن فاطمة ( عليها السلام ) طلبت من أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خادمة تخدمها .فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( أوَلا أدلُّكِ على خير من ذلك ؟ ) .فقالت ( عليها السلام ) : ( بلى يا رسول الله ) .فقال ( صلى الله عليه وآله ) : ( تُسَبِّحِينَ الله تعالى ثلاثاً و ثلاثين ، و تُحَمِّدينَه ثلاثاً وثلاثين ، وَ تُكَبِّرينَهُ أربَعاً و ثلاثين ) .و روى العلامة المجلسي في البحار زيادة على ذلك : ( فَذلكَ مِائَة باللِّسان ، و ألفُ حسنة في الميزان ، يا فاطمة ، إِنَّكِ إن قلتِها كل يوم كفاك الله ما أهمَّك من أمرِ الدنيا و الآخرة ) .
                    ما ورد عن الإمامين الصادق و الباقر ( عليهما السلام ) :


                    أولاً : عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال في قوله تعالى : ( وَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِرَاتِ ) ـ (الأحزاب : 35 ) :
                    ( مَن باتَ على تسبيحِ فاطمة ( عليها السلام ) ، كَان مِن الذَّاكرين كثيراً و الذَّاكِرات )

                    .ثانياً : و عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( تَسبيحُ فاطمة ( عليها السلام ) كل يومٍ في دُبرِ كل صلاة ، أَحَبُّ إليَّ من صلاة ألف رُكعةٍ في كل يوم ) .

                    ثالثاً : و عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَن سَبَّح اللهَ في دُبرِ كل فَريضة قبل أن يُثنِي رِجلَيه تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) المائة ، وأتبَعَها بـ( ِلا إِلَه إِلاَّ الله ) مَرَّةً واحدة ، غُفِرَ لَهُ ) .

                    رابعاً : و عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) في دُبرِ المكتوبة قبل ، أن يبسِطَ رِجلَيه ، أوجب الله لَهُ الجَنَّة ) .

                    خامساً : و عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَن سَبَّحَ تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) قبل ، أن يثنِي رِجلَيه من صلاة الفريضة ، غَفَر الله له ، و يبدأُ بالتكبير ) .

                    سادساً : و عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، أنه قال : ( مَن سَبَّحَ تسبيح الزهراء ( عليها السلام ) ثُمَّ استغفرَ ، غُفِرَ لَهُ ، و هي مِائَة باللِّسان ، و ألفٌ في الميزان ، وَ تطردُ الشيطان ، و تُرضِي الرَّحمن ) .

                    سابعاً : و عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَا عُبِدَ الله بِشيء مِن التَمْجِيد أَفضَل مِن تَسبِيحِ فَاطمَة ( عليها السلام )) .

                    ثامناً : و عنه ( عليه السلام ) أنه قال : ( إن رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة ( عليها السلام ) : ( يَا فاطمةَ ، إذا أخذتِ مَضجعَكِ من اللَّيل فَسَبِّحي الله ثلاثاً و ثلاثين ، و احمديهِ ثلاثاً و ثلاثينَ ، و كَبِّريهِ أربعاً وثلاثين ، فَذلِكَ مِائَة هي أثقل في الميزانِ مِن جَبَلِ أُحُد ذَهَباً )

                    وفي الختام اسطر تقديري لعموم المطلعين والمشاركين ,وسيما الكاتب العزيز الفاضل (المفيد)

                    التعديل الأخير تم بواسطة مهند المطيري; الساعة 05-12-2015, 03:45 PM.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    Smile :) Embarrassment :o Big Grin :D Wink ;) Stick Out Tongue :p Mad :mad: Confused :confused: Frown :( Roll Eyes (Sarcastic) :rolleyes: Cool :cool: EEK! :eek:
                    x
                    يعمل...
                    X